أكد وزير الصحة العامة فراس الأبيض أن النظام الصحي في لبنان ورغم موارده الضئيلة، استطاع أن يواجه أزمة العدوان الإسرائيلي الهائلة.     وقال: "لم يتم إهمال أي جريح بل استمرت المستشفيات، بفضل تنسيق وثيق بين وزارة الصحة العامة والمستشفيات والفرق الإسعافية، في استقبال كل الجرحى بالسرعة اللازمة وتقديم ما يحتاجون إليه من رعاية طبية نوعية متقدمة وعلاج ناجع وعمليات جراحية طارئة"، موضحا أن هذا التنسيق شكل تطبيقًا لخطة استراتيجية إستباقية وضعتها الوزارة تحسبًا للعدوان وأثبتت نجاعتها لدى تنفيذها.



كلام الوزير الأبيض جاء خلال إلقائه كلمة لبنان في اجتماع مجلس وزراء الصحة العرب بدورته الحادية والستين في العاصمة العراقية بغداد، حيث عقد وزير الصحة العامة سلسلسة لقاءات مع كل من وزراء الصحة في العراق صالح مهدي الحسناوي ومصر خالد عبد الغفار والأردن فراس الهواري وفلسطين ماجد عوني محمد أبو رمضان، كما التقى رئيسة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة حنان بلخي إضافة إلى جملة لقاءات مع الوفود المشاركة ومسؤولي المنظمة تناولت سبل تفعيل التعاون وتنفيذ برامج مشتركة في مجال الصحة.

وشدد الأبيض على أن الحصيلة البشرية للإعتداءات الإسرائيلية لا تزال غير نهائية ومرشحة للإرتفاع مع استمرار عملية انتشال جثامين من تحت الأنقاض، لافتا الى أن الخروقات المستمرة حتى الساعة أدت إلى سقوط 25 شخصًا وجرح ثلاثة وثلاثين. أما في الحصيلة الإجمالية غير النهائية فقد أدى العدوان إلى سقوط 4047 شخصًا وجرح 16638.

وأضاف: "من بين هؤلاء 790 سيدة شهيدة و2567 جريحة إضافة إلى 316 طفلا شهيدا و1456 جريحًا، ما يظهر بأن الإعتداءات استهدفت المدنيين بشكل مباشر خصوصًا في فترة توسع العدوان. ولا ننسى عدد الشهداء والجرحى الذين بلغ عددهم الآلاف في يومين متتاليين، خلال الإعتداءين غير المسبوقين في تاريخ النزاعات الحربية، أي اعتداءي البيجر وأجهزة اللاسلكي اللذين شكلا تحديًا كبيرًا على مستشفياتنا وطواقمها الطبية والتمريضية لتقديم العلاجات السريعة والنوعية للجرحى الذين استدعت إصاباتهم متابعة متخصصة لم تقتصر على خدمات الطوارئ بل تطلبت دقة وحرفية في الخدمات المقدمة".

وعن شهداء القطاع الصحي، فقال الأبيض: 222 من العاملين الصحيين إستشهدوا وجرح 330، ومن بين الشهداء 206 من رجال الإسعاف، و257 جريحًا منهم، كما تم تدمير 256 سيارة وآلية تابعة لهم، فيما لم تسلم المرافق الصحية حيث تضرر 94 مركزًا طبيًا و40 مستشفى، بما في ذلك 67 هجومًا مباشرًا على المستشفيات و231 هجومًا على خدمات الطوارئ الطبية".

واردف:"الهجوم إذًا كان ممنهجًا ومتعمدًا على القطاع الصحي اللبناني. فقد تأكد لنا من يوميات العدوان أن القوات الإسرائيلية، وبتعطيل مهمات الإنقاذ واستهدافها، تريد أن تحوّل كل جريح إلى شهيد. فتم انتهاك القوانين الإنسانية الدولية على مدار الساعة وتجاهل مبدأ الحياد الطبي بشكل صارخ، الأمر الذي جعل المسعفين بدورهم مشاريع شهداء بوضعهم دمهم على أكفهم للقيام بمهامهم الإنقاذية والإنسانية والطبية".

