عشرات القتلى بمعارك عنيفة وسط الجزيرة في السودان
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أعلنت «قوات الدعم السريع»، الخميس، أنها أوقفت تقدم الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه، في عملية هجومية كبيرة لاسترداد مدينة ودمدني، عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد)، مخلفة مقتل العشرات في صفوفهم.
اقرأ ايضاًوكثف مؤيدو الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي من ترويج أن استعادة ودمدني منها «مسألة وقت»، بعد التقدم الكبير والسيطرة على بلدة صغيرة تقع على بعد كيلومترات شرق المدينة.
ويعدّ الهجوم من أكبر العمليات العسكرية التي حضر لها الجيش والمجموعات المسلحة الموالية له، منذ أسابيع لإخراج «قوات الدعم السريع» من الولاية.
وفي حين لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجيش، قال فصيل مسلح موالٍ له يطلق على نفسه «درع السودان»، إن قواته خاضت معارك كبيرة ضد «ميليشيا الدعم السريع، وتمكنت من كسر شوكتها».
وقال قيادي رفيع في «قوات الدعم» لـ«الشرق الأوسط»: «إن قواتنا كانت ترصد تحركات تلك القوات منذ تحركها من مدينة الفاو حتى وصولها إلى بلدة العريباب شرق مدني».
وأضاف القيادي الذي طلب حجب هويته: «نصبنا لها كميناً أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الجنود والعناصر المسلحة، واستولينا على عدد من العربات القتالية والمدافع الكبيرة وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة... وطاردت قواتنا ما تبقى من القوات المهاجمة، وتمكنت من استعادة بلدة أم القرى وما حولها من المناطق، وفشلت كل محاولات الجيش وميليشياته الجهادية من المستنفرين، في دخول ولاية الجزيرة، وأجبرناهم على التراجع».
ووفقاً للقيادي بـ«الدعم السريع»، فإن قواتها «تنتشر وتسيطر بشكل كامل على الجبهات التي يمكن أن تتسلل منها قوات الجيش إلى مدينة ودمدني».
ونشرت «الدعم» مقاطع فيديو على منصة «تلغرام» تشير إلى توغل قواتها داخل «أم القرى»، وأسر عدد من العناصر التابعة للجيش والفصائل المتحالفة معه، إضافة إلى الاستيلاء على عدد من المركبات القتالية ومدافع ثقيلة.
وقالت قوات «درع السودان»، الموالية للجيش، في بيان: «خاضت قواتنا، مساء الأربعاء وصباح الخميس، معارك كبيرة ضد (ميليشيا الجنجويد الغازية) في محور أم القرى وغربها، وتمكنت من كسر شوكة العدو في منطقة ودالأبيض وتقدمت نحو ودالمهيدي، بغرض فتح مسارات آمنة لقوات محور الخياري والقوات المساندة لتأمين تنظيفه من قوات العدو بمنطقة أم القرى، وتثبيت المناطق التي تم طردها منه».
وذكرت في بيان: «واجهت قوات (درع السودان) هجمات مضادة من ثلاثة محاور من الميليشيا، تصدت لها بجدارة بمساندة سلاح الجو، واحتسبت عدداً من الشهداء والجرحى والمفقودين، وأدت مهامها كاملة؛ تمهيداً للاكتساح الكبير بمشاركة المحاور الأخرى لتنسيق الهجوم المتزامن نحو مدينة ودمدني».
اقرأ ايضاً
وأفادت بأن «ميليشيا (الدعم السريع) لا تزال تتمركز بمناطق غرب ودالمهيدي وغابة مخيلة، وقد تراجعت قوات (درع السودان) والقوات المسلحة والقوات المساندة لها، حيث تتمركز في مناطق سيطرتها غرب أم القرى».
وأعلن وزير الدفاع السوداني، ياسين إبراهيم ياسين، الاثنين الماضي، سيطرة الجيش على بلدة أم القرى شرق ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد) بعد انسحاب «قوات الدعم».
ومنذ أشهر، يحاول الجيش السوداني استرجاع ولاية الجزيرة التي انسحب منها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي دون قتال.
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة الدعم السریع درع السودان قوات الدعم أم القرى
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
الفاشر- أفادت مصادر عسكرية أن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية تمكنوا، ظهر الخميس، من صدّ هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في واحدة من أشرس المعارك الميدانية منذ بداية الحصار المفروض على المدينة مطلع عام 2024.
وأسفر الهجوم -وفقًا لمصادر العسكرية تحدثت للجزيرة نت- عن مقتل العشرات، ولكن لم يتم تأكيد هذه الأرقام من مصادر مستقلة، بالإضافة إلى تدمير 5 آليات قتالية والاستيلاء على مركبة محملة بالذخائر والأسلحة الثقيلة.
