خبراء روس: موسكو تتجه لمعركة كسر عظم مع المعارضة السورية
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
موسكو- استحوذت التطورات الميدانية الأخيرة في سوريا بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على مدينة حلب ذات الأهمية الكبرى، وعلى مساحات واسعة من مدن وبلدات في شمال غرب البلاد، على اهتمام روسي رسمي وإعلامي بالغ.
فقد جاءت هذه التطورات بالنسبة لموسكو في توقيت مفاجئ، سواء على خلفية الهدنة بين لبنان وإسرائيل، أو انشغال العالم بتداعيات استخدام روسيا لصاروخ "أوريشنيك" في أوكرانيا، والحديث عن احتمال بروز منعطف جديد في العلاقات بين روسيا والغرب من البوابة الأوكرانية، بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سدة الحكم.
ويصف بعض المراقبين الروس التطورات الميدانية في سوريا بأنها بمثابة فتح جبهة جديدة بالنسبة لموسكو، بعد أكبر هدوء نسبي في الحرب السورية بدأ في مارس/آذار 2020 إثر تفاهم روسي – تركي – إيراني على وقف إطلاق النار وإيقاف العمليات العسكرية في شمال غرب البلاد.
ولم تمر ساعات قليلة على اجتياح المعارضة لمدينة حلب حتى أقالت روسيا المسؤول عن قواتها في سوريا الجنرال سيرغي كيسيل، وعيّنت ألكسندر تشايكو، الذي يوصف في روسيا بقائد معركة "تحرير حلب" عام 2017، خلفًا له في مؤشر على فشل كيسيل بمواجهة تقدم المعارضة، وإعطاء الجنرال الجديد فرصة إعادة "ضبط الأوضاع".
إعلانبموازاة ذلك، أكد ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن "روسيا تواصل دعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتعمل حاليًا على تشكيل موقف بخصوص الحاجة إلى اتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في الأوضاع في سوريا".
رهانات متسرعةالخبير الروسي في الشؤون العربية، أندريه أونتيكوف، اعتبر أن الحملة الإعلامية "الضخمة" التي رافقت الهجوم الواسع النطاق للمعارضة السورية هدفت من جملة أمور أخرى إلى إرباك المشهد وإظهار الموقف الروسي في حالة ضعف وتراجع القدرة على التأثير على مجريات الأوضاع الميدانية، وإعطاء انطباع بأن القوات الروسية ليست مستعدة للتدخل في الصراع بسبب المرحلة الحادة حاليًا في أوكرانيا.
وحسب ما يقول للجزيرة نت، فإن الأطراف الفاعلة في المشهد السوري وقعت في قراءة خاطئة ومتسرعة للموقف الروسي، قامت على فكرة تراجع الحضور العسكري في سوريا لصالح التركيز على الجبهة الأوكرانية، وعلى فرضية أن توقيت الهجوم سيتسبب بإشكالية إضافية لدور كل من إيران وحزب الله على الساحة السورية.
إلى جانب ذلك، رأى أن الترويج لفرضية وجود تنسيق بين موسكو وأطراف إقليمية مقربة من المعارضة للحفاظ على المصالح الروسية في سوريا تندرج في نفس سياق الحرب النفسية التي تريد ترسيخ الشكوك بين موسكو ودمشق وطهران، مشددا في المقابل على وجود بصمات "انتقامية" من الولايات المتحدة بسبب الصراع في أوكرانيا.
على العكس من ذلك، لا يستبعد أونتيكوف أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى انطلاق معركة "كسر العظم" ضد "الجماعات المسلحة" في سوريا، أيا تكن العلاقات التي تربطها باللاعبين الإقليميين، حتى لو كلف ذلك التفريط بتفاهمات خفض التصعيد، مضيفًا أن التطورات "الدراماتيكية" الأخيرة في سوريا قد عطلت كذلك قطار التسوية الذي كان الجميع بانتظاره بين دمشق وأنقرة.
ووفقا له، فإن تعيين مسؤول جديد للقوات الروسية في سوريا يصب في سياق الاستعداد لمرحلة جديدة من مقاربة الصراع في سوريا، ويعطي للبعد العسكري لمواجهة التطورات الأخيرة هامشا أوسع، قد يكون على حساب الرهان على التفاهمات والحلول السياسية.
إعلان
كورسك مجددًا
من جانبه، يرى الخبير العسكري أناتولي ماتفيتشوك، أن التطورات الأخيرة من شأنها الإضرار بالعلاقات بين موسكو وأنقرة والتفاهمات القائمة بينهما كدول ضامنة، معتبرا أن الجانب التركي لم يف بالالتزامات التي تعهد بها لروسيا وإيران بموجب اتفاقيات أستانا وسوتشي، بما في ذلك القضاء على "الجماعات الإرهابية" وضمان إمكانية الوصول إلى الخطين الدوليين والاستراتيجيين إم 4 وإم 5.
ورأى أن ما حصل في حلب تحديدًا يشابه الهجوم الأوكراني المباغت على كورسك في أغسطس/آب الماضي، وجاء كمحاولة لاستباق تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، حيث تدور هواجس لدى لاعبين إقليميين بأنه قد يذهب إلى إستراتيجيات جديدة حيال عدد من الملفات الدولية الساخنة، بما في ذلك الملف السوري، بطريقة لا تتناسب ومصالح القوى الداعمة للمعارضة السورية.
وحسب رأيه، فإن موسكو باتت الآن أمام استحقاق تعطيل مفاعيل الهجوم الأخير للمعارضة، كونه أعاد خلط الأوراق عسكريا وسياسيا، مرجحًا أن تلجأ موسكو، في حال فشل التفاهم مع تركيا في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، إلى شن هجوم مضاد بمشاركة الجيش السوري والقوات الإيرانية.
ويضيف أن الكرملين الذي يشعر بـ"نشوة" استعادة الثقة بعد استخدام صاروخ "أوريشنيك" في أوكرانيا وتمكن القوات الروسية من استعادة السيطرة على نحو 60% من الأراضي التي كانت القوات الأوكرانية سيطرت عليها في مقاطعة كورسك، بات مستعدًا أكثر من أي وقت مضى إلى اللجوء لخيار الحسم العسكري المؤثر في سوريا.
علاوة على ذلك، يرجح المتحدث وجود مصلحة إسرائيلية مباشرة في التطورات السورية لجهة وقف نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان، لا سيما بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بخصوص التفرغ -بعد اتفاق الهدنة مع لبنان- إلى الجبهات الأخرى مع إيران وسوريا والعراق.
إعلانوكذلك على ضوء تقديرات بأن حزب الله سيكون معنيًا في الوقت الراهن بإطالة مدة اتفاق الهدنة مع إسرائيل إلى أبعد مدى ممكن للتفرغ إلى الجبهة السورية، التي تشكل بالنسبة إلى الحزب شريان الإمداد بالأسلحة والذخائر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی أوکرانیا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الأنظار تتجه نحو البنك المركزي المصري ترقبًا لإعلان أسعار الفائدة
تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو البنك المركزي المصري والذي سيعقد اجتماعه الثالث لمناقشة أسعار الفائدة على الجنيه، وسط ترقب من الجميع أن يواصل البنك تخفيض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي.
خفض البنك المركزي في اجتماعه خلال الشهر الماضي أسعار الفائدة بواقع 225 نقطة أساس إلى 25% للإيداع و26% للإقراض، بعدما ظلت معدلات الفائدة على الجنيه مرتفعة لنحو ثلاث سنوات متتالية بإجمالي نسبة 19%
اجتماع في البنك المركزي المصريويري هيثم فهمي رﺋﻴﺲ ﻗﻄﺎع اﻟبحوث ﻓﻰ ﺑﺮاﻳﻢ ﻟﺘﺪاول اﻷوراق اﻟﻤﺎﻟية، أن أغلب العوامل الحالية تميل لاتخاذ قرار تثبيت أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي المصري يوم الخميس المقبل.
وأوضح فهمي أن عوامل تثبيت الفائدة بالبنك المركزي يوم الخميس 22 مايو 2025 تتلخص في
- استمرار حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية في انتظار ما ستنتهي إليه المفاوضات التجارية للولايات المتحدة الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية.
- معاودة بيانات التضخم في مصر للارتفاع للشهر الثاني على التوالي، حيث ارتفع معدل التضخم في المدن خلال شهر أبريل 2025 إلى 13.9% مقارنة بمعدل 13.6% في مارس الماضي.
- ارتفاع معدل التضخم الأساسي والذي يعده البنك المركزي، ليبلغ 10.4% في أبريل 2025 مقابل 9.4% في مارس 2025 كما ارتفع معدل التغير الشهري إلى 1.2% في أبريل 2025 مقابل 0.3% في أبريل 2024 و 0.9% في مارس 2025
- أيضًا ارتفاع متوسط سعر العائد المرجح على أذون الخزانة منذ بداية الربع الثاني 2025، حيث سجل زيادة بمقدار 81 نقطة ليبلغ 28.82% على الأذون مدة 91 يوما، وزيادة بـ 37.4 نقطة ليبلغ 27.01%% على الأذون أجل 182 يوما، وزيادة 65.3 نقطة على الأذون أجل 273 يوم ليبلغ 26.64%، وهو ما يعكس توقعات السوق للمستثمرين.
- استمرار التحسن في سوق العمل، حيث انخفض معدل البطالة إلى 6.3% في الربع الأول 2025%، مقارنة بمعدل 6.4% في الربع الأخير 2024.
وعلى الجانب الآخر، ذكر رﺋﻴﺲ ﻗﻄﺎع اﻟﺒﺤﻮث ﻓﻰ ﺑﺮاﻳﻢ العوامل التي من المقرر أن تساعد البنك المركزي المصري على الاتجاه نحو تخفيض أسعار الفائدة بنسبة 1% في اجتماع الخميس المقبل.
- استمرار تباطؤ القطاع الخاص الغير نفطي للشهر الثاني على التوالي، حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات التابع لمؤسسة ستاندرد آند بورز إلى 48.5 نقطة في أبريل 2025 مقابل 49.2 نقطة في مارس السابق عليه.
- تراجع عجز الموازنة العامة في الربع الثاني من العام المالي 2024 - 2025 إلى 4.15% من الناتج المحلى الإجمالي، مقارنة بعجز 4.6% خلال نفس الفترة من العام السابق، وبالتالي تراجع الطلب على القروض.
وقال فهمي في تحليل له، إنه من المتوقع أن تقوم لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري في اجتماعها القادم يوم 22 مايو 2025، بتثبيت معدل الفائدة عند المستويات الحالية بنسبة 75% في مقابل احتمال بنسبة 25% لتخفيض معدل الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس.
بينما رجح هاني جنينة، رئيس وحدة البحوث بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، أن يتجه البنك المركزي المصري نحو تمرير خفض إضافي بمقدار 200 نقطة أساس على سعر الفائدة في اجتماعه يوم الخميس 22 مايو 2025.
وقالت بحوث شركة مباشر لتداول الأوراق المالية في تقرير اقتصادي اطلعت عليه «الأسبوع» إنها تتوقع قيام البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة بإجمالي 600 نقطة أساس، منها 225 نقطة أساس في الشهر الماضي، ويتبقى أمام البنك تخفيض إضافي بنسبة 3.75%
وأشارت إلى أن البنك المركزي سيتبع سياسة التخفيض التدريجي لأسعار الفائدة مع النظر إلى إعادة تسعير نسبة الاحتياطي الإلزامي المطلوب من البنوك الاحتفاظ بها في البنك المركزي المصري دون عائد وترتفع حاليا إلى 18%
اقرأ أيضاً«جنينة» يتوقع تخفيض أسعار الفائدة 2% في اجتماع البنك المركزي المقبل
توقعات بتخفيض أسعار الفائدة خلال اجتماعات البنك المركزي القادمة (تفاصيل)
«البنك المركزي»: مصر تجذب صافي استثمار أجنبي مباشر 6 مليارات دولار في 6 أشهر