تتوالى حوادث الانتهاكات التي يُتهم بارتكابها من قبل جنود يتبعون ألوية عسكرية موالية لحزب الإصلاح الإخواني في مدينة تعز، وسط غياب المساءلة واستمرار حالة الفوضى التي باتت تهدد أمن المدينة واستقرارها وسلامة العاملين في الحقل الإعلامي والحقوقي. 

ويأتي الاعتداء الأخير على الإعلامية مايا الأغبري ليعيد إلى الواجهة حجم التدهور الأمني الذي تعيشه تعز، ويكشف عن خطورة تحوّل السلاح إلى أداة للترهيب وتصفية الحسابات بعيدًا عن سلطة القانون.

وقالت مصادر محلية إن مسلحين يتبعون اللواء 22 ميكا، الموالي لحزب الإصلاح الإخواني، اعتدوا مساء السبت على الإعلامية مايا الأغبري أثناء تواجدها في المدينة، حيث تعرضت لحملة سب وشتم، قبل أن يُقدم أحد المسلحين على مهاجمة سيارتها وتحطيمها في واقعة أثارت استياءً واسعًا في الأوساط الإعلامية والحقوقية. 

وأكدت المصادر أن الاعتداء وقع دون أي تدخل فوري من الجهات الأمنية، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني واستمرار نفوذ التشكيلات المسلحة خارج إطار المحاسبة.

وأوضحت الأغبري، في مقطع فيديو نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك، أن الحادثة بدأت بمشادة كلامية مع مسلح رفض إبعاد دراجته النارية من أمام سيارتها أثناء مرورها في شارع عام، قبل أن يتدخل عدد من المواطنين لاحتواء الموقف والسماح لها بالمرور. غير أنها فوجئت، بعد أقل من نصف ساعة من وصولها إلى منزلها، باتصال هاتفي يفيد بتعرض سيارتها للتكسير من قبل المسلح ذاته، مؤكدة أنه ينتمي إلى اللواء 22 ميكا.

الواقعة قوبلت بموجة تضامن واسعة من الصحفيين والإعلاميين والناشطين، الذين عبّروا عن وقوفهم الكامل إلى جانب الأغبري، معتبرين أن هذه الاعتداءات تمثل تهديدًا مباشرًا لحرية الصحافة، ومحاولة لإسكات الأصوات الإعلامية في مدينة تعاني أصلًا من تراجع كبير في مستوى الأمن وسيادة القانون. 

وأكد المتضامنون أن مثل هذه الممارسات لن تثنيهم عن أداء واجبهم المهني في كشف الحقيقة والانحياز لقضايا المجتمع، مطالبين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في تعز بتحمل مسؤولياتها القانونية وتوفير الحماية اللازمة للصحفيين ومحاسبة المتورطين في هذه الاعتداءات وفقًا للقانون.

من جانبها، أدانت منصة تلفزيون الشعب الاعتداء المسلح الذي تعرضت له مراسلتها المتعاونة، ووصفت ما جرى بأنه سلوك إجرامي مرفوض يتنافى مع القوانين والأعراف والقيم الأخلاقية، ويعكس حالة خطيرة من الانفلات الأمني الذي بات يهدد سلامة الصحفيين والإعلاميين في المحافظة. 

وأكدت المنصة في بيان لها أن استهداف الصحفيين يمثل انتهاكًا صارخًا لحرية العمل الإعلامي، ويكشف عن غياب الردع القانوني بحق المتورطين في مثل هذه الجرائم.

وطالبت المنصة الجهات الأمنية بسرعة ضبط الجناة وإحالتهم إلى العدالة، واتخاذ إجراءات قانونية رادعة تضمن عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، كما دعت نقابة الصحفيين اليمنيين إلى التدخل العاجل وتحمل مسؤولياتها المهنية والقانونية في الدفاع عن الصحفيين وحماية حقوقهم وسلامتهم. 

ويعيد هذا الاعتداء تسليط الضوء على واقع أمني مضطرب في تعز، حيث تتكرر جرائم الاعتداء والانتهاكات على أيدي عناصر مسلحة محسوبة على ألوية إخوانية، في ظل صمت رسمي يفاقم من مخاوف انهيار ما تبقى من الأمن والاستقرار في المدينة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

دستور .. يا أمل

"ماجنا كارتا"، عبارة لاتينية تعني الميثاق العظيم، صاغه نخبة من النبلاء الإنجليز 1215 بهدف مجابهة استبداد النظام الملكي، إلا أنها أصبحت فيما بعد رمزاً مهماً لمبادئ الحرية والديمقراطية في تاريخ الحضارة الغربية، حيث يعتبر الدستور هو القانون الأعلى والأسمى متضمنا مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق الشعب والواضعة للأصول الرئيسية التي تنظم حدود السلطات الثلاثة.

فعقب تنحي مبارك وسقوط نظامه لم يتشبث الإخوان وحلفاؤهم السلفيون بقضية قدر تشبثهم بقضية كتابة الدستور، ومن أجل هذه الغاية الشريرة انقلبوا على أصحاب الثورة الحقيقيين من الشباب والقوى المدنية، ثم أذعنوا للمجلس العسكري بشكل تكتيكي وقدموا له قرابين الولاء والطاعة، لقد كان حجر الزاوية في كتابة دستورهم المعيب محض فلسفة استعلائية وغيبية تضفى على أصحابها هالات سماوية ليست لهم وتعلي من قدرهم فوق الآخرين، مما يجعلهم فوق النقد أو المحاسبة، هذا الاستعلاء النظري والعملي يضع الإخوان كجماعة ربانية بحسب قول البنا؛ لذا استغلوا العاطفة الفطرية للدين منتهزين نسبة الفقر والجهل الكبيرة في المجتمع، فهذه الجماعة المنافقة لا تؤمن أساسا بالديمقراطية لأنهم في قرارة أنفسهم يعتبرونها نظاما وضعيّا كافرا، ولكن لا بأس إذا كان يمكن توظيفها في الوصول للسلطة. هذه التقية السياسية ساهمت فى تشويه وجه الدين الحنيف عند العوام، لقد تصور الإخوان أن كتابة الدستور منفردين سيضمن لهم الإمساك بتلابيب السلطة إلى ما لا نهاية بعدما كتب ترزيتهم مواده المتضاربة بصياغة ركيكة اللغة فارغة المحتوى قابلة للتأويل والالتباس بتحمليها معاني شائكة مما سيفسح المجال مستقبلاً لتحصين منظومة قوانين قمعية بصبغة دينية تمهد الطريق إلى استنساخ النموذج الإيراني بإقامة الجمهورية الإسلامية السنية تحت ولاية المرشد، فهم يعتبرون العلاقة بين المواطنين وحاكمهم علاقة رعية وراعٍ وليس على الرعية سوى الطاعة والدعاء للخليفة.
يقينا لم يتصور عاقل أن الإخوان ينتوون التخلي عن السلطة بطريقة سلميه سواء بالانتخابات الديمقراطية أو غيرها، فهم انتظروا وعد التمكين الإلهي ثمانين عاما، إن المتأمل في واقع التجربة الإخوانية وصراعها الدائر إلى الآن مع الدولة يجد بما لا يدع مجالًا للشك حجم الأخطاء الجسيمة التي ارتكبوها أكثر من العد والحصر، ولا تزال أسرار جديدة تكتشف كل يوم آخرها القنبلة التي فجرها الممثل جورج كلوني دون أن يشعر في معرض حديثه العفوي عن بدايات علاقته بزوجته أمل علم الدين، وأشار خلالها إلى دورها السري الكبير في كتابة دستور الإخوان وهو ما مثل فضيحة مدوية تثبت تورط الإخوان مع جهات أجنبية، وهو ما أربك أبواق الإخوان التي تدرك حساسية وقبح فكرة الخيانة الوطنية لدى المصريين؛ لذا حاولوا بشتى الوسائل نفيها أو الالتفاف حولها أو تبريرها، فشخصية أمل كلوني مثيرة للجدل بسبب نشأتها في لندن وما أدراك ما لندن التي فرت إليها مع عائلتها الدرزية هرباً من الحرب الأهلية وهي بنت عامين حتى تخرجها من جامعاتها وأثناء وجودها في نيويورك اختيرت من بين آلاف المحامين للعمل في محكمة العدل الدولية! وكانت أيضا ً محامية صحفي الجزيرة الكندي محمد فهمي وغني عن البيان العلاقة الوثيقة بين الدروز والكيان الصهيونى.
كلما تذكر المرء الأوقات العصيبة التى مرت على مصر في العقد الماضى تنتابه قشعريرة تهزّ الأبدان من هول وقبح ما جرى لكنه في نفس الوقت يقول بكل امتنان الحمدلله الذي نجانا من القوم الظالمين.

مقالات مشابهة

  • يافا.. وقفة رافضة لاعتقال متظاهرين شاركوا باحتجاج ضد اعتداء مستوطنين على عائلة فلسطينية
  • حريات الصحفيين تدين الاعتداء على الزميل عبده مغربي
  • لجنة الحريات بنقابة الصحفيين تدين الاعتداء على الزميل عبده مغربي
  • غضب في يافا بعد اعتداء إسرائيليين على فلسطينية حامل وأطفالها
  • جريمة بشعة تهز العراق.. طبيب يشعل النار بزوجته داخل سيارتها
  • دستور .. يا أمل
  • مجلس نقابة الصحفيين يدعو المؤسسات الإعلامية لإنهاء التسويات المالية قبل نهاية 2025
  • إطلاق نار يطال قوات سورية وأميركية قرب تدمر
  • حبس عاملين بتهمة الاعتداء بالضرب على مواطن باستخدام سلاح أبيض