حرب السودان النساء يسددن فاتورة باهظة
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
بعد أقل من شهر يطوي العام الحالي مودعا، ونحن علي مشارف العام الجديد ،ليس هنالك بارقة أمل لتوقف حرب 15 أبريل 2023م بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التي حصدت أرواح عزيزة وشردت نحو (11) مليون الي نازح، ولاجئي وحاجة (26) مليون شخص للغذاء، العام 2024، لم يأتِ بأي بشرى تُفرِح السودانيين وتُبشرهم بانتهاء الحرب، سوى
تقرير: حسين سعد
بعد أقل من شهر يطوي العام الحالي مودعا، ونحن علي مشارف العام الجديد ،ليس هنالك بارقة أمل لتوقف حرب 15 أبريل 2023م بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التي حصدت أرواح عزيزة وشردت نحو (11) مليون الي نازح، ولاجئي وحاجة (26) مليون شخص للغذاء، العام 2024، لم يأتِ بأي بشرى تُفرِح السودانيين وتُبشرهم بانتهاء الحرب، سوى المزيد من الانتهاكات التي أرتكبها طرفي النزاع، لاسيما قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وولاية الخرطوم ،ومدينة سنجة والسوكي وأبو حجار وأبو نعامة بولاية سنار وعدد من القري بالولاية ،ومدينة الدندر،وولايات دارفور الخمسة وعدد من مدن وقري ولاية شمال كردفان وغرب كردفان ومدن وقري بولاية النيل الأبيض وعدد من القري والمدن بولاية نهر النيل ،كل تلك الإنتهاكات الدامية،أضافة لحياة السودانيين سنة أخرى من الانتهاكات المروِّعة، في ظل استمرار انهيار مؤسسات الدولة وتوقف عجلة التعليم والصحة والخدمات وتراجع الانتاج الزراعي عقب خروج شيخ المشاريع الزراعية مشروع الجزيرة والمناقل من دائرة الامنتاج بجانب المشاريع الزراعية المطرية،هذه الحرب الكارثية نتج عنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، ويواجه المدنيّون السودانيين نحو (20) شهراً فواجع ومعاناة ، وتُرتكب بحقهم العديد من الفظائع والانتهاكات، فلم يراعي طرفي النزاع في هذه الحرب الكتارثية ، أيًّا من القواعد القانونية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولم تعِر المبادئَ الحاكمة للنزاعات المسلحة أيَّ اهتمام، وأظهرت تجاهل فاضح من خلال إرتكابها الآلاف من الانتهاكات الصارخ
إنتهاكات متعددة:
ويعكس هذا التقرير الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين خاصة النساء والاطفال وكبار السن الذين يتم إذلالاهم في اليمن، وتسليط الضوء عليها وبما يمكن من نقل صورة حقيقية عن الانتهاكات التي يعيشها المدنيين، وحجم تلك المعاناة والمسؤولين عنها، كواحدة من أكثر الفئات هشاشةً وعجزًا في المجتمع، علاوة على كونها لا تمتلك السبل للتعبير عما تعانيه وتتعرض له، ما يجعلها فئة منسية، ومعاناتها غير مرئية بالنسبة للكثيرين، وبمعنى آخر، فإن هذا التقرير يمثل محاولةً لإيصال صوت المدنيين، ونقل مأساتهم، وتعرية أطراف النزاع وفضح انتهاكاتهم بحق المدنيين لاسيما الذين كانوا في طريقهم للخروج الي مناطق أمنة حيث يتم نهب أموالهم، وهواتفهم والاساءة لهم بالرغم من اتخاذهم طرق غير امنة والغالبية يسيروا بالاقدام لمسافات طويلة وأخرينيتم ترحيلهم بواسطة وسائل نقل غير صالحة، وتفتقد إلى أدنى معايير السلامة، ويواجهون خلال رحلتهم العديد من الصعوبات، ويتعرضون لانتهاكات مباشرة عدة أبرزها القتل، والتشوية، والاحتجازات التعسفية والاختفاء القسري، والتعذيب، والانتهاكات القائمة على النوع الاجتماعي، كالتحرش والاغتصاب، بالإضافة إلى الاستغلال، والتجويع، والنهب، والابتزاز، والعنف بشتى أنواعه، وما حصل في الجزيرة وسنجة ودارفور والخرطوم من إنتهاك أسفر عن قتل أعداد مهولة من القتلى والجرحى، ودمار واسع النطاق حول مدن بـأكملها إلى ركام، وحركات نزوح داخلي خارجة عن السيطرة، وأزمات لاجئين ترددت أصداؤها حول العالم.
فاتورة باهظة:
من الانتهاكات التي طالت النساء في هذه الحرب الكارثية جريمة الاغتصاب الذي إستخدم كسلاح في هذه الحرب بجانب القتل والاعتقال والمراة السودانية قبل حرب 15 ابريل عانت القوانيين المهينة والمذلة التي فرضها النظام البائد طوال حكمه للسودان عبر انقلاب الجبهة الاسلامية في العام 1989م لكن هذه الحرب فاقمت من تزايد العنف ضد المراة حيث خلفت الحرب أثار أقل ما توصف بالكارثية علي المراة لأسباب كان أبرزها الأزمة الاقتصادية، وانهيار الخدمات، واضطرت النساء إلى القيام بأدوار شركائهن من الذكور الذين إما قُتلوا أو ذهبوا للقتال أو تم اعتقالهم أو كانوا ضحايا لأشكال أخرى من الغياب الإجباري، أو فقدوا مصادر دخلهم بسبب الحرب ، ما حمّل النساء أعباء بالغة الصعوبة تمثلت في كونها المعيل الوحيد ورب الأسرة، ووضعتهن الحرب أمام مسؤوليات تفوق قدراتهن. ورغم ذلك . وإلى جانب الأعباء الكثيرة التي أضافتها الحرب على كاهل النساء، يعتبر العنف ضد المرأة واحداً من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا ، وكشفت المنظمات الحقوقية الخاصة بالدفاع عن حقوق الانسان عن انماط تلك الإنتهاكات التي تطال المرأة السودانية التي مازالت تسدد فاتورة باهظة بسبب الحرب اللعينة فمعاناة النساء في السودان ، فردية وجماعية، فلا تكاد توجد امرأة في السودان لاسيما مناطق النزاع السابقة و الحالية لم تفقد فرداً أو أكثر من عائلتها، بمن فيهم أطفالها، والناجيات لا يملكن رفاهية الحداد على أزواجهن او أولادهن وأحياناً كثيرة لايجدن طريقة لدفنهم،وبعض النساء يتم اغتصابهن واستخدام ذلك كسلاح في الحرب وهنا يمكن الاشارة الي الحرب في جبال النوبة والنيل الازرق في الثمانيات وكذلك في العام 2011م ،وايضا في دارفور في العام 2003م التي حدثت فيها انتهاكات فظيعة لحقوق الانسان شملت القتل والاختطاف والتعذيب والاغتصاب فضلا عن الحرب الحالية وانتهاكات نظام الحركة الاسلامية طوال فترة حكمه التي بلغت (30) عاما
تزايد الحالات..
ومن جهته قال محمد فوزي عضو لجان مقاومة الحصاحيصا في حديثه مع سودانس ريبورترس ان قوات الدعم السريع علي علم لارتباط إنسان الجزيرة بأرضه ومشروعه الزراعي لذلك أتجه الدعم السريع لاستخدام سلاح القتل والاغتصاب والتهجير القسري وزواج الطفلات، وأضاف في ديسمبر الماضي كانت حالات الاغتصاب متفرقة لكن في أكتوبر 2024م صارت حالات الاغتصاب ضخمة وممنهجة وليس لها وازع أخلاقي ،وتابع( حالات الاغتصاب والاحصائيات التي كشف عنها الاعلام قليلة جدا ،وهنالك حالات لاعتقال النساء والفتيات وترحيلهن من الجزيرة الي الخرطوم مقر معتقلات الدعم السريع.
تقصي الحقائق..
- من جهتها قالت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان في تقريرها الأول في سبتمبر 2024م إن الأطراف المتحاربة في السودان ارتكبت مجموعة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الدولية، بما في ذلك العديد من الجرائم التي قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما استهدفت الأطراف المتحاربة المدنيين - وكذلك أولئك الذين يساعدون الناجين أو يوثقون الانتهاكات - من خلال الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والاعتقال والاحتجاز التعسفي، فضلاً عن التعذيب وسوء المعاملة. وقد خلص التقرير إلى أن هذه الانتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب تتعلق بالعنف ضد الحياة والأشخاص وارتكاب انتهاكات للكرامة الشخصية.الجدير بالذكر ان النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أقر علي عناية خاصَّة بجرائم العنف الجنسي التي ترتكب بحق النساء فقد قرَّر لها ضمانات قانونية بدءا من خضوعها لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية بصفتها جرائم ضدَّ الانسانية أو جرائم حرب، حيث كرَّس مجموعة من التدابير لحماية ضحايا وشهود جرائم العنف الجنسي من النساء كما أقر مبدأي عدم تقادم الجرائم والمسؤولية الجنائية الفردية اللذان يسمحان بمحاكمة كل مرتكبي جرائم العنف الجنسي ضدَّ النساء ومعاقبتهم دون استثناء ليتحقق بذلك الهدف من وجود المحكمة الجنائية ألا وهو مكافحة الافلات من العقاب وتحقيق العدالة الجنائية.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الانتهاکات التی من الانتهاکات الدعم السریع العنف الجنسی فی السودان هذه الحرب فی العام
إقرأ أيضاً:
الحرب وتفشي الكوليرا ومصادرة حقوق الإنسان
الحرب وتفشي الكوليرا ومصادرة حقوق الإنسان
تاج السر عثمان بابو
1تستمر جرائم الحرب اللعينة والخسائر في البنيات التحتية، ومقتل وفقدان الآلاف من الأشخاص، ونزوح الملايين، اضافة لاستمرار استهداف محطات توليد الكهرباء والماء ومستودعات الوقود والمطارات. الخ من المؤسسات التي تؤثر على حياة المواطنين اليومية مثل: توقف خدمات الكهرباء والماء والاتصالات، وارتفاع اسعار الوقود الذي يؤدي إلى المزيد من ارتفاع تكاليف المعيشة والخدمات، كما حدث في بورتسودان وعطبرة، وأخيرا في كوستي الثلاثاء حيث استهدفت ضربة لـ«قوات الدعم السريع» قصفت مستودعاً للوقود ومقر الفرقة 19 بمسيَّرة استراتيجية، ما تسبب في إشعال النار بالمستودع». إضافة لأزمة النزوح، بعد أكثر من عامين من القتال، أصبحت أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم، حسب منظمة الصحة العالمية، حيث أُجبر 14.5 مليون شخص على الفرار من ديارهم، من بينهم ما يقرب من أربعة ملايين شخص التمسوا اللجوء في دول مجاورة، بما في ذلك مصر وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
كما يستمر الفساد والنهب وتهريب الذهب والمحاصيل النقدية والثروة الحيوانية للخارج، والصرف الضخم على الحرب على حساب الخدمات الصحية والإنسانية، مما فاقم من تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية. إضافة لدور المحاور التي تسلح طرفي الحرب بهدف نهب ثروات البلاد،وايجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر.
