صدى البلد:
2025-07-31@16:38:15 GMT

من أعطي أربعا لم يحرم أربعا .. علي جمعة يوضح

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن أربعة أشياء من أعطيها لم يحرم مثلها، وذلك من خلال بيانه مقالة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

من أعطي أربعا لم يحرم أربعا

وأوضح علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: قال الإمام علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه : "مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً: مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الِاسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ " .

فضل الدعاء 

تقول دار الإفتاء إن الدعاء من أعظم العبادات التي أمر بها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وجاء الأمر به مطلقًا من غير اقتصار على كيفية معينة سواء أكان سرًّا أو جهرًا، فرادى أو جماعة، فالأمر في ذلك واسع، والتنازع من أجل ذلك لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو من البدع المذمومة؛ إذ من البدعة تضييق ما وسَّع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا شَرَع اللهُ سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق، وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثرَ مِن وجه فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل.

وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأغلوطات وكثرة المسائل، وبيَّن أن الله تعالى إذا سكت عن أمر كان ذلك توسعة ورحمة على الأمة؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ فَرَضَ فَرائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوها، وحَرَّمَ حُرُماتٍ فَلَا تَنتَهِكُوها، وحَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعتَدُوها، وسَكَتَ عن أشياءَ رَحمةً لكم مِن غيرِ نِسيانٍ فَلَا تَبحَثُوا عنها» رواه الدارقطني وغيره عن أبي ثَعلَبةَ الخُشَنِيِّ رضي الله عنه، وصحّحه ابنُ الصلاح وحسّنه النوويُّ.

قال العلامة التَّفتازاني في "شرح الأربعين النووية" (ص: 191، ط. دار الكتب العلمية): [(فلا تبحثوا عنها) ولا تسألوا عن حالها؛ لأن السؤال عما سكت اللهُ عنه يُفضِي إلى التكاليف الشاقة، بل يُحكَم بالبراءة الأصلية] اهـ.

وبيَّن رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فَداحةَ جُرمِ مَن ضَيَّق على المسلمين بسبب تَنقِيرِه وكثرة مسألته فقال: «أعظَمُ المُسلِمِينَ في المُسلِمِينَ جُرمًا مَن سَألَ عن شَيءٍ ونَقَّرَ عنه فحُرِّمَ على النّاسِ مِن أجلِ مَسألَتِه» رواه مسلم من حديث عامِرِ بنِ سَعدٍ عن أبيه رضي الله عنه.

وعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه قالَ: خَطَبَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فقالَ: «أيها النّاسُ، قد فَرَضَ اللهُ عليكم الحَجَّ فحُجُّوا»، فقالَ رَجُلٌ: أكُلَّ عامٍ يا رسولَ الله؟ فسَكَتَ، حتى قالَها ثَلاثًا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لو قُلتُ نعم لَوَجَبَت ولَما استَطَعتم»، ثم قالَ: «ذَرُونِي ما تَرَكتُكم؛ فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبلَكم بكَثرةِ سُؤالِهم واختِلافِهم على أنبِيائِهم، فإذا أمَرتُكم بشَيءٍ فَأتُوا مِنه ما استَطَعتم وإذا نَهَيتُكم عن شَيءٍ فدَعُوهُ» متفق عليه.

قال العلامة المُناوي في "فَيض القدير شرح الجامع الصغير": [أي اتركوني من السؤال مدةَ تَركِي إياكم، فلا تتعرضوا لي بكثرة البحث عما لا يَعنِيكم في دِينكم مهما أنا تاركُكم لا أقول لكم شيئًا؛ فقد يوافق ذلك إلزامًا وتشديدًا، وخذوا بظاهر ما أمرتكم ولا تستكشفوا كما فعل أهل الكتاب، ولا تُكثِرُوا من الاستقصاء فيما هو مبيَّن بوجه ظاهر وإن صلح لغيره؛ لإمكان أن يكثر الجواب المرتب عليه فيُضاهِي قصةَ بني إسرائيل؛ شَدَّدُوا فشُدِّد عليهم، فخاف وقوعَ ذلك بأُمته صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ بتصرف.

