حقيقة الاتصالات التحذيرية ورسائل التهديد على هواتف اللبنانيين
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
بيروت- في تمام الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، بدأت التحذيرات تتوالى على هواتف سكان مدينة صيدا، الذين تلقوا مكالمات صوتية استمرت حوالي 30 ثانية، تطالبهم فيها بمغادرة منازلهم فورا بسبب "وجودهم في مناطق تعرض حياتهم للخطر".
وفي حديثه للجزيرة نت، يروي إبراهيم الحاج تجربته قائلا "في البداية، ظننا أن التهديد يقتصر على بنايتين في منطقة سيروب بمدينة صيدا جنوبي لبنان، لكن مع مرور الوقت، اكتشفنا أن التحذيرات شملت مناطق أخرى في المدينة"، مضيفا أنهم انتقلوا من منطقة إلى أخرى وسط تزايد القلق، بينما استمرت محاولات البحث عن مكان آمن، واستمر الوضع على هذا النحو لساعات".
ويؤكد إبراهيم أن أكثر من 100 منزل تلقت نفس المكالمة الصوتية، التي كانت تبدو كالتسجيلات الآلية، حيث تكرر النص نفسه بشكل دقيق، وسرعان ما عمّت حالة من الذعر، وبدأ سكان المنطقة يتحركون بشكل عاجل، مغادرين منازلهم وركضوا نحو سياراتهم، مبتعدين عن المكان".
ولم تكن هذه الحادثة حالة استثنائية، إذ تكررت مشاهد مشابهة في العديد من المناطق اللبنانية خلال الآونة الأخيرة، فبينما كانت التحذيرات تركز في البداية على المناطق الجنوبية والضاحية الجنوبية لبيروت، اتسعت رقعتها لتشمل مناطق أخرى في بيروت وخارجها، ما يعكس التصعيد العسكري في مختلف أنحاء البلاد.
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي حسن جوني أن مسألة الاتصالات الخادعة باتت تتكرر بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن بعض الأفراد يلجؤون لاستخدامها كوسيلة لتصفية الحسابات الشخصية أو لإرباك أطراف معينة، وهذا قد يؤدي إلى حالة من الخوف والارتباك تصل في بعض الأحيان إلى نزوح مؤقت قبل التحقق من صحتها، لكنها في أحيان أخرى تكون ذات أبعاد أمنية واضحة.
وأشار جوني في حديثه للجزيرة نت إلى أن بعض هذه الاتصالات تستهدف أشخاصا استنادا إلى أماكن سكنهم السابقة قبل نزوحهم، وليس إلى أماكنهم الحالية، ما يجعل التهديد جديا أحيانا، لكنه يستهدف مواقع غير دقيقة.
واعتبر أن هذا يزيد من الضغط النفسي على النازحين، الذين يعانون بالفعل من النزوح المتكرر والتهديدات المتواصلة، إلى جانب القصف والغارات، كما رأى أن هذه الظاهرة تؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار، خاصة في المناطق التي تُعتبر بيئة داعمة للمقاومة.
وعن مواجهة هذه الظاهرة، لفت جوني إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها الأجهزة الأمنية، موضحا أنها تبذل جهودا كبيرة في تتبع هذه الاتصالات والتحقق من حقيقتها، وتشكل ضغطا كبيرا عليها وتستغرق وقتا، وهذا يزيد من حالة القلق بين المواطنين، موضحا أن التعامل مع مثل هذه الحالات يتطلب أخذ كل اتصال على محمل الجد بسبب ارتباطه بحياة الناس.
أما عن ارتباط الاتصالات بالجانب الإسرائيلي، فاعتبر جوني أن تهديداته غالبا ما تكون عشوائية وتعتمد على معلومات غير دقيقة أو قواعد بيانات خاطئة، وأشار إلى أن "العدو لا يهتم بدقة المعلومات بقدر ما يعتمد على الوحشية في التعامل مع التهديدات، ما يجعل الوضع أكثر خطورة وتعقيدا".
شائعات أم حقيقة؟ويوضح الخبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي رولان أبي نجم، للجزيرة نت، أن الأرقام التي تتصل بالناس لا تحمل رمز 07 المخصص للهاتف الأرضي في لبنان، بل هي أرقام لرموز دولية تستخدم عبر الإنترنت، ولا تتبع أي دولة معينة.
ويشرح أبي نجم أن الإسرائيليين يعتمدون على وسائل أخرى، مثل النشر على تطبيق "إكس" أو تصريحات الناطقين الرسميين، لنقل رسائلهم التحذيرية، بينما الاتصالات الهاتفية المباشرة نادرة جدا، حيث إنه من غير المنطقي أن يتصلوا بشخص بعينه لتحذيره شخصيا، وأي شخص يتابع السياق العام يدرك ذلك".
ويشدد أبي نجم على أن النقطة الأهم في نظره هي أن "الإسرائيليين لا يقومون بالاتصال بالناس مباشرة عبر الهاتف لإبلاغهم بإخلاء المباني، لكن هناك من يستغل هذا الواقع والفوضى الحالية لتحقيق أغراض مختلفة، مثل إثارة البلبلة بين الناس من خلال اتصالات أو رسائل تهديد وتحذير زائفة، تهدف في بعض الأحيان إلى السرقة أو العبث غير المسؤول".
ويشدد أبي نجم بالتأكيد على أهمية توضيح أن الإسرائيليين حتى الآن لم يقوموا بأي اتصالات مباشرة لتحذير الناس، وأن هذه الأخبار تفتقر للمنطق والدقة.
