حذر المفتي المعزول الصادق الغرياني، من تكرار تجربة الثورة الليبية في سوريا، محذراً الثوار السوريين من التسامح مع أي محاولات للانقلاب على الثورة.

وقال الغرياني خلال برنامجه “الإسلام والحياة” عبر قناته “التناصح”، إن “الحنين إلى النظام السابق في ليبيا سببه أن ثورة فبراير تسامحت معهم باسم الديمقراطية ولم تقتلهم، وهو ما أحذر أهل سوريا من تكراره”، مضيفا “أحذر ثوار سوريا ألا يسمحوا لأحد تحت اسم الديمقراطية أن يرفع رأسه وينازعهم في ملكهم”.

وأضاف “من خرج يريد أن ينقلب على الثورة لابد من إنهائه حتى لا يحدث لهم كما حدث في ليبيا من أتباع النظام السابق، حيث تنفخ فيهم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ليكونوا شوكة في ظهورهم”، متابعا “سيحدث في سوريا ما حدث في ليبيا إذا سمحوا لأحد أن يرفع رأسه ويشاركهم في الحكم”.

وتابع “الفساد يجب أن يقضى عليه من بدايته، ولو قضى الناس على انقلاب القذافي عام 1969 ما عانينا 40 سنة”، وعزا الحنين إلى النظام السابق في ليبيا إلى التسامح الذي مارسته ثورة فبراير مع أتباع النظام، الأمر الذي شجعهم على العودة إلى الواجهة.

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم

في سجلات التاريخ الطويلة، تتكرر ظاهرة لا تخطئها عين: الطغاة لا يرون هزيمتهم القادمة، ولا يعترفون بها حتى وهم يجرّون أذيالها. إنهم يسيرون بثقة العُميان نحو نهايتهم المحتومة، وقد غشاهم الغرور وسكروا بقوة زائفة.

قد يتساءل البعض: لماذا لا يرى محمد بن زايد هزيمته الواضحة في السودان، رغم فشل مليشياته، وسقوط خططه، وتغير موازين القوى؟
لكن الجواب بسيط: هذه سنة الطغاة، فهم لا يبصرون إلا وهج نارهم، ولا يسمعون إلا صدى أصواتهم.
قال الله تعالى:
> “سنستدرجهم من حيث لا يعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين”
(الأعراف: 182-183)
فرعون، مع كل ما أوتي من قوة، رأى بعينيه البحر ينشق لسيدنا موسى ومن معه، ولم يمنعه ذلك من الإقدام على دخول البحر خلفهم، وهو يظن أنه سينتصر!
أي عقل هذا الذي لا يدرك أن من يشق البحر بعصاه لن يُهزم؟
قال تعالى:
> “فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم. وأضل فرعون قومه وما هدى”
(طه: 78-79)

هتلر، أحرق أوروبا بناره، ورغم انكساراته المتتالية، ظل يحشد الجنود ويؤمن بالنصر حتى آخر لحظة، فكانت نهايته في قبو معزول وهو يبتلع السم.

جنكيز خان، رغم انتصاراته المدوية، قاده طغيانه إلى بطش لا حدود له، فتحول اسمه من رمز قوة إلى لعنة على الشعوب، وانهارت إمبراطوريته بعد موته بسنوات.
قال تعالى:
> “حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون”
(الأنعام: 44)
الحجاج بن يوسف الثقفي، أشهر ولاة بني أمية، سفك الدماء، وأرهق العباد، حتى صار اسمه مرادفًا للبطش والظلم. ظن أن جبروته سيخلّد مُلك الأمويين، فإذا بهم يسقطون بعده بزمن وجيز، وتتبخر دولتهم التي بنيت على السيف لا العدل.
قال ابن خلدون:
> “الظلم مؤذن بخراب العمران.”

وهكذا، فإن محمد بن زايد ليس استثناءً، بل هو حلقة جديدة في سلسلة الطغاة الذين أعماهم الكبرياء، وأغرتهم القوة الزائلة.
لا يرون إلا ما يريدون رؤيته، ويظنون أن عجلة الزمن ستتوقف لهم، لكنها تمضي، وتسحقهم كما سحقت من قبلهم.
سنة الله التي لا تتبدل
هذه السنن ليست عبثًا، بل هي وعد رباني لا يتبدل:
> “فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها، وبئر معطلة وقصر مشيد”
(الحج: 45)
خاتمة:
الطغاة مشروع جثث مؤجلة
الذين لا يتعلمون من التاريخ، محكوم عليهم أن يكرروه.
وكل طاغية هو مشروع جثة مؤجلة، يمشي نحو قبره مختالاً، بينما تحفر سنن الله العادلة مصيره بأناة وصبر.
إنها سنة.. فالطغاة يُعتم عليهم حتى يأتيهم اليقين.
وهم لا يستيقظون إلا بعد فوات الأوان، حين لا يُجدي ندم، ولا يُنفع نداء.

بقلم وليد محمدالمبارك احمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محاولات التدخل الخارجي في شؤون سوريا.. انتهاك فظ للقانون الدولي واعتداء مرفوض على سيادتها واستقلالها
  • سوريا الجديدة.. كورال “غاردينيا” النسائي يتنسم الحرية
  • وزير التعليم السابق يحكي عن معلمة شرحت لطلابها التسامح بكيس بطاطا
  • مكتب أوتشا الأممي يحذر من استمرار مخاطر الألغام ومخلفات الحرب في سوريا
  • سوريا: إحباط محاولات تهريب البشر عبر البحر
  • إرث الطائفية.. سلاح يهدد مساعي السوريين لبناء دولتهم
  • حادث سير لأحد أفراد طاقم تحكيم مباراة سيراميكا كليوباترا والزمالك وقرار من اتحاد الكرة
  • ادعى أنه المهدي والبابا الشرعي للكاثوليكية.. من هو عبد الله هاشم؟
  • ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم
  • قاض أميركي يحذر من ترحيل المهاجرين إلى ليبيا .. وترمب ينفي علمه بالخطة