تعيش بلادنا اليوم أحد أيامها المباركة وأعيادها المجيدة الخالدة، ذكرى عيد الاستقلال 30 نوفمبر المجيد، وهو اليوم الذي انقشعت فيه غمة المحتل وظلامه الحالك على بلادنا إلى غير رجعة بعد قرن ونيف من الاحتلال، بعد نضالات عظيمة وتضحيات جسيمة بذلها الثوار اليمنيين من أجل تحرير بلادهم واستعادة حقوقهم وبناء وطنهم الذي جثم عليه المحتل البريطاني ودمره طيلة أكثر من 140 عاما.

إنها اليمن موطن الأحرار ومنبع الثوار وقبلة الكفاح والنضال، والتي صنعت مجدها وخلدت ذكرها بعزة وشموخ على مدى التاريخ حتى سماها المؤرخون بمقبرة الغزاة وأرض الأحرار، كيف لا وهي من صمدت وسحقت طغاة الأرض وتحالف الشر طيلة عشرة أعوام من الكفاح والنضال ولازالت حتى اليوم تلقن أولئك الأعداء والمجرمون دروس قاسية وضربات موجعة برا وبحرا وجوا وبعزيمة قوية وإرادة ثابتة في المضي نحو تحقيق العزة والكرامة ليمن الإيمان والحكمة.

أن احتفالات الشعب اليمني العظيم بهذه المناسبة العزيزة والغالية وفي هذه التوقيت الحساس الذي يتزامن مع التحركات الأمريكية الصهيونية البريطانية في اليمن وفي ظل استمرار التحشيدات والنشاط العسكري والعدائي الأمريكي والإسرائيلي في أكثر من محافظة يمنية ، لا شك أنه يحمل رسائل عديدة ومؤشرات واضحة لهذا العدو المتغطرس الذي يحاول أن يجعل من اليمن لقمة سهلة لتمرير مشاريعه التآمرية و مخططاته الخبيثة ضد الشعب اليمني خصوصا و الأمة العربية والإسلامية والمقدسات الدينية عموما ، ولذا فإن الشعب اليمني اليوم من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب معني أكثر من أي وقت مضى لتوحيد صفوفه وتعزيز لحمته، لتحرير أرضه واستعادة ثرواته وموارده التي باتت اليوم في متناول المحتل الأمريكي الذي بات يسرح ويمرح بكل حرية وتبجح في الأراضي اليمنية ويستمر في إرسال قواته وأسلحته ومعداته العسكرية والاستخباراتية والتجسسية إلى اليمن بعد أن مهد له المرتزقة ومنحه الضوء الأخضر في انتهاكات السيادة اليمنية وتحويل الأراضي اليمنية إلى قاعدة عسكرية أو ملكية خاصة للعدو الأمريكي الإسرائيلي ومنطلق تحركاته العدائية والإجرامية.

إن كفاح ونضال اليمنيين المتجدد والمستمر في مقارعة الطغاة والمحتلين لن يتوقف في ظل استمرار العدو في حياكة مؤامرته وبث سمومه ومحاولة تحريك أدواته الرخيصة ضد الشعب اليمني والذي بلا شك قد أعد العدة لمجابهة تلك المؤامرات وسحقها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وتفويت الفرصة على مجرمي العصر في إركاع أمتنا الصامدة والصابرة وجر الشعب اليمني إلى مستنقع التطبيع والعمالة والارتهان وهو ما لن يصلوا إليه بإذن الله وحنكة قيادتنا الثورية والسياسية ونضال الأبطال في ميادين العزة والشرف.

* محافظ محافظة عدن

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشعب الیمنی

إقرأ أيضاً:

الهجمات اليمنية تعرّي هشاشة دفاعات العدو الإسرائيلي .. والهلع يضرب جبهته الداخلية

مع تكرار الضربات الجوية والصاروخية والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن باتجاه أهداف للعدو الإسرائيلي جنوب فلسطين المحتلة، بدأت وسائل الإعلام في كيان الاحتلال الإسرائيلي تعكس ملامح ارتباكٍ داخلي وتحولٍ استراتيجي غير مسبوق، فبين تصريحات الخبراء العسكريين وتقارير الصحف، يتضح أن العمق الإسرائيلي بات مكشوفًا، وأن مفاهيم الأمن القومي التي طالما تغنّى بها الاحتلال باتت محل تشكيك.

يمانيون / تقرير

 

في هذا التقرير، نستعرض أبرز ما رصدته وسائل الإعلام العبرية من ردود أفعال، وتحليلات قادة عسكريين سابقين، والدلالات السياسية والعسكرية العميقة التي تحملها هذه التطورات المتسارعة.

الضربات القادمة من اليمن تغيّر قواعد الاشتباك

الهجمات التي نُفّذت مؤخرًا بطائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى من اليمن، استهدفت مواقع عسكرية ومدنية في الجنوب الفلسطيني المحتل، أبرزها مدينة إيلات (أم الرشراش المحتلة) على ساحل البحر الأحمر، ومطار رامون الذي يُستخدم بديلًا لمطار بن غوريون في حالات الطوارئ، ومطار اللد (بن غوريون) قرب تل أبيب.

وقد أقرّت وسائل إعلام عبرية بأن بعض هذه الضربات أصابت أهدافها بدقة، رغم محاولات الإنكار أو التعتيم الرسمية في بداية الأمر.

