لجريدة عمان:
2025-05-20@13:26:38 GMT

خطأ المرأة وازدواجية المعايير

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

يعثرُ الرجل بسهولة على ملايين الأعذار لرجل مثله يجنح عن جادة الصواب ويأتي بأفعال مُستهجنة غير سوية، فأخطاؤه استنادًا إلى تفسيرنا الضيق لمفهوم «الذكورية» ونتيجة للصورة الذهنية العالقة في أذهاننا لامتيازاتها «قابلة للرتق» والإصلاح بقليل من الجُهد وإن عظُمت.

تتجاوز المجتمعات المتكئة على التقاليد المتوارثة والأعراف السالبة عن أخطاء أبنائها الذكور بل وتتفاخر بها في بعض المواقف ولو كانت بصورة غير مُعلنة فالقاتل شجاع لا يهاب الموت من أجل أخذ ثأر قديم، واللص رجل ذكي استفاد من ظروف مواتية كان سيستفيد منها غيره لولا نباهته والمتغطرس صاحب شخصية قوية يصعب تكرارها والمتحايل قناص للفرص، وفاقد المروءة منفتح تخطى مرحلة التحفظ والتزمت في الوقت الذي تُحسب فيه على المرأة أصغر زلاتها وتُعاملُ نتيجة لذلك كمجرمة تستحق الطرد من رحمة الله ورأفة عباده.

تُلاحِق المرأة أخطاء الماضي التي لن تخرج بطبيعة الحال عن كونها «بشرية» وتطاردها حتى في قبرها فعند أصغر موقف تُبعث سيرتها وتُفتّح الملفات القديمة دون أدنى اعتبارات لكرامة ميت أو اتقاء لجرح حي.

وليس من الغرابة أن تنعكس نتيجة تلك الهفوات على الأجيال التي ستأتي مستقبلًا كون الذاكرة الجمعية للمجتمعات التقليدية مُحصّنة لا يأتيها النسيان من بين يديها ولا من خلفها إذ تنقُل الأجيال للأجيال التي تأتي بعدها حيثيات ما سُجل من عثرات وتضيف لها بما يتفق والموقف إلى حد أنها تتسبب في تعثر علاقات إنسانية عذبة مهيأة للولادة وقابلة للإزهار أو تسهم في تدمير ما هو قائم منها.

إن عدم الموضوعية التي تتعاطى بها بعض المجتمعات مع ماضي المرأة يثير الدهشة وهو إن دل على شيء فإنما يدل على ازدواجية المعايير التي نوظفها في الحكم على الأشخاص إذا ما اعتبرنا أن مفهوم «الخطأ» واحد وطبيعة مرتكبه البشرية واحدة وأن ما قد تقع المرأة فيه من أخطاء حتمًا سببه رجل وليس كائنا قادما من الفضاء.

ولعل الغريب في الأمر أن مستوى الوعي والتعليم والثقافة الذي قد يناله الأفراد لم يتمكن بعدُ من القضاء على الفكرة السائدة بأن خطأ المرأة صغُر أم كبُر «عار» لا يمكن غسله بينما خطأ الرجل لا يعدو أن يكون «سوء تقدير» قابل للتصويب وأن ما يمكن أن يعيبه فقط هو جيبه، ما يدعو للدهشة أننا نتجاوز حقيقة أن لدى رب البشر جميعهم تعريفا واحدا لمفهومي الخير والشر لا ثالث لهما وأنه لا يُفرق بسبب الجنس في الجزاء الذي يكون على صورة ثواب أو عقاب.

النقطة الأخيرة..

يقول دوستويفسكي:

«إذا ركبت القطار الخطأ، حاول أن تنزل في أول محطة، لأنه كلما زادت المسافة، زادت تكلفة العودة».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لتعزيز الحركة الجوية.. الشهوبي يبحث إعادة تشغيل المطارات وفق المعايير الدولية

تابع وزير المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية والمستشار المالي لرئيس الحكومة، محمد الشهوبي، خلال اجتماع موسع مع رئيسَيْ مصلحتي الطيران المدني والمطارات، الترتيبات الفنية والإدارية اللازمة لإعادة تشغيل مطار معيتيقة الدولي وعدد من المطارات الليبية الأخرى، بما يتماشى مع معايير المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO).

وتناول الاجتماع سبل رفع جاهزية المطارات التشغيلية، وتعزيز ثقة شركات الطيران الدولية لتسريع استئناف الرحلات الخارجية، وذلك في إطار خطة وطنية تهدف إلى تحفيز الاقتصاد الوطني وتطوير البنية التحتية لقطاع النقل الجوي في ليبيا.

يذكر أن مطار معيتيقة الدولي يقع في العاصمة الليبية طرابلس، ويُعدّ أحد أهم المطارات المدنية في البلاد، أنشئ في الأصل كقاعدة جوية عسكرية تحت اسم “قاعدة معيتيقة الجوية”، ثم تم تحويله جزئياً إلى مطار مدني بعد تضرر مطار طرابلس الدولي خلال أحداث عام 2014.

ويخدم المطار حالياً الرحلات الداخلية وعدداً محدوداً من الرحلات الخارجية، ويُعدّ الشريان الجوي الرئيسي للعاصمة، وشهد المطار فترات متقطعة من الإغلاق نتيجة التوترات الأمنية، إلا أن السلطات تسعى باستمرار إلى تطويره ورفع جاهزيته وفق معايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، ليواكب حركة الملاحة الدولية ويعزز ربط ليبيا بالعالم الخارجي.

ويحتوي المطار على مرافق أساسية للمسافرين، ومهبط طائرات مدني، ويُستخدم أيضاً لأغراض عسكرية. وتُعدّ إعادة تشغيله وتطويره جزءاً من خطة وطنية أوسع لتحسين البنية التحتية لقطاع الطيران في ليبيا.

مقالات مشابهة

  • لتعزيز الحركة الجوية.. الشهوبي يبحث إعادة تشغيل المطارات وفق المعايير الدولية
  • الإغاثة الطبية بغزة: لا يمكن للاحتلال أن يكون موزعًا للمساعدات وهو يقـ تل المدنيين
  • أخطاء شائعة في استخدام مزيل العرق
  • رئيس الوزراء الإسباني يتهم "يوروفيجن" بـ "ازدواجية المعايير"
  • صحيفة Globes الصهيونية: “إسرائيل” تُعيد إنتاج الفشل السعودي في اليمن
  • واقعة غريبة بتمارة.. دفن جثة شاب بالغلط
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • أسترالي يدخل السجن مرتين بسبب خطأ في كتابة اسمه!
  • متخصص: يجب فهم الكتالوج الخاص بك لمعرفة الأشياء التي يمكن التحدث عنها ..فيديو
  • أخطاء يجب تجنبها بعد جلسات الليزر .. فيديو