الكرملين يكشف موقف بوتين من تجميد الصراع في أوكرانيا
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
أكد المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لاستئناف المفاوضات بشأن الصراع الأوكراني مع زعماء دوليين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقال بيسكوف، في تصريحات صحفية، إن بوتين يرى أن تجميد الصراع في أوكرانيا لن يناسب روسيا، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تفعل كل شيء لإطالة الحرب.
في الوقت نفسه، جدد تأكيده أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن عازمة على تأجيج الصراع في أوكرانيا، مشددًا على أن موسكو ستتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة البنية التحتية الحيوية الروسية من أي هجوم.
وكانت خمسة مصادر مطلعة على تفكير الكرملين كشفت في وقت سابق، أن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على مناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وذكرت ثلاثة من المصادر لوكالة “رويترز"، أنه قد يكون هناك مجال للتفاوض بشأن التقسيم الدقيق لمناطق دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون الواقعة بشرق أوكرانيا.
وبينما تقول موسكو إن المناطق الأربع هي جزء لا يتجزأ من أراضيها وتحميها بمظلتها النووية فإن قواتها تسيطر فعليا على ما يتراوح بين 70 و80 بالمائة من المساحة مع بقاء حوالي 26 ألف كيلومتر مربع تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وفقا لما تظهره بيانات مفتوحة المصدر من الخطوط الأمامية.
وقال مسئولان إن روسيا قد تكون منفتحة أيضا على الانسحاب من مساحات صغيرة نسبيا من الأراضي التي تسيطر عليها في منطقتي خاركيف وميكولايف في شمال أوكرانيا وجنوبها.
وأكد بوتين هذا الشهر أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يعكس "الحقائق" على الأرض، لكنه أبدى تحفظه على هدنة قصيرة الأجل من شأنها أن تتيح للغرب إعادة تسليح أوكرانيا.
وقال مصدران إن قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بالسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية من طراز "أتاكمز" على العمق الروسي قد يعقد ويؤخر أي تسوية ويجعل المطالب الروسية أكثر تشددا.
وأضاف المصدران أنه إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن روسيا ستواصل القتال.
فيما كشف مسئولون روس، أن موسكو منفتحة على مناقشة ضمانات أمنية لكييف، لافتين إلى أن هذه الضمانات الأمنية ستشدد على ضرورة عدم انضمامها لحلف شمال الأطلسي "الناتو"
ولم ترد وزارة الخارجية الأوكرانية على الفور على طلب للتعليق من أجل هذه التغطية.
وقال ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات بمكتب ترامب، لرويترز عن الرئيس الأمريكي القادم: "إنه الشخص الوحيد القادر على جمع الجانبين من أجل التفاوض على السلام، والعمل على إنهاء الحرب ووقف القتل".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكرملين بوتين الصراع الأوكراني الحرب تجميد الصراع في أوكرانيا موسكو الرئیس الأمریکی فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ترامب يتراجع عن تهدئة غزة ويدعو للتصعيد وسط أزمة إنسانية
قبل أسابيع قليلة فقط، بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واثق من أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بات مسألة أيام، اتفاق من شأنه إنهاء القتال، وتأمين الإفراج عن الرهائن، والسماح بتدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي يعاني سكانه من المجاعة.
لكن هذا التفاؤل سرعان ما تلاشى. فقد سحب ترامب هذا الأسبوع مفاوضيه من محادثات وقف إطلاق النار، بعد أن اعتبرت واشنطن أن حركة "حماس" ليست منسقة ولا تتصرف بـ"نية حسنة"، حسب تعبيرها.
وقال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، إنه يبحث في "خيارات بديلة" للإفراج عن الرهائن.
وعوضًا عن الدعوة للعودة الفورية إلى طاولة المفاوضات، أشار ترامب يوم الجمعة إلى أنه حان الوقت لتصعيد الحملة العسكرية الإسرائيلية، رغم تصاعد الغضب العالمي جراء صور الأطفال الجوعى في غزة.
ترامب يقلّل من أهمية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين: "تصريح بلا وزن ولن يغيّر شيئًا"
وسيط أمريكي: ترامب يوافق على إقامة دولة فلسطينية
وقال ترامب عن حماس قبل توجهه في رحلة إلى اسكتلندا: "أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمر سيئ للغاية. لقد وصلنا إلى نقطة يجب فيها إنهاء المهمة".
ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا التحول في موقف ترامب يعكس انهيارًا فعليًا للمفاوضات، أم أنه مجرد خطوة تكتيكية تهدف إلى الضغط على حماس لكسر الجمود، كما يرى بعض المسؤولين الغربيين.
لكن تصريحاته أوحت بعدم وجود نية لممارسة أي ضغط على إسرائيل لتخفيف حملتها العسكرية المستمرة منذ 21 شهرًا، على الرغم من تفاقم الأزمة الإنسانية التي دفعت مسؤولًا أمميًا لوصف سكان غزة هذا الأسبوع بأنهم "جثث تمشي على الأرض".
ورفض ترامب الخوض في تفاصيل محادثاته الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أعرب عن استيائه منها قائلًا إنها كانت "محبطة إلى حد ما"، مضيفًا: "عليهم القتال وتطهير الساحة. يجب التخلص منهم"، في إشارة إلى استهداف حماس.
