*قصور الثقافة تحتاج للتطوير من الداخل.. وانطلاق إذاعة مصر الثقافية قريباً

*لا أؤمن بمفهوم الاستدامة في العمل والمرونة بين قطاعات الثقافة مطلوبة

*أتمنى دعم وسائل الإعلام للحراك الثقافي.. *قصر ثقافة الفيوم  يحتاج 200 مليون جنيه للتطوير
*توثيق التراث عبر منصات خطتي القادمة 

 
تتعدد روافد وعوالم الثقافة، ولا خلاف على أن مفهومها واسع، ونشرها بين المواطنين مهمة ثقيلة، لا يستطيع القيام بها الدولة فقط، ولكن تحتاج إلى تضافر جهود الدولة مع المجتمع المدني.

 
بهذه النظرية يؤمن الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، الذي يحاول القفز على التحديات التي تحاصره، وتوفير الخدمة الثقافية لكل شخص يحيا على أرض مصر، إذ لا يعترف بالتعبير الذي انتشر منذ سنوات "محافظة حدودية" ولكن يرى أن كل المحافظات واحد، ومهمته هي العبور لكل الناس. 
من يتابع  أداء وزير الثقافة يكتشف أمرين: الأول أنه قليل الحديث لوسائل الإعلام، والثاني أنه يريد عمل بصمة خالد في الحياة الثقافية، من خلال المهرجانات ونشر الوعي المعرفي حول دور الثقافة، باعتبارها القوة الناعمة التي تساهم في الارتقاء بوعي ودائرة معارف المواطن المصري.

الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة

ومؤخرًا، حرص الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، على إقامة مهرجان التحطيب في دورته الـ14، في محافظة الأقصر، بالتزامن مع ملتقى التصوير الدولي، وأحدثت هذه الفاعليات انتعاشة في الوسط الثقافي. وعلى هامش المهرجان حاورت "الوفد" وزير الثقافة حول فلسفته في العمل والرؤية المستقبلة والتحديات.. وإلى نص الحوار 

 
ـ بداية ما المنهج الذي تعتمد عليه في إيصال الخدمة الثقافية للجمهور؟ 
أرى أن هذا السؤال فلسفي وواسع إلى حد كبير، ولكن لو تأملنا ما يحدث من فعاليات، سنجد أن كلها آليات الهدف منها الوصول للمواطن، فلا أعترف بكلمة "محافظة حدودية" كل المحافظات تستحق العناية والرعاية الثقافية، لذا نعمل من أجل بناء الإنسان، فهو محور العمل الثقافي. 


ـ البعض يرى من هيئة قصور الثقافة فقط بريقها ..ما تعليقك؟ 


هيئة قصور الثقافة تحتاج للنهضة من الداخل، يجب أن تعود لعهدها القديم ولكن الأمر ليس سهلاً أيضًا فهناك تحديات كثيرة منها العامل المادي مثلاً.. هل تعلم أن قصر ثقافة الفيوم يحتاج إلى 200 مليون جنيه للتطوير، والعام القادم ربما تزيد هذه الميزانية وتصل إلى 300 مليون جنيه وهذه الأمور صعبة في الوقت حالي وليست سهلة كما يظن البعض. 


ـ في رأيك ما الذي ينقصنا لإحداث نهضة ثقافية تليق بمكانة مصر وتراثها الحضاري الكبير؟ 


أرى أن العمل الثقافي ليس مسئولية الدولة فقط، ويجب أن يحدث تعاون بين المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، والجهات الحكومية من أجل العمل الثقافي. 


ـ هل تؤمن بفكرة التنمية الثقافية المستدامة؟ 
 

لا توجد استدامة في الثقافة، من الممكن تطبيق الأمر في التعليم لكن تم تطبيق الأمر في الجانب الثقافي فهذا يعني حدوث رتابة.. أقصد من كلامي ربما يكون هناك استدامة للمكان للشكل الإداري مثل وجود قصر وموظفين، لكن الخدمة يجب أن تتطور من وقت لآخر حتى لا يحدث ملل ورتابة، كما قلت في موضع سابق.. من وجهة نظري الثقافة كائن حي ومتغير، وقادر على التعبير، هناك مصطلحات كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة وراح البعض يرددها دون التفكير في محتواها ومعناها.


ـ هناك من يرى أن نشر الوعي الثقافي مهمة ثقيلة ما تعليقك؟ 
 

بكل تأكيد المهمة ليست سهلة، في الماضي كانت هناك توسعات بشكل رأسي في بناء هيئات الثقافة، وسياستي التي أعتمد عليها هو التحرك بشكل أفقي، لكل محافظة وجبة ثقافية خاصة، أحرص على الوصول للجميع، وتقديم الخدمة الثقافية المناسبة. 


