حروب الشرق الأوسط.. خفتت أو كادت في لبنان واشتعلت في سوريا فما حقيقة ما يجري في حلب؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
في نفس اليوم الذي بدأ فيه وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، شنت الفصائل المسلحة في سوريا هجوما واسعاً ومباغتاً، امتد لأكثر من 100 كلم، بحسب القوات الحكومية، مما أثار تساؤلات واسعة، وطرح نظريات تحاول تفسير ما حدث.
يظهر الهجوم الواسع النطاق الذي أطلقته الفصائل المسلحة في سوريا أنه كان منسقاً ومعداً له على نطاق واسع منذ وقت طويل، وذلك بعد سنوات طويلة تراجعت فيها حدة القتال في الحرب الأهلية في سوريا.
بدأت الفصائل بقيادة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) عملية سمتها "ردع العدوان"، الأربعاء الماضي، وخلال أيام وصلت إلى وسط مدينة حلب، ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقالت هذه الفصائل إن العملية تهدف لتسديد "ضربة استباقية لقوات النظام السوري".
وكانت روسيا وتركيا اتفقتا في مطلع عام 2020 على ترسيم ما عرف حينها بـ"خطوط التماس" في محافظة إدلب، وتمثل هذه العملية أول اختراق لتلك العملية.
"دور قسد"الخريطة السورية معقدة إلى حد بعيد، وظهر ذلك في الهجوم الحالي، إذ سيطرت "قسد" على مطار حلب ومناطق أخرى بعد انسحاب القوات الحكومية منه.
و"قسد" ليست متحالفة مع النظام ولا تتخذه عدواً، لكنه تنظر بريبة شديدة للفصائل القريبة من تركيا وسبق أن خاضت معها معارك ضارية وتخشى أن تكون إحدى ضحايا العملية الجديدة.
Relatedارتفاع عدد القتلى في معارك ضارية بين قوات النظام والمعارضة وقطع طريق دمشق-حلب الدوليالجيش السوري يعلن التصدي للمعارضة في حلب وإدلب ويؤكد التحضير لهجوم مضاد المعارضة السورية تُعلن سيطرتها على مدينة سراقب ومعارك دامية توقع مئات القتلى في ريفي حلب وإدلبعملية تخدم مصلحة تركياانطلق مسلحو الفصائل السورية من محافظة إدلب الملاصقة لتركيا، وفي المحافظة نفسها توجد قوات تركية.
رسمياً، ذكرت وزارة الدفاع التركية أنها "تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك".
لكن من غير المرجح أن تكون الفصائل تحركت بهذا الحجم من دون تنسيق مع تركيا، خاصة أن الهجوم كان بأسلحة متطورة وطائرات مسيرة.
وتخدم العملية المصالح التركية، إذ إن أحد أهداف المعارضة هو "إبعاد نفوذ النظام والمليشيات عن مناطق سيطرة المعارضة بشمال غربي سوريا، والحد من استهدافهم المتكرر لتلك المناطق بالقصف المدفعي والصاروخي".
وذكرت وسائل إعلام سورية معارضة أن الهدف هو "توسيع المنطقة الآمنة لاحتضان أكبر عدد من السوريين الراغبين بالعودة إلى بلادهم"، وهو الأمر الذي طالما ردده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إذ قال إنه يريد العودة الطوعية للاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم.
ويكرر المرصد السوري لحقوق الإنسان رواية مفادها أنه لم يجر أي قتال في المدينة، مشيرا إلى أن القوات الحكومية انسحبت منها، واعتبر أن كل ما يجري في سوريا يتعلق بالوجود الإيراني هناك، وقال إن "تسليم حلب من قبل النظام ربما يدل على رسم جديد للمنطقة.
أهمية سوريا لحزب اللهأوقف حزب الله القتال ضد إسرائيل، الأربعاء، بعد اتفاق وقف إطلاق نار تفاوض بالنيابة عنه، رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري.
وقاتل الحزب لسنوات في سوريا ما قال إنها "منظمات تكفيرية".
وتمثل سوريا بالنسبة إليه خط الإمداد الذي تمر منه الأسلحة والصواريخ القادمة من إيران، وفي حال سيطرت على سوريا جهة معارضة له، فإن هذا الخط سينقطع.
وفي ظل ما يحدث، تساءل كثيرون عن سر اندلاع المعارك في اليوم الذي أوقف فيه حزب الله المعارك مع إسرائيل بعد 14 شهراً من القتال.
وربما يضطر الحزب للعودة إلى القتال في سوريا مجددا، دون أن يأخذ فرصة لالتقاط أنفاسه بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء الماضي، ليعلن أمام الإسرائيليين قبوله وقف إطلاق النار مع حزب الله.
وفي خطابه، لم ينس نتنياهو الإشارة إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، وقال في كلمته "الأسد يلعب بالنار".
ولم تمض ساعات على تلك الكلمة، حتى أطلقت الفصائل السورية الهجوم المنسق ضد قوات الأسد في شمالي سوريا، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة.
وعقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً خاصاً بالتطورات في الشمال السوري، وهو أمر غير معتاد بالنسبة إلى أمر كهذا، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
ونقلت عن مصادر قولها "إن الأمر يمثل فرصة للتغيير"، وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن الهجوم سيشغل الإيرانيين وحزب الله عن الدولة العبرية.
وكتب الصحفي الإسرائيلي المعروف رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ربما تكون هناك علاقة وثيقة بين الهجوم المفاجئ الذي شنه المتمردون السنة في سوريا على حلب ووقف إطلاق النار في لبنان.
وكتب الصحفي الإسرائيلي المعروف رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ربما تكون هناك علاقة وثيقة بين الهجوم المفاجئ الذي شنه المتمردون السنة في سوريا على حلب ووقف إطلاق النار في لبنان.
ويقول إن الدعم العسكري الروسي يقتصر على القصف الجوي، غير أن حسم المعارك على الأرض يحتاج إلى قوات برية، وهو ما توفره القوات الإيرانية، لكن هذه القوات تعرضت لهجمات إسرائيلية مكثفة منذ فتح حزب الله جبهة على الحدود الشمالية لإسرائيل.
واعتبر أن الضربات الجوية الإسرائيلية ساعدت الفصائل المسلحة على التحرر من ضغوط القوات الإيرانية.
الدور الأمريكيونقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، أن واشنطن غير متورطة في هجوم حلب، لا بل إنها تفاجأت به.
لكن البعض يرد بأن للولايات المتحدة قوات على الأرض في سوريا وحلفاء هم القوات الكردية "قسد"، وربما كانت على علم بما سيحدث في الشمال السوري، على الأقل عبر حلفائهم الأتراك.
وتتنشر القوات الأمريكية في شرق سوريا خاصة في محافظة دير الزور.
وقادت الولايات المتحدة تحالفا استمر سنوات لمحاربة تنظيم داعش، ومن غير المرجح أن تسمح بعودة الفوضى على نطاق واسع بما يسمح بعودة التنظيم.
لكن قتالاً مسيطراً عليها قد يستنزف القوات الروسية التي ستهب لنجدة الأسد، علماً بأنها مشغولة في حرب أوكرانيا حالياً.
المصادر الإضافية • أ ب، المرصد السوري، شبكات التواصل الاجتماعي
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار بعد يوم من أكثر أيام الحرب دموية على الجبهتين في غزة ولبنان ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973 نازحون يعبرون الحدود سيرًا على الأقدام بعد غارة إسرائيلية قطعت الطريق الدولية بين لبنان وسوريا سورياالحرب في سورياسوريا - سياسةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب ضحايا إسرائيل الاتحاد الأوروبي غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب ضحايا إسرائيل الاتحاد الأوروبي سوريا الحرب في سوريا سوريا سياسة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل دونالد ترامب ضحايا الاتحاد الأوروبي حزب الله لبنان إسرائيل باريس جنوب لبنان وقف إطلاق النار یعرض الآن Next حزب الله فی سوریا فی حلب
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
في ظل تغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط، لم يعد بإمكان الإعلام الإسرائيلي تجاهل صعود تركيا، حيث نشرت صحيفة The Jerusalem Post تقريرًا وصفت فيه تركيا بأنها أصبحت “قوة عثمانية جديدة” في المنطقة، ولعبت دورًا محوريًا في تشكيل المشهد الإقليمي.
وأفادت الصحيفة، وهي من أبرز وسائل الإعلام في إسرائيل، بأن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان أصبحت عنصر توازن رئيسي في الشرق الأوسط، ليس فقط من خلال تحركاتها العسكرية والدبلوماسية، بل أيضًا عبر تحالفاتها الاستراتيجية.
تركيا لاعب حاسم في ملفات إقليمية
وأشار التحليل إلى الدور البارز الذي تلعبه تركيا في ملفات حيوية مثل سوريا، غزة، قطر، وشرق المتوسط، مؤكّدًا أن “السياسة التي ينتهجها أردوغان جعلت من تركيا صانعة للقرارات الإقليمية”.
وفي التحليل الذي كتبه “جوناثان سباير”، تم تسليط الضوء على خطوات تركيا الأخيرة في السياسة الخارجية، حيث ورد في التقرير:
“أردوغان يضع تركيا في موقع المنافس الرئيسي لإسرائيل في الشرق الأوسط”. كما تم اعتبار استضافة “أحمد الشرع” في إسطنبول دلالة رمزية على استئناف العلاقات مع سوريا.
تقارب لافت مع سوريا
وتم تخصيص مساحة واسعة في التقرير للقاء الذي جمع بين أردوغان و الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر دولمة بهتشه، حيث أشار التحليل إلى أنها الزيارة الثالثة للشرع إلى تركيا. وأضاف: “شكر الشرع أردوغان على دعمه لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا”.
تنتهي المهلة في 31 يوليو 2025: غرامة كبيرة تنتظر من لم يُجدد…
السبت 31 مايو 2025وبحسب The Jerusalem Post، فإن تركيا تطمح إلى تطوير علاقاتها مع النظام السوري بهدف إنشاء بنية تحتية عسكرية مشتركة. حيث جاء في التقرير:
“تركيا تبدو عازمة على التعاون مع النظام الجديد لبناء بنية عسكرية داخل سوريا”.