2كما يستمر التدهور في الأوضاع الصحية، كما في تفشي مرض الكوليرا الذي تحاول حكومة الأمر الواقع التقليل منه كما نفت من قبل وجود مجاعة ، فقد دعت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إلى إعلان حالة طوارئ صحية عاجلة في كافة مناطق تفشي الكوليرا، وفتح مراكز عزل متخصصة في المستشفيات، وناشدت في بيان، الثلاثاء، المنظمات الإنسانية والصحية الدولية بالتدخل السريع، وتوفير المحاليل الوريدية، وأدوات التعقيم، وأدوية الطوارئ.
وطالبت السلطات الصحية المحلية والمركزية للقيام بدورها تجاه المواطنين، وتكثيف حملات التوعية والرش البيئي.
ودعت الكوادر الطبية والتمريضية والمتطوعين إلى الوقوف بحزم أمام هذا الوباء، والعمل على احتوائه رغم الظروف القاسية.وأشارت إلى أن صمت المجتمع الدولي والجهات الرسمية أمام هذه الكارثة يمثل خذلانًا جديدًا للشعب السوداني، الذي يواجه الموت ليس فقط برصاص الحرب، بل والأمراض التي كان يمكن الوقاية منها.
3من جانب اخر تستمر الحكومة الانقلابية غير الشرعية، في مصادرة الحريات والحقوق الأساسية، كما تم في تعديل الوثيقة الدستورية لتكريس الحكم الإسلاموي الديكتاتوري العسكري، بواجهة مدنية كما في تعيين د. كامل إدريس رئيس للوزراء، وتعديل قانون النقابات لإعادة نقابة المنشأة التابعة للدولة، وفي إلغاء لاستقلالية وديمقراطية الحركة النقابية.
إضافة لمحاولة إدخال تعديلات على قانون الصحافة، بهدف مصادرة حرية النشر والتعبير، وتكميم أقلام وافواه الصحفيين كما في حملة الاعتقالات الجارية وسطهم، كما رصدت نقابة الصحفيين 500 منها، بجانب 30 شهيدًا، حسب البيانات الصادرة، ومصادرة الحريات، بما في ذلك حرية الرأي والتعبير، مما يشير الي محاولة بائسة لتكرار تجربة الإنقاذ في مصادرة الحريات والتي أسقطتها ثورة ديسمبر، ومن المستحيل عودة عجلة التاريخ للوراء.
إضافة لمواصلة الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعتقلين السياسيين ولجان المقاومة والناشطين في لجان الخدمات، والحملات المجيدية كما جاء في بيان من محامي الطواريء ، للتبليغ عن المتعاونين مع الدعم السريع، بهدف استهداف المعارضين للحرب والناشطين السياسيين وفي لجان المقاومة والخدمات و”التكايا” وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحربَ. إضافة كما أشار بيان محامي الطوارئ انهم وثقوا “انتهاكات خطيرة” ارتُكبت نتيجة هذه الحملات، من بينها التصفية الميدانية، والإخفاء القسري، والاعتقالات التعسفية.
4كل ذلك يتطلب أوسع عمل لمقاومة جماهيرية لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، ووقف تفشي مرض الكوليرا والوقوف سدا منيعا أمام مصادرة الحريات من حكومة الأمر الواقع غير الشرعية، وإسقاط تلك التعديلات ووقف حملات الاعتقالات الجزائية الهادفة لقمع وإرهاب الحركة الجماهيرية المتصاعدة، من الصحفيين والقوى السياسية والنقابية ولجان المقاومة، وجلب أوسع حملة تضامن مع شعب السودان، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها.
الوسومالحرب الدعم السريع السودان الكوليرا المستودعات المطارات بورتسودان تاج السر عثمان بابو عطبرة قانون الصحافة كوستي