المصدرون الصينيون يسابقون الزمن لإيصال شحناتهم قبل تولي ترامب
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
يسابق المصدرون من الصين وكندا والمكسيك الزمن لتحميل شحنات ببضائعهم مقدما إلى الولايات المتحدة بعد أن تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على السلع من الدول الثلاث في أول يوم له في منصبه.
وقال ممثلو شركات الخدمات اللوجستية، خلال معرض سلسلة التوريد في بكين الأسبوع الماضي، إن عدد العملاء الذين يسألون عن تقديم الشحنات زاد في أعقاب تهديد ترامب بفرض تعريفة إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن ماو بينغ مدير العمليات في شركة الخدمات اللوجستية هاوتونغ غروب ومقرها هونان جنوبي الصين، قوله: "تلقينا الكثير من الاستفسارات"، مشيرا على وجه الخصوص إلى اليومين التاليين لنشر ترامب لبيانات التعريفات الجمركية على حسابه على تروث سوشيال في 25 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال ممثل شركة نيسان سينوترانس إنترناشيونال لوجيستيكس تشانغ جونكاي إنه كان ثمة زيادة في استشارات العملاء، مضيفا أن العملاء يأملون في أن يتم شحن بضائعهم "قبل نهاية العام وقبل تولي ترامب منصبه".
وقال نائب رئيس شركة سي إتش روبنسون، للأميركيتين إنه في غضون 24 ساعة بعد أن أعلن ترامب أنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع السلع من المكسيك وكندا، أجرت مجموعة الخدمات اللوجستية اجتماعات "لا حصر لها" مع العملاء.
إعلانوقال لاكشمانا: "كان بعض الشاحنين يقومون بالفعل بتحميل البضائع مقدما قبل إضراب محتمل في الموانئ الأميركية وزيادة محتملة في التعريفات الجمركية على السلع المستوردة من الصين، والآن، يمكننا إضافة زيادة محتملة في السلع المستوردة من المكسيك وكندا إلى قائمة الأسباب التي يستكشفها الشاحنون لتقديم مواعيد الشحن الخاصة بهم"، وفق ما نقلت عنه الصحيفة البريطانية.
ووفق الصحيفة، فإن علامات التحميل المسبق بدأت في الظهور بالفعل بعد أيام قليلة من فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية الشهر الماضي، وخلال الحملة، هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على السلع من الصين، والتي يلقي باللوم عليها في العجز التجاري الأميركي، وما يصل إلى 20% من جميع البلدان الأخرى.
وجاء تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية إضافية على أهم 3 شركاء تجاريين للولايات المتحدة في الوقت الذي انتقد فيه عجزهم عن منع المخدرات غير المشروعة والمهاجرين من دخول الولايات المتحدة.
وقال بنك غولدمان ساكس في مذكرة تحليلية: "إن الإعلان يذكرنا أكثر بإدارة ترامب الأولى، عندما تم الإعلان عن مثل هذه التعريفات الجمركية كتكتيك تفاوضي".
وفي معرض الصين الدولي لسلسلة التوريد في بكين، قال ممثلون من خطين شحن كبيرين إن العملاء بدؤوا في تحميل صادراتهم مقدما حتى قبل تهديدات ترامب الأخيرة.
وقال أحد ممثلي خط الشحن الصيني إن تعهد الرئيس المنتخب بفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 10% قد عزز حالة عدم اليقين، مضيفا: "يقول العملاء جميعا إننا بحاجة إلى الإسراع في شحن أكبر قدر ممكن من البضائع إلى الولايات المتحدة قبل دخول ترامب البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)".
صادرات الصينوقال ممثل آخر إن اتجاه التحميل المسبق لم ينعكس في ارتفاع أسعار الشحن، ويرجع ذلك جزئيا إلى زيادة سعة السفن الجديدة في جميع أنحاء الصناعة.
إعلانوارتفعت صادرات الصين 12.7% على أساس سنوي في أكتوبر/تشرين الأول، وهي أسرع وتيرة في أكثر من عامين، لكن بعض خبراء الاقتصاد تساءلوا عن مقدار التحميل المسبق في ذلك الشهر في الشحنات إلى الولايات المتحدة، التي شهدت انكماش عجزها التجاري بسبب انخفاض الواردات.
وعندما سُئل العديد من المسؤولين التنفيذيين في مجال الخدمات اللوجستية عن نوايا عملائهم حتى قبل وعد ترامب بالتصرف في "اليوم الأول"، قال إنهم كانوا يضعون خططا للتغلب على أي رسوم جديدة.
وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال الخدمات اللوجستية في شركة شحن عالمية: "سنرى طلبا مسبقا شديدا. سيحصل (التجار) على أكبر قدر ممكن من احتياجاتهم من الصين.. بالتأكيد سيصبح الأمر فوضويا للغاية".
ونقلت الصحيفة عن مدير شركة الشحن سيتوس ماريتيم، مارك يونغ قوله إن فوز ترامب جعل الناس يعيدون التفكير في خطط الشحن الأطول أجلا.
وقال رئيس الشحن العالمي في سي إتش روبنسون، مايك شورت إن بعض المصدرين كانوا يحاولون ببساطة معرفة التوقيت، مضيفا: "سأل أحد العملاء عن آخر يوم يمكن لشحناتهم مغادرة آسيا والوصول إلى الولايات المتحدة قبل أن تدخل التعريفات الجديدة حيز التنفيذ".
وتبدو علامات التحميل المسبق واضحة في الموانئ الأميركية، ويقول المدير التنفيذي لميناء لوس أنجلوس، جين سيروكا، إنه تم نقل 905 آلاف حاوية شحن في أكتوبر/تشرين الأول، بزيادة 25% عن العام الماضي.
وقال: "بعض الشاحنين يقومون بتحميل البضائع مقدما كإجراء احترازي ضد التعريفات الجديدة المحتملة"، لكنه أضاف أن عوامل أخرى، بما في ذلك المسائل العمالية في الموانئ في خليج المكسيك وعلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ساهمت كذلك في هذا الأمر.
وتوقع المدير الأول لبحوث الحاويات في شركة الاستشارات البحرية درويري، سيمون هيني أن ترتفع أسعار الشحن عبر المحيط الهادي بشكل حاد بسبب زيادة الطلب على الشحنات المسبقة مع ظهور المزيد من التفاصيل حول جدول التعريفات الجمركية لترامب.
إعلانكما بدأ المصنعون الصينيون في استكشاف أسواق ومراكز جديدة للإنتاج.
قاعدة بديلةوقالت مجموعة إلكترونيات مقرها قوانغدونغ جنوبي الصين والتي تزود مصنعي الأجهزة المنزلية الأميركية بمكونات إنها تفكر في المغرب كقاعدة إنتاج خارجية بديلة، وقال أحد المسؤولين التنفيذيين إن الشركة أرجأت خطتها لتوسيع خطوط الإنتاج في المكسيك، متوقعة أن ترامب "سيغلق ثغرة القرب التي تستغلها الشركات الصينية هناك".
وقال كبير خبراء الاقتصاد في آسيا في بنك إتش إس بي سي، فريد نيومان إن المصدرين سيكون لديهم بعض الوقت للنظر في خياراتهم حيث إن معظم الزيادات الجمركية التي فرضها ترامب لن تدخل حيز التنفيذ إلا في النصف الثاني من العام المقبل بسبب الإجراءات القانونية.
وقال نيومان: "النهج الأكثر ترجيحا هو عملية متدرجة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إلى الولایات المتحدة التعریفات الجمرکیة الخدمات اللوجستیة تعریفات جمرکیة ترامب بفرض على السلع من الصین
إقرأ أيضاً:
تعرف على "المقترح النهائي" لآخر مستجدات وقف إطلاق النار بغزة
واشنطن-رويترز
حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على الموافقة على ما وصفه "بالمقترح النهائي" لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة لمدة 60 يوما، والذي سيقدمه مسؤولون وسطاء من قطر ومصر.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترامب إن ممثليه عقدوا اجتماعا "طويلا ومثمرا" مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة.
ولم يكشف ترامب عن ممثليه، إلا أن اجتماعا كان مقررا بين المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه.دي فانس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وقال ترامب إن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، "وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب" مشيرا إلى أن ممثلين عن قطر ومصر سيسلمون "هذا الاقتراح النهائي" إلى حماس.
وقال الرئيس الأمريكي "آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذه الصفقة، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا. أشكركم على اهتمامكم بهذا الأمر!".
وكان ترامب قد قال للصحفيين في وقت سابق يوم الثلاثاء إنه يأمل في أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن الأسبوع المقبل بين إسرائيل وحماس.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين.
وقالت حماس إنها على استعداد للإفراج عن الرهائن المتبقين في غزة بموجب أي اتفاق لإنهاء الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب إلا بعد نزع سلاح حماس وتفكيكها.
وترفض حماس إلقاء سلاحها.
اندلعت الحرب في غزة عندما هاجم مسلحون بقيادة عناصر من حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وهو ما تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ولم يُظهر الجانبان علامات تذكر على استعدادهما لتقديم أي تنازلات.
واقترحت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما والإفراج عن نصف الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين ورفات فلسطينيين آخرين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في وقت سابق من هذا الأسبوع إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وصفقة الرهائن التي اقترحتها الولايات المتحدة، محملا حماس المسؤولية.
ويسعى ترامب ومساعدوه على ما يبدو إلى استغلال أي زخم من الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في هذا الصراع، لتأمين هدنة دائمة في الحرب في غزة.
وقال ترامب للصحفيين خلال زيارة إلى فلوريدا إنه سيكون "حازما جدا" مع نتنياهو بشأن الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن نتنياهو يريد أيضا وقفا سريعا لإطلاق النار.
وقال الرئيس الأمريكي "نأمل أن يحدث ذلك. ونحن نتطلع إلى حدوثه في وقت ما الأسبوع المقبل...نريد إخراج الرهائن".
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أعقب هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول أدى إلى مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني، كما تسبب في أزمة جوع، ونزوح سكان غزة بالكامل، ودفع إلى توجيه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية واتهامات بارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية. وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات.