الفخ الأمريكى.. من لبنان إلى سوريا!
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
** لم ينتبه أحد، إلى أن وساطة الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف النار بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل، ما كانت إلا فخًا شريرًا، يستهدف تفجير المنطقة، وانطلق هذه المرة من سوريا، لصالح العديد من الأهداف الشيطانية، تتقاسمها كل من «واشنطن» و«تل أبيب»، وفى الظل تركيا بالطبع، ربما فى قائمتها المخطط «الذهنى»، الذى تعمل عليه الدولة العبرية، لضمان التوسع الإقليمى، والتفوق العسكرى على الجوار العربى مجتمعا، ودون ذلك، مغامرات الرئيس الأمريكى جو بايدن المجنونة، لإشعال صراعات ليس فى الشرق الأوسط وحسب، ولكن أيضاّ فى مناطق ساخنة حول العالم - أوكرانيا وتايوان وجورجيا وأرمينيا - ربما لتعجيز «عدوه» المنتخب، دونالد ترامب، أمام مسئولياته الرئاسية.
** الفخ الأمريكى، كما السم فى العسل، أتاح لإسرائيل التقاط الأنفاس، وإنقاذها من هزيمة مروعة، أمام المقاومة فى جنوب لبنان، ومع ما دبر له الأمريكيون، كانت ساعة الصفر، لأن تبدأ المعارضة المسلحة «قوات سوريا الديمقراطية»، هجوماّ ضد النظام السورى، بالتوازى مع هجوم «جبهة النصرة» الإرهابية، بدعم تركيا وموالسة أنظمة عربية، فى خدمة الغرض الإسرائيلى، بإثارة الفتنة «المذهبية»، فى الشمال الغربى، الذى هو مناطق يسكنها أنصار لحزب الله هناك، وبالتالى تنقطع طرق التواصل والإمداد، فى حال استولت القوى المعادية، على كل من مدينتى حلب وأدلب، وصولاّ إلى محافظة حماة، وهو ما يتمناه النظام الصهيونى فى إسرائيل، ويتصدى له الجيش السورى.
** ويظن الأمريكيون، أنهم بإثارة القوى الموالية فى سوريا، قد يمنعون التمدد الروسى والإيرانى، لأكثر مما هو موجود على الأرض، وفق اتفاقيات مع النظام السورى، على عكس التواجد غير الشرعى للقوات الأمريكية، منذ العام 2015، تحت غطاء التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب، الذى يضم 83 دولة، وهى ذريعة استغلها الجيش الأمريكى، لبناء قواعد عسكرية فى مناطق الشرق السورى، ومن ثم صار قوات احتلال، متهمة دولياّ بسرقة بترول وثروات الدولة السورية، بخلاف الهدف الذى يتعلق، بمنع لعب روسيا والصين أدواراّ سياسية، على حساب تراجع الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط، وكذلك ما تعمل على حصار الدعم الإيرانى، لكل من سوريا وقوى المقاومة.
** وبالنسبة للبلدين- إسرائيل وأمريكا- الهدف نفسه فى سوريا، ولو رجعنا لأحداث مارس 2011، على وقع احتجاجات ما قالوا: إنها ثورات الربيع العربى، حينها، ترقبت «تل أبيب» مدى صمود النظام السورى، كانت تتحين استغلال الظروف، غير أنها لم تجرؤ على التورط، أمام قدرة الجيش العربى السورى، على الانتشار والسيطرة على البلاد بالكامل، وبالتالى كانت مخاوف القادة الإسرائيليين، أن تندلع حرب إقليمية، كما لو كانت رد فعل قويا، إذا ما قرروا، التدخل فى مسارات الحرب الأهلية، التى كانت تجرى ما بين القوات السورية، من جهة، وبين التنظيمات الإرهابية وميلشيات المعارضة فى الداخل، والمؤامرة الأمريكية وتحالفها -83 دولة - من الخارج، من ناحية أخرى.
** لذلك تجد إسرائيل، أن فرصتها الآن، فى قوى المعارضة وجماعات الإرهاب، التى تدعمها «واشنطن» و«تل أبيب» و«أنقرة»، أن تكون «تميمة» انهيار نظام بشار الأسد، ونهاية المسار الثلاثى، «السورى - الإيرانى - حزب الله»، وهو ما لن يحدث، طالما يلتف الشعب السورى حول القيادة والجيش، إلى جانب دعم الشعوب العربية والدول الحرة، الذى أظنه سيكون السلاح القوى، فى مواجهة فتنة الرئيس «بايدن»، التى فضحتها تصريحات متضاربة لمسئولين أمريكيين، عما إذا علموا أو تفاجأوا بأحداث سوريا، وسواء ترغب «واشنطن» و«تل أبيب»، فى انهيار النظام العربى السورى، أو رسم خريطة صهيونية للشرق الأوسط، تظل الدولة الوطنية السورية حاضرة.. فى الزمان والمكان.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمــــد راغـــب اتجـــــاه حزب الله اللبناني المخطط التوسع الاقليمي تل أبیب
إقرأ أيضاً:
سوريا تستقبل أبناءها.. خطة العودة من لبنان تدخل حيز التنفيذ
أطلقت الحكومة اللبنانية المرحلة الأولى من خطة العودة المنظمة والآمنة للنازحين السوريين إلى بلادهم، بالتنسيق المباشر بين المديرية العامة للأمن العام اللبناني والسلطات السورية، وذلك عبر معبر المصنع الحدودي. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن نقطة تجمع العائدين تم تحديدها في بلدة بر الياس، داخل ملعب نادي النهضة، حيث بدأت الاستعدادات لإطلاق قوافل العودة باتجاه الأراضي السورية.
تأتي هذه الخطوة ضمن إطار جهود مشتركة بين الحكومة اللبنانية وعدد من المنظمات الدولية، أبرزها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، والصليب الأحمر اللبناني، التي تشارك في تنظيم ودعم هذه العملية لضمان سلامة العائدين وكرامة حقوقهم.
وأعلنت الحكومة اللبنانية أنها تلقت آلاف الطلبات من لاجئين سوريين راغبين في العودة إلى وطنهم، فيما تسلط المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الضوء على الواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه اللاجئون في لبنان، مؤكدة أن لبنان يستضيف أعلى نسبة من اللاجئين مقارنة بعدد السكان على مستوى العالم، حيث يقطن نحو 1.5 مليون لاجئ سوري، منهم 90% يعيشون تحت خط الفقر، مع تركيز كثيف في منطقة البقاع.
ويعاني كثير من الأطفال اللاجئين من مشاكل كبيرة في التعليم نتيجة خفض التمويل، حيث تظهر أزمة تعليم أطفال اللاجئين في مراكز الحماية ومؤسسات التعليم اللبنانية، وسط تحديات اقتصادية واجتماعية ضخمة.
المفوضية تعمل حالياً على تنسيق الجهود مع الحكومة اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة، لتقديم الدعم اللازم ليس فقط للنازحين السوريين، بل أيضاً للمجتمعات اللبنانية المضيفة التي تواجه ضغوطاً متزايدة على الخدمات والموارد.
تُعد هذه المرحلة الأولى من خطة العودة خطوة مهمة في معالجة ملف اللاجئين السوريين في لبنان، في ظل الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المعقدة التي يعاني منها البلد، مع الحفاظ على مبادئ العودة الطوعية، الآمنة والكريمة، بما يضمن احترام حقوق النازحين ويعزز استقرارهم في وطنهم.
غارة إسرائيلية تستهدف بنت جبيل جنوب لبنان وتقتل مسؤول عمليات في “قوة الرضوان”
قتل شخص وأصيب أربعة آخرون مساء اليوم الاثنين، جراء غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة على مدينة بنت جبيل جنوب لبنان، حسبما أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية.
وأوضح البيان أن الغارة استهدفت دراجة نارية ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة عدد من المدنيين.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأحد استهداف عنصرين من “قوة الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” في غارة جوية على منطقة دبعال جنوب لبنان.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس” مقتل محمد حيدر عبود، المسؤول عن العمليات في كتيبة قوة الرضوان، بالإضافة إلى عنصر آخر يعمل في مجال المدفعية ضمن ذات القوة.
وذكر أدرعي أن العنصرين كانا بصدد إعادة بناء بنى تحتية تابعة لقوة الرضوان، وشاركا في مخططات تستهدف قوات الجيش الإسرائيلي والدولة، في انتهاك لتفاهمات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
يأتي ذلك في سياق استمرار التوتر العسكري في منطقة جنوب لبنان، حيث سبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على قائد في ركن قطاع بنت جبيل التابع لـ”حزب الله” خلال الأسبوع الماضي، في عمليات استهداف مباشرة على مدار أيام.
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، إلا أن إسرائيل لم تستكمل انسحابها من المناطق المحتلة في جنوب لبنان، وأبقت على وجود عسكري في خمس نقاط استراتيجية، مع استمرار هجماتها المتفرقة على لبنان، بحجة حماية مستوطنات الشمال الإسرائيلي.
روسيا تؤكد دعم وحدة وسيادة سوريا وتتمنى للشعب السوري تجاوز فترة عدم الاستقرار سريعاً
صرّح النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، بأن روسيا حريصة على تحسين الوضع في سوريا وتتمنى للشعب السوري تجاوز فترة عدم الاستقرار والأزمة الداخلية بأسرع وقت ممكن.
جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حيث شدد بوليانسكي على حرص روسيا على تصحيح الأوضاع في سوريا بما يضمن سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، مؤكداً عزيمة بلاده على تعزيز العلاقات مع سوريا التي تربطها بروسيا علاقات ودية تاريخية.
وأشار بوليانسكي إلى أمل روسيا في أن يسير الشعب السوري على طريق الوئام الوطني والتنمية الاقتصادية المستدامة والتقدم.
في سياق متصل، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد خلالها أهمية دعم وحدة وسيادة وسلامة أراضي سوريا، مع مراعاة حقوق جميع المكونات العرقية والدينية.
وشدد بوتين على ضرورة شعور جميع السوريين بالأمان في بلدهم، داعياً القيادة السورية لاتخاذ التدابير اللازمة لتوحيد الشعب واحترام حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم.
وأكد أن بناء سوريا الموحدة لا يزال بعيد المنال، لكنه مهم لتعزيز الاستقرار السياسي الداخلي واحترام الحقوق والمصالح المشروعة لجميع مكونات الشعب السوري.
آخر تحديث: 29 يوليو 2025 - 16:10