الجولاني قائد المعارضة السورية المسلحة.. متطرف أم براغماتي؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
وكان زعيم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا التي كانت تشكّل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، أكد أن الهدف “يبقى” بالنسبة اليه والفصائل المعارضة “إسقاط نظام” بشار الأسد الذي يتولى السلطة منذ العام 2000
التغيير: وكالات
انتقل أبو محمد الجولاني الذي أعلنت قواته الأحد “هروب” الرئيس السوري بشار الأسد مع دخولها دمشق، بعد سيطرتها بسرعة مذهلة على مناطق عدة في سوريا، من خطاب إسلامي متطرف إلى نوع من الاعتدال في مسعى واضح لتغيير صورته.
وكان زعيم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا التي كانت تشكّل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، أكد أن الهدف “يبقى” بالنسبة اليه والفصائل المعارضة “إسقاط نظام” بشار الأسد الذي يتولى السلطة منذ العام 2000.
ودعا الجولاني الأحد مقاتليه إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مؤكدا أنها ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السوري حتى “تسليمها رسميا”، بعد إعلان المعارضة إسقاط الأسد.
وتخلّى الجولاني الطويل القامة ذو البنية القوية واللحية السوداء والعينين الثاقبتين، تدريجا عن العمامة البيضاء التي كان يضعها في بداية الحرب ليرتدي زيا عسكريا وأحيانا الزي المدني.
وجال الأربعاء قلعة حلب التاريخية، ثاني أكبر مدن سوريا، بعدما سيطر مقاتلوه عليها، وأرسل “تطمينات” الى المسيحيين بأنهم لن يتعرّضوا للأذى.
ثم أعلن السيطرة على حماة في وسط البلاد، وقال إنه لن يكون هناك “ثأر” للمجزرة التي ارتكبت في المحافظة على أيدي قوات الرئيس السابق ووالد الرئيس الحالي حافظ الأسد قبل عقود، بعد انتفاضة للإخوان المسلمين.
وتسارع تقدم الفصائل المعارضة وصولا إلى دمشق فجر الأحد.
منذ انفصال تنظيمه عن القاعدة في العام 2016، يحاول الجولاني تغيير صورته وتقديم نفسه في مظهر أكثر اعتدالا، من دون أن يتمكن فعلا من إقناع المحللين أو حتى الحكومات الغربية التي تصنّف هيئة تحرير الشام مجموعة إرهابية.
ويقول المتخصص في المجموعات الإسلامية في سوريا توما بييريه لوكالة فرانس برس “إنه متطرف براغماتي”.
ويوضح الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا أنه “في العام 2014، كان في ذروة تطرفه من أجل أن يفرض نفسه في مواجهة تطرف تنظيم الدولة الإسلامية (الذي كان في ذروة سيطرته وقوته في سوريا آنذاك)، قبل أن يعمد لاحقا إلى التخفيف من حدّة تصريحاته”.
وفي مؤشر جديد على رغبته في تغيير صورته، بدأ بعد بدء هجوم الهيئة والفصائل ضد القوات الحكومية في 27 نوفمبر، بتقديم نفسه باسمه الحقيقي أحمد الشرع، بدل اسمه الحركي.
ولد الشرع في العام 1982، ونشأ في حي المزة بدمشق، في كنف عائلة ميسورة وبدأ دراسة الطب.
العلامات الأولى
في العام 2021، قال في مقابلة مع محطة بي بي اس (PBS) الأميركية العامة أن اسمه الحركي – أبو محمد الجولاني – مستوحى من أصول عائلته المتحدّرة من مرتفعات الجولان.
وقال إن جدّه نزح من الجولان بعد احتلال إسرائيل لجزء كبير من هذه الهضبة السورية عام 1967.
وبحسب موقع ميدل إيست آي الإلكتروني، “بدأت أولى علامات الجهاد تظهر في حياة الجولاني” بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، و”بدأ بحضور خطب دينية واجتماعات سرية في ضواحي دمشق”.
بعد الاجتياح الأميركي للعراق في العام 2003، توجه للقتال في البلد المجاور لسوريا حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي، قبل أن يُسجن لمدة خمس سنوات.
بعد بدء الحراك الاحتجاجي ضد الأسد في العام 2011، عاد إلى وطنه ليؤسس جبهة النصرة التي أصبحت في ما بعد هيئة تحرير الشام. في 2013، رفض التقرّب من أبي بكر البغدادي، الزعيم المستقبلي لتنظيم الدولة الإسلامية وفضّل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
رجل دولة في طور التكوين؟
يرى انصاره أنه “واقعي”، ويقول خصومه إنه “انتهازي”. وقد صرّح في العام 2015 إنه لا ينوي شنّ هجمات ضد الغرب، كما يفعل تنظيم الدولة الإسلامية، أو كما فعلت القاعدة. وأوضح عندما انفصل عن تنظيم القاعدة، إنه فعل ذلك “لإزالة ذرائع المجتمع الدولي” لمهاجمة تنظيمه.
ويقول بييريه إنه منذ ذلك الحين، واصل “خطّ مساره كرجل دولة في طور التكوين”.
فرض في يناير 2017 على الفصائل الإسلامية في شمال سوريا الانخراط في صفوف هيئة تحرير الشام، بعد مواجهات بين المجموعات المسلحة وتوترات. ثم شكّل إدارة مدنية لإدارة المناطق التي تسيطر عليها الهيئة في شمال غرب سوريا.
في إدلب (شمال غرب)، اتهم سكان وأقارب معتقلين ومدافعون عن حقوق الإنسان هيئة تحرير الشام بارتكاب انتهاكات ترقى، وفقا للأمم المتحدة، إلى جرائم حرب، ونظمت تظاهرات احتجاجية على هذه الممارسات في المنطقة.
بعد بدء هجوم الفصائل الأخير، سعى الجولاني إلى طمأنة سكان حلب التي تضم نسبة كبيرة من المسيحيين، داعيا مقاتليه إلى الحفاظ على “الأمن في المناطق المحررة”.
ويقول الباحث آرون لوند “أعتقد أنها قبل كل شيء مسألة سياسة ناجعة. فكلما قلّ خوف السوريين والمجتمع الدولي، بدا الجولاني لاعبا مسؤولا وليس متطرفا جهاديا وأصبحت مهمته أسهل”.
ويضيف “هل هذا صادق تماما؟ بالتأكيد لا. هذا الرجل ينتمي إلى نهج أصولي ديني متشدد جدا. لكن ما يقوم هو الشيء الذكي الذي يجب قوله أو فعله في هذا الوقت”.
نقلا عن “فرانس برس”
الوسومالجولاني بشار الاسد سورياالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجولاني بشار الاسد سوريا
إقرأ أيضاً:
القوات المشتركة في قطاع عارين بمحور عتق شبوة تدشن المرحلة الثانية من العام التدريبي 2025م
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / شبوة _عبدالله العطار:
دشنت قيادة القوات المشتركة بقطاع عارين في محور عتق بمحافظة شبوة، اليوم، المرحلة الثانية من العام التدريبي القتالي والعملياتي والمعنوي 2025م، وذلك بحضور عدد من القيادات العسكرية.
وفي فعالية التدشين، أكد قائد المركز المتقدم 21 العميد الركن محمد القاسمي، على أهمية تعزيز الجاهزية القتالية والارتقاء بمستوى الأداء العسكري، في ظل التحديات الراهنة التي يمر بها الوطن.. مشددًا على أن التدريب والإعداد يمثلان الركيزة الأساسية للنصر في ميادين المواجهة، وأن المرحلة التدريبية الحالية تجسد مدى الجاهزية القتالية والروح المعنوية العالية التي تتحلى بها وحدات القوات المسلحة.
وأشاد العميد القاسمي بالانضباط والالتزام في تنفيذ البرامج التدريبية بمحور عارين، موضحًا أن الخطة التدريبية للمرحلة الثانية تهدف إلى تطوير الكفاءة القتالية ورفع مستوى التكتيك الميداني، وتعزيز القدرات النوعية في مختلف الوحدات والقطاعات، بما يواكب متطلبات المرحلة.. لافتا إلى أهمية التكامل والتنسيق المشترك بين الوحدات باعتباره الأساس في تحقيق النجاح الميداني وتجاوز التحديات العسكرية والأمنية.
من جانبه، نوه قائد قطاع عارين، قائد اللواء الثاني مشاة جبلي، العميد مهدي يسلم القميشي، بأداء وحدات القطاع ودورها الفاعل في الدفاع عن الجمهورية والحفاظ على الأمن والاستقرار.. مشيرا إلى أن طبيعة المرحلة المقبلة تستدعي بذل المزيد من الجهود في ميادين التدريب والتأهيل، ورفع الجاهزية القتالية، ومواجهة التحديات الأمنية والعسكرية.
وأكد العميد القميشي على أهمية الاستمرار في التدريب النوعي، وصيانة المعدات القتالية، ورفع الوعي لدى المقاتلين لمواجهة الحملات المضللة التي تستهدف معنويات الأفراد.. داعيا إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والعسكرية، وترسيخ مبادئ الانتماء الوطني والهوية اليمنية، باعتبار أن منتسبي القوات المسلحة هم الدرع الحصين للوطن.
وشهد الحفل عرضا عسكريًا رمزيا شاركت فيه وحدات من مختلف تشكيلات القطاع، إلى جانب تقديم فقرات شعرية، وتكريم عدد من الأفراد المتميزين في الدورات التخصصية، كما قامت قيادة المركز بجولة ميدانية على النقاط الدراسية الخاصةبالتدشين.
حضر فعالية التدشين عدد من القيادات العسكرية، من بينهم قائد المركز المتقدم 21 العميد الركن محمد القاسمي، وأركان حرب المركز العميد ياسر القباطي، ومساعد القائد العميد قاسم العواضي، وقائد قطاع عارين العميد مهدي يسلم القميشي، وقائد اللواء 21 ميكا العميد الركن جحدل حنش، إلى جانب عدد من قادة الألوية والقطاعات والوحدات الأمنية والعسكرية بمحافظة شبوة.