تاه الصدق من بني البشر، غرق في بحر الظلمات، انقرض كأنه لم يكن، رحل غير آسف مهرولاً إلى غير رجعة.
تاهت معه أنفسنا، وتغلغل الكذب والنفاق ساكناً عقولنا، أصبحنا في زمن النفاق، نرتديه كل يوم نلوّنه نجمّله نعتني به، اندثر الإخلاص، وانقرضت الأخلاق.
لم يعد هناك من مودة بين البشر، أصبحنا كالدمى يتقاذفنا النفاق، شريعة الغاب سادت بيننا، زمن ماتت فيه الإنسانية، القسوة غلفت وجوهنا وخنقت الرحمة في قلوبنا.
نكذب لكي نعيش، ننافق لكي نستمر، نجمّل الكذب كي يحبنا الآخر، حتى أصبح الكذب قاعدة للخلاص، وأسلوب لكسب الود والوصول للهدف.
ما هذا الزمن الذي وصلنا إليه…؟
زمن لم نعد نقوى فيه على التمييز الصادق من الكاذب، كثر فيه الطعن والخيانة. فإلى أين نحن ذاهبون؟ إلى أين نحن سائرون؟ بتنا نعيش في زمن نرسم له لوحة مزخرفة تبهر الأبصار.
نتفنن في أداء لحن على سلم النفاق، أنه زمن الفوضى بامتياز، الزمن الذي أصبح فيه الأبيض أسود والأسود أبيض. والصادق كاذباً والكاذب صادقاً، والخائن أميناً والأمين خائناً.
فلم يعد للصدق مكاناً بيننا، رحل باكياً متأسفاً على ما وصلت إليه البشرية، وبكل برودة دم اغتالوه قبل رحيله، فإلى أين نحن سائرون..
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
هل أصبح الانتقال من دفتر المدرسة إلى الشاشة الذكية خطوة طبيعية نحو جيل أكثر إنتاجية؟
يشهد العالم تحولًا عميقًا في طرق التعلم، حيث لم يعد دفتر المدرسة الورقي هو الأداة الأساسية لتدوين الملاحظات وتنظيم الدروس كما كان لعقود طويلة.
ومع انتشار الأجهزة الذكية وأدوات الكتابة الرقمية، أصبح الطلاب يعيشون انتقالًا طبيعيًا من الورق إلى الشاشة، انتقالًا يبدو وكأنه استجابة مباشرة لطريقة تفكير الجيل الجديد واحتياجاته اليومية في الدراسة والعمل والإبداع.
لم تعد الكتابة الرقمية مجرد ميزة إضافية، بل أصبحت جزءًا من منظومة تعلم متكاملة. فالملاحظات التي كانت تُكتب في دفاتر قد تضيع أو تتلف، باتت اليوم محفوظة بشكل آمن ومنظم، ويمكن استرجاعها في أي لحظة ومن أي مكان.
كما أصبح بإمكان الطالب كتابة أفكاره بخط اليد على الشاشة، ثم تحويلها إلى نص قابل للتحرير، أو تنظيمها في ملفات مرتبة بحسب المواد، دون عناء أو فوضى.
هذا التحول لا يقتصر على سهولة الاستخدام، بل يمتد إلى تعزيز الفهم والتركيز. فالقدرة على إضافة الصور، والرسومات التوضيحية، والروابط، والملفات الصوتية إلى الملاحظات، جعلت عملية التعلم أكثر انخراطًا وتفاعلاً.
كما أن أجهزة الكتابة الذكية تمنح الطلاب إحساسًا يشبه الكتابة على الورق، مع الحفاظ على لمسة رقمية تساعدهم في تطوير أسلوبهم وتنظيم وقتهم ومهامهم.
ولأن التعليم لم يعد محصورًا داخل الصف، فقد أصبحت الشاشة الذكية مركزًا لكل ما يحتاجه الطالب: الكتب، الواجبات، الشروحات، والمراجعات. وهذا بدوره خفّف أعباء الحقائب المدرسية، وفتح الباب لطرق جديدة لشرح الدروس ومراجعتها في أي وقت، سواء في المنزل أو أثناء الحركة أو حتى قبل الامتحانات مباشرة.
ومع هذا التقدم الكبير، يواصل المتخصصون في هواوي العالمية فان تطوير التقنيات التي تجعل الكتابة الرقمية أكثر قربًا من الطبيعة البشرية. فهم يعملون على تحسين حساسية القلم، ودقة الاستجابة، وإحساس السطح، وضمان أن يشعر المستخدم بأن الشاشة امتداد طبيعي ليده وفكره.
هذا الاهتمام بالتفاصيل يعكس رؤية تهدف إلى جعل التعلم أكثر ذكاءً وسلاسة، وفي الوقت نفسه أكثر ارتباطًا بمهارات الجيل الجديد.
وهكذا، يبدو سؤال اليوم منطقيًا: هل أصبح الانتقال من دفتر المدرسة إلى الشاشة الذكية خطوة طبيعية؟ الإجابة واضحة في ممارسات الطلاب أنفسهم. فالجيل الجديد وجد طريقه نحو أدوات تناسب سرعته، تحسينه، وطريقته في التفكير. والأكيد أن المستقبل سيشهد مزيدًا من التمازج بين الكتابة اليدوية والتقنيات الذكية، ليبقى التعلم تجربة تتطور باستمرار دون أن تفقد روحها الأصلية.