صراع قادة أجنحة المليشيات ينفجر في صنعاء وعبد الملك الحوثي يتدخل ويتخذ إجراءات عاجلة
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
تدخل زعيم الميليشيات الانقلابية في اليمن عبد الملك الحوثي لاحتواء الخلافات المتصاعدة بين قادة أجنحة ميليشياته في صنعاء، على خلفية الصراع على الأموال وتبادل الاتهامات بالفساد، وهي الخلافات التي تزامنت مع تنامي الغضب الشعبي على حكمه واستمرار إضراب المعلمين المطالبين بصرف رواتبهم المقطوعة منذ سبعة أعوام.
ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»، عن مصادر وثيقة الاطلاع في صنعاء قولها بإن زعيم الميليشيات استدعى أعضاء ما يسمى مجلس النواب إلى محافظة صعدة، مقر اختبائه الدائم، حيث التقاهم ووجّه بالتخفيف من النقد الذي تتعرض له الحكومة غير المعترف بها.
اللقاء - بحسب المصادر - جاء بعد محاولة هذا المجلس الذي تسيطر عليه الميليشيات الانقلابية استجواب وزيري المالية والتربية والتعليم في تلك الحكومة، بسبب استمرار قطع رواتب المعلمين والتلاعب بأموال صندوق دعم المعلمين وصرفها لصالح النظام التعليم الطائفي الموازي الذي استحدثته الميليشيات.
المصادر ذكرت أن وزير مالية الانقلابيين والمدعوم من مدير مكتب مجلس الحكم في مناطق سيطرتهم أحمد حامد، رفض مراراً الحضور إلى ما يسمى مجلس النواب، وأنه يتحكم بكل الأموال التي يتم تحصيلها ولا يتم صرفها إلا بموجب تعليمات من حامد، وأن هذا يثير غضب قائد الجناح الآخر وهو ابن عم زعيم الميليشيات محمد علي الحوثي.
ووفقاً للمصادر، فإن أعضاء فيما يسمى مجلس النواب، وعلى خلفية رفض حامد الحضور للرد على مطالبهم بشأن رواتب المعلمين، كانوا اقترحوا سحب الثقة منه، بعد أن فشلوا طوال أسبوعين في إلزامه بالحضور، ولهذا استدعاهم زعيم الميليشيات إلى صعدة، واستثنى من ذلك مجموعة من الأعضاء الذين يصنفون بأنهم غير مؤيدين.
وعود بالتغيير
بحسب المصادر، فإن زعيم الميليشيات الذي يستلهم التجربة الإيرانية في كل شيء ويقدم نفسه على أنه «قائد ثورة»، مع أنه يتحكم بكل شيء، أقر بسوء الوضع الذي يعيشه السكان في مناطق سيطرتهم، كما أقر بوجود عجز في أداء مسؤوليه وفسادهم، لكنه أبلغ الحضور أنه سيتولى بنفسه مهمة معالجة هذه القضايا، وإجراء تغييرات وصفها بالجذرية في كافة المواقع، وأسهب في الحديث عن المؤامرات الخارجية وشح الموارد.
وخلال ثمانية أعوام منذ تشكيل حكومة الانقلاب، والتي لا يعترف بها أحد، لم تقدم هذه الحكومة مشاريع موازنة سنوية، ولا حسابات ختامية، بتواطؤ مما تسمى رئاسة مجلس النواب، وبدعم أعلى سلطة في الميليشيات؛ لأنها لا تريد للسكان أن يعرفوا شيئاً عن الإيرادات والنفقات، وحتى لا يتم محاسبتها على استمرار قطع رواتب الموظفين وعلى رأسهم المعلمين منذ نهاية عام 2016.
هذا التدخل جاء متزامناً ودخول إضراب المعلمين والمعلمات أسبوعه الرابع، وسط تأييد شعبي واسع، والكشف عن حجم الأموال التي يتم تحصيلها من قبل سلطة الانقلاب وإنفاقها على كبار المسؤولين، وما يسمى أعضاء مجلسي النواب والشورى، وعلى قادة الجماعة ومقاتليها والتعليم الطائفي الخاص، وحرمان المعلمين وغالبية عظمى من الموظفين من رواتبهم.
بيع الحدائق
في غضون ذلك، كشفت مصادر عاملة في قطاع الأراضي في صنعاء أن ميليشيات الحوثي بصدد بيع اثنتين من أكبر الحدائق في العاصمة اليمنية، بعد أن استكملت إبرام عقود انتفاع بين مسؤوليها وتجار يتبعونها سمحت بموجبها لهؤلاء بتحويل أسوار مجمع دار الرئاسة إلى محالّ تجارية.
وأوضح مصدران مطلعان على أنشطة هيئة أراضي الدولة التي يشرف عليها القيادي محمد علي الحوثي، أنها بصدد إبرام عقود جديدة مع مجموعة أخرى من أتباع الميليشيات سيتم بموجبها تمليكهم حديقة السبعين الشهيرة والمجاورة للمجمع الرئاسي، كما أنها ستقوم بمنح مجموعة أخرى حديقة «21 مارس»، وهو معسكر سابق للفرقة الأولى مدرع، أصدر الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي قراراً بتحويله إلى حديقة عامة.
وفي سياق متصل، أقدمت عناصر مدعومة من قيادات في ميليشيات الحوثي على بيع أرضية مملوكة للمؤسسة العامة للكهرباء في منطقة حزيز جنوب العاصمة، بعد تزوير وثائق تنص على أنها ملكية خاصة، في حين أن المؤسسة قد اشترت هذه الأرض قبل عقدين من الزمن.
وذكر عاملون في قطاع الكهرباء أنه تم إبلاغ قيادة المؤسسة العامة للكهرباء، ولكن لم يتم التجاوب معها، فيما تقوم عناصر من مخابرات الميليشيات بتهديد المبلغين بالحبس.
وكان الإضراب الذي يقوده نادي المعلمين في مناطق سيطرة الميليشيات أربك جناحي الحكم المتصارعين بقيادة محمد علي الحوثي وأحمد حامد، وزاد من قوته الكشف عن حجم الأموال التي يستولي عليها الحوثيون وينفقونها على قادتهم، فيما الموظفون محرومون من رواتبهم منذ سبعة أعوام.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
غضب حقوقي ورسمي ينفجر عقب انهيار بنايتين في فاس المغربية
تهز فاجعة انهيار بنايتين بمدينة فاس المشهد الحقوقي والعمراني في المغرب وسط صدمة عامة بعد ارتفاع عدد الضحايا إلى 25 حالة وفاة و16 إصابة خطيرة بينما تتعالى المطالب بفتح ملفات الرقابة على البناء ومحاسبة الجهات المتورطة في منح الرخص داخل حي لا يصنف ضمن البنايات المهددة بالسقوط
انهيار بنايتين في فاس يفجر اعنف جدل حول رقابة البناءيفجر انهيار بنايتين في مدينة فاس المغربية واحدة من اعنف القضايا العمرانية التي تشهدها المملكة خلال السنوات الاخيرة بعد ارتفاع عدد الضحايا الى 25 حالة وفاة بينهم نساء واطفال واصابة 16 اخرين وسط علامات استفهام حادة حول مراقبة ورقابة البناء ومعايير الجودة في حي حديث الانشاء لا يتجاوز عمره عشرين سنة في وقت تتحرك فيه السلطات القضائية لفتح تحقيق يشمل اسباب الحادث وملابساته وارتباطه بغياب المراقبة الفنية
تضامن رسمي وتحقيقات عاجلةيعرب نادي المغرب الفاسي عن تضامنه مع اسر الضحايا والمتضررين اثر انهيار بنايتين بحي المستقبل في المنطقة الحضرية المسيرة بمدينة فاس مؤكدا تعازيه لأسر المتوفين وتمنياته بالشفاء للمصابين ومشيدا بتحركات فرق الانقاذ والسلطات التي باشرت التدخلات فور وقوع الحادث وواصلت عمليات البحث تحت الانقاض
وتؤكد السلطات المغربية بعمالة فاس ان الانهيار الذي طال بنايتين من اربعة طوابق كانت تقطنهما ثماني اسر اسفر في ساعاته الاولى عن وفاة 19 شخصا واصابة 16 اخرين قبل اعلان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بفاس ارتفاع العدد الى 25 حالة وفاة مع التشديد على مباشرة بحث قضائي تشرف عليه النيابة العامة والشرطة القضائية لتحديد الاسباب التقنية والقانونية وراء الواقعة
مسؤوليات واتهامات وحقوق انسانيثير حادث انهيار بنايتين في فاس تساؤلات مرتبطة بجودة مواد البناء والرقابة العمرانية والغش المحتمل داخل مشروع لا يندرج ضمن الاحياء المتقادمة ويطالب نوفل البعمري المحامي ورئيس المنظمة المغربية لحقوق الانسان بتحقيق قضائي معمق وترتيب الجزاءات القانونية بشكل فوري تحقيقا للعدالة وانصافا للضحايا الذين سقطوا
وتشدد الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان على ان الواقعة تشكل مأساة انسانية كبرى وتعيد فتح ملفات السكن وجودة المواد والغش العمراني والفساد المرتبط بالرخص محذرة من هشاشة منظومة المتابعة التقنية وداعية لتحقيق قضائي واداري شامل يحدد المسؤوليات في منح الرخص ومراقبة الاشغال وتتبع حالة المباني قبل وبعد السكن
تطورات الوضع الصحيتكشف البروفيسورية فاطمة الزهراء المرنيسي المديرة العامة للمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس ان 15 مصابا من بين ضحايا انهيار بنايتين يتلقون العلاج داخل اقسام العناية المركزة وتصف حالاتهم بالخطيرة مشيرة الى ضرورة انتظار 48 ساعة لتحديد الوضع الصحي النهائي بينما غادرت سيدة واحدة المؤسسة بعد تلقيها العلاج
وتباشر السلطات الطبية المغربية والامنية والوقاية المدنية جميع التدابير لتامين محيط الحادث واجلاء السكان المجاورين ونقل المصابين الى المؤسسة العلاجية فيما تستمر عمليات البحث داخل الانقاض عن اشخاص يحتمل وجودهم في موقع الانهيار حتى الآن