ديسمبر 9, 2024آخر تحديث: ديسمبر 9, 2024

المستقلة/- في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط العراقية، كشف موقع “ميديا لاين” الأميركي أن إيران أبلغت قادة الفصائل المسلحة العراقية بعدم قدرتها على تقديم أي نوع من الدعم لهم في حال تعرضهم للاستهداف داخل العراق. هذه التصريحات التي تأتي في توقيت حساس تفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين إيران وحلفائها في العراق، خصوصًا مع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.

مصادر سياسية عراقية تعتبر هذا الموقف الإيراني بمثابة “رسالة تنصل”، قد تحمل أبعادًا استراتيجية تشير إلى تراجع قدرة إيران على لعب دور الحامي للفصائل العراقية. هذا القرار، إن صح، يُعد تغييرًا جذريًا في السياسة الإيرانية، التي طالما اعتمدت على دعم هذه الفصائل لتحقيق نفوذها في المنطقة.

من جهة أخرى، يطرح المراقبون تساؤلات حول أسباب هذا التحول المفاجئ. هل يعود ذلك إلى الضغوط الدولية المتزايدة على طهران؟ أم أن إيران باتت غير قادرة على تحمل تبعات دعم هذه الفصائل في ظل وضعها الاقتصادي المتردي والعقوبات المتصاعدة؟

هذا التطور يضع الفصائل العراقية أمام تحديات كبيرة، حيث ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع استهدافات محتملة دون غطاء إقليمي أو دولي. فهل سنشهد تغييرًا في استراتيجيات هذه الفصائل؟ أم أن هناك تحركات خفية لإيجاد داعم جديد؟

يبقى الشارع العراقي في حالة ترقب لما قد تحمله الأيام القادمة من مفاجآت، خاصة وأن هذا الملف يمس مباشرة أمن العراق واستقراره، فضلًا عن علاقته بالمحيط الإقليمي والدولي.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: القوى العظمى في العالم إلي أين ..!!

لا يزال العالم يعيش حالة من التحول في موازين القوى الدولية فبعد عقود من الهيمنة الأمريكية على النظام العالمي، خصوصًا منذ نهاية الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، تحديدًا بين عامي 1980 و1990 تغيرات جذرية في السياسة العالمية، مع انهيار الاتحاد السوفييتي وتوحيد ألمانيا وانسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان وأوروبا الشرقية، وتراجع الصراع الأيديولوجي والجيوسياسي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.

وأرى بعد نهاية الحرب الباردة بدأت ملامح تعددية قطبية تلوح في الأفق، مع بروز قوى أخرى تسعى لتأكيد حضورها العالمي، وإعادة تشكيل التوازنات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

 الولايات المتحدة الأمريكية حتى اليوم هي القوة الأعظم من حيث التأثير العالمي، بما تمتلكه من أدوات تفوق على جميع المستويات: اقتصاد متنوع وضخم، نفوذ عسكري غير مسبوق، هيمنة تكنولوجية، وسيطرة نسبية على المؤسسات المالية الدولية ولكن هذا التفوق بات يواجه تحديات داخلية وخارجية واضحة فمن جهة هناك انقسامات داخلية حادة تؤثر على السياسة الخارجية، ومن جهة أخرى، تتصاعد قوة الصين وروسيا بشكل قوي مؤثر يصعب تجاهله.

لذلك الصين في المقابل، لا تسعى إلى الهيمنة بالشكل التقليدي في القرن الماضي، بل تتقدم باستراتيجية هادئة تعتمد على الاقتصاد والتكنولوجيا والاستثمار طويل الأمد، كما نرى في مشروع الحزام والطريق الذي يربط الصين بقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وهذا الصعود لا يقتصر على الاقتصاد فقط، بل يمتد إلى القوة العسكرية التي تشهد تطورًا لافتًا، والتأثير السياسي المتزايد في المنظمات الدولية، بل ومحاولات خلق نظام عالمي موازٍ يحدّ من تفرد الغرب بقيادة العالم.

أما بالنسبة لدولة روسيا، فتعتمد في إعادة بناء مكانتها على الإرث السوفييتي من حيث النفوذ الجيوسياسي والقدرات النووية ومن خلال التدخلات العسكرية في مناطق مثل أوكرانيا وسوريا قبل ذلك، تحاول فرض نفسها كلاعب لا يمكن تجاوزه في المعادلات الدولية رغم ما تواجهه من عقوبات اقتصادية وعزلة غربية نسبية، فإن موسكو تراهن على تحالفاتها الجديدة وعلي مجموعة البريكس، وعلى استثمار التناقضات الدولية لإعادة تثبيت نفوذها.

بالنسبة للاتحاد الأوروبي لا يكتمل الواقع الجديد دون النظر إليه لإنه يمتلك قوة اقتصادية هائلة وقدرة تأثير دبلوماسي، لكنه يفتقر للوزن العسكري الموحد، ويعاني من تشتت في القرار السياسي، ما يُضعف من قدرته على لعب دور مستقل كقوة عظمى مكتملة الأركان ومع ذلك يظل فاعلًا مهمًا، وخاصة في ملفات حقوق الإنسان والتنمية المستدامة.

وهنا في خضم هذا المشهد الدولي المعقد للقوي العظمى تتأثر منطقة الشرق الأوسط تأثرًا مباشرًا بتحركات هذه القوى الولايات المتحدة، رغم تقليص وجودها العسكري، لا تزال تملك نفوذًا واسعًا عبر تحالفات استراتيجية مع دول كالسعودية ومصر.

أما روسيا، فقد عززت من موقعها الإقليمي من خلال تدخلها في سوريا سابقا.

 بينما تسعى الصين إلى التغلغل الاقتصادي في المنطقة دون الدخول في صراعات مباشرة. 

أما أوروبا، فتبقى حاضرة في القضايا الإنسانية والتنموية، ولكن بفعالية محدودة سياسيًا.

لذلك أرى بوضوح أن ما يمكن استنتاجه هو أننا نشهد تفككًا تدريجيًا لفكرة "القطب الواحد" وبداية مرحلة جديدة من تعددية القوى، حيث لا توجد دولة واحدة قادرة على فرض إرادتها منفردة، بل باتت المعادلات الدولية تقوم على التفاوض، توازن المصالح، وتقاطعات النفوذ هذا التحول يخلق تحديات وفرصًا في آن واحد، ويضع الدول الصغرى والمتوسطة أمام خيارين: إما التبعية لأحد الأقطاب، أو محاولة لعب دور مستقل يعتمد على التوازن والمرونة مثل مصر في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

في النهاية، فإن صراع القوى العظمى ليس مجرد تنافس على النفوذ، بل هو معركة على شكل العالم القادم: هل سيكون عالمًا تعدديًا متوازنًا، أم سيعيد إنتاج أنماط الهيمنة بشكل جديد؟ هذا ما ستكشفه السنوات القليلة المقبلة.

ولكن أرجح التعددية القطبية لأنها أصبحت قوى لا يستهان بها.

طباعة شارك القوى العظمى التعددية روسيا الصين

مقالات مشابهة

  • مدير قناة العراقية الإخبارية: العراق يستلهم من مصر معركة البناء
  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: القوى العظمى في العالم إلي أين ..!!
  • نائب إطاري:”إيران غير مهيمنة على العراق” ههههههههههههههههههههههه
  • أبوظبي تستضيف “ألعاب المستقبل 2025” في ديسمبر المقبل
  • أوبك+ تبقي على إنتاج النفط دون تغيير حتى نهاية 2026
  • رشيد:علاقتنا مع إيران “زواج كاثوليكي “ولنا الشرف أن نكون وسطاء بين إيران وأمريكا
  • نائب: اقتحام الأقصى استفزاز سافر وانهيار أخلاقي..ويؤكد: مصر لن تتخلى عن أشقائها
  • ممثل رئيس الوزراء صالح ماهود: الحكومة العراقية ملتزمة بتطبيق المعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
  • يونامي تسلم مكتبها في الموصل للحكومة العراقية لقرب إنتهاء عملها
  • السوداني: إيران تستحق منا الكثير ولذلك أصبحت جسراً لها مع العرب