بعد إغلاق الحكومة الفرنسية لمدارس دينية كُبرى كان يُشرف عليها تنظيم الإخوان الإرهابي في كلّ من مُدن ليل وباريس ونيس، باتت مجموعة مدارس الكندي الإسلامية الثانوية الخاصة في منطقة "ديسين-شاربيو" بالقُرب من مدينة ليون، مُهدّدة بفقدان الدعم المادي من قبل الدولة، بسبب اكتشاف إخفاقات مالية خطيرة وشكاوى عديدة تتعلّق بتأييد الإرهاب.

وتؤكد تحقيقات للمخابرات الفرنسية وجود تأثير قوي لتنظيم الإخوان الإرهابي على مجالس بعض المُدن الفرنسية التي سمحت بداية بتأسيس مدارس يُديرونها. وتُشير مذكرة سرّية إلى مدى تأثير الحركة الراديكالية للتنظيم الإرهابي الذي كان يسعى لبناء مجموعة جديدة من المدارس الإسلامية الخاصة قبل التضييق عليه في الأعوام الأخيرة. التحريض على الجهاد والإرهاب

وأكد محاف إقليم "الرون" الذي تتبع له مدارس الكندي من الناحية الإدارية، أنّه من المقرر عقد اجتماع للجنة التشاور الأكاديمي يوم الخميس 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري بحضور مسؤولي المدرسة للبت في قرار إنهاء عقد الشراكة والارتباط مع الدولة، مما يعني فُقدان الاعتراف الرسمي بهذه المدارس، وبالتالي إغلاقها.
وبعد أشهر من التحقيقات والتفتيش المالي، تمّ تأكيد وجود عمليات فساد، وكذلك العثور على الكثير من كُتب التطرّف التي يتم تقديمها للطلبة، والتي تدعو إلى العُنف والجهاد وتعزيز الشريعة، والترويج للقيم التي تُعارض العلمانية وقانون الجمهورية الفرنسية.

Décines-Charpieu: ce qui est reproché au groupe scolaire privé musulman Al-Kindi, menacé d'une perte de subventionshttps://t.co/iX3PkVlxYy pic.twitter.com/lxQfVMxT7X

— BFMTV (@BFMTV) December 5, 2024

كما تتم الاستعانة في المدرسة بالداعية المتشدد المعروف "شكيل الصديق" لتدريس دورات الثقافة الإسلامية، والذي سبق وأن دافع في منصّاته وقناته على اليوتيوب عن أئمة الإخوان المطرودين من فرنسا، ولا سيما الداعية لقمان حيدر، الذي كان إمام مسجد في إقليم "فال دواز"، وسبق أن حُكم عليه بالسجن 18 شهرا بتهمة الترويج للإرهاب.

عدم الامتثال للالتزامات التعليمية

وأكدت التحقيقات أنّ فقرات في اللوائح الداخلية لمدرسة الكندي تُثير تساؤلات حول تطبيق تعليمات خاصة عمّا يجب أن يرتديه الطلبة، وعدم احترام عدد الساعات المُقررة للغات الأجنبية، أو برنامج الدروس الدينية الاختيارية بما يتناسب مع تسهيل دوام الطلبة خصوصاً الذي لا يتّبعون هذه الدروس.
كم ويتم الاشتباه في وجود خلط بين توجيه الموارد المالية المخصصة خارج العقد وتلك الخاضعة للعقد. وتستقبل مجموعة مدارس الكندي اليوم 621 طالباً وطالبة مُقسّمين إلى 22 فصلاً مختلفاً. ونحو 80% من فصولها مُتعاقدة مع الدولة، وهناك 20% من الفصول غير المتعاقدة معها.

«Des manquements graves» : près de Lyon, le dernier lycée musulman sous-contrat de France menacé de perdre son agrémenthttps://t.co/kigORw9IEB
par @Le_Figaro

— labadie jean (@labadiejean22) December 5, 2024

بالمُقابل أعربت الفدرالية الوطنية للتعليم الإسلامي الخاص عن استنكارها لما أسمته "الهجمة المتواصلة ضدّ المدارس الإسلامية الخاصة"، وأكدت أنّ مجموعة الكندي عملت منذ سنوات "امتثالاً لقوانين ومتطلبات "التربية الوطنية". وعلّقت إدارة الكندي بدورها على القرار الفرنسي بالقول إنّه "يعني الإفلاس الاقتصادي لمؤسستنا المتميزة"، وأعربت عن أسفها لما وصفته بـِ "مناخ عدم ثقة السلطات تجاه المؤسسات التعليمية والشخصيات والمشاريع المُقدّمة من الجالية المسلمة في فرنسا".

آخر ثانوية إخوانية في فرنسا

والكندي آخر مدرسة ثانوية تُروّج للإسلام السياسي ومُتعاقد عليها في فرنسا، وذلك بعد أنّ تمّ العام الماضي الموافقة على إغلاق مدرسة ابن رشد الثانوية المعروفة في مدينة ليل، والتي خضع مسؤولوها لتحقيقات تتعلق بالفساد وبسبب صلاتهم بالأصولية الإسلاموية، وبشكل خاص تنظيم الإخوان الإرهابي من خلال مسجد فيلنوف داسك المسؤول عن رابطة إخوان شمال فرنسا.
وكذلك تمّ اتهام المدرسة الإخوانية بحصول تناقض بين القيم الجمهورية التي تدّعي الإدارة الحرص عليها، والتعليم المُقدّم فعلياً الذي يشمل مناهج متشددة للطلبة، تستند إلى كتب مطبوعة لسلفيين وإخوان يدعون لتطبيق الشريعة وحدودها غير المُرتبط بالزمان والمكان، ومن ذلك الدعوة الصريحة للجهاد المسلح، وتطبيق عقوبات القتل، مع عدم الالتزام بالحريات الفردية ورفض الديمقراطية.

Le lycée musulman Al-Kindi menacé de perdre son contrat avec l’Étathttps://t.co/B9e39GdX8f#EducationnationaleFrance #lycéeAlKindi #lycéemusulman #lycéemusulmanFrance

— Le Courrier de l'Atlas (@Courrier_Atlas) December 5, 2024

يُشار أيضاً إلى أنّه، وبعد اتهامات بنشر الفكر المُتشدد وبالفساد والحصول على تمويل أجنبي غامض وغير مشروع، وبناءً على طلب محافظ منطقة نيس جنوب البلاد، فقد أعلنت وزارة التربية الوطنية الفرنسية مطلع العام الحالي عن إغلاق مدرسة ابن سينا الإعدادية التي يُشرف عليها، ويُديرها إسلاميون مُرتبطون بجماعة الإخوان الإرهابية، والذين قدّموا استئنافاتهم أمام اللجان الإدارية والقضائية المُختصّة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإخوان الفرنسية فرنسا فرنسا تنظيم الإخوان الإخوان الإرهابی فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

روماني يقرّ بتزعم مؤامرة لاستهداف مسؤولين ومؤسسات دينية أمريكية

أعلنت وزارة العدل الأمريكية، مساء أمس الاثنين، أن المواطن الروماني توماس زابو، البالغ من العمر 26 عامًا، أقرّ بذنبه في قيادة مؤامرة استمرت لعدة سنوات استهدفت شخصيات أمريكية رفيعة، ومؤسسات دينية، وصحفيين، من خلال بلاغات كاذبة وتهديدات باستخدام العنف.

وبحسب البيان الرسمي، استخدم زابو، المعروف بأسماء مستعارة مثل "بلانك" و"جونا" و"سايفر"، شبكة إلكترونية أسّسها بنفسه منذ أواخر عام 2020، للإبلاغ زورًا عن تهديدات طارئة وهمية، بهدف استدراج الشرطة للتدخل في مواقع الضحايا، في ما يعرف بتكتيك "السواتينغ" (swatting).

وشملت هذه البلاغات الكاذبة تهديدًا بإطلاق نار جماعي في معابد يهودية بمدينة نيويورك في ديسمبر 2020، وتهديدًا بتفجير مبنى الكابيتول وقتل الرئيس المنتخب في يناير 2021، ما شكّل تهديدًا خطيرًا للأمن العام.

ترامب: إلغاء الرسوم الجمركية يعني انهيار اقتصاد الولايات المتحدةالصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي

وأكدت الوزارة أن زابو حثّ أتباعه على المشاركة في هذه الأنشطة الإجرامية، وساهم في توسيع نطاق الحملة، التي وصلت ذروتها بين أواخر 2023 ومطلع 2024، حين استهدفت المجموعة نحو 25 عضوًا في الكونغرس الأمريكي، إضافة إلى أفراد من عائلاتهم، ومسؤولين حكوميين، وأربع مؤسسات دينية، وعدد من العاملين في وسائل الإعلام.

وتمت عملية تسليم زابو من رومانيا إلى الولايات المتحدة في نوفمبر 2024، ليواجه تهمتي التآمر والتهديد باستخدام المتفجرات، وهي تهم قد تصل عقوبتها إلى عشر سنوات من السجن الفيدرالي.

تسلّط هذه القضية الضوء على المخاطر المتزايدة التي يشكلها الفضاء السيبراني، والقدرة على تسخير التكنولوجيا في تنفيذ حملات تهديد معقدة تتجاوز الحدود الجغرافية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من التهديدات الإلكترونية والهجمات ذات الطابع الإرهابي الفردي.

طباعة شارك وزارة العدل الأمريكية توماس زابو السواتينغ نيويورك السجن الفيدرالي الفضاء السيبراني

مقالات مشابهة

  • نيابة مكافحة الإرهاب الفرنسية تبدأ التحقيق في مقتـ.ل تونسي بجنوب شرق البلاد
  • روماني يقرّ بتزعم مؤامرة لاستهداف مسؤولين ومؤسسات دينية أمريكية
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في ولاية كولورادو الأمريكية
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في ولاية كولورادو الأميركية
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي في ولاية كولورادو الأمريكية
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • الجزائري أنور مالك : البوليساريو ذراع إيران الإرهابي في شمال أفريقيا
  • التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر.. جريمة استعمارية تاريخية تلاحق باريس
  • الشرطة الفرنسية تقف متفرجة بينما يتجه زورق مهاجرين إلى بريطانيا
  • “إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية