لبنان ٢٤:
2025-06-07@09:19:54 GMT

ماكرون يرسم مجدداً خريطة طريق لمساعدة لبنان

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

كتب ميشال ابو نجم في " الشرق الاوسط": عديدة الأسباب التي دفعت فرنسا إلى اتخاذ موقف متساهل إزاء طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف وجلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واعتبار أن قانونها الأساسي يمنحه الحصانة، وهو أمر مشكوك فيه. وبعد أيام من الغموض، اعتمدت باريس المقاربة القانونية للملف وارتكزت على المادة الـ98 من شرعة المحكمة، لتؤكد أن منطوقها يتيح لنتنياهو الإفلات من التوقيف في حال وطئت رجلاه الأراضي الفرنسية.

بيد أن وراء القراءة القانونية دوافع سياسية. ترى مصادر فرنسية أن الرئيس ماكرون كان حريصاً على أن تكون باريس حاضرة في لبنان؛ إن في لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، وإنْ في الاستمرار في لعب دور سياسي. ولذا، دفعت الثمن لنتنياهو الذي رفض بدايةً مشاركة فرنسا قبل أن يعدل موقفه بفضل «الهدية» الفرنسية، التي أثارت انتقادات واسعة وعنيفة لباريس، خصوصاً من أوساط منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي رأت فيها نسفاً لمصداقية المحكمة.
الرئيس ماكرون الذي يعدّ أن حضور فرنسا مشروع ومبرر بالنظر للجهود التي بذلتها من أجل لبنان طيلة الأشهر الـ14 الماضية، وآخرها تنظيم مؤتمر دولي لمساعدته مالياً، وقد نتجت عنه وعود بتقديم مساعدات قيمتها مليار دولار، أراد الذهاب أبعد من ذلك، واستغلال وقف إطلاق النار للدفع بقوة، وبالتناغم مع واشنطن وأطراف عربية، باتجاه ملء الفراغ المؤسساتي وانتخاب رئيس للجمهورية، ومجيء حكومة كاملة الصلاحيات. من هنا، أتت مسارعته إلى إرسال الوزير السابق جان إيف لودريان إلى بيروت للدفع في هذا الاتجاه واتصاله، بالرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري.
ووفق المصادر الفرنسية، فإن الملف اللبناني سيكون على رأس المواضيع التي سيتباحث بها ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بمناسبة «زيارة الدولة» التي سيقوم بها إلى المملكة من الثاني إلى الرابع من شهر كانون الأول. وسيصطحب معه وفداً رسمياً واقتصادياً كبيراً، كما سيقوم بزيارة محافظة العلا.
بيد أن ماكرون استبق كل ذلك بكلمة مصورة وجهها إلى اللبنانيين بعد سريان الاتفاق على وقف إطلاق النار. وبالنظر إلى الانتهاكات التي ظهرت منذ اليوم الأول للعمل به، الأمر الذي يثير قلق باريس، فقد حث الرئيس الفرنسي، وفق مصادر الإليزيه، «جميع الأطراف على العمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار هذا» بين لبنان وإسرائيل، مشدداً على أن «جميع الأعمال التي تخالف هذا التطبيق الكامل يجب أن تتوقف فوراً». ولأن باريس ترى أن وقف النار يدشن مرحلة جديدة بالنسبة للبنان، فقد استعاد ماكرون محاولاته السابقة التي طرحها للبنان، بتفصيل الخطوات التي يفترض باللبنانيين القيام بها لتجنب ما يسميه لودريان «زوال لبنان»، أو ما عدّه مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل «حافة الهاوية». ورغم فشل المساعي الفرنسية السابقة لدفع النواب والطبقة السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية، فقد جدد دعوته بمناسبة الاتصالين بـميقاتي وبري. ونقل عنه الإليزيه تشديده على «ضرورة أن تجد جميع الأطراف اللبنانية السبيل للخروج من الأزمة السياسية» التي تتواصل منذ عامين. وبحسب ماكرون، فإنه «من الجوهري أن تجري انتخابات رئاسية للسماح بتعيين حكومة قادرة على جمع اللبنانيين، وإجراء الإصلاحات الضرورية لاستقرار لبنان وأمنه».
وإذا كان ماكرون قد طالب بانتخاب «فوري» لرئيس الجمهورية، فإن أوساطاً فرنسية تتساءل عن الأسباب الحقيقية التي دفعت بري إلى تحديد هذا الموعد المتأخر، بينما الوضع الراهن «يستدعي وجود رئيس للدولة في أسرع وقت ممكن». وقال سفير سابق في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللحظة اليوم مناسبة» للسير سريعاً بالانتخابات في ظل ما يشبه «الإجماع الدولي» على إنجاز هذه المهمة. وإذا ما حصل في السابق ما يشبه المنافسة بين باريس وواشنطن، فإن المصادر الفرنسية تؤكد راهناً «العمل يداً بيد» بين الطرفين.
يبقى أن ماكرون يريد مساعدة لبنان أكثر من ذلك، وعلى رأس اهتماماته دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية بسبب الدور الرئيسي المناط بهما. من هنا يأتي تأكيده على «التزام فرنسا بتقديم دعمها للقوات المسلحة اللبنانية، سواء على المستوى الوطني أو في إطار قوات (اليونيفيل)» التابعة للأمم المتحدة. كذلك يريد ماكرون أن يكون الدينامو الذي يستنهض الأسرة الدولية لصالح لبنان، وهو ما لفت إليه في كلمته المصورة من أن فرنسا «ستواصل تعبئة جميع شركائها من أجل لبنان، سواء كانوا أميركيين أو أوروبيين أو عرباً».  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

غزة على طاولة مجلس الأمن مجدداً.. مشروع قرار لـ«وقف إطلاق النار» دون شروط

تقدمت عشر دول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار يطالب بـ”وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” في قطاع غزة، وفقًا لما كشفت عنه وثيقة اطلعت عليها وكالة “سبوتنيك”.

وجاء في نص الوثيقة أن “مجلس الأمن يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، يحترمه جميع الأطراف”، في إشارة واضحة إلى ضرورة الالتزام الشامل من قبل جميع الجهات المعنية بالصراع.

ويشير مشروع القرار أيضًا إلى دعوة الدول الأعضاء إلى الإفراج عن جميع المحتجزين لدى حركة حماس، كما يطالب بـ”الرفع الكامل لجميع القيود المفروضة على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى غزة”، بما يشمل تمكين الأمم المتحدة من إيصال المساعدات بشكل آمن ودون عوائق في كافة أنحاء القطاع.

ومن المقرر أن يُعرض مشروع القرار للتصويت اليوم الأربعاء 4 يونيو، الساعة 16:00 بتوقيت نيويورك (23:00 بتوقيت موسكو)، بحسب ما أفادت به البعثة السلوفينية لدى الأمم المتحدة.

ويتطلب اعتماد القرار موافقة تسعة أعضاء على الأقل من أصل 15، مع عدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية لحق النقض (الفيتو).

يُذكر أن محاولات سابقة لتمرير قرارات مشابهة واجهت عراقيل، رغم الدعم الدولي المتزايد لوقف العمليات القتالية في غزة، وكان آخر قرار أمريكي بهذا الشأن قد أُقر في نوفمبر الماضي.

ويأتي هذا التحرك في ظل تزايد المطالبات الدولية بوقف الحرب، حيث دعت فلسطين مؤخرًا أعضاء مجلس الأمن إلى زيارة غزة لتوثيق “الجرائم الإسرائيلية”، فيما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تضافر الجهود الدولية للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الحرب، في حين أعرب مسؤولون فلسطينيون عن أملهم في دعم روسي أوسع للقضية الفلسطينية.

خسائر جديدة للجيش الإسرائيلي في جباليا والشجاعية وسط تصاعد المعارك شمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل جندي برتبة رقيب أول من كتيبة الاستطلاع 6646 وإصابة عدد من الجنود خلال المعارك المتواصلة مع حركة “حماس” شمالي قطاع غزة، في وقت كشفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن تصعيد ميداني خطير في منطقة جباليا.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح بعد أن ألقت طائرة مسيرة تابعة لحماس عبوة ناسفة على قوة عسكرية إسرائيلية في جباليا، فيما استهدفت قوة أخرى في حي الشجاعية كانت مسؤولة عن حماية مواقع بالمنطقة العازلة.

وكانت تقارير إسرائيلية قد تحدثت، الاثنين، عن “حدث أمني صعب جداً” في جباليا، مشيرة إلى استهداف عربة عسكرية من طراز “هامر” بصاروخ مضاد للدروع، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين آخرين، كما أكدت أن محاولة أولى لإجلاء الجنود المصابين عبر مروحية فشلت تحت كثافة نيران المقاومة، قبل أن تُدفع ثلاث مروحيات أخرى لمحاولة إتمام عملية الإجلاء.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تدين العدوان الإسرائيلي على الضاحية والإدارة الأميركية منزعجة
  • باريس تدين غارات إسرائيل وتدعوها للانسحاب من لبنان
  • الشرطة الفرنسية توقف فلسطينيًا ضرب حاخامًا بكرسي
  • فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب الفوري من لبنان
  • باريس تدعو إسرائيل إلى "الانسحاب في أسرع وقت" من لبنان
  • باريس تدعو إسرائيل إلى "الانسحاب في أسرع وقت" من لبنان
  • ماكرون يهدد بإجراءات صارمة ضد إسرائيل خلال اليومين المقبلين
  • المفوضة الأوروبية: رفعنا العقوبات لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار والنهوض مجدداً لأن التعافي الاقتصادي أساس الاستقرار.
  • في ندوة المعهد العالي للأعمال… البستاني يقدّم خريطة طريق للشراكة والإصلاح المالي
  • غزة على طاولة مجلس الأمن مجدداً.. مشروع قرار لـ«وقف إطلاق النار» دون شروط