لبنان ٢٤:
2025-07-05@13:34:06 GMT

هل ستكون حرب الستين يومًا آخر الحروب؟

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

ما شهدناه من ردّة فعل النازحين في مراكز الإيواء عندما أُعلن التوصّل إلى اتفاق على وقف النار قد يفوق برمزيته أي مشهد آخر. فبمجرد أن وصل إلى مسامع هؤلاء المبعدين عن بيوتهم وقراهم وأرزاقهم الانباء الأولية عن قرب انتهاء الحرب حتى عمّت الفرحة وعلت الزغاريد وأقيمت حلقات الدبكة. وإن دّلت ردّة الفعل العفوية لدى هذه الفئة من اللبنانيين على شيء فعلى رفضهم الضمني لهذه الحرب، التي قتلت من قتلت وهجّرت من هجّرت ودمّرت ما دمّرت.

وهذا الرفض المعبَّر عنه بالزغاريد والرقص ليس سوى بداية النهاية على رغم معرفة هؤلاء المغلوب على أمرهم بأنهم عندما سيعودون إلى قراهم لن يتمكنوا من معرفة أين كان مكان منزلهم بالضبط. وهذا ما خبره جميع اللبنانيين الذين تهجّروا من قراهم، سواء في "حرب الجبل" أو في حرب تموز. فالعودة ستكون ناقصة ومنغصّة. ولكن وعلى رغم هذه "النغصة" فإن هؤلاء النازحين عازمون على العودة وما تشهده طرقات العودة من الازدحام خير دليل على ذلك.

لا يحسب هؤلاء العائدون إلى قراهم ومنازلهم المهدّمة أي حساب لما ينتظرهم من مشاهد سبق لهم أن شاهدوها عندما عادوا إليها بعد انتهاء حرب تموز. فما تهدّم سيعاد بناؤه. وفي الانتظار يفضّل هؤلاء نصب خيمة على أنقاض منازلهم بدلًا من أي مكان إيواء آخر، من دون أن ينسوا ما قُدّم لهم في هذه المراكز من محبة ومما يحتاج إليه المرء من أساسيات العيش، ولو بحدّها الأدنى. وعلى هذا الأساس التضامني يمكن إعادة التأسيس لمرحلة ما بعد الحرب. فما ينتظر اللبنانيين من حلول ممكنة ومتاحة أكثر بكثير مما هو متوقع. وإذا أراد المرء تعداد ما يجب القيام به في اليوم التالي فلن يتمّكن من إتمام هذه المهمة في وقت قصير.

فبداية البدايات ستكون حتمًا بانتشار الجيش حيث كان يجب أن يكون قبل حرب الاسناد وقبل الحرب الإسرائيلية التدميرية. وهذا الانتشار لن يكون صوريًا كما يحاول البعض تصوير الأمر، بل ستكون له مفاعيل ونتائج تفوق التوقعات والآمال. وهذا الدور المعَدّ للجيش مفصلي من حيث تلازمه مع موقف سياسي جامع ومتوافق عليه، باعتبار أن للمؤسسة العسكرية كامل الثقة بإمكانية بسط سلطة الدولة على كامل التراب الجنوبي وإعادة الهدوء إلى هذا الجزء من الوطن، الذي يحتاج اليوم إلى الاستقرار أكثر من أجزاء الوطن الأخرى.
أمّا ثاني البدايات فستكون بسحب "حزب الله" سلاحه الثقيل إلى شمال الليطاني، بالتزامن مع انسحاب إسرائيلي من القرى التي دخل إليها، وذلك في انتظار اكتمال مشهدية عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم في انتظار بدء ورشة إعادة الاعمار. وهذه الورشة تتطلب أولًا تدّفق المساعدات من الدول الشقيقة والصديقة، باعتبار أن كلفة إعادة الاعمار تفوق قدرة الدولة وامكاناتها المحدودة، مع مراعاة وضعية أصحاب هذه المنازل المهدّمة من الناحيتين النفسية والاجتماعية.

هذه الحرب كانت أكثر من قاسية، ولكنها انتهت وعسى أن تكون الأخيرة. فاللبنانيون الذين كوتهم هذه الحرب واستشهد منهم من استشهد، ودُمرّت منازل الكثيرين في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، لم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد من الكوارث والمآسي والويلات، وهم يتوقون إلى أن يعيشوا حياة طبيعية ومستقرّة من دون أن يكونوا عرضة للتجارب الموسمية. الامتحان صعب، خصوصًا أن ما ينتظر اللبنانيين من استحقاقات اليوم التالي أشدّ صعوبة مما يمكن تصوّره. فهل ستكون حرب الستين يومًا آخر الحروب؟     
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هؤلاء المحبوسين معنيون بالعفو الرئاسي

أصدر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اليوم عفوا رئاسيا بمناسبة الذكرى الثالثة والستون لعيد الاستقلال والشباب.

وحسب بيان مصالح رئاسة الجمهورية وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعد استشارة المجلس الأعلى للقضاء، مرسومين رئاسيين.

ويتعلق المرسوم الأول بإجراءات عفو يشمل 6500 محبوسا.

بينما المرسوم الثاني مس النزلاء المتحصلين على شهادات في التعليم أو التكوين للموسم 2024-2025، ويشمل 297 محبوسا ناجحا في شهادة التعليم المتوسط في إنتظار نتائج شهادة البكالوريا.

ويستثنى من هذا العفو الرئاسي الأشخاص المحكوم عليهم نهائيا لارتكابهم:

جرائم الإرهاب والتقتيل والقتل والضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، والضرب والجرح العمدي المفضي إلى عاهة مستديمة، الاعتداء على الأصول أو القُصر والفعل المخل بالحياء والاغتصاب، الاختطاف والإتجار بالبشر أو بالأعضاء، وضع النار عمدا في الأموال، الاعتداء على موظفي ومؤسسات الدولة وموظفي الصحة وجرائم التخريب أو الإتلاف العمدي لأملاك الدولة.

كما يستثني العفو الاعتداءات والمؤامرات ضد سلطة الدولة وسلامة ووحدة أرض الوطن والخيانة والتجسس وتزوير المحررات العمومية أو الرسمية وانتحـــــــال الوظائف والألقاب أو الأسماء وإســــاءة استعمالها وجرائم المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات إذا كانت تستهدف الدفاع الوطني أو الهيئات أو المؤسسات الخاضعة للقانون العام، وجرائم نشر وترويج أخبار أو أنباء تمس بالنظام والأمن وجرائم التمييز وخطاب الكراهية،

وجرائم الفساد وتبييض الأموال والتهرب الضريبي وجرائم الصرف و حركة رؤوس الأموال وتزوير النقود وجرائم التهريب والمضاربة غير المشروعة والغش في بيع السلع وجنح وجنايات تكوين جمعية أشرار أو جماعة إجرامية منظمة والسرقات بالتعدي والعنف والسرقات الموصوفة وجرائم تهريب المهاجرين، وجرائم المخدرات وجرائم عصابات الأحياء والتجمهر والتحريض عليه وبعض الجرائم الخطيرة المنصوص عليها في قانون تنظيم السجون.

مقالات مشابهة

  • هؤلاء المحبوسين معنيون بالعفو الرئاسي
  • نصار بحث مع مؤسسة أممية ملف اللبنانيين المفقودين في سوريا
  • وقفة اجتجاجية لـ اتحاد المودعين المغتربين اللبنانيين أمام مصرف لبنان
  • إجتماعات في بيت الكتائب المركزي: المواجهة ستكون حاسمة
  • غاوتشو: الهلال وصل إلى هذا الدور بجدارة والمباراة ستكون صعبة
  • الحرب تلتهم الأرواح!
  • صحف عالمية: جهود حثيثة لإقرار هدنة في غزة لكن المفاوضات ستكون معقدة
  • وزير الداخلية يترأس حفل تخرج الفوج الستين لرجال السلطة من المعهد الملكي للإدارة الترابية
  • تحصين الجامعات اليمنية في زمن الحروب السيبرانية
  • آخر تقرير إسرائيليّ عن حزب الله.. هذا ما يسعى إليه!