مجموعة العشرين تدعو لوقف النار في غزة ولبنان
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
دعا زعماء مجموعة العشرين في بيان مشترك، الاثنين، خلال قمتهم بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، إلى وقف إطلاق نار “شامل” في غزة ولبنان، ورحبوا بكل المبادرات البناءة التي تدعم السلام “العادل والشامل والدائم” في أوكرانيا.
وأعلن أعضاء مجموعة العشرين دعمهم لـ”وقف إطلاق نار دائم” اقترحته الولايات المتحدة في غزة مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، فضلاً عن وقف إطلاق النار في لبنان “الذي يسمح للمواطنين بالعودة بأمان إلى منازلهم” على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وعبّر زعماء مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، والتصعيد في لبنان، وأكدوا على الحاجة الملحة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية.
وقالوا في البيان المشترك، إنهم “متحدون في دعم وقف إطلاق النار الشامل في غزة وفي لبنان”.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قال خلال كلمته في القمة، إن “العدوان الإسرائيلي المستمر في غزة ولبنان تسبب في مستويات غير مسبوقة من المعاناة الإنسانية، ويدفع بالمنطقة إلى شفا حرب أوسع.. ويقوض مصداقية القانون والمؤسسات الدولية”.
وبشأن الحرب الأوكرانية الروسية، قال زعماء مجموعة العشرين في بيانهم المشترك، إنهم “يرحبون بكل المبادرات ذات الصلة والبناءة، التي تدعم السلام الشامل والعادل والدائم” في أوكرانيا.
وجاء في البيان، أن مثل هذا السلام يجب أن يكون “متوافقاً مع مبادئ الأمم المتحدة”، ويعزز العلاقات “السلمية والودية والجيدة” بين الدول المجاورة.
ولم يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة، ومثّل موسكو وزير الخارجية سيرجي لافروف.
وناقش زعماء مجموعة العشرين، الاثنين، مقترحات للحد من الفقر ودعم الدول النامية وإصلاح المؤسسات العالمية، لإعطاء صوت أكبر لـ”الجنوب العالمي”.
كما سلطوا الضوء خلال اجتماعهم في “متحف الفن الحديث” بريو دي جانيرو، على نظام عالمي متغير، في محاولة لدعم الإجماع المتعدد الأطراف قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة في يناير.
واصطدمت مناقشاتهم حول التجارة وتغير المناخ والأمن الدولي بالتغييرات الحادة في السياسة الأميركية، التي تعهد بها ترمب عند تولي منصبه، من التعريفات الجمركية إلى الوعد بحل تفاوضي للحرب في أوكرانيا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز على هامش القمة: “إننا نشهد تغييراً كبيراً في الهياكل العالمية”، مشيراً إلى الثقل المتزايد للاقتصادات النامية الكبرى.
وأضاف: “هذه دول تريد أن تقول كلمتها، ولن تقبل بعد الآن أن يستمر كل شيء على النحو الذي كان عليه لعقود من الزمان”.
واغتنم الرئيس الصيني شي جين بينج الفرصة للإعلان عن مجموعة من التدابير المصممة لدعم الاقتصادات النامية في “الجنوب العالمي”، من التعاون العلمي مع البرازيل والدول الإفريقية، إلى خفض الحواجز التجارية للبلدان الأقل نمواً.
وفي حين ينتظر العالم إشارات من حكومة ترمب القادمة، كان شي يروج للصعود الاقتصادي للصين، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق، التي افتتحت ميناء ضخماً للمياه العميقة في بيرو الأسبوع الماضي.
ورفضت البرازيل حتى الآن الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، لكن الآمال مرتفعة في شراكات صناعية أخرى، عندما يختتم شي إقامته بزيارة دولة إلى العاصمة برازيليا، الأربعاء.
وفي حين لعب شي دوراً محورياً في القمة، وصل الرئيس الأميركي جو بايدن “بطة عرجاء”، مع بقاء شهرين له في البيت الأبيض.
وافتتح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا القمة، الاثنين، بإطلاق تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع، بدعم من أكثر من 80 دولة، إلى جانب البنوك المتعددة الأطراف والمؤسسات الخيرية الكبرى.
وقال لولا، الذي ولد في عائلة فقيرة، ودخل السياسة من خلال تنظيم نقابي لعمال المعادن: “الجوع والفقر ليسا نتيجة للندرة أو الظواهر الطبيعية.. إنهما نتاج قرارات سياسية”.
وأضاف: “في عالم ينتج ما يقرب من ستة مليارات طن من الغذاء سنوياً، فإن هذا أمر غير مقبول”.
وأشاد وزير الخارجية السعودي بإطلاق البرازيل “التحالف الدولي ضد الجوع والفقر”، مشيراً إلى أن المملكة تعتبره “خطوة هامة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي”، معلناً بأن السعودية “يسرها أن تكون جزءاً من هذا التحالف.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: البرازيل الحرب على لبنان وغزة قمة العشرين زعماء مجموعة العشرین وقف إطلاق فی غزة
إقرأ أيضاً:
نصرة الإسلام تدعو لحكم بالشريعة في مالي وتتوعد الروس بعد انسحاب فاغنر
دعت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" إلى إقامة "حكومة شرعية" تحكم بالشريعة الإسلامية في مالي، موجهة تحذيرات حادة إلى روسيا بسبب "الجرائم التي ترتكبها قواتها وميليشياتها ضد الأبرياء في دول الساحل".
جاء ذلك في بيان نشرته وكالة "الزلاقة" التابعة للجماعة، أمس الإثنين، وتناقلته وسائل إعلام إفريقية بالتزامن مع تصاعد الهجمات على الجيش المالي، وانسحاب مجموعة "فاغنر" الروسية من البلاد.
وأكدت الجماعة أن ما أسمته بـ"الصائل الروسي الغازي" سيواجه مقاومة متصاعدة، محذّرة من تكرار التجربة السوفييتية في أفغانستان. واعتبرت الجماعة انسحاب "فاغنر" نصرًا كبيرًا، بعد معارك واسعة قالت إنها خاضتها ضد القوات المالية وحلفائها الروس في عدة مناطق شمالية ووسطى من البلاد.
الانقلاب العسكري في مالي.. تحولات السلطة وبوابة النفوذ الروسي
شهدت مالي انقلابًا عسكريًا في 18 أغسطس 2020 أطاح بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، تلاه انقلاب ثانٍ داخلي في مايو 2021 أزاح الحكومة الانتقالية التي شكلها العسكر أنفسهم، وكرّس سلطة المجلس العسكري بقيادة العقيد أسيمي غويتا، الذي أصبح رئيسًا فعليًا للبلاد.
منذ ذلك الحين، اتجهت السلطة الجديدة في باماكو إلى فك الارتباط مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، وطردت قواتها من البلاد، كما انسحبت من مجموعة دول الساحل الخمس (G5 Sahel)، وفتحت المجال واسعًا أمام النفوذ الروسي العسكري والاقتصادي.
"فيلق إفريقيا".. مأسسة التواجد الروسي بعد فاغنر
مع إعلان مجموعة "فاغنر" الروسية انسحابها رسميًا من مالي، برز كيان جديد يحمل اسم "فيلق إفريقيا" بصفته الجهة الرسمية البديلة، ما يشير إلى تحول استراتيجي في الحضور الروسي في الساحل الإفريقي من نمط المرتزقة إلى نمط المؤسسات العسكرية شبه الرسمية.
وقد أعلن "فيلق إفريقيا" أن روسيا ستواصل دعم باماكو "بشكل أكثر جوهرية"، مؤكدًا أن مغادرة "فاغنر" لن تعني تراجع موسكو عن مشروعها في مالي ودول الجوار. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب العقوبات الغربية وتضفي طابعًا رسميًا على التمدد الروسي المتسارع في المنطقة، خاصة في ظل انسحاب تدريجي للقوى الغربية.
من هي "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"؟
تُعد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" أبرز التحالفات الجهادية المسلحة في منطقة الساحل، وتأسست في مارس 2017 إثر اندماج أربع جماعات: أنصار الدين، والمرابطون، وجبهة تحرير ماسينا، وإمارة الصحراء الكبرى التابعة لتنظيم القاعدة. ويقود الجماعة إياد أغ غالي، وهو شخصية مالية بارزة من الطوارق سبق أن شارك في الحركات الانفصالية ثم اتجه إلى العمل الجهادي.
وتنضوي الجماعة تحت راية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتُعتبر العدو الأول للقوات المالية والفرنسية والروسية، وتنفذ عمليات واسعة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وتركز خطابها على طرد "الاحتلال الأجنبي" وإقامة "حكم شرعي إسلامي"، وتتمتع بقدرات قتالية عالية وتنظيم شبكي يمتد في عمق الصحراء الكبرى.