ـ حدثنا عن علاقة هيئات الثقافة والاقتصاد، أو بمعنى آخر العائد الاستثماري من الخدمة الثقافية؟ 
 

في الماضي كانت هناك ميزانية محددة لكل هيئة أو قطاع، على سبيل المثال قصور الثقافة ربما تحصل على 55 مليون جنيه، وتمنح كل قصر مثلاً مليون جنيه، كانت هذه الفكرة سائدة، الأمر الآن تغير وأصبحت المرونة هي التي تحكم منطق العمل، وهذا يعزز القيمة التنافسية، بين كل القصور 


ـ وماذا عن مشروع توثيق التراث والمخطوطات النادرة؟ 
 

مؤمن بأن الثقافة ملك لكل الناس، ويجب أن تكون متاحة للجميع، لكن أرفض الشكل القديم لنشر الوعي المعرفي، الخدمة أو المنتج الثقافي موجود ولكن الوسيط سيتغير، لذا نعمل على إطلاق منصة، تحتوي على الأغاني التراثية، واللوحات، وتكون متاحة للجميع في أي وقت، في ظل ظروف ارتفاع اسعار الورق والطباعة، أصبح من الضروري البحث عن وسائط جديدة تناسب روح العصر، ويكون لها تأثير كبير، لست ضد الكتاب حتى لا يفهم كلامي بصورة خاطئة، ولكن أرى أن تكلفته كبيرة وأنا أريد الوصول لكل الناس. 


ـ الطموح في العمل أمر ضروري.. ما طموحاتك في هذه المرحلة؟ 


طموحي هو الحراك الثقافي، وأن يكون لدينا إنتاج غزير وكثير، والثاني هو ان يستفيد  المتلقي من المنتج على كل المستويات، وأتمنى أن يتحول المتلقي إلى إنسان منتج للثقافة بعد ذلك.. أنا فنان تشكيلي وأرى أن زملائي عندما يقدمون شيئاً جيداً هم فقط الذين يشعرون به، يجب تخطي هذه الدائرة وأن تكون هناك مشاركة إيجابية من جانب المتلقي

.
ـ في رأيك كيف يتم إلقاء الضوء على المنتج الثقافي؟ 


الأمر هنا يتعلق بدور الإعلام، وزارة الثقافة تمتلك محتوى قوي جديد، ولكن اين دور الإعلام في الترويج لهذا المحتوى، هل تتخيل أن هيئة قصور الثقافة تقدم من 300 إلى 400 فعالية ولا يتم تسليط الضوء عليها، الإعلام مهم وضروي جداً، ودعمه المستمر سيخفف من حجم الضغط، ويجعل طريقي قصر في مهمة العبور للجمهور. 
نحاول ايضا الاستفادة من وسائل الاعلام، ومؤخرا وقريبا سيتم إطلاق إذاعة الثقافة المصرية، وجاري عمل بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والإذاعة المصرية بهدف نشر الخدمة الثقافية، والوصول لكل مواطن على أرض مصر. 


ـ سؤال أخير.. ما آخر ملمح ثقافي تم إدراجه في  قوائم التراث غير المادي في اليونسكو؟ 

توجد عناصر مختلفة فى قائمة التراث العالمى غير المادى بمنظمة اليونسكو، وذلك من أجل صون وحماية التراث الثقافى غير المادي ومنها السيرة الهلالية، التحطيب، النخلة، الأراجوز، الخط العربي، النسيج البدوي، رحلة العائلة المقدسة، وأخيرا السمسمية و الحناء.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الخدمة الثقافية عوالم الثقافة مهرجان التحطيب الأقصر الوفد الدکتور أحمد فؤاد هنو الخدمة الثقافیة وزیر الثقافة قصور الثقافة ملیون جنیه

إقرأ أيضاً:

الزواج بين مسؤولية الدولة والمجتمع

د. خالد بن علي الخوالدي

تحديات جمة تواجه الدولة من جهة تتعلق بالزواج، منها قلة المواليد، وما يتبعها من تحديات ديموغرافية وسكانية واقتصادية، فلا يكون هناك نجاح اقتصادي مع قلة عدد السكان.

وتحديات مجتمعية بدأت تظهر وبشكل مقلق، تتعلق بغلاء المهور، وتأخر سن الزواج، وتزايد العنوسة في المجتمع، وما يتبع ذلك من آثار اجتماعية وغيرها.

