الوطن:
2025-07-13@04:45:04 GMT

سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (5)

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (5)

قد يظن بعض القراء أن كثرة الحديث عن توظيف تكنولوجيا المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي فى الحروب الحديثة معناها خطر تلك المنصات فى المطلق وسوء ما تقدم من خدمات، وهو تفسير غير صحيح بالمرة، فالخطأ والصواب ثنائي لا يفترق فى توصيف أي معنى فى الحياة؛ بمعنى، قد نجد من يمارس مهنة الطب لإنقاذ جندي مصاب على الجبهة، وهناك طبيب آخر يمارس الطب بشكل غير شرعي لسرقة الأعضاء وبيعها فى السوق السوداء، وفى كلتا الحالتين دراسة الطب هي المشترك الأساسي، فهل معنى ذلك أن الطب كمهنة خطر على الأمن القومي؟!

نفس المسألة فى النظر إلى تكنولوجيا المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت ومؤخراً الذكاء الاصطناعي.

 

بيد أن تلك الوسائل إمكانياتها أكبر وأعمق، وتأثيرها أخطر سلباً وإيجاباً؛ فالطبيب الذى يمارس المهنة بشكل غير شرعي تقع جريمته على مجموعة من الأشخاص يمكن حصرهم، أما من يوظف الذكاء الاصطناعي فى اختراق عقول الناس وتحريكهم فى الاتجاه الذى يحقق مصالحه ويضر بمصلحة الوطن فهو يحقق ضرراً يصيب الملايين، وفى الوقت نفسه من الصعب تتبع الجاني أو العثور عليه بسهولة، هذا إن عُثر عليه فى الأساس!

فى مقال الأسبوع الماضي تحدثت عن تدشين 150 ألف مدونة أسسها شباب مصري على شبكات الإنترنت عام 2005، طبقاً لإحصائية صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2009. 

تلك المدونات كانت متنفساً للشباب فى ظل محيط بيئي غير صحى وقاتل للحريات؛ ليس على المستوى الرسمي فقط، وإنما على المستوى الخاص أيضاً؛ فمؤسسات النشر الخاصة باتت تحت سيطرة مجموعات بعينها من المثقفين المتنفذين والمسيطرين على كل شيء. 

هنا لم يجد الشباب متنفساً سوى المدونات، والتي أخرجت لنا لاحقاً العديد من الكتابات الصادرة عن دور نشر مصرية شهيرة، وأخرجت لنا أيضاً أدباء وأديبات أصبح لهم أسماء معروفة فى عالم الكتابة، وخرج من تلك المدونات المئات من الصحفيين، وكُتاب السيناريو، والشعراء، وكُتاب القصة، ورجال السياسة. 

لكن فى نفس الوقت خرج من تلك المدونات آلاف المستخدمين ضد أوطانهم لأنهم لم يدركوا كيفية التعامل مع تلك الأشياء، وبات العمل على المدونة ساحة حرب ثقافية تقاتل فيها أجهزة مخابرات مختلفة للسيطرة على أكبر عدد من العقول.

المسألة نفسها تكررت مع منصات التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر، ومن خلال توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبح من السهولة بمكان على إدارة فيس بوك أن تحصل على ما يفكر فيه المستخدم بأسهل الطرق، وتوظيف ذلك فى الترويج للمنتجات وبيعها والتربح من اختراق عقول المستخدمين، وأغلبنا لاحظ فى أكثر من مرة ظهور إعلانات عن أشياء كان يفكر فيها ولم يخاطب أحداً فيها بالمرة، أو ربما تحدّث خلال «الماسينجر» أو مكالمة هاتفية قبل دقائق ثم فوجئ بالإعلان يقتحم عليه بروفايل فيس بوك الشخصي.

وهنا أقول لك لا تسأل كثيراً، فما حدث هو فى الواقع مهمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي استطاع الغرب خلقها من خلال تدشين خلايا عصبية ذكية تشبه خلايا مخ الإنسان، ولا يزال العمل على تطويرها مستمرا. 

