تصريحات يعالون بشأن غزة تفاقم الانقسام بإسرائيل
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
القدس المحتلة- أثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان الأسبق موشيه يعالون، التي قال خلالها إن الجيش الإسرائيلي ينفذ "تطهيرا عرقيا" في قطاع غزة، سجالا بالساحة السياسية وضجة وطنية بالمجتمع الإسرائيلي، الذي يرى بتصريحاته إدانة لإسرائيل بالمحافل الدولية.
ووسط الانتقادات التي وجهت إلى يعالون الذي أصر على تصريحه بأن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة "جرائم حرب" و"تطهير عرقي"، فتحت هذه التصريحات باب النقاش بالمجتمع الإسرائيلي على مصراعيه بشأن ما قد يتعرض له الجنود والضباط الإسرائيليين حول العالم.
وعكست التصريحات حجم الصراعات الإسرائيلية الداخلية بكل ما يتعلق بهوية ومستقبل إسرائيل كـ"دولة يهودية وديمقراطية"، وكذلك استغلال الحرب من أجل مواصلة التعديلات على الجهاز القضائي، وهو ما توافقت عليه المعارضة مع يعالون بأن إسرائيل في طريقها نحو الدكتاتورية.
وتناغمت تصريحات يعالون الذي هاجم الحكومة الإسرائيلية، واتهم المستوى السياسي بدفع الجيش الإسرائيلي لارتكاب جرائم حرب، مع مذكرتي الاعتقال الصادرة عن محكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
سجال داخليفمن وجهة نظر الصحفي في الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" عومر شربيت، فإن تصريحات يعالون تضاف إلى المزيد من الأدلة والفيديوهات التي وثقها الجنود الإسرائيليون خلال العلميات العسكرية في قطاع غزة، والتي يمكن أن تكون أدلة دامغة بالمحافل الدولية ضد إسرائيل وجنود وضباط بالجيش الإسرائيلي.
إعلانوأشار شربيت إلى أنه سبق هذه التصريحات والسجال الداخلي الإسرائيلي مقاطع فيديو لجنود وضباط في غزة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، قائلا "قد يجد الإسرائيليون أنفسهم عرضة لأوامر اعتقال محتملة في دول أجنبية".
وأوضح الصحفي الإسرائيلي أنه "في حين أن خطر محكمة لاهاي يركز على المستوى السياسي والجنود والضباط ذوي الرتب العالية، فإن الجنود وأصحاب الرتب المنخفضة بالجيش، قد يواجهون إنفاذ القانون وإجراءات قضائية ومحاكمات في بلدان أخرى".
وعليه يعتقد شربيت أن إسرائيل ملزمة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية بكل ما يتعلق في سير العلميات العسكرية في قطاع غزة، وذلك لتجنب الملاحقة والإدانة والتجريم بالمحافل الدولية، وهو ما أشار إليه يعالون في مضمون تصريحاته.
مصطلح مسيءبدورها، قالت الكاتبة الإسرائيلية يوانا غونين، إن "قنوات التلفزيون الإسرائيلية، التي ظلت تخفي الفظائع التي تحدث في غزة عن المشاهدين الإسرائيليين لأكثر من عام، وجدت الوقت أخيرا للتعامل معها على نطاق واسع، ليس اعتبارا لما يحدث في غزة، بل لحقيقة أن يعالون وصف ما يحدث بأنه تطهير عرقي وجرائم حرب".
وأوضحت غونين، المحسوبة على معسكر اليسار الصهيوني، في مقالة لها في صحيفة "هآرتس" أنه إذا تم معاينة ردود الفعل على تصريحات وزير الدفاع ورئيس الأركان الأسبق، "فإنه في إسرائيل مسموح بل ومرغوب تنفيذ تطهير عرقي، ولكن ممنوع استخدام هذا المصطلح المسيء الذي يوحي بانتقاد إسرائيل حول العالم".
في المقابل تشير الكاتبة الإسرائيلية إلى أنه في تل أبيب يستعملون مصطلحات مغايرة لحقيقة وجوهر الإبادة وجرائم الحرب في غزة، وهي "خفض عدد السكان إلى النصف"، أو "تشجيع الهجرة" أو "نكبات غزة" أو "الاستيطان اليهودي كرد على المحكمة في لاهاي"، فقط لا تقل الاسم والمصطلح الصريح وهو "التطهير العرقي".
إعلانووسط موجة الشتائم والإدانات والانتقادات التي وجهت إلى يعالون، تقول الكاتبة الإسرائيلية إنه "لم ير أحد ضرورة فحص الحقائق على الأرض أو جلب خبراء في القانون الدولي لشرح ما هو التطهير العرقي بحسب الأمم المتحدة".
وتضيف غونين: "بفضل يعالون، الرجل اليميني الذي يصر على الاعتراف بالواقع في قطاع غزة، كان ذلك أحد الأيام القليلة التي أطلت على الإسرائيليين فيها الحقيقة العارية من الشاشات، ويعالون يصر على أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي، فالكلمات الحقيقية واضحة، وقد تتسرب إلى الوعي الجماعي للإسرائيليين".
وأمام هذه القراءة، وجه الكاتب الإسرائيلي بن درور يميني، انتقادات شديدة اللهجة إلى يعالون، ووصف تصريحاته واستعماله لمصطلح التطهير العرقي "بالأكاذيب والشائعات" التي تخدم من وصفهم بـ"أعداء إسرائيل حول العالم".
وتحت عنوان "الجبهة الدعائية: خطورة نشر كذبة التطهير العرقي"، كتب يميني مقالا في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أشار من خلاله إلى أن إسرائيل تعيش في خضم حرب مزدوجة "عسكرية وسياسية" إلى جانب معركة الوعي داخليا وخارجيا.
وقال الكاتب الإسرائيلي "عندما يسير مئات الآلاف في لندن وأمستردام ونيويورك ضد إسرائيل، يصبحون ذراعا دعائية لحزب الله والجهاد المسلح، إن مزاعم يعالون بشأن التطهير العرقي تعطي زخما لهذه الدعاية عالميا، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل لوائح اتهام ومذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية".
وأوضح يميني أن تصريحات يعالون تضاف إلى العريضة التي وقع عليها آلاف الإسرائيليين والتي تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل، مضيفا أنه "هنا أيضا في تل أبيب -تماما مثل كارهي إسرائيل في الجامعات حول العالم- هناك من يتهم إسرائيل بالتطهير العرقي وجرائم الحرب، وهكذا يقدمون الوقود الذي يديم الكراهية لليهود وإسرائيل".
إعلان تطهير سياسيوفي السياق الإسرائيلي الداخلي، يعتقد المحرر في موقع "سيحاه مكموميت" ميرون رابوبورت، أنه لا يمكن فصل تصريحات يعالون بشأن التطهير العرقي في غزة، عن السياسات والصراعات الداخلية التي تشهدها الساحة السياسية الإسرائيلية، والتي تهيمن عليها أحزاب اليمين المتطرف ويتقدمهم نتنياهو.
ويقول رابوبورت في مقالة له بعنوان "نتنياهو ويعالون يفهمان: إذا لم تكن هناك ديمقراطية، فسيكون هناك تطهير عرقي"؛ إنه يمكن الافتراض أن يعالون مقتنع بأن التطهير العرقي الذي يتحدث عنه هو "ظلم أخلاقي"، ولذلك فهو يعارضه، في إشارة إلى التشرذم الداخلي والشرخ المجتمعي بإسرائيل الذي يأتي على خلفية عزم الحكومة تنفيذ "الانقلاب على الجهاز القضائي".
وفي قراءة لمعاني ودلالات تصريحات يعالون، يقول رابوبورت "إسرائيل تتوحد بعملية التحول من دولة يهودية ديمقراطية ليبرالية، بروح إعلان الاستقلال، إلى دولة يهودية دكتاتورية مسيحية وعنصرية وفاسدة ومجذومة، بكلمات أخرى، يعالون لا يهتم بالفلسطينيين، بل بمستقبل الدولة اليهودية الديمقراطية".
ويضيف الكاتب الإسرائيلي، أن ما يعطي صحة لهذه المعادلة، أن التطهير العرقي في غزة حدث بالتزامن مع الهجوم على الديمقراطية ومؤسسات الدولة والتشريعات العنصرية والفاشية، والملاحقة لكل من يخالف حكومة نتنياهو الرأي"، وهو ما يضع المعارضة الإسرائيلية على المحك، حيث لا يستبعد أن يطالها "التطهير السياسي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تصریحات یعالون فی قطاع غزة تطهیر عرقی حول العالم أن إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة في قلب العاصفة.. اعتراف بدولة فلسطين يعرقل وقف الحرب ويزيد الانقسام الدولي
أوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في حوار مع إذاعة “راديو فوكس”، أن الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي، تحديداً خلال سبتمبر المقبل، قد يعرقل جهود التفاوض لوقف إطلاق النار في منطقة غزة.
واعتبر أن مثل هذا الاعتراف قد يؤدي إلى تصلب موقف حركة حماس، التي قد تستغل ذلك لزيادة مكاسبها في الحرب الدعائية، مما يقلل من حافزها للقبول بأي اتفاق سلام.
وأشار روبيو إلى أن إسرائيل قد قدمت تنازلات كبيرة في محادثات السلام، في حين رفضت حماس مسودة الاتفاق في نفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين.
ولفت إلى أن التغطية الإعلامية تركز على معاناة المدنيين في غزة، لكن لا يتم تسليط الضوء على مأساة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في الأنفاق.
في المقابل، تعتزم عدة دول أوروبية، مثل البرتغال وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى كندا، الاعتراف بدولة فلسطين رسمياً في الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، حيث يؤكد هؤلاء القادة أن الاعتراف يأتي كجزء من التزامهم بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بردود الفعل الإنسانية المتصاعدة في أوروبا إزاء الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، مرحبًا بكل خطوة للاعتراف بدولة فلسطين.
وأكد أن تركيا ستزيد الضغط على إسرائيل لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية، مشددًا على أهمية إيصال المساعدات ووقف العنف بحق المدنيين.
مسؤولون أميركيون: ترامب يعتقد أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة للحفاظ على سلطته
نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب في غزة، متحدياً الرغبة الدولية في إنهائها.
وفقاً لتصريحات المسؤولين لمجلة “ذي أتلانتيك”، يرى ترامب وبعض مستشاريه أن الأهداف الإسرائيلية في غزة قد تحققت، وأن نتنياهو يواصل العمليات العسكرية بهدف الحفاظ على موقعه السياسي وسلطته.
كما أشار المسؤولون إلى أن البيت الأبيض يرى أن نتنياهو يتخذ خطوات تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
رغم هذا، نقلت المجلة عن المسؤولين في الإدارة الأميركية أنهم لا يتوقعون أن يقوم ترامب بمحاسبة نتنياهو بشكل فعلي على هذه الخطوات.
وفي سياق متصل، صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض لشبكة “إن بي سي” الإخبارية بأن ترامب منزعج جداً من الصور التي تظهر أطفال غزة يعانون من الجوع والمجاعة.
وقال ترامب إن زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والسفير الأمريكي هاكابي إلى غزة تهدف إلى التأكد من وصول المساعدات الغذائية إلى المحتاجين هناك، معرباً عن تطلعه لسماع تقريرهما حول الوضع الميداني.
حماس تدين حرب التجويع على غزة وتطالب المجتمع الدولي بوقف المجازر وتأمين المساعدات الإنسانية
أدانت حركة “حماس” الفلسطينية بشدة ما وصفته بـ”حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة”، محذرة من أن هذه الحرب تشكل خطراً مميتاً على حياة أكثر من مليوني فلسطيني.
وقالت الحركة في بيان رسمي نشر على موقعها، إن المجتمع الدولي والجهات المعنية يجب أن تتحرك بشكل عاجل لوقف هذه “المجزرة الجماعية”، وتأمين إيصال المواد الغذائية فوراً إلى جميع مناطق القطاع دون شروط، مع ضمان حماية هذه المساعدات الإنسانية.
وأكدت حماس استعدادها الكامل لاستئناف المفاوضات فور وصول المساعدات إلى مستحقيها وانتهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة، مشددة على أن استمرار التفاوض في ظل التجويع يفقد المحادثات معناها، خصوصاً بعد انسحاب “الاحتلال” من المفاوضات الأسبوع الماضي دون مبرر، رغم قرب الأطراف من التوصل إلى اتفاق.
سلوفينيا تحظر استيراد وتصدير الأسلحة مع إسرائيل بسبب الحرب على غزة
أعلنت حكومة سلوفينيا، بقيادة رئيس الوزراء روبرت غولوب، أنها أول دولة أوروبية تحظر بشكل كامل استيراد وتصدير ونقل الأسلحة والمعدات العسكرية من وإلى إسرائيل بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وجاء القرار استجابة للوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث قال غولوب: “يموت سكان غزة بسبب حرمانهم الممنهج من المساعدات الإنسانية، ويواجهون الموت تحت الأنقاض دون ماء أو غذاء أو رعاية طبية أساسية”. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي غير قادر حالياً على التعامل مع هذه الأزمة بسبب الخلافات والانقسامات الداخلية.
وتأتي هذه الخطوة بعد اعتراف سلوفينيا بفلسطين في يونيو 2025، ومطالبها المتكررة بوقف الحرب في غزة، حيث تعاني المنطقة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، وتحذر منظمات أممية من انتشار المجاعة وارتفاع الوفيات، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.
وتسببت الحرب في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى يوليو 2025، بمقتل نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة نحو 145 ألف آخرين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.