ولفت الوزير  الأبيض إلى أن "دعم الدول العربية الشقيقة لا يُقدَّر بثمن وسط هذه الأزمة الحادة،" مضيفا أن "لبنان تلقى أكثر من 700 طن من الأدوية والإمدادات الطبية من الدول العربية الشقيقة، والتي وصلت في وقت كانت البلاد بأمسِّ الحاجة إليها. كما جاء الدعم المالي من جامعة الدول العربية ليعزز من قدرة وزارة الصحة العامة على التصدي للتحديات الهائلة التي فرضها العدوان الإسرائيلي".

وختم قائلا: "وأنا آت من لبنان الذي أنهكته الحروب، أبدي ارتياحي بأن القطاع الصحي في بلدنا ورغم قلة الموارد شكل مثالا للصمود. لكننا لا نستطيع مواجهة التحديات بمفردنا. نحن ممتنون جدا لدعم اخوتنا العرب وشركائنا الإقليميين والدوليين ونتطلع للعمل معًا لتعزيز قدراتنا الجماعية على مواجهة تحديات الأمن الصحي".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الصحة العامة

إقرأ أيضاً:

استعراض سبل تطوير التعاون الصحي بين سلطنة عُمان وتونس

مسقط- العُمانية

استقبل معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة بمكتبه أمس معالي الدكتور مصطفى الفرجاني وزير الصحة في الجمهورية التونسية.

وبحث الوزيران خلال المقابلة الأمور ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا ملامح المسيرة الصحية للبلدين الشقيقين وأهم الإنجازات التي تحققت هذا المجال، وسُبل توسيع نطاق الشراكة والتعاون بينهما. وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية استعرضت سُبل تطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات الصحية وتفعيل آفاق هذا التعاون بما يخدم المصالح المشتركة. وناقشت الجلسة تحسين كفاءة الخدمات الصحية وتسهيل تبادل البيانات بسلاسة وأمان، ورفع كفاءة الموارد البشرية ومواكبة التطوُّرات الطبية العالمية، وتحقيق الأمن الدوائي، وتعزيز القدرة على مواجهة الأوبئة والأمراض العابرة للحدود.

واطلع معالي الدكتور مصطفى الفرجاني وزير الصحة في الجمهورية التونسية خلال الزيارة على عروض مرئية تطرّقت لموضوعات الصحة الواحدة، والرعاية الصحية الأولية، وتجربة فحص شبكية العين بالذّكاء الاصطناعي.

واستمع الضيف خلال زيارته مركز إدارة الحالات الطارئة بوزارة الصحة إلى آلية العمل بالمركز والتجربة العُمانية في إدارة الأزمات والكوارث الصحية، كما زار المركز الوطني لطبّ وجراحة القلب بالمستشفى السُّلطاني؛ حيث تجوّل في أقسامه وعياداته المختلفة واستمع إلى شرح عن تخصُّصاته والخدمات العلاجية التي يقدمها.

مقالات مشابهة

  • «الجلاجل»: الموافقة على تنظيم المعهد الوطني لأبحاث الصحة خطوة محورية في تطوير القطاع الصحي
  • وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية: التأمين الصحي استعاد 1047 مرفقا
  • عامان على «الإبادة».. غزة تستغيث وسط انهيار شامل للقطاع الصحي
  • القطاع الصحي يواجه “إبادة صحية”
  • في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى.. صحة غزة: 67 ألف شهيد و169 ألف جريح منذ بداية الحرب
  • بلدية رومية تنظم يوم الصحة لتعزيز الوعي الصحي والمجتمعي
  • البرش: القطاع الصحي في غزة يواجه أزمة حادة بعد استهداف 38 مستشفى والكوادر الطبية
  • ورشة عمل في الدوحة تناقش خطة العمل الوطنية للأمن الصحي
  • وزارة الصحة العامة ومكتب منظمة الصحة العالمية في قطر يعقدان ورشة عمل حول خطة العمل الوطنية للأمن الصحي ​​
  • استعراض سبل تطوير التعاون الصحي بين سلطنة عُمان وتونس