في بعض الأوقات، نحسدُ نحنُ، الشّباب اللبنانيّ، شباب بعض الدول العربية والأوروبية وغيرها على جنة الأمن في بلادهم.. هذه الميزة، التي على الرغم من الصمود داخل هذا البلد نفتقدها من وقت إلى آخر، خاصةً خلال هذه الفترة، بعد أنّ سلبت منّا آلة القتل الإسرائيلية أمننا وحريتنا، وبتنا رهينة إنذار، واتصال تحذيريّ، وطائرة مسيّرة، وغيرها من أفكار البطش الإسرائيلي.



منذ 5 سنوات، ولبنان مجروح، يعاني من كافة جوانبه، اقتصاديًا، سياسيا، واجتماعيًا، وحتى الشعب الذي يظهر لك أنّه صامد، وهذا فعلا هو الحال، إلا أنّ داخله مكسور ومحطّم على حال بلد عريق، قدّم للعالم الحرف، والثقافة، والإبتكارات والأدمغة، التي استفادت منها دول العالم ولم يستفد منها الداخل كما يجب.

هكذا يحلّ عيدا العلم والإستقلال على لبنان، مثقلين بالهموم والمشاكل، وسط أزمات تتلبد كالغيوم السوداء في سماء الوطن، ومحملين برائحة البارود وصرخات الأمهات وحطام الأحلام. هذا الوطن الذي حلم به أجدادنا حرًا وسيّدًا، يقف اليوم مثقلًا بأعباءٍ تكاد تطحن قلبه. لا تُرفع الأعلام بزهو كما كانت تُرفع، ولا تُعزف الأناشيد الوطنية إلا على أوتار القهر والغضب.

أكثر من مليون لبناني نزحوا من بيوتهم، تاركين وراءهم ذكرياتٍ امتزجت بدخان المعارك. هل يمكن أن يكون الوطن سجنًا يهرب منه أهله؟ في المدارس والكنائس وبيوت الشركاء في الوطن، يصنع النازحون أوطانًا صغيرة من بقايا عنفوانهم الممزق، لكن الوطن الكبير يبدو ضائعًا بين حقول الألغام ونيران المصالح.

مصالحٌ، دفعت بشبابنا إلى أن يملاوا الطائرات التي خرجت من المطار أسرابا أسرابا حاملة أدمغة وشبابا غادروا بأعينٍ ملأى بالدموع والخذلان. لا يعودون، ولا يلتفتون إلى الوراء، لأنّ الوطن الذي حلموا بخدمته خذلهم مرارًا وتكرارًا.. فهم يعلمون حجم الكسرة التي سيشعرون بها عندما تطأ اقدامهم تراب الغربة، ولكن هكذا اعتدنا نحن كلبنانيين.. اعتدنا على الإستمرارية، والمواجهة، والتحدي، ولن نتوقف عن الحلم.
اليوم، أمام هذا الكمّ من الخراب، يقف اللبنانيون متسائلين: ماذا يعني الاستقلال؟ هل الاستقلال هو علمٌ يرفرف بينما البلد يتهاوى؟ هل هو نشيدٌ يُنشد بينما العيون تذرف دمعًا؟ الاستقلال ليس مجرد ذكرى. إنه مسؤولية، حلم مستمر يجب أن يُحيا كل يوم. ولكنه اليوم يبدو كجثةٍ محنّطة تُعرض في كل عام لتذكيرنا بما فقدناه، وليس بما يجب أن نحافظ عليه.

رغم كل ما مرّ، لا يزال اللبناني يحتفظ بشيءٍ من الصمود. شيء يشبه عناده. شيء يقول: لن نستسلم. قد يبدو الأمل ضئيلاً، لكنه كافٍ ليبقي هذا الوطن واقفًا على قدميه، ولو بترنّح. ربما يأتي يوم يستعيد فيه الاستقلال معناه الحقيقي، يوم ينفض فيه الوطن عن نفسه غبار الحروب والفقر، ليقف قويًا كما حلم به أجدادنا يوم انتزعوه. وحتى ذلك اليوم، سنبقى نبحث في هذا الحطام عن وطن يليق بنا. المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عودة أول فوج للحجاج الجزائريين اليوم الثلاثاء

يعود أول فوج للحجاج الجزائريين، اليوم الثلاثاء، إلى أرض الوطن بعد أداء مناسك الحج لهذا الموسم في ظروف جيدة وتأطير محكم سهرت عليه البعثة الجزائرية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.

وبفضل ذلك، تمكنت الجزائر وللمرة الثانية على التوالي، من الحصول على الجائزة الذهبية “لبيتم”. التي تمنحها وزارة الحج والعمرة السعودية للمؤسسات والجهات التي تقدم خدمات مميزة لضيوف الرحمان.

وفي حفل الحج الختامي لموسم 1446هـ/2025م، تسلم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، بصفته رئيس مكتب شؤون حجاج الجزائر. هذه الجائزة في فئة مكاتب الحجاج الكبرى في مجال تأطير عملية الحج من قبل وزير الحج والعمرة السعودي، توفيق بن فوزان الربيعة.

كما أكد بلمهدي أن هذا التتويج يعد ثمرة للعمل الجماعي والتنسيق المحكم بين مختلف القطاعات المعنية، داخل الوطن وخارجه. ونوه بالدعم المتواصل الذي يحظى به مكتب شؤون حجاج الجزائر من السلطات العليا في البلاد. التي جندت كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لخدمة الحجاج على أكمل وجه، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية.

وكان أول فوج للحجاج الجزائريين قد غادر إلى البقاع المقدسة في العاشر من ماي الفارط، حيث وجه رئيس الجمهورية، بهذه المناسبة، رسالة إلى الحجاج الميامين دعاهم فيها إلى أن يكونوا خير سفراء للجزائر في بيت الله الحرام، لتتوالى بعدها رحلات الحجاج عبر 12 مطارا بمختلف مناطق الوطن.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • فرنسا.. مصرع رجلي إطفاء تحت أنقاض مبنى مشتعل
  • التيار النقابي المهني للأطباء يرفع التهاني لجلالة الملك بعيد الجلوس الملكي
  • المفتي حجازي حيا قوى الأمن لجهودها وإنجازاتها لصالح الوطن واستقراره
  • عودة أول فوج للحجاج الجزائريين اليوم الثلاثاء
  • اكتشافُ أنقاض مدينة في كازاخستان تعود للعصور الوسطى
  • بعد اضطرابات عنيفة.. كيف يبدو الوضع في لوس أنجلوس؟
  • أطلق النار على نفسه... عنصر أمنيّ حاول الإنتحار
  • فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات
  • الراعي في افتتاح سينودس الاساقفة: نحن هنا لنصل إلى الحقيقة الكاملة التي تحرّرنا وتوحّدنا وتطلقنا
  • نائب أمل شكر وقفة عون المشرفة التي طال انتظارها