هل سوريا والعراق الهدف القادم لإسرائيل؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
مع تصاعد التوترات الإقليمية وتنامي التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت سوريا والعراق ستصبحان الهدف المقبل لإسرائيل والقوى الدولية المتحالفة معها.
وبينما يرى البعض أن سوريا تواجه تهديدًا متزايدًا نتيجة التنسيق الإقليمي والدولي لاستهداف الدولة السورية، يؤكد آخرون أن العراق بعيد عن دائرة الاستهداف المباشر في هذه المرحلة، بالنظر إلى تعقيدات الوضع السياسي والأمني فيها.
في هذا التقرير، يستعرض المحللان السياسيان السوري غسان يوسف والعراقي علي البيدر وجهات نظر متباينة حول احتمالات الاستهداف، مسلطين الضوء على المتغيرات الإقليمية والدولية التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مستقبل الصراع في المنطقة.
من الجانب السوري، قال المحلل السياسي السوري غسان يوسف، إن التحركات الإقليمية الأخيرة تشير إلى أن سوريا أصبحت الهدف الرئيسي لعدد من القوى الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعمل على نقل المعركة من لبنان إلى الداخل السوري بالتعاون مع الولايات المتحدة وتركيا.
أضاف يوسف في تصريحاته لـ "الفجر"، أن تركيا، بالتنسيق مع "هيئة تحرير الشام" وفصائل راديكالية مصنفة على قوائم الإرهاب العالمي، تسهم في تنفيذ مشروع يستهدف الدولة السورية.
أكمل، أن هناك مساعي لإضعاف الدولة السورية كما حدث مع حزب الله، وذلك باستخدام أدوات إقليمية ومجموعات مسلحة كانت تقاتل الدولة السورية طيلة السنوات الماضية.
وأشار إلى أن هذه التحركات ليست جديدة لكنها أصبحت أكثر وضوحًا في الفترة الأخيرة، مع تزايد التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وتركيا، إلى جانب الجماعات المسلحة التي تم توظيفها لتحقيق أهداف سياسية وإستراتيجية في المنطقة.
وأكد يوسف أن هذه المخططات تهدف إلى القضاء على مقومات الدولة السورية وإضعافها على غرار ما حدث في دول أخرى، مضيفًا أن الصراع في المنطقة أصبح معقدًا للغاية بسبب تداخل المصالح الدولية والإقليمية.
لفت المحلل السياسي السوري إلى أن مستقبل سوريا والعراق مرهون بقدرة شعوبهما على التصدي لهذه المخططات، والحفاظ على استقرار دولهم في مواجهة التحديات التي تتزايد يومًا بعد يوم.
من الجانب العراقي، أوضح المحلل السياسي العراقي علي البيدر، أنه من الصعب أن تكون العراق الهدف القادم لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الوضع الإقليمي والدولي الحالي لا يسمح لإسرائيل بفتح جبهات جديدة في هذا التوقيت.
أضاف البيدر في تصريحاته لـ "الفجر": "إسرائيل استنزفت كثيرًا في المراحل السابقة، ولا تمتلك القدرة على الدخول في صراعات متعددة في الوقت الراهن".
أكمل أن الجماعات المسلحة في العراق تتمتع باستقرار نسبي وحضور قوي في المجتمع، إلى جانب تمثيل سياسي ملموس، مما يجعل استهدافها أمرًا معقدًا وصعبًا، مضيفًا أن الجماعات المسلحة في العراق ليست مجرد ميليشيات، بل لديها عمق اجتماعي وسياسي يضعف احتمالية استهدافها في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن إسرائيل قد تركز على أهداف أخرى أكثر ارتباطًا بمصالحها المباشرة، خصوصًا أن استخدام عناوين وأهداف مختلفة عن الواقع لا يحقق لها مكاسب إستراتيجية تذكر في سوريا والعراق.
وأختتم المحلل السياسي العراقي، أن التعقيدات الإقليمية، وتوازن القوى المحلية والدولية، تجعل من الصعب على أي جهة تحقيق أهدافها بسهولة في المنطقة، موضحًا أن الشعوب المحلية هي العامل الأساسي في تحديد مسار الصراعات الحالية والمستقبلية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوريا العراق سوريا و العراق السوداني بشار الأسد المحلل السیاسی الدولة السوریة سوریا والعراق فی المنطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: مخيمات تنظيم الدولة في صحراء سوريا قنابل موقوتة
في قلب السهوب القاحلة شمال شرقي سوريا، والتي تمتد دون انقطاع تقريبا حتى الحدود مع العراق، تكمن واحدة من أخطر التركات التي خلفتها سنوات من الحرب الأهلية.
وتوضح صحيفة نيويورك تايمز أن هذا الخطر يتمثل في معسكرات احتجاز شاسعة تؤوي عشرات الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في مخيمي الهول وروج بمحافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: هل تنافس غواصة "ميلدن" التركية نظيراتها الأوروبية؟list 2 of 2طقوس الفودو وحروب الموز.. سجل حافل بتدخلات واشنطن في أميركا اللاتينيةend of listويمثل وجود أكثر من 27 ألف امرأة وطفل من عائلات تنظيم الدولة الإسلامية في المخيمين -برأي الصحيفة- تحديا أمنيا وإنسانيا وسياسيا بالغ التعقيد، في حين يواصل نحو 8 آلاف من مقاتلي التنظيم قضاء فترات احتجاز في سجون قريبة، في وضع بات يضغط بقوة على الحكومة السورية الجديدة، وخاصة مع بدء الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من المنطقة.