وقالت المصادر إن القوات الحكومية "تعاملت بحرفية مع الهجوم الذي بدأ عند الفجر بقصف مدفعي مكثف، أعقبه محاولة اختراق من المحاور الشمالية الشرقية والغربية للمدينة".
تحرك ميدانيوقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، في تصريح للجزيرة نت، إن الهجوم جاء بدعم من ما يُعرف بـ"قوات تحالف السودان التأسيسي"، التي دفعت بعناصرها ضمن تشكيلات الدعم السريع في محاولة للسيطرة على المداخل الشمالية للمدينة.
وأضاف العقيد حسين أن وحداتهم الميدانية كانت تراقب التحركات منذ ليلة الأربعاء وتمكنت من إحباط الهجوم قبل أن يُحقق أي اختراق.
وأكد أنهم دمروا 5 آليات واستولوا على مركبة واحدة، بالإضافة إلى عتاد عسكري كان مُعدًا للاستخدام في الأحياء المكتظة بالسكان. كما شدد على أن الفاشر لن تُترك لما وصفها بالمليشيات، وأن الكلمة الفصل تعود للميدان.
صراع دبلوماسيويأتي هذا التصعيد العسكري في أعقاب تعثُّر الجهود الدبلوماسية، بعد إلغاء اجتماع اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات) المُقرَّر في واشنطن بسبب خلافات بين الأعضاء حول مقاربة حل الأزمة.
ووفقا لمصادر دبلوماسية، فإن تضارب المواقف أدى إلى تأجيل الاجتماع، مما دفع قوات الدعم السريع، بحسب مراقبين محليين، إلى تكثيف عملياتها العسكرية على الأرض، حيث استهدفت مدينة الفاشر بقصف مدفعي وهجوم بري مكثف خلال يومي الأربعاء والخميس.
أزمة إنسانيةورغم نجاح القوات المشتركة في صد الهجوم، فإن الأحياء المدنية لم تسلم من تداعيات المعركة؛ حيث سقطت قذائف عشوائية على أحياء وسوق أبو شوك، إضافة إلى مخيم أبو شوك للنازحين شمال الفاشر، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين وتدمير المتاجر ومرافق خدمية في السوق، الذي يُعتبر المنفذ التجاري الوحيد الذي يعمل جزئيًا في المدينة.
إعلانوفي هذا السياق، قال سليمان أرباب، أحد سكان حي أبو شوك، للجزيرة نت: "لقيت امرأة في العشرينيات من عمرها مصرعها جراء القصف على الحي، وأصيب 3 آخرون".
وأضاف: "دمرت القذائف عددا من المنازل وألحقت أضرارا بالغة بالمحال التجارية في سوق أبو شوك. الناس كانوا يبحثون عن الغذاء وعلف الحيوانات أو الماء، فوجدوا الموت يتساقط من السماء".
نداء استغاثة
وتعيش مدينة الفاشر منذ أبريل/نيسان الماضي تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع، مما أدى إلى انهيار تام في الخدمات الصحية والغذائية.
ويعاني السكان من انعدام مصادر الغذاء، حيث يضطر الكثيرون للاعتماد على علف الحيوانات المعروف محليًا بـ"الأمباز".
وخلال هذا الوضع الصعب، نقلت الجزيرة نت عن المواطنة فاطمة مكي، المقيمة في حي الرديف، قولها: "نُطعم أطفالنا الأمباز كما لو أنه طعام بشري… لا دواء، لا غذاء، وحتى المياه. نحن نموت جوعا أو تحت القذائف، ولا أحد يسمعنا. وأضافت: "حياتنا تحولت إلى جحيم، ويومنا يمر دون أي أمل. نناشد المجتمع الدولي أن يمد لنا يد العون قبل فوات الأوان".
مستقبل غامضويرى محللون أن نجاح القوات المسلحة في صدّ الهجوم يعكس تحولا تكتيكيا في مسار المواجهة داخل مدينة الفاشر.
ويؤكد هؤلاء أن التعاون بين الجيش والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمواطنين قد يكون مقدمة لإعادة رسم خارطة السيطرة وبناء جبهة سياسية موحدة، إذا ما استُثمر هذا النجاح ميدانيا بشكل فعّال.
ومع ذلك، يحذر بعض الناشطين المحليين من أن الانتصار العسكري وحده لن يكون كافيا لكسر الحصار عن المدينة أو إنهاء معاناة المدنيين، ما لم يُترجم إلى زحف عسكري عاجل من شمال البلاد إلى دارفور.