 تصريحات عسكرية لافتة  .. نقاط ضعف مكشوفة

من أبرز ردود الفعل اللافتة، ما صرّح به العميد المتقاعد ران كوخاف، القائد السابق للدفاع الجوي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال في مقابلة متلفزة، أن الضربات المنطلقة من اليمن كشفت نقاط ضعف فعلية في منظوماتنا الدفاعية، خاصة في الجنوب، مواقع مثل مطار رامون وأم الرشراش لم تكن مصممة للتعامل مع تهديدات من هذا النوع أو هذا الاتجاه الجغرافي البعيد،

كوخاف أشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يعاني من محدودية في التغطية المتزامنة لعدة جبهات بعيدة، وأن الدفاعات الجوية مركّزة أساسًا حول غزة والشمال، مما يجعل العمق الجنوبي أقل تحصينًا.

الاحتلال يبدأ نصب الملاجئ في أم الرشراش

صحيفة إسرائيل هيوم العبرية، المقربة من دوائر صنع القرار، نقلت في تقريرها يوم السبت، أنه لأول مرة منذ عقود، بدأت الجبهة الداخلية في نصب ملاجئ متنقلة في مدينة إيلات (أم الرشراش)، بعد تصاعد الهجمات القادمة من اليمن.

الصحيفة أضافت أن السكان المحليين يشعرون بالقلق المتزايد، خاصة وأن المدينة لطالما اعتُبرت آمنة وبعيدة عن مدى الصواريخ. لكنها باتت الآن ضمن دائرة الاستهداف المباشر، وهو ما يربك حسابات السياحة والمطارات والبنية التحتية المدنية.

دلالات سياسية وعسكرية .. الردع سقط باتجاه الجنوب

تحليل المواقف الإعلامية والعسكرية الإسرائيلية يكشف عدة أبعاد، أهمها اختلال مفهوم الجبهة الداخلية الآمنة، حيث كان الاحتلال يعتمد على نظرية مفادها أن المناطق الجنوبية البعيدة مثل أم الرشراش (إيلات) خارج دائرة التهديد الفوري.

اليوم، ومع وصول الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية، انهار هذا التصور تمامًا، ما أجبر الجبهة الداخلية على التعامل بخوف مع واقع مغاير.

كذلك استهداف مطار رامون ومطار بن غوريون ليس فقط عملًا عسكريًا، بل ضربة نفسية واقتصادية، تضرب في صميم البنية التحتية المدنية الحيوية.

بعض المحللين الإسرائيليين وصفوا الأمر بأنه توسيع خطير لدائرة الحرب، وفتح جبهة غير تقليدية من عمق غير متوقع.

دخول اليمن كفاعل مباشر في المواجهة، إلى جانب غزة ولبنان وربما لاحقًا جبهات أخرى، يشتت قدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي ويكشف عن أزمة في التوزيع والجاهزية.

الإعلام العبري بات يعكس هذا التوجّس، حيث ازدادت التغطيات التي تتحدث عن تآكل الردع، وخطر الغرق في مستنقع إقليمي أوسع.

ويرى محللون أن الهجمات المتكررة والمحددة الأهداف، وانكشاف المواقع الحساسة، تؤكد أن الاحتلال يواجه تحديًا غير مسبوق في عمقه الجغرافي والعسكري.

 

خاتمة

من الواضح أن الهجمات اليمنية الأخيرة كانت ضربات دقيقة وحاسمة حملت رسائل استراتيجية إلى كيان الاحتلال.
وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي لطالما تفاخرت بمنعة الدولة العبرية، بدأت اليوم تتحدث عن هشاشة جديدة وقلق متصاعد، مع تحول مدن مثل أم الرشراش من ملاذ آمن إلى نقطة تهديد مباشر.

في ظل هذا التحول، يبدو أن المنطقة دخلت بالفعل في طور جديد من المواجهة المفتوحة متعددة الجبهات، حيث لم تعد المسافات الجغرافية ضمانة للسلامة، ولا العقيدة العسكرية للعدو الإسرائيلي كافية لطمأنة مستوطنيه.

مقالات مشابهة

  • الفرح: الموقف اليمني من غزة تجسيد حيّ للمبدأ القرآني في نصرة المظلومين
  • “التعاون الإسلامي” تدين استمرار اقتحامات العدو الصهيوني ومستوطنيه للمسجد الأقصى
  • الفرح: الشعب اليمني جسّد الموقف القرآني في نصرة غزة
  • من أيزنهاور إلى ترومان.. اليمن يُنهي زمن التفوق البحري الأمريكي
  • الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة شيخ الأزهر الأسبق فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم
  • الجبهة الوطنية يحتفي بفوز العناني في انتخابات اليونسكو: جاء في ذكرى نصر أكتوبر المجيد
  • سفير عمان يهنئ الشعب المصرى بذكرى نصر أكتوبر المجيد
  • ابو شرخ يهنيء مصر بمناسبة ذكرى انتصار السادس من اكتوبر المجيد
  • الهجمات اليمنية تعرّي هشاشة دفاعات العدو الإسرائيلي .. والهلع يضرب جبهته الداخلية
  • الأوقاف تحيي ذكرى نصر أكتوبر المجيد وتستلهم دروسه عبر منصتها الإلكترونية