50 يوماً بالتمام و الكمال مرت، والظلام يخيم على أروقة قصر ثقافة طنطا، المكان عندما تدخله لأول وهلة تعتقد أنه مكان مهجور لا حياة فيه، لكن بداخل المقر يتجمع أعضاء الفرق المختلفة في قاعة القصر، والعاملون على مكاتبهم يمارسون أنشطتهم على ضوء الهواتف المحمولة خاصة الأنشطة والتدريبات التي تقام مساءً، في مشهد يشبه إلى حد كبير المناطق الريفية القديمة التي تعاني من عدم وصول الكهرباء إليها، ويتم أحياناً كثيرة إقامة الندوات الثقافية خارج قاعة القصر، الأمر الذي أدى إلى حالة من الاستياء والغضب الشديد بين الرواد وأعضاء الفرق الفنية المختلفة نظراً لانقطاع الكهرباء طوال هذه المدة بسبب نفاذ الشحن في كارت العداد وعدم وجود ميزانية لإعادة شحنه مرة أخرى.

ويرجع السبب في انقطاع التيار الكهربائي إلى أن عداد الكهرباء يعمل بنظام مسبوق الدفع مما يستلزم الشحن أولاً حتى تعود الحياة للقصر، إلا أن الإجراءات الروتينية المتبعة حالت دون سداد قيمة الشحن مما تسببت في تلك الأزمة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، وتم مخاطبة فرع ثقافة الغربية، وإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، لسرعة سداد قيمة الشحن لإعادة الكهرباء للمكان لكن حتى هذه اللحظة والمخاطبات مستمرة دون جدوى، لعدم وجود ميزانية للشحن، ولا حياة لمن تنادي.

وألقت تلك الأزمة بظلالها على الأنشطة المختلفة خاصة فرق المسرح والفنون الشعبية والندوات اليومية التي يتم إقامتها في الظلام على أضواء الهواتف المحمولة وهو ما أثار استياء الرواد.

وأعرب أحمد الشافعي "مخرج مسرحي" بقصر الثقافة، عن استيائه من التعامل بهذا النمط الروتيني، مشيراً أن النشاط المسرحي والتدريبات تتم في الظلام وهذا أمر غير مقبول، فيما أكد الخبير الإعلامي سمير مهنا "محاضر"، أن عدد الحاضرين في الندوات يتقلص كل مرة عن المرة التي تسبقها بسبب انقطاع التيار، واصفاً الوضع الحالي في قصر الثقافة بـ "السيء" نظراً لبرودة الجو، مع عدم توافر وسائل تهوية وجلوس العاملين في الظلام.

وأضاف رامي جوهر مدرب فرقة الفنون الشعبية بالقصر، أن انقطاع الكهرباء عن قصر ثقافة طنطا يعيق ممارسة كل أنشطة القصر ويحدث فوضى في سير تلك الأنشطة لاسيما ونحن في بداية أشهر الشتاء ودرجات الحرارة المنخفضة ولا يمكن مزاولة نشاط خارج القاعة، الأمر الذي يتطلب تدخل سريع من الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس هيئة قصور الثقافة لحل هذه الأزمة لإعادة مزاولة أنشطة القصر والحفاظ على رواده وحفاظاً على هيبة المكان والوزارة أمام رواد القصر.

يذكر أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قصر ثقافة طنطا لم تكن الأولى من نوعها، حيث أنها سبق وأن حدثت منذ عامين، وخيم الظلام على المكان لأكثر من شهر ونصف تقريبا، ونفس الوضع يتكرر من جديد مما تسبب في حدوث حالة من الغضب والاستياء بين الرواد والمترددين، ورغم نقل بعض الأنشطة الفنية للمركز الثقافي إلا أن هناك أنشطة أخرى مازلت قائمة في قصر الثقافة وهو ما يدعو للتساؤل متى تنتهي أزمة قصر ثقافة طنطا بتخصيص مقر مستقل يتناسب مع استيعاب كافة الأنشطة، بما يليق بقصر ثقافة عاصمة محافظة الغربية.

وكانت أزمة انقطاع الكهرباء في المواقع الثقافية بالغربية قد بدأت في دار الكتب بطنطا منذ نحو ٦ سنوات بعد أن تم تحويل نظام عداد الكهرباء للكارت مسبوق الدفع، مما يستلزم شحن الكارت بشكل منتظم حتى لا تنقطع الكهرباء على الرواد إلا أن نظام الروتين المتبع في إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، تأخر موعد الشحن وانقطع التيار الكهربائي، ويطالب رواد قصر الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بسرعة التدخل لحل تلك الأزمة.

جانب من إحدى بروفات فريق المسرح بقصر ثقافة طنطا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قصر ثقافة طنطا انقطاع الكهرباء أزمة انقطاع الكهرباء قصر ثقافة طنطا قصر الثقافة

إقرأ أيضاً:

وسط تجاهل حكومي.. انقطاع الكهرباء عن لحج لليوم الخامس على التوالي

الجديد برس| تتواصل أزمة الكهرباء الخانقة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة والفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، في وقت يشهد الوضع الاقتصادي والمعيشي تدهوراً غير مسبوقاً. وأكدت مصادر محلية أن التيار الكهربائي منقطع تماماً عن محافظة لحج، جنوبي اليمن، لليوم الخامس على التوالي، دون أي تحرك جدي من حكومة بن بريك لمعالجة الأزمة، رغم مطالبات السكان المتكررة. وتأتي هذه الأزمة ضمن سلسلة من الانهيارات الخدمية التي تعيشها المناطق الخاضعة للحكومة، بالتوازي مع انهيار العملة المحلية، وتوقف صرف المرتبات، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، ما أدى إلى زيادة معاناة المواطنين بشكل حاد. ويواجه المواطنون في لحج، كغيرهم في عدن، شبوة، أبين، وحضرموت، أوضاعاً معيشية قاسية في ظل صيف شديد الحرارة، حيث أصبحت الكهرباء منعدمة بشكل شبه كلي، وسط اتهامات للحكومة والانتقالي بالفشل في إدارة الملف الخدمي وتجاهل معاناة الناس. ويرى مراقبون أن استمرار الأزمات المعيشية سيؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مناطق حكومة عدن، في ظل غياب أي حلول ملموسة أو خطط طارئة للتخفيف من وطأة الانهيار الخدمي والمعيشي.

مقالات مشابهة

  • افتتاح فعاليات ملتقى القاهرة الكبرى الأول للفنون والحرف اليدوية
  • من المتهم الحقيقي في انقطاع الكهرباء عن الجيزة 30 ساعة؟
  • بعد يوم وليلة .. جار اختبار الكابلات وتوصيل الكهرباء بالجيزة
  • وسط تجاهل حكومي.. انقطاع الكهرباء عن لحج لليوم الخامس على التوالي
  • ثقافة الغربية تناقش دور الأدب في مواجهة التطرف وتواصل الاحتفال بثورة 23 يوليو
  • نيجيريا: انقطاع الكهرباء 25 يوما في جنوب غرب البلاد للصيانة
  • فتح باب تلقي أعمال النشر الإقليمي بفرع ثقافة قنا بداية من 3 أغسطس
  • أرقام شكاوى انقطاع الكهرباء في المحافظات بعد تكرار الأعطال
  • انقطاع الكهرباء والمياه يفاقم معاناة أهالي صرمان
  • 16 أغسطس.. أولى جلسات محاكمة المتهمين بإنهاء حياة مرجان بالمحلة