مختار جمعة: الاجتهاد الفقهي يجب ان يكون مواكبًا للتغيرات الاجتماعية
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أكد الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري السابق، أن قضية "الثوابت والمتغيرات" من القضايا الأساسية التي يجب أن تدرس بعناية وتمعن، مشيرًا إلى أهمية التمييز بين ما هو ثابت في الشريعة الإسلامية، وما هو قابل للتغيير بناءً على المتغيرات الاجتماعية والزمانية.
وأوضح أن النصوص المقدسة في القرآن الكريم والسنة النبوية تعد ثوابت لا تتغير بتغير الزمان والمكان، في حين أن الاجتهادات الفقهية والآراء التي تطرح حول هذه النصوص يمكن أن تتغير وفقًا لظروف العصر، مما يتيح مرونة كبيرة في التعامل مع التحديات المستجدة.
وأضاف جمعة: "إن ما كان راجحًا في عصر معين قد يصبح مرجوحًا في عصر آخر إذا تغيرت الظروف وتغيرت المصلحة، كما أن الفتاوى التي تصدر في بيئة معينة قد لا تكون مناسبة لبيئة أخرى، ما دام ذلك في إطار القيم والمقاصد العامة للشريعة الإسلامية." وأكد أن الفتوى لا تكون صالحة في جميع الأوقات والأماكن إلا إذا كانت مستندة إلى نصوص شرعية واضحة وأدلة معتبرة.
وأشار إلى أن العلماء وضعوا قواعد ثابتة تهدف إلى موازنة بين الثوابت والمتغيرات، مثل "لا ينكر تغير الأحكام بتغير الزمان"، و"الضرورات تبيح المحظورات"، بالإضافة إلى قاعدتي "المصلحة العامة مقدمة على الخاصة" و"درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة"، وهي قوالب مرنة تتيح للفقهاء الاجتهاد وفقًا للظروف والأحوال المتغيرة.
وأكد جمعة أيضًا أن الإمام الشاطبي رحمه الله قد بيّن أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق مصالح العباد، وأن الأحكام تتغير بما يتوافق مع هذه المصالح. وشرح قائلاً: "إن الأحكام تدور على مصالح الناس، فإذا كانت مصلحة معينة تستدعي تغيير الحكم في وقت ما، فلا حرج في ذلك."
وأوضح الدكتور مختار جمعة أن الاجتهاد الفقهي يجب أن يكون مواكبًا للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها المجتمع.
وأشار إلى أن الفتاوى التي تصدر اليوم يمكن أن تتغير في المستقبل إذا تطورت الظروف، مما يستدعي من العلماء والمفتين أن يكونوا على اطلاع دائم بالتغيرات في المجتمع، حتى يتمكنوا من إصدار فتاوى تتماشى مع الواقع.
كما أكد على ضرورة مراعاة العادات والتقاليد المحلية عند إصدار الفتاوى، وقال: "الإمام القرافي والإمام ابن القيم قد أكدا على أهمية فهم العادات المحلية في تحديد الأحكام الفقهية، لأن الأحكام التي تُعطى في مكان وزمان معين قد لا تكون صالحة أو مناسبة في مكان أو زمان آخر."
وفي ختام حديثه، أكد جمعة أن الثوابت الشرعية لا يمكن المساس بها، ولكن في الوقت ذاته يجب على الفقهاء أن يكونوا قادرين على التعامل مع المتغيرات بشكل مرن يحافظ على مصلحة الأمة ويدفع الضرر عنها، مشددًا على أن "المصلحة العامة هي التي يجب أن تقدم على كل شيء، وأن الشريعة الإسلامية قادرة على التكيف مع الواقع الجديد بما يتوافق مع المبادئ السامية التي تقوم عليها."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ثوابت متغيرات جمعة المتغيرات الاجتماعية القضايا الأساسية القرآن الكريم والسنة النبوية وزير الأوقاف الشريعة الإسلامية القرآن الكريم والسنة الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف الشريعة الإسلامية و
إقرأ أيضاً:
كيف نؤمن بالمهدى المنتظر؟.. علي جمعة يوضح
كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن كيفية الايمان بالمهدي المنتظر.
الإيمان بالمهدي موحد الأمة
وقال عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن ربنا سبحانه وتعالى مدح المؤمنون بأنهم يؤمنون بالغيب، فقال : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [البقرة : 5].
ونوه ان المهدي من الغيب الذي رأينا أن الأخبار بشأنه متواترة، فيجب علينا أن نؤمن بأن بظهور رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بالصفات المذكورة، ونؤمن بما أخبر به المصطفى ﷺ من وقائع تحدث قبل ظهوره وأثناء ظهوره وبعد موته.
ونكون على استعداد إن ظهر المهدي بعلاماته المذكورة أن نبايعه ونتبعه حتى نكون من الناجين المقبولين عند الله.
وتابع: لكن كل ذلك لا يعني أننا نعطل الشرائع حتى ظهوره، فلا يتوقف على خروجه تعطيل شيء من العبادات، كصلاة الجمعة، والجماعات، ولا تطبيق الحدود، ولا الأحكام.
وأوضح أن المهدي الذي يؤمن به أهل الحق ليس منتظرًا، بمعنى أنه لا تتوقف الشرائع انتظارًا لخروجه، فالمسلمون يطبقون شرع ربهم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويسعون للوحدة فيما بينهم، فإذا ظهر المهدي اتبعوه وكانوا جنده، وإن لم يظهر في زمانهم ظلوا على ما أمرهم الله به حتى يلقوا الله وهم على طاعته.
صفات المهدى الشكلية
قال على جمعة عن صفات المهدي الشكلية: المهدي رجل طويل القامة آدم -أي أسمر- وجهه كالكوكب الدري في الحسن والوضاءة، أجلى الجبهة -ومعنى أنه أجلى الجبهة أي عريض الجبهة لانحسار الشعر عن مقدم رأسه- ، أقنى الأنف -تعني أنه طويل الأنف، مع دقة في أرنبته ، وحدب في وسطه-، أكحل العينين واسعهما، أزج- أي دقيق الحاجبين طويلهما- أبلج- أي مفروق الحاجبين غير مقرونهما – في خده الأيمن خال أسود، كث اللحية، أفرق الثنايا -بين أسنان فراغات يسيرية-، وثناياه براقة، يكون عليه عباءتان قطوانيتان -والعباءة القطوانية : البيضاء القصيرة الخمل-. وقد ورد بهذه الصفات آثار رواها أبوداود والطبراني وغيرهما.
فعن أبي سعيد الخدري، أن النبي ﷺ قال : (المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين) [رواه أبو داود].
وعن أبي أمامة أنه سمع النبي ﷺ يقول : (سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن، تقوم الرابعة على يد رجل من أهل هرقل، يدوم سبع سنين، فقال له رجل من عبد آلاف يقال له المستورد بن خيلان : يا رسول الله، من إمام الناس يومئذ ؟ قال : من ولد أربعين سنة، كأن وجهه كوكب دري، في خده الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قعوايتان، كأنه من رجال بني إسرائيل، يملك عشرين سنة يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك) [رواه أحمد، الطبراني في الكبير].
4- صفاته الأخلاقية:
لفت الى انه يكفي أن يقول في صفاته الأخلاقية أنه أخلاقه كأخلاق النبي ﷺ ، فهو صادق، أمين، كريم، رحيم، عطوف، شجاع، محسن، لا يرد السائلين، ولا يرد السيئة بالسيئة، لا تزيده شدة الجهل إلا حلما ....إلخ.
وقد دل على أن صفاته الأخلاقية كصفات النبي ﷺ ، ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : (يخرج رجل من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي، وخُلقه خُلقي، يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا) [رواه ابن حبان ، والطبراني في الكبير واللفظ له]
5- زمن خروج المهدي
ذكرنا أن المهدي سيظهر في زمن اختلاف بين المسلمين، وستكثر الزلازل قبل ظهوره، وقد مر الحديث في ذلك، والذي قال فيه رسول الله ﷺ : (أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً، كما ملئت جورًا وظلمًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحًا، فقال له رجل : ما صحاحا ؟ قال : بالسوية بين الناس. قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد ﷺ غنى، ويسعهم عدله، حتى يأمر مناديًا فينادي، فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول : ائت السدان -يعني الخازن- فقل له إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا، فيقول له : أحث، حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول : كنت أجشع أمة محمد نفسًا، أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال : فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له : إنا لا ينفذ شيئًا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أو قال ثم لا خير في الحياة بعده) [رواه أحمد].
فالمهدي سيظهر في وقت يستيأس فيه الناس من عودة العدل إلى الأرض، ومن عودة الخير، ويقلق الناس من انهيار الحياة بسبب كثرة الزلازل والكوارث.