سخرية الوضع في حلب.. خبير بالشأن السوري يعلق على وضع بشار الأسد ودور تركيا وتقارير سيطرة كاملة لفصائل المقاومة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
(CNN)—تتواصل التقارير من الأرض عن العمليات التي تشنها قوات تابعة لفصائل المعارضة السورية في مدينة حلب والتي جاءت مفاجأة كبيرة لقوات النظام السوري وحتى بالنسبة لمراقبين، وصولا إلى ورود تقارير من على الأرض في المدينة تشير إلى سيطرة الفصائل بشكل كامل وانسحاب لقوات النظام، وفقا لمحللين.
وعقّب مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، بمقابلة مع CNN، قائلا: "أيام غير عادية، أيام أعتقد، بصراحة، أن أولئك منا الذين يتابعون كل هذا على أساس يومي لم يتوقعوها أبدًا، أعني أنه كانت هناك خطط على قدم وساق لهذا الهجوم منذ أوائل أكتوبر وتدخلت المخابرات التركية بشكل أساسي للتأكد من عدم حدوث ذلك، ومن الواضح أن الأمر قد مر الآن بعد بضعة أسابيع".
وتابع: "يبدو أن التقارير الميدانية تشير الآن، كما قلت للتو، إلى أن المدينة نفسها تبدو وكأنها سقطت، وفرت آخر قوات النظام المتبقية من المدينة في وقت سابق اليوم وتركت بقية المدينة دون حماية، إنه نوع من السخرية، كما تعلمون، أمضت قوات المعارضة والمتمردين سنوات من عام 2012 حتى عام 2016 في القتال للحفاظ على السيطرة على نصف المدينة، وفي غضون 24 ساعة، رأينا المدينة بأكملها تسقط".
وأضاف: "هذا زلزال وسط الأزمة السورية، وبالمناسبة، إنها أزمة لم تنتهي أبدًا، وغالبًا ما توصف الصراعات بأنها مجمدة، وقد تم تجميد خطوط المعركة، حيث يموت ما بين 30 إلى 100 شخص في الصراع في سوريا كل أسبوع على مدار العامين الماضيين.. هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها تغيرًا في خطوط المعركة، وفي هذه الحالة، بطريقة دراماتيكية للغاية يمكن أن تؤدي بسهولة إلى جبهات صراع أخرى في أماكن أخرى من البلاد، وفي الواقع، شهدنا حول حلب وإدلب العديد من الهجمات الجديدة التي تم إطلاقها خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط".
قال ليستر أن وضع الأسد "كان ضعيفًا لفترة طويلة، كما تعلمون، ضعيف اقتصاديًا، إنه معزول جغرافياً وسياسياً، كما تعلمون، فإن محاولات الشرق الأوسط لإعادة الارتباط والتطبيع لم تؤدي في الواقع إلى أي تقدم حقيقي لسوريا والسوريين، وسعت تركيا إلى تطبيع العلاقات مع النظام السوري في وقت سابق من هذا العام، لكن النظام رفض تلك الجهود بشكل أساسي. لذا، نعم، إنهم معرضون للخطر للغاية".
وأضاف: "أعتقد أن ما يثير الدهشة هو أن الروس، بالمناسبة، لم يغيروا موقفهم أو انتشارهم في سوريا، لكنهم لم يتدخلوا. ولا يزال الإيرانيون على الخطوط الأمامية ولم يتدخلوا. وأعتقد أن هذا يزيد من نقطة الضعف التي تجعله (بشار الأسد) يبدو معزولاً عن حلفائه".
واستطرد: "في الوقت الحالي، ما نراه هو، كما تعلمون، أن فلول الجيش السوري الحر المتمركزين في شمال حلب، في الريف، والمدعومين بشدة من الحكومة التركية، قد شنوا للتو هجومًا كبيرًا ضد النظام وضد قوات سوريا الديمقراطية، شركائنا في القتال ضد داعش".
ومضى ليستر قائلا: "هذا يهدد بالتحول إلى نوع من حركة الكماشة التي تتجه جنوباً إلى شمال مدينة حلب، هناك هجوم جديد آخر تم إطلاقه في جنوب إدلب بهدف السيطرة على الطريق السريع الاستراتيجي M5، الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق جنوبًا، لكن، نعم، أعني أن المنطقة التي سأنظر إليها عن كثب هي درعا، على مسافة قريبة من الحدود الأردنية، وكان هذا هو المعقل الأصلي للثورة، ولا تزال موطنًا لآلاف من مقاتلي الجيش السوري الحر السابقين الذين استسلموا للنظام في عام 2018، لكنهم ما زالوا يحملون أسلحتهم، والذين ما زالوا يسيطرون على قراهم وبلداتهم، ويتحدون النظام بشكل يومي تقريبًا.. لكنني لن أتفاجأ إذا استمرت هذه التطورات في شمال سوريا حيث سنرى أماكن مثل درعا تتصاعد بشكل كبير من حيث الأعمال العدائية وتضع النظام في وضع ضعيف للغاية".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش السوري المعارضة السورية بشار الأسد تحليلات حزب الله حصريا على CNN حلب AFP via Getty Images کما تعلمون
إقرأ أيضاً:
ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
أصبح الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على إيران أحد أبرز الضربات العابرة للحدود في تاريخ المنطقة الحديث. فالعملية، التي تجاوزت كونها استهدافًا لمنصات صواريخ أو منشآت نووية، شملت اغتيالات بارزة وهجمات إلكترونية معقدة. من أبرز تطوراتها اغتيال عدد من كبار القادة الإيرانيين، بينهم اللواء محمد باقري، وفي الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده.
