الثورة نت:
2025-10-12@13:04:30 GMT

وحدة الساحات بين غزة ولبنان

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

 

د. فايز أبو شمالة

عجز الصهاينة في تركيع رجال المقاومة في قطاع غزة، وعجز الصهاينة في كسر إرادة رجال حزب الله، واصطدم على أرض غزة ولبنان برجال لا ترد مفردة الاستسلام في قاموسهم، ولا تراودهم مشاعر الخوف من مواجهة العدو من نقطة الصفر، وهذه معادلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، الذي تجاوز حدود غزة ليصل إلى اليمن، وبحر العرب والبحر الأحمر والمحيط، وليصل إلى أرض العراق وإيران، في معادلة سياسية وعسكرية جديدة، لم يعهدها العدو الإسرائيلي، ولا يرغب باستمرارها على هذه الشاكلة، وهو العدو صاحب نظرية الحرب الخاطفة، وهو العدو غير القادر على حرب الاستنزاف، طويلة الأمد، وهو العدو غير المعتاد على أن تنقل المعركة إلى تجمعاته السكانية، والتي ظلت في مأمن من الجيوش العربية، رغم عدة حروب سابقة.

العجز الإسرائيلي في حسم المعارك في قطاع غزة وجنوب لبنان، والفشل في تحقيق النصر، كان السبب وراء استهداف المدنيين بالقصف والقتل والتدمير، واستهداف المدنيين بالنزوح من ديارهم، بحجة حمايتهم من القصف الإسرائيلي، وإبعادهم عن مواطن الاشتباك، والحقيقة أن العدو الإسرائيلي يلاحق المدنيين النازحين بالصواريخ بشكل لا يقل عن ملاحقتهم بقذائفه وهم في بيوتهم ومدنهم ومخيماتهم، ليكون استهداف المدنيين هو البديل القائم للعجز عن استهداف المقاومين، وتطويعهم، وتحقيق أدنى انتصار يسمح للقيادة الإسرائيلية بإعلان الانتصار، والتوصل لوقف إطلاق النار. ولم يقتصر القاسم المشترك بين أهل غزة وأهل لبنان على النزوح عن بيوتهم، ولم يقتصر القاسم المشترك بينهم على وحدة الساحات، ولم يقتصر القاسم المشترك على وحدة الدم، ووحدة المصير، ووحدة الآمال والأحلام، بل صار القاسم المشترك هو عذاب النازحين ومعاناتهم، وحصارهم، وتجويعهم، في رسالة إلى كل العالم، بأن العدو الإسرائيلي لا يهتم بالرأي العام الدولي، ولا يهتم بقرارات الأمم المتحدة، ولا يعمل حساباً للأمة العربية والإسلامية، ولا يرتعب من ردة فعل الجماهير العربية، وهذا الجموح الصهيوني المدعوم من الغرب الاستعماري، وبالتحديد المدعوم من أمريكا سلاحاً ومالاً ورجالاً ومخابرات وتكنولوجيا، هذا العدو الذي انفلت من عقاله، ليستوحش على المدنيين العرب في لبنان وغزة، ما كان ليستوحش بهذا الشكل لو وجد ردة فعل عربية أو إسلامية أو إنسانية، ولكنه اطمأن للدعم الأمريكي والغربي، وراح يستبيح كل المحرمات بتغطية إرهابية من أمريكا سيدة إرهاب العالم. مشاهد النزوح في لبنان وغزة تطرح على جامعة الدول العربية، وعلى الأنظمة العربية سؤلاً صريحاً: إلى متى تجنحون إلى المهادنة والسلم والخنوع للعدو الإسرائيلي؟ وإلى متى ترون ملايين العرب في لبنان وغزة يموتون تحت القصف، وتحت العسف الصهيوني؟ وهل أنتم تراقبون النزوح أو تباركون الفعل الصهيوني؟ وإلى متى تشترون المهانة والمذلة بالأموال العربية، والموارد العربية؟ وإلى متى تكممون أفواه الشعوب العربية، وتحولون بينها وبين الصرخة المدوية صد إرهاب العدو الصهيوني؟ نزوح الملايين من سكان غزة والضفة الغربية، وعذابهم في ترك بيوتهم المدمرة مهانة تلطخ وجه الجماهير العربية، التي تجهل حاضرها، وتغيب عن مستقبلها، وتترك عدوها، العدو الإسرائيلي ليستفرد بكل جبهة عربية على حدة، حيث أن العدوان على غزة ولبنان عابر للحدود، ويتجاوز أرض غزة ولبنان، وله ارتداداته السياسية والاستراتيجية على كل المنطقة العربية، وهذا يحتم على الجماهير العربية أن تبيت على قلق، وأن تصنع بفعلها مستقبلها، وأن ترسم بدمائها معالم مصيرها، بعيداً عن الهيمنة الأمريكية، وبعيداً عن السطوة الإسرائيلية.

كاتب وسياسي فلسطيني

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قائد انصار الله: جرائم العدو الإسرائيلي في غزة هي جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات الشرعية والقانونية

الجديد برس|

قال قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال العامين الماضيين “الأكثر دموية وإجراماً وطغياناً في هذا العصر”، مؤكداً أن “الجريمة الصهيونية الرهيبة في غزة تستحق أن توصف بأنها جريمة العصر، وجريمة القرن”.

وأكد الحوثي في كلمته أن العدو الإسرائيلي مارس “إبادة جماعية بالقتل الجماعي” باستخدام “أفتك وسائل القتل من القنابل الأمريكية المدمرة والحارقة”، مستهدفاً المدنيين بشكل عام، والأطفال والنساء بشكل متعمد.

ولفت إلى أن سياسات القتل اقترنت بـ”التجويع الشامل والتعطيش”، حيث “استهدف المدنيين في غزة بالتجويع الذي وصل إلى درجة أن يكون حليب الأطفال على رأس قائمة الممنوعات”، كما “استهدف الشعب الفلسطيني في غزة بالتعطيش” من خلال تدمير آبار المياه وشبكة الصرف الصحي، مما جعل “الحصول على شربة ماء في غزة مسألة معقدة ومحفوفة بالمخاطر”.

وأشار الحوثي إلى أن “العدو الإسرائيلي قام بمنع الدواء وتدمير المستشفيات وقتل الكادر الطبي”، وجعل من أبرز أهداف عدوانه الاستهداف المباشر للمستشفيات، حيث “قام بعمليات عسكرية مركزة عليها وارتكب فيها أبشع الجرائم، بما فيها استهداف الأطفال الرضع والخدج”، بهدف “إبادة الشعب الفلسطيني وحرمانه من أي رعاية طبية”.

وأضاف أن العدوان “سعى لإنهاء أحياء كاملة” عبر “التدمير الشامل لقطاع غزة في شماله ووسطه وجنوبه”، مستخدماً “الغارات والأحزمة النارية والعربات المفخخة وكل الوسائل”، بل و”جلب مقاوليه من الصهاينة ليكونوا عاملين في تدمير أحياء كاملة”.

وأكد قائد أنصار الله أن “العدو الإسرائيلي استخدم التهجير القسري منذ اليوم الأول لعدوانه”، وجعله “هدفاً من أهدافه العدوانية” خلال العامين الماضيين، حيث “منع أي حالة استقرار للشعب الفلسطيني ودفعهم للنزوح من منطقة إلى أخرى دون أي استقرار”.

ولفت إلى استهداف المقدسات والمرافق الحيوية، حيث “استهدف أكثر من 1000 مسجد و 95% من المدارس وأوقف عملية التعليم”، بل و”استهدف حتى المقابر، حيث دمر أكثر من 40 مقبرة وسرق أكثر من 2000 جثمان”.

وشدد على أن “العدو الإسرائيلي استهدف الجميع في غزة بكل وحشية وإجرام لا مثيل له”، بما في ذلك “الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني والدفاع المدني”.

وذكر الحوثي أن “مشاهد كل أصناف الجرائم للعدو في غزة كانت شاهدا على بشاعة إجرامه”، مشيراً إلى ممارسات “إرسال الكلاب على المسنين والمرضى” و”التعذيب ضد المختطفين والأسرى” الذي أدى في كثير من الحالات إلى الوفاة.

وأضاف أن “الجرائم والاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبها العدو الإسرائيلي هي جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات الشرعية والقانونية”، مؤكداً أن العدو “في حالة عدوان مستمر منذ بداية احتلاله لفلسطين وإلى اليوم”.

مقالات مشابهة

  • بلدية غزة: العدو الإسرائيلي يمنع وصول المعدات ومكبّ النفايات تحت سيطرته
  • ثغرة أمنية واغتيالات.. ماذا بين غزة ولبنان؟
  • بيان عاجل من حزب الله بعد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • أشهر خطرة ولبنان وغزة في دائرة ترقّب واحدة
  • الثوابتة: العدوان الإسرائيلي خلّف 77 ألف شهيد و170 ألف جريح
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي أخفق في حسم المعركة في غزة
  • قائد انصار الله: جرائم العدو الإسرائيلي في غزة هي جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات الشرعية والقانونية
  • السيد القائد: العدوان الإسرائيلي لعامين هو الأكثر دموية وإجراما في هذا العصر
  • شهداء وجرحى فلسطينيين إثر تواصل قصف العدو الإسرائيلي في قطاع غزة
  • “حماس”: العدو الإسرائيلي يحاول المماطلة والتلاعب بالمواعيد وقوائم الأسرى