في أحدث حلقة مواجهة بين الدولة الفرنسية وتنظيم الإخوان الإرهابي، بدأت الأربعاء إجراءات أمنية ومالية مُفاجئة وواسعة ضدّ "المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية" التابع للتنظيم، وذلك بسبب الاشتباه في عدم احترامه لالتزام الإعلان عن التمويل الأجنبي ومصادر الدعم، والاشتباه بالترويج للتشدّد والتطرّف.

ومن المتوقع أن تكشف التحقيقات المالية الحسّاسة عن نتائج مُهمّة في تمويل ودعم الإخوان في فرنسا، حيث يهدف المعهد أساساً لإعداد وتدريب عدد كبير من الأئمة والدُّعاة وفق أيديولوجيا التنظيم الإرهابي، فيما تبقى رسالة الحكومة الفرنسية واضحة تماماً تجاه التصدّي لكافة تنظيمات الإسلام السياسي.

وحسب مُشرفي المعهد تبلغ الطاقة الاستيعابية في كافة فروع المعهد على الأراضي الفرنسية حوالي 2000 شخص من (أئمة المستقبل، ودُعاة، ومحاضرين، ومدرسين، وإداريين).

وتشهد فرنسا سنوياً حلّ وحظر العديد من الجمعيات والمعاهد الدينية، وذلك لتأكّد وجود شبهات تطرّف وتمويل من مصادر خارجية. وصعّدت الحكومة من حربها ضدّ الكراهية والخطاب الانفصالي.

L’Institut européen des sciences humaines de Saint-Léger-de-Fougeret (Nièvre) fait l’objet d’investigations car il est soupçonné de ne pas avoir respecté l’obligation de déclaration de financements étrangers.
→https://t.co/Cc74qYjvlr pic.twitter.com/ugN808mY7e

— Le Figaro (@Le_Figaro) December 4, 2024 مُحاربة التنظيمات المُتطرّفة

وبحسب مصادر فرنسية، فإنّ هذه التحقيقات التي وصفتها بالناجحة تتعلق كذلك بشُبهات غسل الأموال وخيانة الأمانة وعدم الالتزام بقانون مكافحة الانفصالية الذي يُحارب التنظيمات المُتطرّفة ومساعيها لبناء مُجتمعات متشددة مُنعزلة.

وبات معهد تدريب الأئمة، والذي تمّ الترخيص له أساساً كجمعية تطوّعية تحت اسم المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH)، في مرمى السلطات الفرنسية كجزء من تحقيق مالي لعدم الامتثال لمُتطلبات القانون بالالتزام بالإعلان عن التمويل والدعم الخارجي.

وتعرّض فرع المعهد في مدينة "سان ليجيه دو فوجيريه" وسط فرنسا، يوم 4 ديسمبر (كانون الأول)، بحضور النيابة العامة، لعملية أمنية واسعة النطاق بمُشاركة مُحققين مُتخصصين من المديرية العامة لمكافحة الإرهاب والشرطة القضائية، حيث بدأ البحث عن المعلومات المحاسبية والموارد المالية، وعن بعض المسؤولين في المعهد.

Financements étrangers : un institut de formation d’imams visé par une vaste opération de police https://t.co/W9nsHs9C6w

— Le JDD (@leJDD) December 4, 2024 إغلاقات مؤقتة

وكان قد تمّ إنشاء المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في أوائل التسعينيات من قبل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وهو المظلة الحاضنة لتنظيم الإخوان في القارة.

ووفقاً لموقعه على الإنترنت، يبلغ عدد طلاب هذا الفرع للمعهد اليوم حوالي 200 طالب في حرم جامعي مساحته 11 هكتاراً في قلب منطقة "مورفان".

ويتم تدريس علوم الشريعة بالإضافة للغة العربية كواجهة، وفقاً لمعلومات أمنية.

ويُعتبر المعهد، الأوّل من نوعه الذي يتم السماح له بممارسة نشاطه في فرنسا، جزءاً من اتحاد يجمع العديد من المؤسسات التي تمّ إنشاؤها بين عامي 1992 و2016 في مدينة "سان دوني" شمال باريس، وفي كل من المملكة المتحدة وألمانيا كذلك. وسبق أن خضع المعهد في فرنسا لعدّة إجراءات أمنية فرضت إغلاقه مؤقتاً، بالإضافة إلى عدّة تحقيقات في طرق تمويل أنشطته.

"Les Frères Musulmans sont une organisation internationale bien implantée en Europe. La majeure partie des associations pilotées par les frères avancent masquées pour mieux pouvoir procéder à leur endoctrinement et à leur recrutement." [Mohamed Louizi, ancien frère] pic.twitter.com/4HSMYsn7Yy

— ⛓️???? #LiberezBoualemSansal ✍️ (@IslamismeFrance) December 4, 2024 التصدّي للإخوان

وتصف السلطات الفرنسية بشكل خاص فرع المعهد في العاصمة "باريس سان أوين" بأنّه تنظيم إخواني بشكل واضح، وفق مسؤول استخبارات سبق أن أدلى بشهادته أمم البرلمان الفرنسي.

وأصدرت وزارة الداخلية الفرنسية في مطلع العام الجاري 2024، إلزاماً بمُغادرة الأراضي الفرنسية ضدّ الداعية التونسي أحمد جاب الله، عميد المعهد في باريس والرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا "مسلمو فرنسا- حالياً" المدعوم من جماعة الإخوان، وذلك بسبب الوضع غير القانوني والإخلال بالنظام العام، وهو ما اضطرّ جاب الله إلى الهرب إلى تونس في مارس (آذار) الماضي، قبل أن يتم ترحيله من قبل السلطات الفرنسية.

ونجحت الحكومة الفرنسية في تحقيق إنجازات ملحوظة في التصدّي للإخوان ومُحاصرة الإسلام السياسي وممثليه من الذين تمكنوا على مدى السنوات الماضية من السيطرة على العديد من المراكز الدينية الإسلامية والترويج لخطاب مُتشدد في عقول الشباب المُسلم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإخوان فرنسا فرنسا الإخوان المعهد فی فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

القوات التايلاندية تطلق عملية بحرية – جوية واسعة قرب الحدود الكمبودية مع تصاعد التوتر

الثورة نت/وكالات أعلنت قيادة قوات الدفاع الحدودية التايلاندية في مقاطعة ترات، اليوم الأربعاء، عن إطلاق عملية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم “ترات براب بوراباك”، حيث نشرت قوات بحرية وجوية في ظل تصاعد الصراع مع كمبوديا. وأوضحت القيادة في بيان لها: “في 10 ديسمبر الجاري، تولت البحرية الملكية التايلاندية صلاحيات عملياتية موسعة في قطاعها نظرًا لتصاعد الاشتباكات العسكرية مع كمبوديا”. وأضاف البيان أن السفينة الحربية “تي تي إم إس ثيبا”، نُشرت في منطقة العمليات وكُلفت بتسيير دوريات استطلاع على مدار الساعة. وأردف بيان قيادة قوات الدفاع الحدودية التايلاندية: “تم وضع جميع أفراد الطاقم في حالة تأهب قتالي كامل، والأسلحة جاهزة تمامًا للاستخدام الفوري في حال حدوث أي تصعيد”. كما حذرت البحرية التايلاندية، الصيادين التايلانديين من الإبحار قرب الحدود البحرية مع كمبوديا. يشار الى أن النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا شكّل أحد أطول الخلافات الإقليمية في جنوب شرق آسيا، حيث تكرر خلال العقود الماضية اندلاع اشتباكات محدودة بسبب مناطق حدودية متنازع عليها.

مقالات مشابهة

  • ضمانات أمنية أولا.. باريس والأوروبيون يطالبون واشنطن بتعهدات قبل أي تنازلات أوكرانية
  • محاولة خطف سوري تتسبب بإجراءات أمنية واسعة.. إليكم ما حدث
  • ضبط أكثر من 900 كيلو جرام مخدرات وتنفيذ 82 ألف حكم قضائي بحملة أمنية واسعة
  • معهد التخطيط القومي يعقد برنامج خدمة مجتمع حولاستراتيجية مصر 2030 ومبادرة بداية لبناء الإنسان
  • فرنسا متخوفة من التهديد الإسرائيلي للبنان.. واجتماعات ثلاثية في باريس الاسبوع المقبل
  • سيدي بلعباس.. توقيف مبحوث عنهم وحجز مخدرات وأسلحة بيضاء في عملية أمنية مشتركة بتلموني 
  • معهد علوم البحار يستقبل وفدًا دوليًا لتعزيز التعاون في الاقتصاد الأزرق
  • معهد علوم البحار والمصايد يستقبل وفدًا دوليًا لتعزيز التعاون في الاقتصاد الأزرق
  • القوات التايلاندية تطلق عملية بحرية – جوية واسعة قرب الحدود الكمبودية مع تصاعد التوتر
  • تايلاند تطلق عملية عسكرية واسعة قرب الحدود مع كمبوديا