هذه الاغتيالات تشكل أقسى ضربة تتعرض لها القيادة العسكرية الإيرانية منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). ومع ذلك، فإن الهجوم يتجاوز كونه عملية عسكرية بحتة؛ فهو تجسيد لعقيدة سياسية بُنِيَت على مدى عقود.
رغم التصريحات الإسرائيلية التي تصف العملية بأنها إجراء استباقي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن المنطق الإستراتيجي العميق يبدو أكثر وضوحًا: زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية وصولًا إلى انهيارها.
فلطالما اعتبر بعض الإستراتيجيين الإسرائيليين والأميركيين أن الحل الوحيد لاحتواء الطموحات النووية الإيرانية يكمن في تغيير النظام. وهذه الحملة تندرج في هذا التوجه القديم، لا فقط عبر الوسائل العسكرية، بل من خلال ضغوط نفسية وسياسية واجتماعية داخل إيران.
تُظهر التطورات الأخيرة أن العملية ربما صُمِمَت لإشعال شرارة انتفاضة داخلية. فالخطة مألوفة: اغتيال القادة، حرب نفسية، حملات تضليل، واستهداف رمزي لمؤسسات الدولة.
في طهران، أفادت التقارير بأن الهجمات الإلكترونية المدعومة إسرائيليًا والغارات الدقيقة أصابت مباني حكومية ووزارات، وعطلت مؤقتًا البث التلفزيوني الوطني؛ أحد أركان البنية الإعلامية للجمهورية الإسلامية.
في المقابل، تعكس التصريحات السياسية الإسرائيلية هذا المسار. ففي لقاءات مغلقة وتصريحات صحفية محددة، أقر المسؤولون بأن المنشآت النووية الإيرانية المحصنة عميقًا- بعضها مدفون لأكثر من 500 متر تحت جبال زاغروس والبرز- لا يمكن تدميرها دون تدخل أميركي مباشر باستخدام قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، التي لا تستطيع حملها سوى قاذفات B-2 أو B-52 الأميركية. وغياب هذه الإمكانات جعل القادة الإسرائيليين يقتنعون بأن وقف البرنامج النووي الإيراني لن يتحقق إلا بتغيير النظام.
إعلانهذا السياق يمنح الأفعال العسكرية والسياسية الإسرائيلية بعدًا جديدًا. فبعد الهجمات، كثفت إسرائيل رسائلها الموجهة إلى الشعب الإيراني، ووصفت الحرس الثوري ليس كمدافع عن الوطن، بل كأداة قمع ضد الشعب.
وكانت الرسالة: "هذه ليست حرب إيران، بل حرب النظام." وقد ردد شخصيات من المعارضة الإيرانية في الخارج- كرضا بهلوي نجل شاه إيران السابق، ولاعب كرة القدم السابق علي كريمي- هذا الخطاب، مؤيدين الهجمات، وداعين إلى إسقاط النظام.
لكن يبدو أن الإستراتيجية حققت عكس ما كانت ترجوه. فعوضًا عن إشعال ثورة جماهيرية أو تفكيك الوحدة الوطنية، عززت الهجمات شعورًا عامًا بالتماسك الوطني عبر مختلف التيارات. حتى بعض المنتقدين التقليديين للنظام عبّروا عن غضبهم مما اعتبروه اعتداءً أجنبيًا على السيادة الوطنية. وتجددت في الوعي الجماعي ذكريات التدخلات الخارجية- من انقلاب 1953 بدعم الـCIA، إلى حرب العراق- مفجّرة ردة فعل دفاعية متأصلة.
حتى بين نشطاء حركة "المرأة، الحياة، الحرية"- التي أشعلت احتجاجات وطنية إثر مقتل مهسا أميني عام 2022 أثناء احتجازها- برز تردد واضح في دعم أي تدخل عسكري أجنبي. ومع انتشار صور المباني المدمرة وجثث الجنود الإيرانيين، تراجعت مطالب التغيير السياسي لصالح خطاب الدفاع عن الوطن.
وبرزت شخصيات عامة ومعارضون سابقون للجمهورية الإسلامية يدافعون عن إيران ويُدينون الهجمات الإسرائيلية. فقد صرح أسطورة كرة القدم علي دائي: "أفضل الموت على أن أكون خائنًا"، رافضًا أي تعاون مع الهجوم الأجنبي. أما القاضي السابق والمعتقل السياسي محسن برهاني فكتب: "أُقبّل أيادي جميع المدافعين عن الوطن"، في إشارة إلى الحرس الثوري وبقية القوات المسلحة.
ما بدأ كضربة عسكرية محسوبة ضد أهداف محددة، قد ينتهي بتعزيز النظام لا بإضعافه؛ عبر حشد وحدة وطنية وتكميم الأصوات المعارضة. فمحاولة صنع ثورة من الخارج قد لا تفشل فقط، بل قد تنقلب ضد من خطط لها.
وإذا كان الهدف النهائي لإسرائيل هو تحفيز انهيار النظام، فقد تكون قد قللت من شأن الصلابة التاريخية للنظام السياسي الإيراني، ومن قوة التماسك الذي يولده الألم الوطني.
وبينما تسقط القنابل ويُقتل القادة، يبدو أن النسيج الاجتماعي الإيراني لا يتفكك، بل يعيد نسج نفسه من جديد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline