يورج الائتلاف الحكومي اليميني في "إسرائيل" لسلسلة من التحركات القوية والتهديدية ضد مؤسسات الدولة، وسط تصرفات قد لا تتناسب مع طبيعة الحرب الجارية، وذلك حتى قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار مع لبنان.

وقالت المراسلة الحزبية لموقع "واللا" تال شاليف:  إن هذه التهديدات والتحركات تتم ضد "ديوان المظالم ووسائل الإعلام وأجهزة الأمن، مع العلم أن هذا الضجيج الجاري حول هذه التحركات يخدم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمحاولة صرف انتباه الرأي العام عن شهادته الوشيكة في المحكمة، وإخفاقاته العسكرية".



وأضافت شاليف أن "حكومة نتنياهو عاشت شهرًا من تسمّم السلطة، واليوم بعد عامين من فوزه، وحصول كتلة اليمين على 64 عضوا كنيست، فقد بدأت حكومته في الآونة الأخيرة، بتوجيه أصابع الاتهام لكل من لم يصوّت لها، وإطلاق النار على كافة الجبهات".

وأوضحت أنه "قبل وقت طويل من إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان، يتصرف الائتلاف الحاكم كما لو أنه لم يعد هناك اتفاق حرب خارجية، بل حروب داخلية فقط مع: قادة الشاباك والجيش، ووسائل الإعلام، ونقابة المحامين، ولجنة اختيار القضاة، وأعضاء الكنيست الفلسطينيين، وكل قادة الأمن في الدولة".


وأشارت إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة، تعرض النظام السياسي الإسرائيلي لـ"قصف مدفعي" من طرح مبادرات تشريعية، وتهديدات باستخدام القوة، بهدف إضعاف وإزالة أي عقبة قد تعيق الحكومة عن تنفيذ انقلابها القانوني، وقد بدأ تسمم السلطة من القمة، مع قرار نتنياهو إقالة وزير حربه يوآف غالانت، باعتباره مقدمة للخطة الكبرى وهي إقالة قائدي الجيش والشاباك، وتشكيل قمة أمنية موازية رغما عنهما".

 وأكدت أن "مصادر نتنياهو المقربة تؤكد أن خطة إقالة رئيس الشاباك رونين بار تم تأجيلها خوفا من تدخل المحكمة العليا في ضوء قرب موعد تحقيق الشاباك في قضية إيلي فيلدشتاين للتشاور معها، المتهم بتسريب الوثائق السرية، لكن في هذه الأثناء يحاول نتنياهو ووزير الدفاع (الحرب) الجديد يسرائيل كاتس تعبيد طريق الخروج لرئيس الأركان هآرتسي هاليفي، في سلسلة من المواجهات الاستباقية التي تهدف للإشارة أنهما يقومان بذلك بصورة طوعية، باعتبار ذلك أوان تنحيهما".

وذكرت أن "نتنياهو صبّ المزيد من الوقود على الصراع مع الجيش والشاباك في شريط فيديو مدته تسع دقائق نشره قبلة أيام، دافع فيه عن مستشاره فيلدشتاين، واتهم المؤسسة الأمنية بالتسريب المتعمد للمعلومات السرية، مما يعزز الرواية التآمرية التي تكثر في استوديوهات القنوات اليمينية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لابنه يائير، واصفا القضية الأمنية الخطيرة بأنها "جبهة قتالية ثامنة" يخوض فيها القتال بجانب سبع جبهات خارجية".

وأوضحت أنه "يمكن التقدير بحذر أنه مع وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، فإن المعركة غير السرية التي يخوضها نتنياهو منذ السابع من أكتوبر ضد الجيش والأجهزة الأمنية، خرجت للعلن، متهماً الشاباك بمحاولة الهروب من المسؤولية عن ذلك الفشل".


وأشارت أن "الهدف التالي في قائمة الإطاحات المتوقعة لنتنياهو يتمثل في ديوان المظالم، وهي المستشارة القضائية للحكومة غالي بيهاريف ميارا، التي تتعرض منذ عامين لهجوم يومي من قبل الحكومة اليمينية، وأصبحت تواجه تهديدًا حقيقيًا أكثر فأكثر هذه الأيام لأنها تتهيأ لعزل نتنياهو، باعتباره مجرمًا مدّعى عليه، وهو ملزم بتسوية تضارب المصالح الغارق فيها، مما دفعه لتفويض شركائه للترويج لجمع توقيعات الوزراء لبدء عملية إقالة المستشارة القضائية".

ونوهت أن "هذه الإجراءات السوداوية لحكومة اليمين تخلق لديهم حالة من تسمم السلطة، وشعوراً قوياً بما شاهدناه قبل عامين، عندما تولت زمام الأمور، وأطلقت الانقلاب القانوني، مما تطلب من الجمهور الإسرائيلي أن يدفع جملة من الفواتير الفاسدة، وآخرها سن قانون جديد يمنح أعضاء الكنيست حصانة شبه كاملة من الملاحقة القضائية، بجانب قانون سيجعل من الصعب على أعضاء الكنيست الفلسطينيين الترشح في الانتخابات العامة والمحلية".

وأضافت أن "كل هذه التحركات تشير إلى حالة من عودة نشوة السلطة التي تمارسها حكومة اليمين، وقد تلقت دفعة جديدة من التعزيز الخارجي مع العودة الكاسحة لدونالد ترامب التي منحت الحكومة حالة من النشوة الكاملة، حيث حلم نتنياهو مرة أخرى بصوت عالٍ بمهاجمة المنشآت النووية في إيران، والتطبيع التاريخي مع السعودية، وإعلان بتسلئيل سموتريتش أن 2025 سيكون عام ضم الضفة الغربية، والدعوة لاحتلال غزة بأكملها، وخفض عدد سكانها إلى النصف، مع آمال كبيرة بإلغاء فك الارتباط وتجديد المستوطنات في غزة، رغم أن ذلك يعني أن المختطفين في غزة سيدفعون الثمن". 

وختمت بالقول إن "النتيجة الحتمية لكل هذه التطورات تعني خفض التصنيف الائتماني للدولة على مستوى العالم، وإغراقها في بحر من العناوين حول الصراعات والعواصف، فيما تعيش الحكومة اليمينية حالة من الثمالة بالسلطة، أسفرت عن تمزيق الدولة إلى قسمين، وأدت لكارثة هي الأكبر في تاريخها، لقد رأينا بالفعل كيف انتهى الأمر، وها هي تمشي هناك، مرة أخرى، بشكل متكرر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الائتلاف الحكومي إسرائيل نتنياهو سموتريتش إسرائيل نتنياهو الائتلاف الحكومي سموتريتش بن غفير صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حالة من

إقرأ أيضاً:

لبنان يوجه تحذيرًا للجماعات المسلحة: لا جرّ البلاد إلى حرب جديدة

قالت السلطات اللبنانية إنها ستواجه عمل عسكري ينطلق من الأراضي اللبنانية خصوصًا من قبل جماعات مسلحة غير تابعة للدولة برد حازم، في وقت تتزايد فيه التوترات على الحدود مع إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء نواف سلام، خلال اجتماع مع لجنة الدفاع والأمن في البرلمان، إن أي جهة تعمل خارج إطار الدولة "تهدد الأمن القومي مباشرة"، مضيفًا أن لبنان "لن يُسمح بتحويله إلى ساحة لصراعات إقليمية".

وشدد على أن قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات الدولة وحدها، وأن أي عمل عسكري غير منسق مع الحكومة "يعرض البلاد كلها للخطر".

وجاءت التصريحات عقب اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق لبنان إلى صراع أوسع مع إسرائيل، بعد سلسلة هجمات صاروخية انطلقت من جنوب البلاد في الأسابيع الأخيرة. وقد تبنّت بعض الهجمات فصائل فلسطينية، بينما نسبت أخرى إلى مجموعات مرتبطة بحزب الله، حسب مصادر أمنية.

وردت إسرائيل بشن غارات جوية على أهداف في جنوب لبنان، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم مدنيون.

وأكدت مصادر عسكرية لبنانية أن الجيش عزز إجراءاته الأمنية ورفع مستوى المراقبة في المناطق الجنوبية، بما في ذلك محيط مارون الراس ورامية.

وقال ضابط كبير لرويترز، طالبًا عدم ذكر اسمه، إن الجيش "يراقب عن كثب تحركات بعض المجموعات المسلحة"، محذرًا من أن أي استخدام متهور للسلاح "سيكون له تبعات خطيرة، ليس فقط على منفذي الهجمات، بل أيضًا على المجتمعات المدنية القريبة".
ويشهد لبنان، الذي يواجه أزمة اقتصادية خانقة وانقسامات سياسية حادة، انقسامًا داخليًا حيال الموقف من الهجمات على إسرائيل. ففي حين يرى البعض أنها جزء من "حق المقاومة"، يحذر آخرون من مخاطر جر البلاد إلى حرب جديدة.
وأفاد مراقبون سياسيون بأن المسؤولين اللبنانيين وجهوا رسائل مباشرة إلى الفصائل المسلحة، مؤكدين ضرورة الالتزام بالقانون الدولي وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد أو فرض عقوبات دولية على لبنان.
وقال سلام إن "أي عمل عسكري غير مشروع لا يهدد فقط السلام الإقليمي، بل يعرّض وحدة لبنان للخطر"، داعيًا جميع الأطراف إلى تجنب خطوات قد تدفع البلاد إلى صراع لا طائل منه.

مقالات مشابهة

  • ساندرز: يجب وقف دعم حكومة نتنياهو التي تبيد وتجوع سكان غزة
  • تحذير أممي: مأساة غذائية تهدد نصف سكان اليمن في مناطق الحكومة
  • ستيف بانون: حكومة نتنياهو كذبت على ترامب وتُهدد دعم إسرائيل في واشنطن
  • إعلام إسرائيلي: ترامب وبخ نتنياهو وتوقفنا أمام إيران بمنتصف الطريق
  • طارق سلام:عدن تعيش حالة عبث غير مبرر
  • لبنان يوجه تحذيرًا للجماعات المسلحة: لا جرّ البلاد إلى حرب جديدة
  • حالة غضب في الاحتلال بسبب نتنياهو.. ودعوة جديدة لخرق اتفاق ترامب
  • شكر لترامب وتحذير لطهران.. أول بيان من حكومة نتنياهو بعد وقف إطلاق النار مع إيران
  • تحذير إسرائيلي لسكان طهران وسط تصعيد الهجمات الجوية
  • ليس بالضرورة أن تكون مؤيداً لدكتور جبريل أو مناوي حتي تقول رأيك في مناوراتهم الحالية علي مسرح حكومة كامل إدريس