وتُعدّ هذه المعسكرات من إرث الحرب التي مزّقت سوريا خلال 13 عاما، إذ أصبحت موطنا قسريا لعشرات الآلاف ممن تم احتجازهم خلال المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من الولايات المتحدة، لاستعادة الأراضي من التنظيم.
ومع تقلّص الدور العسكري الأميركي، تشير مراسلة الصحيفة أليسا روبن التي أعدت التقرير، إلى أن الحكومة السورية تواجه معضلة كبيرة في دمج "قسد" في جيشها وإدارة المخيمات، في حين تتجه واشنطن إلى مطالبتها بتحمّل مسؤولية هذه السجون والمخيمات.
لكن هذه الخطوة تصطدم بمخاوف كردية عميقة من الحكومة التي يقودها إسلاميون سابقون مرتبطون في مرحلة ما بتنظيم القاعدة، وسط اتهامات بأنها قد تطلق سراح بعض مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أو تُهمل ملفهم.
ومع أن الحكومة السورية أعلنت التزامها بمكافحة التنظيم وانضمت الشهر المنصرم إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربته، خصوصا مع توسّع هجمات التنظيم خلال العام الأخير داخل الأراضي السورية مستهدفا كنيسة في دمشق وقوات النظام السوري، مما يؤكد قدرته على الاستمرار رغم الخسائر الميدانية.
إعلانوتنقل مراسلة الصحيفة مشاهد من داخل مخيم الهول عن أطفال يتحركون داخل مساحات ضيقة، ونساء يرتدين البراقع ويصفن بهمس الزائرين بـالكفر، وأمهات يشتكين من الجوع، وغياب التعليم، وانعدام الرعاية الصحية، والظروف الصعبة.
وتقول أليسا روبن إن الكثير من الأطفال وُلدوا أو نشأوا داخل المخيم، ما يجعلهم عرضة لبناء وعيهم وفق منظومة فكرية متشددة ما تزال حاضرة بقوة عبر النساء الأكثر ولاء للتنظيم، خصوصا القادمات من دول خارج الشرق الأوسط، مثل روسيا وطاجيكستان وفرنسا.
وعلى الأرض، تبدو المخيمات كعالم معزول قائم بذاته، تقوم فيه النساء -خصوصا القادمات من دول القوقاز وأوروبا الوسطى- بتلقين أطفالهن أفكار التنظيم.
وتشير تقديرات إلى أن نحو 60% من سكان المخيمات هم أطفال دون سن الـ18 عاما، نشأ معظمهم داخل بيئة مغلقة يهيمن عليها الفكر "المتطرف"، ما يجعلهم عرضة لتكوين وعي مشوّه يقوم على العنف والكراهية والانفصال عن العالم.
وقد تفاقمت الأوضاع الإنسانية عقب قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب وقف تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الطبية والتعليمية وخدمات حماية الأطفال، والاكتفاء بإعادة توزيع الماء والخبز لاحقا.
هذه الفجوات الحادة في الخدمات دفعت المحتجزين إلى الاحتجاج ومهاجمة مكاتب منظمات الإغاثة، في حين ارتفعت وتيرة الهرب وشهد المخيم حوادث عنف واسعة ومحاولات الهرب، كما ورد في التقرير.
وتفيد شهادات من إدارات المخيمات بأن عمليات تهريب منظم تجري بشكل شبه يومي، وأن مئات السيارات التي تدخل لنقل الإمدادات تُستخدم في كثير من الأحيان لتهريب الأشخاص.
ونقلت أليسا عن مديرة مخيم الهول، جيهان حنان، القول إن الناس "يهربون كل يوم، ويبدو أنها عملية منظمة"، وأنهم يبنون "أماكن للاختباء في خزانات المياه".
وفي مشهد آخر، توسلت امرأة أخرى، تدعى لطف النسان (65 عاما) ، وهي تجذب كُم سترة الكاتبة وتقول لها "أحتاج إلى علاج طبي". وأوضحت أنها تعاني من مشاكل في القلب وأن دواءها قد نفد. وقال مسؤولو المخيم في أواخر الشهر الماضي إنهم لا يعرفون ما إذا كانت قد عادت إلى العراق.
وأكدت المراسلة أنها شهدت داخل المخيمات هجمات على مكاتب الإغاثة وحوادث أمنية خطرة، كان أبرزها إقدام زوجين على ارتداء سترات ناسفة محلية الصنع وتهديدهما بالتفجير، مما انتهى بقتلهما على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وعلى الرغم من التزام العراق وسوريا بإعادة مواطنيهما، فإن الآلاف من النساء والأطفال لا يزالون عالقين. وتمكن العراق من إعادة نحو 19 ألفا من مواطنيه ويسعى لاستعادة البقية، في حين أعادت سوريا بضع مئات فقط.
وترفض دول أخرى عديدة استعادة مواطنيها بسبب المخاوف الأمنية، مما يترك نساء مثل البلجيكية إيفلين دي هيردت، التي فقدت زوجها وابنتها في الصراع، في حالة من الانتظار المرير.
ويؤكد مديرو المخيمات في الهول وروج أن هناك حاجة ملحة لتقليص عدد السكان المحتجزين لتهدئة "هذه القنبلة الموقوتة" في الصحراء السورية.
إعلان