سودانايل:
2025-06-26@08:06:46 GMT

اجتماعات علنية تكشف مأزق “الفارين من العدالة”

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

أثارت الاجتماعات العلنية لحزب المؤتمر الوطني، الجناح السياسي لتنظيم الإخوان، والتي شهدت انقسامات وخلافات كبيرة، جدلا واسعا حول الحرية التي يتمتع بها عدد من قيادات التنظيم الفارين من السجون والمطلوبين للعدالة الدولية، والذين شاركوا في تلك الاجتماعات، واتهم محللون ومراقبون قيادات الجيش بالتغاضي عن إعادة القبض على تلك القيادات رغم تحركاتها العلنية، في وقت تتم فيه ملاحقة واعتقال سياسيين من تنظيمات أخرى رافضة للحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الحالي.



وانعقد خلال الأسبوعين الماضيين اجتماعان لفصيلان متنافسان داخل الحزب، يقود أحدهما عمر البشير، وأسفر عن تعيين مساعده أحمد هارون رئيسا للحزب، في حين رفض الفصيل الثاني الذي يقوده نافع علي نافع وهو مساعد سابق للبشير أيضا مخرجات الاجتماع وسعى لتنصيب إبراهيم محمود.

خروج غامض

في الواقع، خرجت معظم قيادات الفصيلين المشاركة في الاجتماعات من السجون في أعقاب اندلاع القتال في الخرطوم في منتصف أبريل 2023، وسط روايات متباينة عن الطريقة التي أخرجوا بها.

وعند اندلاع القتال كان البشير في إحدى المستشفيات العسكرية في أم درمان شمالي غرب الخرطوم مع اثنين من أعوانه، بعد تحويلهم من سجن كوبر شرقي الخرطوم، فيما كان هارون ونحو 14 آخرين من قيادات التنظيم، محتجزين في السجن.

وبعد الإطاحة بحكمهم الذي استمر 30 عاما، في أبريل 2019، اعتقل البشير وهارون وعدد من عناصر تنظيم الإخوان بتهم تصل عقوبتها للإعدام منها المشاركة في انقلاب 1989، كما يواجه البشير وهارون، تهما أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حرب دارفور التي اندلعت في العام 2003 واستمرت نحو 17 عاما وشهدت أعمال قتل واغتصاب وحرق ونزوح ولجوء طالت أكثر من مليوني شخص.

ووفقا لروايات متداولة، فقد تم نقل البشير وعدد من أعوانه من المستشفى إلى مكان مجهول.

وبالنسبة للمحتجزين داخل سجن كوبر، تشير إحدى الروايات إلى أن قوة مسلحة تابعة للتنظيم اقتحمت السجن وأخرجتهم واقتحمت سجنا آخرا وأخرجت 28 ضابطا في جهاز الأمن كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بعد إدانتهم قبل أحداث الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، بتهمة قتل معلم بطريقة بشعة أثناء فترة الحراك الشعبي الذي انطلق في ديسمبر 2018.

لكن في أبريل الماضي، قال مدير عام السجون في السودان، إن إدارة سجن كوبر هي من سمحت بإخراج عناصر التنظيم من السجن بعد أيام من اندلاع القتال. وأوضح أن عملية إخراجهم تمت بعد توقيعهم على تعهدات بناء على أوامر من نائب رئيس القضاء.

حرية التحرك

رغم التهم الخطيرة الموجهة ضدهم، يتحرك بعض الذين شاركوا في الاجتماعات بحرية تامة في مناطق سيطرة الجيش.

وفي يناير الماضي، كشف أحد قادة التنظيم في مقطع فيديو موثق، عن لقاء أجراه معهم أحمد هارون في منطقة الجزيرة بوسط البلاد، بعد أشهر من اندلاع الحرب بهدف وضع خطط للتحشيد الشعبي.

وفي هذا السياق، يقول المعز حضرة، عضو هيئة الاتهام في قضية انقلاب 1989 والتي كان يحاكم فيها البشير وعدد من أعوانه المشاركين في الاجتماعات الأخيرة: "عناصر التنظيم الذين شاركوا في الاجتماعات الأخيرة جاءت بسبب السماح لهم بالتحرك بحرية كاملة، لذلك تقع المسؤلية على قائد الجيش والأجهزة التابعة له".

ويوضح: "بعد انقلاب 25 أكتوبر ظهر عدد من عناصر التنظيم علانية في حين أنهم وفقا للقانون يجب أن يكونوا محتجزين في إحدى سجون المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش".

ويضيف: "السماح لعناصر حزب محلول بعقد اجتماعات علنية في حين أنهم كانوا يحاكمون في قضية جنائية تتعلق بواحدة من أخطر الجرائم المنصوص عليها في القانون السوداني، هو انتهاك واضح".

حماية الجيش

يلقي الكثير من المراقبين باللوم على قيادة الجيش لسماحه بتحركات عناصر تنظيم الإخوان، ويشيرون إلى أن تغلغل التنظيم داخل الجيش هو أحد أهم الأسباب التي وفرت المساحة الواسعة التي أتاحت لعناصر التنظيم الفارة من السجون تنظيم الاجتماعات الأخيرة.