وشددت على أن الدعاء في الجمع أرجى للقبول وأيقظُ للقلب وأجمعُ للهمة وَأدْعَى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدُ اللهِ مع الجَماعةِ» رواه الترمذي وحسَّنه، والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الأزهر الدعاء صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه الله تعالى

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الرضا والتسليم والتوكل مفاتيح النجاة في عالم يملكه الله

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان ربُّنا - سبحانه وتعالى - يُقرِّر حقيقةً إيمانيةً يعتمدُ عليها الإنسانُ في حياته، وفي سيره إلى الله، وفي علاقته مع نفسه ومع غيره.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان الحقائقُ الإيمانيةُ في القرآن يُقِرُّها اللهُ - سبحانه وتعالى - لنا من أجل أن تستقيمَ حياتُنا، لا من أجل أن نُصَدِّقَها فحسب، أو نُوقِنَ بها فحسب، بل لِنُحوِّلَها إلى منهجِ حياةٍ نعيشُه.
فيقول تعالى:   { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ }.

هل يُجدّد السحر في شهر صفر؟.. انتبه لـ7 حقائق واحتمي بـ 3 أدعيةدعاء بعد صلاة الوتر .. كان يردده النبي ثلاث مرات

وأوضح انه عندما تقرؤها باعتبار أنها حقيقةٌ، وأن كلَّ ما في السماواتِ وما في الأرضِ إنما هو في مُلكِ الله، وتعتقدُ ذلك اعتقادًا جازمًا؛ فهذا لا يكفي.

فلا يكفي عملُ القلب، بل يجب أن يتحوَّلَ هذا العملُ القلبيُّ إلى سلوكٍ، وأن يظهر في صورةِ حياة. {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } كيف نُحوِّل هذه الحقيقة الإيمانية إلى منهجِ حياة؟
أولاً: الرضا عن الله. 

واشار الى ان الرِّضا يُنمِّي عندك قدرةَ التأمُّل، ويمنع عنك الإحباط؛ لأنك تبحث عن الحكمة وراء ما ترى.
والرِّضا يُعلِّمك: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، ويجعلك تفعل كلَّ فعلٍ من أجل الله، وتبحث في كلِّ فعلٍ عن رضا الله. فلا تحزن ولا تنهار عند نزول المصائب، بل ينزل عليك الصبر، لِمَ؟ لأنك راضٍ. قال تعالى: { قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } .

ثانيًا :التسليم لله. 
الله غالبٌ على أمره، فلابد أن تفعل الأسباب، وتلتزم بالأوامر، لكن تتيقَّن أن الأمر كلَّه لله. لا تنتظر النتائج، ولا يتعلَّق قلبُك بالنجاح، بل يتعلَّق بالله وحده.
ثالثًا : التوكل على الله.
أن تثق بما في يد الله، لا بما في يد الناس. فمن توكل على الله لم يخفْ إلا الله،ومن خاف الله أخاف الله منه كلَّ شيء، ومن لم يخف الله خاف من كلِّ شيء؛ خاف على رزقه، وعلى حياته، وعلى أمنه، وعلى سلامته، وعلى جسده، وعلى أولاده، وأهله، وماله… يخاف من كل شيء، بينما من خاف الله وحده لم يخَفْ غيره، فتخاف منه كل الأشياء.
وقد حكى لنا مشايخنا أن العباد والعلماء إذا تجردوا وخافوا الله، أخاف اللهُ منهم الملوكَ والأباطرةَ والحكّام.
ومن ذلك ما يُروى عن الإمام النووي، حين وقف في وجه السلطان الظاهر بيبرس في قضية الحوطة على الغوطة - والحوطة هي: الاستملاك أو مصادرة الأراضي، والغوطة هي المنطقة الخضراء المحيطة بالشام -فغضب السلطان، وأراد البطش به.فلما رآه الظاهر بيبرس، ارتعد وخاف منه.
فقالوا له: ألم تقل إنك ستقتله؟! قال: رأيتُ فحلًا سيأكلني! وما ذاك إلا لأنه كان يخاف الله، فجعله الله مهيبًا في قلوب العباد، ولأنه كان يعلم يقينًا أن:  { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ }.

طباعة شارك علي جمعة الرضا بالقضاء والقدر التسليم لله

مقالات مشابهة

  • حكم إخفاء أغراض الآخرين بقصد المزاح.. الإفتاء تجيب
  • هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟.. الإفتاء تجيب
  • غرف في الجنة يدخلها من فعل 4 أمور.. حاول أن تكون منهم
  • علي جمعة: الرضا والتسليم والتوكل مفاتيح النجاة في عالم يملكه الله
  • سنة الفجر قبل أم بعد؟ .. اعرف فضلها ووقتها
  • فضل الصلاة في جوف الليل .. الأفضل بعد الفريضة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هل يجوز قضاء السنن الرواتب لمن فاتته؟.. الإفتاء تجيب
  • مناقشة التحضيرات لإحياء المولد النبوي في الضالع
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين