بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الثلاثاء، مشاهد من الكمين الثاني ضمن كمين مركب نفذه مقاتلوها ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وقالت إنه جاء انتقاما لدماء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.

وحسب المقطع، فإن العملية التي أطلقت عليها القسام اسم "الانتصار لدماء السنوار" جرت في محيط مفترق برج عوض بحي الجنينة شرقي رفح يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

واستشهد السنوار -الذي يوصف بأنه قائد معركة "طوفان الأقصى"- مشتبكا مع قوات الاحتلال في حي السلطان غربي رفح، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبدأ المقطع بأحد مقاتلي القسام وهو يعطي بلاغا عبر الهاتف عن طبيعة الكمين، حيث أوضح أنه يأتي ضمن كمين مركب انتقاما لدماء السنوار، ويستهدف ناقلة وجرافة تابعتين للاحتلال.

وتضمن المقطع تقدم أحد المقاتلين واستهدافه مبنى تحصن بداخله عدد من جنود الاحتلال بقذيفة مضادة للأفراد، وكذلك مشهدا لاستهداف آلية هندسية وجرافة عسكرية من طراز "دي 9" بقذيفتي "الياسين 105".

وكذلك تضمنت اللقطات مشاهد لاشتباكات مع جنود الاحتلال، ومروحية قالت القسام إنها لإجلاء الجرحى والقتلى.

إعلان

وختم المقطع بلقطات من كمين ثالث ضمن الكمين المركب، قالت القسام إنها ستبث مشاهده في وقت لاحق.

وكانت القسام قد بثت يوم الأحد الماضي مشاهد من الكمين الأول ضمن هذا الكمين المركب، وشمل عدة مراحل بدأت بعمليات قنص استهدفت جنودا إسرائيليين قدموا من محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا)، ثم ضرب آليات الاحتلال وقوات النجدة بقذائف مضادة للدروع.

ويوم 22 نوفمبر/تشرين الماضي، أعلنت القسام عن عملية مركبة بدأت بعد عملية رصد بقنص 4 جنود إسرائيليين ببندقية "الغول"، مشيرة إلى مقتل جنديين بشكل مؤكد.

وأوضحت القسام، في بيانها، أنه تم استهداف دبابة "ميركافا" -جاءت لنجدة الجنود- بقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع، مؤكدة اشتعال النيران فيها.

وكذلك استهدفت القسام جرافة عسكرية تقدمت لسحب الدبابة المحترقة بقذيفة مضادة للدروع، مع هبوط طيران مروحي لإجلاء القتلى والمصابين، وفق بيان الكتائب.

ودأبت كتائب القسام في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نُفذت ضد قوات الاحتلال.

كما دأبت على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبّدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: هكذا عامل القسام وإسرائيل الأسرى خلال عملية التبادل

رصد مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري تباينا واضحا بين مشاهد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، والطريقة التي تعاملت بها سلطات الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، معتبرا أن الفارق بين الجانبين يعكس طبيعة المنظومتين الأخلاقية والسياسية لكل طرف.

وأشار العمري إلى أن المقاومة حرصت في عمليات الإفراج الأخيرة على أن تتم بطريقة "غير مهينة" للأسرى الإسرائيليين، موضحا أن مقاتلي كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أداروا العملية بانضباط وتنظيم دقيقين، منسقين مع الصليب الأحمر الدولي، بما أظهر أنهم أصحاب قرار وسيطرة ميدانية كاملة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ترامب: قطر ساعدتنا كثيرا للتوصل للاتفاق وسأكون فخورا بزيارة غزةlist 2 of 4الاحتلال يمنع سفر أقارب الأسرى المبعدين إلى الخارجlist 3 of 4الاحتلال يجري تغييرات على قائمة الأسرى ويقدر موعد تسلم أسراهlist 4 of 4القسام تفرج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياءend of list

وأوضح أن إسرائيل كانت منزعجة بشدة من المشاهد التي بثتها المقاومة في المرات السابقة، حين ظهر مقاتلو القسام وهم يسلمون الأسرى الإسرائيليين بطريقة منظمة، مما منحهم صورة المنتصر والمتحكم في الأرض. لذلك، بحسب العمري، أصرت تل أبيب في المفاوضات الأخيرة على منع تكرار هذه المشاهد، الأمر الذي قبلت به حماس لتجنب مزيد من التعقيدات.

وأضاف أن غياب الصور هذه المرة جعل المشهد أكثر غموضا، لكنه لم يُلغِ حقيقة أن التسليم تم من مواقع متعددة في قطاع غزة، شملت أماكن في الوسط والجنوب، إلى جانب تسليم جثث بعض الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال الحرب.

ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلي تعامل على النقيض من ذلك مع الأسرى الفلسطينيين، إذ رافقت عمليات الإفراج إجراءات مشددة وإهانات متكررة للأسرى وذويهم، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال طافت خلال الساعات الماضية على منازل أسرى ذوي محكوميات عالية، محذّرة إياهم من أي مظاهر فرح أو احتفال.

وبيّن أن سلطات الاحتلال مارست التنكيل بالمفرج عنهم حتى قبل خروجهم من السجون، حيث أُطلقت قنابل الغاز والصوت لتفريق الأهالي الذين تجمعوا قرب سجن عوفر، كما نقل الأسرى إلى المعابر وهم مقيدون، في مشهد يعكس، بحسب العمري، "رغبة إسرائيل في الانتقام وليس في تنفيذ اتفاق تبادل إنساني".

