أداء مميز لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض مع استضافة 14 حدثًا عالميًا في 2024
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
مسقط- الرؤية
حقق مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض والذي يعد وجهة رائدة لإقامة الفعاليات والمؤتمرات والمعارض، إنجازًا مهمًا في عام 2024 من خلال استضافة 14 حدثًا دوليًا وإقليميًا رفيع المستوى.
ويساهم مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بشكل فعال في تعزيز الاقتصاد الوطني وتطوير المجتمع من خلال استضافة فعاليات عالمية ذات تأثير كبير، وذلك تماشيًا مع رؤية "عُمان 2040".
وشهد المركز هذا العام إقبالًا كبيرًا من الزوار لمجموعة واسعة من الفعاليات العالمية ، بدءًا من مؤتمر الفضاء في الشرق الأوسط، مرورًا بالقمة الدولية للصحة المهنية، وكذلك المؤتمر الإقليمي الـ34 للاتحاد العام العربي للتأمين (GAIF). وجمعت هذه الفعاليات آلاف الزوار. وشملت الفعاليات البارزة الأخرى المؤتمر العالمي للكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد (RCOG) والمنتدى السنوي الثامن عشر منتدى للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، والذي استقطب أكثر من 5000 مشارك من أكثر من 80 دولة إلى سلطنة عُمان.
وأبرزت كيت لانكستر الرئيس التنفيذي لجمعية أطباء النساء والتوليد (RCOG)، الميزة الاستراتيجية لعُمان في استضافة الفعاليات الدولية: "تتمتع عُمان بمرافق مذهلة، وموقع مركزي للغاية بالنسبة لمنطقة الخليج بأكملها وخارجها، ويسهل الوصول إليها للغاية، وهي بلد جميل يُرحِّب بزوّاره، لذلك كان هذا هو الموقع المثالي لحدث عالمي".
وأشاد العديد من المشاركين في المؤتمر العالمي لجمعية أطباء النساء عن إعجابهم الكبير بكرم الضيافة الذي حظوا به في عُمان ومركز عُمان للمؤتمرات والمعرض على حد سواء، مؤكدين على أن هذه الوجهة تعد خيارًا مثاليًا لاستضافة التجمعات الدولية.
وكان التأثير الاقتصادي لهذه الأحداث عميقًا. ويوفر منتدى مجلس التعاون الخليجي للبتروكيماويات ما يقدر بنحو 33 مليون دولار أمريكي من الفوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة، مما يعزز الموردين المحليين وأصحاب المصلحة في مجال السياحة. وبالمثل، ساهم مؤتمر جايف(GAIF) بما يقدر بنحو 9 ملايين دولار أمريكي في اقتصاد عُمان؛ مما يعزز مكانة السلطنة كوجهة جاذبة للاستثمارات العالمية ويؤثر إيجابًا على القطاع المالي.
وعبر المهندس سعيد الشنفري الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، عن فخره بإنجازات المركز: "الأحداث الدولية هي حقًا جوهر بناء مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض في المقام الأول. يتميز مكاننا الحديث بتعدد الاستخدامات والحداثة والاستدامة - حيث يعيد جمع كل العوامل المطلوبة لاستضافة فعاليات عالمية المستوى. من الضروري بالنسبة لنا أن نفهم التأثير المتتالي الاقتصادي لهذه الأحداث، ليس فقط على موردينا المباشرين ولكن أيضًا على أصحاب المصلحة الخارجيين مثل الفنادق والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية والخدمات الأخرى. تعمل هذه الأحداث على وضع عُمان بقوة على الخريطة العالمية عبر قطاعات متنوعة، مع جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى البلاد. في النهاية، يظل مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض منصة للمحادثات العالمية التي تفيد سلطنة عُمان".
واستعدادًا لعام 2025، من المقرر أن يستضيف مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض العديد من الفعاليات البارزة؛ بما في ذلك حوار المعرفة العالمي بمسقط، والجمعية العامة الثالثة للمجلس العالمي للعلوم بمسقط، والمؤتمر الثاني والعشرين لجمعية المسالك البولية العربية، والاجتماع العام السنوي للمنظمة العالمية للأسماء المعرفة والموارد الرقمية (ICANN)، وقمة الهيدروجين الأخضر 2025.
وتعكس هذه الأحداث الطلب المتزايد على المكان وقدرته على تقديم تجربة عالمية المستوى.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كيف تحوّل مركز القوة السابق إلى مصدر تهديد للاستقرار العالمي؟
تشهد أوروبا الغربية اليوم تحوّلاً لافتاً في سلوكها السياسي والدبلوماسي، تحوّل جعلها أحد أخطر مصادر الاضطراب في العالم.
المفارقة أن هذه المنطقة، التي بُني النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بالكامل لمنعها من إشعال صراع عالمي جديد، تبدو الآن الأكثر استعداداً لخطاب التصعيد، والأكثر اندفاعاً في رسم ملامح مواجهة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود القارة.
الأزمة الداخلية والانغلاق السياسي #الأزمة_الداخلية
الأزمة الأولى داخلية، ترتبط بطبيعة الأنظمة السياسية والاجتماعية في أوروبا الغربية. منذ منتصف القرن العشرين، استطاعت حكومات هذه الدول خلق قدر كبير من الاستقرار الداخلي، ما أدى مع الوقت إلى جمود سياسي واجتماعي حاد. لم تعد هناك ثورات، ولا موجات تغيير واسعة، ولا أحزاب قادرة على إعادة صياغة المشهد. النخب السياسية راسخة بشكل يمنع أي تجديد، بينما المجتمعات باتت أكثر بروداً وأقل تأثيراً في تحديد مستقبلها.
هذا الانسداد الداخلي دفع أوروبا إلى تصدير توترها للخارج، إذ النخبة التي لا تستطيع التجديد داخلياً تلجأ لخلق أدوار ومواجهات خارجية توحي بالقوة.
القلق من فقدان المركز الدولي #تراجع_المكانة
الأزمة الثانية خارجية، ترتبط بالمكانة الدولية التي كانت أوروبا الغربية تتربع عليها عقوداً طويلة. فقد كانت دولها ثقلاً اقتصادياً وسياسياً يجعل صوتها مسموعاً ومهاباً.
أما اليوم، فقد تغيّر المشهد العالمي جذرياً؛ صعود الصين، وظهور الهند، واستعادة روسيا لمكانتها، وتمدد العالم النامي، جعل أوروبا تواجه واقعاً جديداً لم تعتده من قبل: لم تعد محور النظام العالمي.
الصراع مع روسيا والصين #التوتر_الخارجي
النتيجة هي أن أوروبا الغربية لجأت لتبني خطاب تصعيدي، موجه أساساً نحو روسيا، ثم الصين، رغم غياب أي صدام حقيقي مع الأخيرة.
هذا السلوك يوضح أن المشكلة ليست خارجية بل انعكاس لأزمة داخلية، حيث يسعى القادة لإظهار القوة والخطورة على الساحة العالمية خوفاً من فقدان المكانة.
خطر الاستقرار الأوروبي على العالم #الخطر_العالمي
تُظهر الأزمة أن أوروبا الغربية أصبحت لاعبا عالي الخطورة على المسرح الدولي، خاصة في ظل وجود قوتين نوويتين داخل حدودها، بريطانيا وفرنسا، واعتمادها على دعم الولايات المتحدة لضمان استمرار مكانتها.
أما صعود مجموعة بريكس فيزيد من شعور الأوروبيين بأن العالم قادر على إعادة تنظيم نفسه بدونهم، مما يعمّق القلق ويزيد من احتمال التصعيد العسكري والخطاب العدواني.
غياب القدرة على التكيّف #الجمود_السياسي
مع هذه التحديات، يفتقد الغرب الأوروبي القدرة على التكيّف مع واقع متعدد الأقطاب.
بدل البحث عن حلول دبلوماسية أو اقتصادية جديدة، تلجأ أوروبا إلى الصراخ ورفع وتيرة التهديدات، محاولةً فرض دور لم تعد قادرة على الحفاظ عليه بوسائلها التقليدية.
لكن هذا القلق هو المحرك الرئيس لسلوكها الدولي، ويجعل أي خطوة خاطئة محتملة في الساحة الأوروبية تحمل تأثيرات عالمية مباشرة.
خلاصة تحليلية #التحليل_الأوروبي
باختصار، أوروبا الغربية اليوم تتحرك بدافع الخوف وليس الثقة. الخوف من فقدان الدور والمكانة، والخوف من عالم جديد متعدد الأقطاب، والخوف من فقدان النفوذ أمام صعود قوى صاعدة مثل الصين والهند وبريكس، يجعلها لاعبا غير مستقر ومصدر تهديد للاستقرار العالمي.
وبدل التكيف مع التغيرات الجديدة، اختارت الاندفاع في التصعيد والتهديد، مما يجعل مستقبل الاستقرار الدولي أكثر هشاشة، خاصة مع تصاعد التوترات مع روسيا والصين والاعتماد على الولايات المتحدة في حماية مكانتها