بوابة الوفد:
2025-08-12@05:33:15 GMT

حكم تعجيل الولادة للتفرغ للعبادة في رمضان

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

كشفت دار الإفتاء المصرية عن حكم تعجيل الولادة للتفرغ للعبادة في رمضان، موضحة أنه أمر جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، ولكن يكون بمراجعة الطبيب عند أمن الضرر للمرأة.

وأوضحت الإفتاء أن الأفضل والأكمل هو ترك الأمور على ما هي عليه، والأخذ بالرخصة التي منحها الله تعالى لذوات هذا العذر من النساء، وأن المرأة إذا نوت الامتثال لما قضى الله به عليها في أصل خِلقتِها فإن ذلك مما يعود عليها بجزيل الثواب، فإنها تحصل على مثل أجر الصائم؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ» أخرجه البخاري في "صحيحه".


كما يمكن للمرأة أن تحصل على أجر آخر، وذلك بمحافظتها على أنواع الطاعات القلبية، وحفظ جوارحها، وتحقيق الخشية لباريها سبحانه وتعالى مع ما تيسر لها من أعمال الجوارح الأخرى.

حكم تعجيل الولادة للتفرغ للعبادة في رمضان

قال الإمام ابن الملقن في "التوضيح" (17/ 472، ط. دار الفلاح): [من حبسه العذر من أعمال البر مع نيته فيها، أنه يكتب له أجر العامل بها كما قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم فيمن غلبه النوم عن صلاة الليل أنه يكتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه] اهـ.

فمن كمال الشريعة الإسلامية أن جعلت للمرأة في هذه الحال رخصةً شرعيةً؛ فلذا يُباح لها الفطر مع هذا العذر، وكذا جعلت الشريعة الأخذ بالرخص في مثل ذلك مما يحبه الله تعالى كمحبة الأخذ بالعزائم في مواطنها. فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ» أخرجه الإمام أحمد والبزار في "المسند"، وابن أبي شيبة في "المصنف"، والبيهقي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحه".

العبادة في هذا الشهر ليست منحصرة في الصوم وإن كان أساسه، ولكنها تشمل الذكر، والتسبيح، والتحميد، والتمجيد لله تعالى، والتَّفكر والتأمل في خلقه، كما تشمل أعمال القلوب من حب الله تعالى، والتوكل عليه، والإنابة إليه، والخوف منه، والرجاء له، وإخلاص الدِّين له، والصبر على أوامره، وعن نواهيه، وعلى أقداره، والرضا به وعنه، والذل له والخضوع، والإخبات إليه، والطمأنينة به، وغير ذلك من أعمال القلوب التي فَرْضُها لا يقلُّ عن أعمال الجوارح، بل عمل الجوارح بدونها إما عديم المنفعة أو قليل المنفعة.

قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 191].

قال الإمام البيضاوي في "أنوار التنزيل" (2/ 54، ط. دار إحياء التراث العربي): [أي: يذكرونه دائمًا على الحالات كلها قائمين، وقاعدين، ومضطجعين، وعنه عليه الصلاة والسلام: «من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله»... ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ استدلالًا واعتبارًا، وهو أفضل العبادات كما قال عليه الصلاة والسلام: «لا عبادة كالتَّفكر»] اهـ.

فضل شهر رمضان وبيان أجر العبادة فيه

وفضَّل الله تعالى شهر رمضان على غيره من الشهور، ففيه أنزل القرآن، وفيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتسلسل الشياطين.

ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّم: «إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» متفق عليه.

ومن فضائل هذا الشهر العظيم أن أجر العبادة فيه مضاعف إلى أضعافٍ كثيرة، فمن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه من الأشهر، ومن تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان ثوابه كثواب من أدَّى فريضة فيما سواه.
وورد سلمان رضي الله عنه قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّم فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ» أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، والبيهقي في "شعب الإيمان" و"فضائل الأوقات".

قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/ 1367، ط. دار الفكر): ["من تقرب" أي: إلى الله، "فيه" أي: في نهاره أو ليله، "بخصلة من الخير" أي: من أنواع النفل، "كان كمن" أي: ثوابه كثواب من "أدَّى فريضة فيما سواه، ومن أدَّى فريضة فيه" بدنية أو مالية "كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه" أي: من الأشهر] اهـ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكم تعجيل الولادة للتفرغ للعبادة حكم تعجيل الولادة للعبادة حكم تعجيل الولادة رمضان شهر رمضان تعجيل الولادة الولادة الله تعالى الله ع ى الله ل الله

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يوضح إعجاز قرآني في ليبلونكم الله بشيء من الصيد

قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ}، قدّم فيه القرآن الكريم ذكر الأيدي على الرماح، رغم أن الصيد بالرمح هو الأكثر شيوعًا، لبيان خصوصية ظرف النزول، فقد نزلت الآية في عام الحديبية حين كان الصحابة مع النبي في طريقهم إلى مكة، وكان الصيد قريبًا منهم جدًا حتى إن الطير كان يقع على رحالهم، فيمكنهم إمساكه بالأيدي أو بالرماح بسهولة، مما يجعل الابتلاء بتركه أعظم وأصعب.

وكيل الأزهر يتفقد مجمع «أهل القرآن» ومكاتب التحفيظ بالبحيرة.. صورشيخ الأزهر يحكي قصة حفظه القرآن وهو صغير.. ماذا قال؟

وأضاف خلال تصريح تليفزيوني، أن تقديم الأيدي على الرماح يعكس واقع الموقف؛ فالصيد كان في متناول اليد دون جهد، وهو ما يجعل الامتناع عنه في ظل الحاجة والطعام القليل ابتلاءً شديدًا، خاصة أنهم كانوا على سفر.

وأوضح أن ذكر الأيدي والرماح معًا بدل الاكتفاء بذكر الصيد فقط يكشف عن جوانب من أسرار التنزيل، إذ يعبر عن مهارة الصحابة في الصيد والطراد واستعمال أدوات القتال، مما يضاعف من دلالة الاختبار.

وأشار إلى أن قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} لا يعني حدوث علم جديد لله تعالى، فالعلم الإلهي أزلي لا يتغير، وإنما هو أسلوب قرآني يخاطب الناس بما ألفوه من التعبير، لبيان أن الابتلاء يظهر للخلق ما سبق أن علمه الله في الأزل من حال عباده، وليقوم الحجة عليهم بما يقع منهم فعلًا.

وأكد رئيس جامعة الأزهر أن الآية تحمل درسًا عظيمًا في الانضباط الشرعي أمام الإغراءات، والصبر على أوامر الله حتى فيما يبدو يسيرًا أو في متناول اليد، مبينًا أن الابتلاء الحقيقي يقاس بمدى التزام المؤمن بأمر الله في الغيب والشهادة، والسر والعلن.

طباعة شارك رئيس جامعة الأزهر الصيد القرآن الصحابة النبي الإعجاز القرآني

مقالات مشابهة

  • العمل الصالح طريق السعادة.. ندوة توعوية لخريجي الأزهر بكفر العرب بكفر الزيات
  • الشيخ رمضان عبد المعز يفسر قوله تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث.. فيديو
  • دعاء الحر.. ردده الآن ليخفف الله عنك الموجة الحارة
  • علي جمعة: المؤمن الحق يمر باللغو كريماً ويبدأ بإصلاح نفسه قبل غيره
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا في أب وأم لقتلهما ابنتهما بمكة المكرمة
  • هل يجب على الزوجة طاعة زوجها حتى إذا لم يكن مسئولا؟.. انتبهن
  • حكم تشغيل القرآن الكريم وعدم الاستماع إليه.. الإفتاء تجيب
  • هل قيام الليل يعوّض الصلاة الفائتة؟.. انتبه خطأ شائع يقع فيه كثيرون
  • رئيس جامعة الأزهر يوضح إعجاز قرآني في ليبلونكم الله بشيء من الصيد
  • دعاء صلاة الاستخارة .. وأفضل وقت لأدائها وكيفية معرفة نتائجها