لجريدة عمان:
2025-05-29@04:10:50 GMT

دورة في علم العروض بصلالة

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

دورة في علم العروض بصلالة

نظم مجلس إشراقات ثقافية دورة تدريبية بعنوان "علم العروض في الشعر النبطي" قدمها المدرب والشاعر السعودي صدام سعد كدة بمكتبة دار الكتاب العامة بصلالة لمدة يومين.

قدم المحاضر في اليوم الأول تعريف علم العروض الذي يرجع الفضل في إنشائه إلى العالم الخليل بن أحمد الفراهيدي، كما أوضح أن الكتابة العروضية تختلف عن الكتابة الإملائية، حيث إنها تعتمد على مبدأ اللفظ لا مبدأ الكتابة، أي أن الكتابة العروضية تقوم على مبدأين أساسيين، وهما كل ما ينطق به يكتب، ولو لم يكن مكتوبًا، وكل ما لا ينطق به لا يكتب، ولو كان مكتوبًا إملائيًا، ويترتب على هذه القاعدة زيادة بعض الحروف أو حذفها عند الكتابة العروضية.

وفي اليوم الثاني ناقش أنواع بحور الشعر النبطي، وطريقة وزن كلمات أبياته وأهميتها؛ ليتضح نوع البحر الذي ينتمي إليه البيت.

وقال الشاعر صدام كدة: "بداية تشرفت بمشاركتي ودعوتي من مجلس إشراقات لإقامة دورة عن علم العروض بالشعر النبطي، وشرحت بحور الشعر وكيفية وزن القصيدة، وحقيقة سعيد لوجودي بصلالة ولي زيارات كثيرة لها وسعيد لما وجدته أثناء مشاركتي الحالية، فسلطنة عمان بشكل عام بها تطور كبير في ظل قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله-".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نخب هابيل أم نهب هدوء الريح

ما الذي كان يفعله الشاعر الأردني ماهر القيسي (مواليد مأدبا عام ١٩٨٧) بين عامي 2012 و2021؟ بالتأكيد كان يكتب الشعر دون نشر، وبالتأكيد أيضًا كان "يطير" ليس بالمعنى المجازي بل بالحقيقي، فهو طيار مدني في الخطوط الجوية الملكية الأردنية.

لماذا يسكت الشعراء عن النشر؟ تلك مسألة جديرة بالنقاش، ولكن مهلاً، هل هذا موضوع منفصل أم مدخل مفيد لمناقشة شعر الشاعر وحياته؟ حين ننتهي من قراءة "نخب هابيل" - الكتاب الذي أمامنا الآن - نعرف فورًا أن هذه السنوات الطويلة من الصمت كانت كافية تمامًا لأن يتدرب الشاعر على كتابة فاتنة قادمة، يجمع فيها كل هذا الجمال، وكل هذا العمق، وكل هذه المعرفة.

هكذا، يمكننا قراءة هذا الصمت كتدريبات ذكية على الكتابة الجميلة القادمة، وهو واحد من استراتيجيات قراءة الكتب ومدخل لفهمها والاستمتاع بها وتحليل صورها وربطها بالماضي الشعري للشاعر. لم أقرأ ديوان "كاهن الطين" - ديوان ماهر الأول - لكن يمكنني تخيله، وتكهن عباراته وصوره ولغته، مثل دواويننا الأولى جميعًا، لا بد أنه مليء بالفوضى وعدم الترابط والاندفاعية واللغة الدرامية والصور الجامحة، وهذا ليس عيبًا، بل جزء من البدايات.

لكنه مليء أيضًا بالوعود والبروق التي تسبق الانفجار الشعري القادم المتماسك، وهذا ما وجدته عندما قرأت بعمق ديوان ماهر القيسي الأخير "نخب هابيل" - الصادر عن مؤسسة "ناشرون موزعون" في عمان عام 2021، بحجم متوسط (150 صفحة) وغلاف من تصميم بسام حمدان. هذا الديوان، للأسف، لم يُوزّع جيدًا، ولم يكن العالم - ولا الأردن - مهيّئين لتتبع الدواوين الشعرية في ظل كارثة اسمها كورونا، وهكذا ظلم هذا الديوان الجميل.