والهدف أن يصلوا بتلك الخلايا إلى المرحلة التي تطور فيها قدراتها العقلية دون الحاجة إلى تدخل بشرى، وهو الخطر الذى يخشاه الكثيرون؛ فمعنى قدرتها على تطوير ذكائها دون تدخل بشرى أنها ستصل فى مرحلة من المراحل إلى التفوق على الإنسان ذاته، وربما السيطرة والحكم، تلك المخاوف التي سخرنا منها كثيراً فى أفلام الخيال العلمي الغربية، لكنها لم تصبح مجرد خيال، وباتت حقيقة أو كادت!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرب الثقافية تكنولوجيا المعلومات منصات التواصل الاجتماعى الذكاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يدخل مناهج التعليم العام بدءًا من 2025

أعلن المركز الوطني للمناهج، بالشراكة مع وزارة التعليم، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي ”سدايا“، عن إطلاق منهج جديد للذكاء الاصطناعي، سيتم تطبيقه تدريجيًا في جميع مراحل التعليم العام ابتداءً من العام الدراسي 2025 - 2026، في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة.
ويهدف هذا التوجه إلى تمكين الطلاب والطالبات من امتلاك المهارات النوعية اللازمة للتفاعل مع معطيات العصر الرقمي، بما يعزز من موقع المملكة عالميًا في مجالات الذكاء الاصطناعي، ويُسهم في تحقيق مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030.تصميم يناسب الخصائص العمريةوأكد المركز الوطني للمناهج أن المنهج الجديد صُمم بعناية ليتناسب مع الخصائص العمرية للطلبة، حيث يحتوي على وحدات دراسية متخصصة يتم تقديمها بأساليب تطبيقية وتفاعلية، ضمن مسار تعليمي يتدرج في المستوى من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، مع ضمان وجود ربط معرفي وتراكمي بين المراحل، بما يدعم البناء التدريجي للمهارات.
أخبار متعلقة 100 مزارع يتفاعلون في ورشة دعم مزارعي البن بمنطقة عسيرإعفاء "الجنيس" و"البيولوجي المشابه" من دراسات اقتصاديات الدواء الإلزاميةوأوضح أن إدراج مفاهيم الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية لا يقتصر على المعرفة النظرية فقط، بل يشمل تطبيقات عملية تُدمج في الأنشطة الصفية واللاصفية، كما سيتم تضمين نتائج التعلّم ضمن منظومة التقييم الشامل لأداء الطلاب، بهدف تعزيز مخرجات التعليم وربطها بسوق العمل والتقنيات الناشئة.المدخل إلى الذكاء الاصطناعيوتتزامن هذه الخطوة مع ما تم الإعلان عنه خلال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية في أبريل 2025، حيث أطلقت ”سدايا“ بالتعاون مع المركز الوطني للمناهج ووزارة التعليم مقررًا تجريبيًا بعنوان ”المدخل إلى الذكاء الاصطناعي“ لطلاب الصف الثالث الثانوي، والذي يُعد نواة المرحلة التأسيسية لإدماج هذا التخصص في التعليم العام.
ويُتوقع أن يُسهم هذا المشروع الوطني في إعداد جيل متمكن من أدوات الذكاء الاصطناعي، وقادر على إنتاج حلول مبتكرة في مختلف القطاعات، انطلاقًا من مقاعد الدراسة وحتى مراحل التعليم الجامعي والتقني والمهني، وصولًا إلى التعلم مدى الحياة.

مقالات مشابهة

  • شحاتة السيد يكتب: «لو كان الذكاء الاصطناعي بشراً»
  • كيف يغيّر مشروع ديجيتس من إنفيديا مشهد الذكاء الاصطناعي؟
  • وظيفتك في خطر؟ انقذ نفسك قبل أن يستبدلك الذكاء الاصطناعي
  • رجل يقع في حب روبوت دردشة.. قصة عشق من عالم الذكاء الاصطناعي!
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على الذكاء البشري في التعليم
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في قرارات العناية الحرجة
  • «ديوا» تعتمد الذكاء الاصطناعي في قطاع توزيع الطاقة
  • شاهد.. مطعم جديد قرب برج خليفة يقوده شيف من الذكاء الاصطناعي
  • بعد تصريحات غروك المعادية لإسرائيل.. هل خرج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل مناهج التعليم العام بدءًا من 2025