ورغم انتقاد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان نهاية الأسبوع الماضي اجتماعات التنظيم واعتبرها خطرا على البلاد، إلا أن مراقبين شككوا في تلك الانتقادات، مشيرين إلى تماهي الأجهزة الأمنية والعدلية مع التنظيم، مستندين إلى نفوذ التنظيم داخل الجيش.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي وائل محجوب تصريحات البرهان الأخيرة التي انتقد فيها انعقاد الاجتماع، "لا قيمة لها"، وتساءل: "إن كان البرهان معترضا على قيام الاجتماع، فلماذا ما يزال قادة الحزب من الهاربين من السجون طلقاء، ويحظون بالحماية من الأجهزة الرسمية، ويقودون التعبئة السياسية والحربية، ويمارسون النشاط السياسي؟"

وأضاف: "أين كانت الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تمنع أي نشاط مدني وتعتقل وتلاحق من يقومون به؟"

وقال محجوب لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن انعقاد اجتماع التنظيم بمشاركة قادته الهاربين من السجون، والمطلوبين للعدالة المحلية والجنائية الدولية، "يجسد طبيعة المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد، ويعبر عما تنطوي عليه هذه الحرب من مخططات متعددة".

وحذر محجوب من تبعات سياسة التماهي مع التنظيم وواجهاته، وقال "ترك المجال مفتوحا أمام التنظيم يمثل تهديدا للقوى المدنية وخطرا داهما على مستقبل البلاد ووحدتها".  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الاجتماعات عناصر التنظیم من السجون

إقرأ أيضاً:

صحيفة قبرصية تكشف عن موجة نزوح استيطاني إلى الجزيرة عقب هجمات إيران على “إسرائيل”

الجديد برس| كشفت صحيفة “بوليتس” القبرصية عن تصاعد ظاهرة شراء “إسرائيليين” لأراضٍ ومنازل في جزيرة قبرص، بالتزامن مع تداعيات المواجهة العسكرية الأخيرة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، والتي تسببت في أضرار هائلة ونزوح واسع داخل الكيان المحتل. وبحسب تقرير الصحيفة، فإن عدد “الإسرائيليين” في قبرص بلغ نحو 15 ألف شخص، في ظل نشاط محموم تقوده حركة “حباد” اليهودية، والتي باتت تعمل على تهيئة بنية اجتماعية ودينية لاستقبال المستوطنين القادمين من الكيان، وسط مؤشرات على تشكل نواة مدينة إسرائيلية مصغّرة داخل الأراضي القبرصية. وأكدت الصحيفة أن الطلب المتزايد على شراء العقارات من قبل الإسرائيليين بلغ مستويات غير مسبوقة، في سياق ما يُشبه الهروب الجماعي لعائلات المستوطنين، بعد تصاعد المخاوف الأمنية من تجدد الهجمات الإيرانية. وفي سياق متصل، أفاد موقع “غلوبس” الاقتصادي الإسرائيلي بأن كل صاروخ إيراني سقط في الأراضي المحتلة خلال المواجهة الأخيرة تسبب في نحو ٤٠٠٠ مطالبة تعويض من المواطنين، فيما تم إجلاء أكثر من ١٨ ألف مستوطن خلال ١٠ أيام فقط، نُقل ١٢ ألفًا منهم إلى فنادق، بينما تم تسكين البقية في منازل مؤقتة أو مستأجرة. وبحسب تصريحات نقلتها صحيفة “معاريف” عن أمير دهان، مدير قسم التعويضات في سلطة الضرائب الإسرائيلية، فقد تجاوز عدد دعاوى التعويض المقدمة منذ بدء المواجهات مع إيران ٤٠ ألف دعوى، متوقعاً أن يصل الرقم إلى ٥٠ ألفاً في حال استمرار الأزمة، موضحًا أن حجم التعويضات المصروفة حتى الآن بلغ نحو 2.5 مليار شيكل، مع توقعات أن يصل المبلغ الإجمالي إلى 5 مليارات شيكل (حوالي 1.5 مليار دولار). ويأتي هذا النزوح باتجاه قبرص في ظل قلق متزايد لدى شريحة واسعة من الإسرائيليين من تكرار سيناريو الحرب والتصعيد الإقليمي، ما يعزز من اتجاهات الهروب والاستثمار في الملاذات الآمنة، وأبرزها جزيرة قبرص ذات الموقع القريب جغرافيًا، والمناخ السياسي المستقر نسبيًا.

مقالات مشابهة

  • أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل إطلاق وجهة “لازورد” في الخُبر التي تضم أكثر من 8 آلاف وحدة سكنية
  • تحالف “الحلو” و”حميدتي” هل يسعى لتطويق الجيش السوداني في كردفان؟
  • أمير الشرقية يرعى حفل إطلاق وجهة “لازورد” في الخُبر التي تضم أكثر من 8 آلاف وحدة سكنية
  • “الأغذية العالمي”: المساعدات التي ادخلت أقل من حاجة غزة وتكفي ليوم واحد
  • صحيفة قبرصية تكشف عن موجة نزوح استيطاني إلى الجزيرة عقب هجمات إيران على “إسرائيل”
  • لدعم البرامج الإصلاحية والتأهيلية.. أمير الجوف يشهد توقيع مذكرة شراكة بين سجون المنطقة وجمعية “أُولي النُّهى”
  • “عندو صفتين” .. نيللي كريم تكشف مواصفات زوجها المستقبلي
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية: تنظيم “داعش” عابر للحدود، وسوريا تتعاون مع دول الجوار لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية: الوزارة حريصة على أن تجد العدالة طريقها، وأن يشعر الناس بالأمن والاستقرار، كما أن تنظيم “داعش” تعرض لضربة أمنية قاصمة في العاصمة دمشق ومحيطها
  • “بعد وقف إطلاق النار”.. الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه الكيان / شاهد