إعلان

وأضاف أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير كان من أكثر المسؤولين الإسرائيليين تحريضا على الأسرى الفلسطينيين، إذ زار المعتقلات قبل أيام من التبادل وتعمد إهانتهم، في خطوة وصفها العمري بأنها "تجسد العقلية العقابية التي تتعامل بها الحكومة الإسرائيلية مع الفلسطينيين حتى في لحظات الفرج".

معاملة لافتة

في المقابل، أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل جديدة عن معاملة المقاومة للأسرى الإسرائيليين قبل الإفراج عنهم، إذ سمحت كتائب القسام لعدد منهم بإجراء مكالمات هاتفية ومحادثات مصورة مع عائلاتهم قبيل إطلاق سراحهم، في خطوة غير مسبوقة بتاريخ الصفقات بين الجانبين.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن بعض الأسرى تحدثوا مباشرة مع ذويهم من داخل غزة، بينهم الأسير متان أنغريست الذي ظهر في مكالمة مؤثرة مع والدته، إحدى أبرز الناشطات في حركة أهالي الأسرى التي ضغطت على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الحرب.

ووفقا للصحيفة، فإن هذه الاتصالات، إلى جانب طريقة التسليم الهادئة والمنظمة، أعطت الانطباع بأن المقاومة أرادت إظهار التزامها بالمعايير الإنسانية، رغم الحرب الطويلة التي استمرت عامين وأودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

أما عملية التسليم، فقد تمت على دفعتين، شملت الأولى 7 أسرى والثانية 13، ليبلغ مجموع من أفرجت عنهم القسام 20 أسيرا إسرائيليا، بحسب ما أكدته إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي قالت إنه "لم يعد هناك أي رهائن أحياء لدى حماس" بعد تسليم الدفعتين إلى الصليب الأحمر الدولي.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن قوافل اللجنة الدولية تحركت من مواقع في دير البلح ووسط القطاع باتجاه نقاط التسليم، في حين أشارت مصادر فلسطينية إلى أن من بين المفرج عنهم جنديين وعددا من المدنيين الذين أُسروا خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

من ناحية أخرى، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مصلحة السجون أنهت استعداداتها لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المشمولين في الصفقة، في حين أقرت الحكومة الإسرائيلية تعديلات على القائمة تضمنت إضافة أسماء واستبدال آخرين في اللحظات الأخيرة.

قلق إسرائيلي

وأشار العمري إلى أن هذه الإجراءات تعكس قلقا إسرائيليا مزدوجا، أمنيا وسياسيا، من أن تتحول مشاهد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إلى مظاهر انتصار، مؤكّدا أن الاحتلال كان حريصا على "كبح فرحة الفلسطينيين" بكل الوسائل.

ولفت إلى أن التجارب السابقة أظهرت أن الاحتلال عادة ما يعيد اعتقال بعض المفرج عنهم بعد فترة وجيزة، أو يعاقبهم بمصادرة ممتلكاتهم، مما يجعل لحظة الحرية مؤقتة ومتوترة بالنسبة لكثير من الأسرى وعائلاتهم.

وبينما كانت حشود الفلسطينيين تتجمع في خان يونس ومدن الضفة بانتظار لحظة الإفراج، كانت الكاميرات ترصد مشاهد مختلفة تماما على الجانب الإسرائيلي، حيث نُقل الأسرى المحررون بوساطة الصليب الأحمر في مركبات آمنة وسط استقبال رسمي بعيد عن الاحتفال الشعبي.

ويرى العمري أن المشهدين الفلسطيني والإسرائيلي يلخصان التباين الجوهري في التعامل مع الإنسان؛ فالمقاومة، رغم الحصار والدمار، حرصت على كرامة الأسرى الإسرائيليين، في حين سعت إسرائيل إلى إذلال الأسرى الفلسطينيين حتى بعد استيفاء اتفاق التبادل.

إعلان

مقالات مشابهة

  • للمرة الأولى.. كتائب القسام توجه تحية لوحدة الظل بعد نجاح عملية تبادل الأسرى
  • “القسام”: جنود وحدة الظل حافظوا على أسرى العدو على مدار عامين في ظروف بالغة التعقيد
  • كيف تفاعلت المنصات مع مشاهد الأسرى الفلسطينيين المحررين؟
  • ما حقيقة مشاهد اعتقال ياسر أبو شباب وعدد من عناصر مليشيته في غزة؟
  • مستوطنون مسلحون يقتحمون دوما جنوبي نابلس ويطلقون النار صوب المواطنين
  • “سرايا القدس” تنشر مشاهد من التجهيزات الأخيرة لتسليم أحد أسرى الاحتلال في غزة / فيديو
  • مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: هكذا عامل القسام وإسرائيل الأسرى خلال عملية التبادل
  • استعدادات لبدء عملية التبادل.. القسام تنشر أسماء الأسرى الإسرائيليين
  • الاحتلال يعلن اكتشاف وثيقة بخط يد السنوار
  • حماس تكشف مصير البرغوثي وسعدات وهل جرى التفاوض على جثـ.ـمان السنوار؟