تاه الصدق من بني البشر، غرق في بحر الظلمات، انقرض كأنه لم يكن، رحل غير آسف مهرولاً إلى غير رجعة.
تاهت معه أنفسنا، وتغلغل الكذب والنفاق ساكناً عقولنا، أصبحنا في زمن النفاق، نرتديه كل يوم نلوّنه نجمّله نعتني به، اندثر الإخلاص، وانقرضت الأخلاق.
لم يعد هناك من مودة بين البشر، أصبحنا كالدمى يتقاذفنا النفاق، شريعة الغاب سادت بيننا، زمن ماتت فيه الإنسانية، القسوة غلفت وجوهنا وخنقت الرحمة في قلوبنا.
نكذب لكي نعيش، ننافق لكي نستمر، نجمّل الكذب كي يحبنا الآخر، حتى أصبح الكذب قاعدة للخلاص، وأسلوب لكسب الود والوصول للهدف.
ما هذا الزمن الذي وصلنا إليه…؟
زمن لم نعد نقوى فيه على التمييز الصادق من الكاذب، كثر فيه الطعن والخيانة. فإلى أين نحن ذاهبون؟ إلى أين نحن سائرون؟ بتنا نعيش في زمن نرسم له لوحة مزخرفة تبهر الأبصار.
نتفنن في أداء لحن على سلم النفاق، أنه زمن الفوضى بامتياز، الزمن الذي أصبح فيه الأبيض أسود والأسود أبيض. والصادق كاذباً والكاذب صادقاً، والخائن أميناً والأمين خائناً.
فلم يعد للصدق مكاناً بيننا، رحل باكياً متأسفاً على ما وصلت إليه البشرية، وبكل برودة دم اغتالوه قبل رحيله، فإلى أين نحن سائرون..
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
علماء يحذرون: تسارع مؤشرات تغير المناخ أصبح يهدد مستقبل الكوكب
أصدر أكثر من 60 عالمًا بارزًا تحذيرًا خطيرًا اليوم الخميس بشأن تسارع مؤشرات تغير المناخ في العالم، مؤكدين أن العالم يواجه مرحلة غير مسبوقة من الاضطراب البيئي، من حيث الانبعاثات الكربونية وارتفاع درجات الحرارة ومستوى البحار.
وأوضح العلماء في دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Earth System Science Data"، أن انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات بلغت رقمًا قياسيًا جديدًا عام 2024، بمتوسط سنوي بلغ 53.6 مليار طن خلال العقد الماضي، أي ما يعادل 100 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في الدقيقة الواحدة.
أخبار متعلقة 6 إجراءات.. كيف تتصرف لحظة انفجار الإطار خلال قيادة المركبة؟5 طرق يجب اتباعها للحفاظ على طعامك عند انقطاع الكهرباءتجاوز الحد الحرج للاحترار العالميولأول مرة، تجاوز متوسط الاحترار العالمي عتبة 1.5 درجة مئوية خلال عام واحد، وهي العتبة التي حذرت اتفاقية باريس للمناخ من تخطيها، باعتبارها الخط الفاصل لتجنب أسوأ تداعيات التغير المناخي.
كما أشار الخبراء إلى أن الكمية المتبقية من الكربون التي يمكن للبشر إطلاقها للبقاء ضمن هذا الحد ستُستنفد خلال عامين فقط، ما يهدد بانفجار مناخي في المستقبل القريب.
ارتفاع قياسي في مستويات البحارمن بين المؤشرات المقلقة أيضًا، ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي بلغ منذ عام 2019، 4.3 مليمتر سنويًا، مقارنة بأقل من 2 مليمتر سنويًا خلال القرن الماضي، ما يهدد المدن الساحلية والجزر المنخفضة بمخاطر الغرق والتآكل.
المحيطات لم تعد قادرة على امتصاص الحرارة كما كانت
وأكد التقرير أن المحيطات امتصت حتى الآن 91% من الحرارة الزائدة الناتجة عن النشاط البشري، لكنها أصبحت الآن تواجه اختلالا في توازن الطاقة الأرضية، وهو الفارق بين كمية الطاقة الشمسية الداخلة إلى الأرض والطاقة الخارجة منها.
وقد تضاعف هذا الاختلال خلال العقدين الماضيين، مما يضع علامة استفهام كبيرة حول قدرة المحيطات على الاستمرار في امتصاص هذه الكمية الضخمة من الحرارة، في ظل استمرار الانبعاثات دون توقف.