كيف أجلب الخشوع في الصلاة .. نصائح أمين الفتوى
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
في مقطع فيديو نُشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع "فيسبوك"، أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى، عن سؤال شائع حول فقدان الخشوع أثناء الصلاة وقراءة القرآن الكريم.
وردًا على هذا التساؤل، أكد الشيخ عويضة أن الشعور بالخشوع في العبادة يحتاج إلى مجاهدة وصبر، محذرًا من الوقوع في خطأ التوقف عن الصلاة أو قراءة القرآن بسبب عدم الإحساس بحلاوتهما.
وأوضح الشيخ أن الاستمرار في أداء العبادات هو الحل، حتى إذا لم يجد المسلم لذة في قلبه.. وقال: "المداومة على الصلاة والتلاوة هي العلاج.
اقرأ عن حياة الصالحين، وكيف كانوا يعظمون العبادة، وكيف كان الليل بالنسبة لهم غنيمة عظيمة".
وأشار إلى قول الصحابي الجليل أبو الدرداء: "داوم على قرع باب الملك حتى يُفتح لك"، واستشهد بقصة الزاهد عتبة الغلام، الذي استغرق 20 عامًا ليعتاد قيام الليل، و20 عامًا أخرى ليجد فيها المتعة.
وأكد الشيخ أن الوصول إلى الخشوع يتطلب جهدًا واستمرارية في العبادة.
كيف يمكن تحقيق الخشوع في الصلاة؟
وفي إجابته عن كيفية تحقيق الخشوع في الصلاة، أوضح الشيخ عويضة أن الشيطان يعمل دائمًا على تشتيت ذهن المسلم أثناء الصلاة، متذكرًا كل الأمور الدنيوية. لكنه أشار إلى قوله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا"، مؤكدًا أن تحقيق الخشوع يحتاج إلى مجاهدة مستمرة وتركيز.
وشدد الشيخ على ضرورة أداء الصلاة وكأنها صلاة وداع، بحيث يترك الإنسان كل مشاغل الدنيا جانبًا، ويضع في اعتباره أن هذه قد تكون آخر صلاة يؤديها.
وأضاف: "مشكلتنا مع العبادة أننا نفعلها في سهو وغفلة، مما يجعل البعض لا يشعر بأنه يصلي حتى ينتهي منها".
هل يؤثر عدم الخشوع على صحة الصلاة؟
وعن حكم الصلاة التي تفتقد الخشوع، أكد الشيخ عويضة أن حديث النفس أثناء الصلاة لا يبطلها، لكنه مكروه.
وأوضح أن الاستغفار بعد الصلاة يعوض عن نقص الخشوع، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه نهى عن إعادة الصلاة في يوم مرتين".
وأكد الشيخ أن الخشوع في الصلاة هو العامل الأساسي الذي يزيد من ثوابها وأجرها، مشيرًا إلى أن المطلوب من المسلم هو السعي نحو التركيز والمجاهدة في كل ركعة وسجدة، ليصل إلى الخشوع الحقيقي ويشعر بقيمة الصلاة كصلة بين العبد وربه.
بهذا التوضيح، تؤكد دار الإفتاء المصرية أهمية المداومة على الصلاة والعبادة حتى مع غياب الخشوع، داعية إلى استحضار النية الصادقة والصبر في سبيل تحقيق هذا الشعور الروحي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المداومة على الصلاة الخشوع في الصلاة المزيد المزيد الخشوع فی الصلاة الشیخ عویضة
إقرأ أيضاً:
كيف يتطهَّر رائد الفضاء ليتمكن من أداء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه (كيف يتطهَّر رائد الفضاء وهو في الفضاء الخارجي، حتى يمكنه أداء الصلاة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: كيف يتطهَّر رائد الفضاء ليتمكن من أداء الصلاة؟ إنه إنّ تطهُّر رائد الفضاء يختلف باختلاف حاله، فإن قدر على استعمال الماء بأن كان واجدًا له فائضًا عن حاجته قادرًا على وضع قطرات الماء على أعضاء الوضوء أو الاغتسال بحيث تغمرها؛ لزمه التطهُّر به بإمراره على الأعضاء.
وتابعت دار الإفتاء: وإن عجز عن استعمال الماء لاحتياجه إليه، أو كان فائضًا عن حاجته لكن تعذر غمر الأعضاء بقطرات الماء وجريانه عليها لزمه التيمم، بضرب باطن كفيه ضربتين على أي شيء وجد معه من جنس الأرض مما تيسر له؛ كالتراب الطاهر أو الحجر أو غيرهما، ويمسح بالضربة الأولى وجهه، وبالثانية: يديه إلى المرفقين، وإن تعذر عليه كل ذلك صلى بحسب حاله دون تطهر، وصلاته صحيحة، ولا تلزمه إعادتها.
كيفية طهارة رائد الفضاءوذكرت دار الإفتاء، أنه بخصوص كيفية طهارة رائد الفضاء من الحدثين الأصغر والأكبر حتى يؤدي الصلاة، وما يلقاه في عالم الفضاء من اختلال القوانين الفيزيائية والطبيعية، فإنه لا يخرج عن أحوال ثلاث:
الحالة الأولى: أن يكون واجدًا للماء، فائضًا عن حاجته، قادرًا على وضع قطرات الماء على أعضاء الوضوء بحيث تغمرها، وحينئذٍ تلزمه الطهارة بالماء، ولا يضره عدم جريان الماء بنفسه أو تقطيره وانفصاله عن الأعضاء، بسبب فقدان الجاذبية وانخفاض كثافة الهواء؛ إذ العبرة في صحة الطهارة إيصال الماء إلى الأعضاء وجريانه عليها وغمره لها ولو بفعل الإنسان نفسه، كما هو قول جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة وأبي يوسف من الحنفية، خلافًا للحنفية في ظاهر الرواية الذين ذهبوا إلى اشتراط التقطير والانفصال.
ولزوم الطهارة باستعمال الماء حينئذ؛ لأنها الأصل، ولا يُنتقل عن الأصل إلى البدل وهو التيمم إلا في حالة العجز عن استعمال الماء بفقده أو عدم القدرة على استعماله، فلما وجده وقدر على استعماله كان ذلك هو الأصل الذي عليه العمل به.
يدل على ذلك ما أخرجه الدَّارَقُطْنِي والبَيْهَقِي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وُضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ جِلْدَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ».
الحالة الثانية: أن يكون الماء موجودًا لكنه ليس فائضًا عن حاجة رائد الفضاء، أو كان فائضًا عن حاجته لكن تعذر غمر الأعضاء به وجريانه عليها؛ لتناثر قطرات الماء وعدم ثباتها على الأعضاء، ولا يمكن إيصالها إلى الأعضاء إلا من خلال قطعة من القماش (فوطة) يمسح بها الرائد على الأعضاء، فحينئذ يلزمه التيمم؛ لعموم قوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [المائدة: 6]، ولأن إيصال البلل إلى الأعضاء بالقماش (الفوطة) يعدُّ من قبيل المسح لا الغسل، وشرط صحة الطهارة بالماء غسل ما يجب غسله من الأعضاء، فإذا تعذر الغسل وجب التيمم.
الحالة الثالثة: أن يعجز عن استعمال الماء والتيمم، وحكمه حينئذٍ حكم فاقد الطهورين [الماء، والصعيد الطاهر].