لقد تحوّل الزواج -للأسف- من فرحة عائلية ومجتمعية إلى عبء مالي مخيف لكثير من الشباب وأسرهم، فما كان يومًا احتفالًا بسيطًا يجمع الأسر، أصبح اليوم ساحة للمباهاة والإسراف، تثقل كاهل المقبلين على الزواج، وتغرقهم في دوامة الديون قبل أن تبدأ حياتهم الجديدة، وهذا -لعمري- لو استمر بهذا المنهج، فله آثار سلبية كبيرة على الصعيدين المجتمعي والحكومي.

لذا تبرز الحاجة لشراكة فاعلة بين الحكومة ممثلة في مبادراتها الداعمة، والمواطن بوعيه واختياراته، لإنقاذ هذه المنظومة الاجتماعية الحيوية من براثن المغالاة، فلم يعد خافيًا على أحد ظاهرة حفلات الزواج الباذخة التي تجتاح المجتمع: فالقاعات الفاخرة التي تتكلف آلاف الريالات، والبرستيجات المبالغ فيها، وولائم الطعام التي تفوق حاجة المدعوين بكثير، والهدايا الفارهة؛ تحوّل الفرحة إلى كابوس مالي، فتكاليف حفلة الزواج وحدها قد تصل إلى عشرات الآلاف من الريالات، وهو مبلغ كبير في زمن ترتفع فيه تكاليف المعيشة بشكل لا يرحم.

وفي ظل تحديات كهذه، يأتي صندوق الزواج العُماني ليمثل شريان حياة للكثيرين، هذه المبادرة الحكومية الرائدة تقدم دعمًا ماليًا مباشرًا للمقبلين على الزواج (2000 ريال عماني)، هدفها تخفيف العبء. ورغم تواضعه أمام التكاليف الطائلة، يعد مساهمة حقيقية وملموسة، فهو يساعد في تغطية جزء من تكاليف الزواج، ويمنح الشباب دفعة معنوية.

وفي رأيي المتواضع، لو يتم تعزيز هذا الصندوق وزيادة موارده، وتسهيل إجراءاته، وتوسيع فئات المستفيدين، فهذه خطوات حكومية مطلوبة لتعظيم أثره وجعله حلاً أكثر فاعلية في مواجهة رياح التكاليف العاتية، مع سن قوانين صارمة بأن لا يزيد المهر عن (5000) ريال عماني، وهو مبلغ متوازن بين حاجة الزوجة للتجهيز للعرس، وبين مقدرة الشباب على دفع المهر. فالمهر في جوهره رمز للمودة والالتزام، ومثل هذا القانون لو طُبّق بحكمة واحترام للخصوصيات، سيحمي الشباب من الضغوط، ويُعيد المهر إلى معناه الحقيقي، ويوجه الموارد نحو بناء حياة زوجية مستقرة بدلًا من تبديدها في مظاهر فارغة.

وهو ليس انتقاصًا من حق الفتاة، بل ضمان لمستقبل مشترك أكثر أمنًا.

إن أمر تيسير الزواج ليس مسؤولية الحكومة وحدها ببرامجها مثل صندوق الزواج، ولا مسؤولية المواطن وحده بوعيه واختياراته، إنها شراكة حقيقية تحتاج إلى إرادة سياسية لسن تشريعات حامية كحدود للمهور، وإلى تغيير جذري في الثقافة المجتمعية التي تُكرّس البذخ والإسراف، فهدفنا جميعًا هو حماية مؤسسة الزواج، تلك اللبنة الأساسية في المجتمع العماني، من أن تتحول من حلم جميل إلى كابوس مالي يثني الشباب عن خطوتهم الأولى في بناء أسرة، وأوطانهم في أمسّ الحاجة إليها.

الزواج مسؤولية جماعية فلنتحمّلها معًا، ودمتم ودامت عُمان بخير.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
  • د. منال إمام تكتب: الدبلوماسية الثقافية.. أداة إستراتيجية لحماية الأمن القومي المصري
  • ختام المخيم الصيفي 2025 في مركز أم القيوين الثقافي
  • نتنياهو يحمل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات
  • الزواج بين مسؤولية الدولة والمجتمع
  • «الأعلى لـ الثقافة» يكشف عن أسماء الفائزين بـ جوائز النيل لعام 2025
  • التفاصيل الكاملة.. الأعلى للثقافة يُعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة 2025
  • المجلس الأعلى للثقافة يعلن أسماء الفائزين بجوائز النيل
  • وزير الثقافة يعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة التقديرية لعام 2025
  • وزير الثقافة يُعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة للتفوق لعام 2025