حرب نفسيةويشرح الطبيب النفسي الدكتور أحمد عياش للجزيرة نت، أن القلق الذي يعيشه الناس حالة طبيعية وغير مرضية، إذ يعكس استجابتهم لأحداث واقعية، ويقول "يشعر الناس كأن الريح تحت أقدامهم والموت يطرق الأبواب، فهم يرون بأعينهم أهوال غزة ودمار الضاحية الجنوبية، والخوف هنا ليس وهميا، بل هو نتيجة لتجارب حقيقية عاشها البعض أو حدثت لأقربائهم، حيث لا تزال الدماء حاضرة في الساحات".
من ناحية أخرى، يشير الدكتور عياش إلى أن التعامل غير الجاد مع بعض المعلومات قد أدى إلى مآسٍ في الماضي، وهذا دفع الناس إلى الميل لتصديق الأخبار بدلا من إنكارها، ويوضح أن هذه الحالة نابعة من حرص الناس على حماية أنفسهم من أخطار محتملة، رغم غموض بعض المعلومات.
ويضيف الدكتور عياش: "الحرب النفسية تلعب دورا مركزيا في نشر الخوف بين الناس، حيث إنها أداة تهدف إلى خلق ضغط نفسي على مستويات عدة، تبدأ بالمقاتلين ثم القيادات، وصولا إلى عامة الناس، خاصة الذين لا يعتبرون أنفسهم معنيين مباشرة بالحرب، لحثهم على معارضة الأطراف الداعمة لغزة".
ويوضح الدكتور عياش أن "الناس بدؤوا يدركون أن الاتصالات تواجه بإجراءات مضادة من الجهات الأمنية والجيش تهدف إلى استجلاء الحقائق وتقييم التهديدات الأمنية"، ويشير إلى أن التعليمات الأمنية غالبا ما تتلخص في دعوة المواطنين لأخذ الحيطة والابتعاد لمدة 24 ساعة، حتى تتضح الصورة الأمنية وطبيعة المخاطر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت أبی نجم إلى أن
إقرأ أيضاً:
كنت متلخبطة.. حلا شيحة تكشف عن التزامها دينيا مرة أخرى
كشفت الفنانة حلا شيحة، عن ما تعرضت له من مشاعر متقلبة قبل ارتداء الحجاب ، وحتى وصلت إلى اليقين بالله، مؤكدة التزامها دينيا مرة أخرى.
وقالت حلا شيحة، عبر قناتها على موقع اليوتيوب : "ربنا بيغير الأحوال، محدش أبدًا ييأس من رحمة ربنا، محدش يقول أنا مش هعرف أنا مش كويس ربنا مش هيستجيب، مفيش حاجة اسمها كده، في حاجة اسمها أنا ليا رب كريم وغفور وودود وقريب ومجيب أول ما أنادي له هيرد عليا وهيساعدني، لأن ربنا سبحانه وتعالى بيدي الدنيا لكل الناس للمؤمنين وغير المؤمنين، ولكن لا يعطي الدين إلا لمن أحب، فيكون دايمًا قلبنا اللي ربنا بينظر عليه أننا بنحبك يا رب، أننا معلش بنغلط بس أنت الغفور، أنك تكون طمعان وغرقان في كرم ربنا أوي أنك تكون عارف يقينًا أن ربنا هيغفرلك.
وأوضحت حلا شيحة: حصلي فترة لغبطة ومكنتش بعرف أنام وكلنا بيحصل لينا الفترة دي وهبقى أحكي ليكم الأسباب، والصراعات اللي بتحصل بعد فترة قُرب من ربنا واردة وبتحصل بس مش مهم، والأحلي إني في كل مرة بقع بقول أنا ليا رب.
أعلنت الفنانة حلا شيحة، عن تدشين قناة جديدة عبر موقع يوتيوب، متخصصة في تقديم محتوى ديني.
وقالت حلا شيحة: “أنا سعيدة جدًا إني باتكلم عن ربنا، وسعيدة إن في ناس بتبعتلي تقول لي إحنا بنحب طريقتك”.
وأضافت: "أكتر حاجة بتشغلني وبتملأ قلبي هي حب ربنا، ولما بعدت عنه، قدرت أرجع تاني لأن الآيات كانت محفورة جوايا".
وتابعت: "ناس كتير بتسألني إزاي قدرت أرجع وأكون قوية، الموضوع مش سهل، بس ربنا جميل ودايمًا بيهدينا".
واختتمت حلا شيحة: “سأشارك تجربتي مع القرآن من منظور شخصي وليس كداعية أو مفسرة، بعض الآيات كان لها تأثير عميق علي، وأن الله هو الجمال وهو الذي يهدينا، ويجب علينا دائمًا أن نحسن الظن بالله”.
حلا شيحة تعلن عودتها لارتداء الحجابأعلنت الفنانة حلا شيحة، في وقت سابق، عن عودتها لارتداء الحجاب مجددا، وذلك عبر منشور على حسابها الرسمي بموقع "إنستجرام"، حيث شاركت متابعيها مجموعة من الصور الجديدة وهي ترتدي الحجاب، في خطوة أثارت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأرفقت شيحة الصور بتعليق جاء فيه: "الحمد لله دايمًا"، في إشارة إلى قرارها ورضاها التام عن هذه الخطوة.
وجاءت هذه الخطوة بعد فترة من الجدل حول اختفاء الفنانة عن الساحة الفنية وتراجعها عن بعض المواقف السابقة، إذ سبق أن خلعته قبل عدة أعوام وعادت وقتها إلى التمثيل، قبل أن تختفي مجددًا عن الأضواء.