النصوص الشعرية في هذا الكتاب متدفقة ومتنوعة، بعناوين لذيذة وطريفة مثل: "ما قاله النهر"، "بكاء سري"، "جنازة ومشيع واحد"، "عتمة القصائد"، "عابث سبيل"، "إحداثيات خرائط الوادي"، و"هشاشة"، وغيرها من العناوين الجميلة التي تحفزك على فتح الصفحات، مدفوعًا بفخامة وغموض هذه العناوين.

منذ أولى صفحات الكتاب تواجهنا عبارة لافتة، مفجّرة، ساخنة، وعميقة جدًا: "مرةً حين قرر الرحيل نظرنا إلى البيوت وبكينا. مرةً حين قررنا المكوث نظرنا إلى البيوت وبكينا." هل يمكن أن أدخل هذا الكتاب من هذا المدخل الساحق؟ نعم، بالتأكيد! فالتنوع في القصائد والموضوعات المختلفة لا يحجب عنا خيطًا واضحًا يجمعها جميعًا: خيط الحنين المحروق والملل من كل شيء. من أين يأتي سحر هذا الكتاب؟ هل من رومانسيته الخادعة، حيث يوهمنا الشاعر بوجود حب وحنين وانتظار وامرأة فاخرة... ثم يكسر ذلك فجأة بسخرية طريفة أو عبارة فظة، فيذهب الشعور الأول، لكننا ننتقل معه إلى جمال آخر في مساحة أخرى.

كأن ماهر يقول لنا: "ماذا سأقول لكم عن مشهد امرأة تنتظر؟ عن حب رجل خارق يتعذب؟ لقد قيل كل ذلك... فسامحوا واقعيتي!" لكنها ليست واقعية طبيعية، والمسامحة التي يطلبها ليست مسامحة عادية، فهو لم يُخطئ، بل خيّب ظن القارئ الذي اعتاد لغةً محددة وصورًا ثابتة. هنا، يكسر ماهر اللغة التي بدأ بها ويغرقنا في صور فكاهية تحطم جدية الشعر الجامدة. من أين يأتي سحر هذا الكتاب أيضًا؟ من ذلك التفلسف الخفيف والأسئلة الكونية المخففة النبرة في القصائد. في أكثر من نص، يأخذنا ماهر القيسي إلى داخلنا - إلى مفارقاتنا، ضعفنا، سطحيتنا، أمراضنا - دون أن يمنح أي جواب، فهو نفسه لا يملك الجواب. أليس هذا هو الشعر؟ نعم، الشعر: السؤال... لا الجواب.

أن تتمنى لو يتفق مرة موعد طائرته مع موعد طائرتك. و يقودك إلى حيث تسافر, يا لها من فكرة شعرية! أن يقودك في الجو طيار شاعر، كلما شعرتُ بمطب هوائي أقول: ها هو صديقي الطيار يخترق ضباب صورة ؛, يتحرك جناح الطائرة بفعل ريح فأقول ها هو يهز مجازا مستعصيا، ترتفع الطائرة فجأة فأقول ها هو يحاول في قصيدته لمس المطلق.

تحية الى صديقي الشاعر الاردني في الملكية الأردنية ابن ريف مأدبا الطيار ماهر القيسي. وهو يطير الآن بركاب آخرين محظوظين الى حيث يسافرون.

مقالات مشابهة

  • نخب هابيل أم نهب هدوء الريح
  • قبل انطلاق المهرجانات الصيفية… صندوق التعاضد للفنانين يذكر برسوم العروض والعقود
  • اليوم.. قصور الثقافة تقدم 10 عروض مسرحية بالاسماعيلية ضمن مشروع المسرح التوعوي
  • شَبَه الكتابة بالطبخ
  • السنعوسي يستعرض «سِفر العنفوز» ورحلة الكتابة
  • ناقد رياضي يعلق على رفض رامي ربيعة العروض المقدمة له
  • المجلس الإماراتي لكتب اليافعين يطلق مسابقة «الكتابة الإبداعية»
  • دعاء المساء مكتوب في أول أيام العشر الأوائل من ذي الحجة | ثوابه مضاعف
  • اختتام أنشطة الدورات الصيفية في حجة
  • بين الشعر والشعور والشاعر