هذا الموقف يمثل اعترافًا صريحًا من الرئيس بأن محاولاته لفرض وقف إطلاق النار الجديد — والتي بدت واعدة في وقت سابق من هذا الشهر — قد انحرفت عن مسارها.
كما أن فشله في إنهاء النزاع في غزة، بالإضافة إلى تعثره في إيجاد حل للحرب الروسية على أوكرانيا، سببا له إحباطًا في وقت يسعى فيه للحصول على جائزة نوبل للسلام.
إلا أن التشاؤم الأمريكي لا ينسجم تمامًا مع المؤشرات الإقليمية؛ إذ أكدت كل من مصر وقطر عزمهما مواصلة الوساطة، ووصفتا تعليق المحادثات الأخير بأنه "أمر طبيعي في سياق مفاوضات معقدة كهذه"، وفق بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية المصرية.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لقناة CNN إن المحادثات "لم تنهَر على الإطلاق"، وأكد أن هناك فرصة حقيقية لاستئنافها.
كما أبدى بعض المسؤولين الأميركيين أملهم في أن تؤدي تعليقات ترامب، بالإضافة إلى قرار ويتكوف سحب الوفد التفاوضي، إلى دفع حماس لاتخاذ موقف تفاوضي أكثر مرونة.
لكن هذا الانسحاب المفاجئ من جانب واشنطن فاجأ الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تجري المفاوضات، ووصف أحد المصادر المطلعة الوضع قائلًا: "إنه زلزال... ونتعامل الآن مع الهزات الارتدادية".
ولا تزال نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات تدور حول توقيت وشروط إنهاء الحرب بشكل دائم، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ومواقع إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي داخل غزة.
وفي حديثه للصحفيين يوم الجمعة في حديقة البيت الأبيض، حمّل ترامب حماس مسؤولية فشل المحادثات، معتبرًا أن الحركة فقدت كثيرًا من نفوذها التفاوضي بعد أن أُفرِج عن عدد من الرهائن أو قُتلوا في الأسر.
وقال: "لقد وصلنا الآن إلى الرهائن الأخيرين، وهم يعرفون ما سيحدث بعد ذلك... ولهذا السبب، لم يرغبوا فعليًا في إبرام اتفاق"، مضيفًا أن هذه هي الرسالة التي نقلها له نتنياهو خلال عشاء جمعهما في البيت الأبيض مؤخرًا.
ولا يُعرف ما إذا كانت تصريحات ترامب ستدفع حماس فعلًا إلى قبول المقترح القائم لإنهاء الحرب، لكنها بدت وكأنها محاولة لإعادتها إلى "واقع الممكن"، على حد تعبير أحد المسؤولين الإسرائيليين.
وفي تصريح لقناة CNN، توقعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن تؤتي جهود ترامب وويتكوف ثمارها في نهاية المطاف، لكنها امتنعت عن تحديد وجهة المفاوضات المقبلة.
وقالت: "لقد حاولنا، والعالم شاهد ذلك... الرئيس ترامب والمبعوث ويتكوف يمتلكان أدوات عديدة، وهما يعرفان اللاعبين جيدًا. وأتوقع أن نُحقق بعض النجاح".
لكن لا ترامب ولا أي من مسؤولي إدارته أرادوا تحديد إطار زمني لهذا النجاح المحتمل، خاصة بعد أن توقّع ترامب بداية يوليو أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسبوع.
ومع تفاقم المجاعة في غزة وتحولها إلى كارثة إنسانية، تتصاعد الضغوط الدولية لاستكمال الاتفاق. وخلال اجتماع في تونس يوم الجمعة، قدّم الرئيس التونسي قيس سعيّد لمساعد ترامب في الشؤون الأفريقية، مسعد بولسس — صهر ابنته تيفاني — صورًا لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، يتناولون الرمل بحثًا عن غذاء.
وقال سعيّد، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق... إنها جريمة ضد الإنسانية جمعاء".
وفي البيت الأبيض، حمّل ترامب حماس مسؤولية منع توزيع المساعدات، وشكا من تجاهل مساهمات بلاده في هذا الصدد.
وأضاف: "الناس لا يعلمون ذلك، ولم نحصل على أي شكر بالتأكيد، لكننا قدمنا 60 مليون دولار كمساعدات غذائية ولوازم أخرى... نأمل أن تصل هذه الأموال، لأنك تعلم أنها تُنهب. الطعام يُنهب. سنقدم المزيد، لكننا قدمنا بالفعل الكثير".
ومع ذلك، لم تجد مراجعة داخلية للحكومة الأميركية أي أدلة على سرقة ممنهجة للمساعدات الأميركية من قبل حماس.
في هذه الأثناء، بدأ بعض حلفاء الولايات المتحدة في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الحملة العسكرية الإسرائيلية. فقد قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي سيلتقي ترامب في اسكتلندا نهاية الأسبوع، إن "التصعيد العسكري غير المتناسب من قبل إسرائيل في غزة لا يمكن الدفاع عنه".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أعلن في منشور مفاجئ على وسائل التواصل الاجتماعي أن فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، وهو إعلان أغضب إسرائيل، واعتبره وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو "صفعة في وجه ضحايا السابع من أكتوبر".
لكن ترامب لم يُبدِ قلقًا كبيرًا حيال الخطوة الفرنسية، ووصفها بأنها "عديمة الوزن".
وقال: "هذا التصريح لا يحمل أي أهمية. إنه رجل جيد، وأنا أحبه، لكن هذا التصريح لا يساوي شيئًا".