معتقل سابق يروي للجزيرة فظائع التعذيب في فرع الأمن السياسي بدمشق
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
في مشهد غير مألوف، عاد معتقل سابق إلى فرع الأمن السياسي في مدينة الفيحاء بدمشق برفقة عائلته، ليس للتحقيق أو الاعتقال، بل ليروي لهم قصة معاناته خلف جدران هذا المكان الذي شهد فصولا قاسية من التعذيب والمعاملة اللاإنسانية.
وفي تفاصيل مروعة، كشف المعتقل السابق عن إجراءات الاعتقال والتحقيق المهينة، حيث يبدأ مسلسل العذاب من الزنزانة رقم 5 التي كان محتجزا فيها.
وأوضح كيف كان السجانون يتعمدون إذلال المعتقلين من خلال إجبارهم على الخروج من باب صغير زحفا، ليستقبلهم الضرب على الوجه فور خروجهم، مع إجبارهم على النظر إلى الأرض والسير في هذه الوضعية المهينة.
وتستمر رحلة العذاب مع ما يُعرف بـ"الطميشات"، وهي عصابات لتغطية العيون، يجبر المعتقل على ارتدائها قبل اقتياده إلى إحدى غرف التحقيق الخمس في الفرع.
وفي غرفة التحقيق، يواجه المعتقل مزيدا من الإذلال، حيث يجبر على الانتظار جاثيا على قدميه، واضعا يديه على رأسه، مغمض العينين لساعات، مع التعرض للضرب عند أي حركة.
ويصل الأمر إلى ذروته خلال جلسات التحقيق، إذ يتعرض المعتقل للضرب المبرح باستخدام خرطوم مياه أخضر، مصحوبا بالسب والشتم المهين، حتى عند الإجابة عن الأسئلة الأولية البسيطة مثل الاسم ومكان السكن، ولتوضيح فظاعة ما كان يحدث، قام المعتقل السابق بإعادة تمثيل طريقة الضرب مع ابنه.
إعلان
وفي قسم "المنفردات"، وتحديدا المنفردة رقم 14، قضى المراسل عمر الحوراني 40 يوما، واصفا إياها بأنها من أسوأ اللحظات في حياته.
كما كشف عن وجود "غرفة الشبْح" التي كان يتم فيها تعليق السجناء لأيام، حيث لا تزال آثار قيودهم محفورة على الجدران، شاهدة على معاناتهم.
ورغم أن هذه العائلة كان الحظ حليفها بخروج معيلها حيا، فإن عشرات الآلاف من المعتقلين لم يحالفهم الحظ نفسه.
وتشير التقديرات إلى وجود أعداد كبيرة من المختفين قسرا، الذين قضوا في الأفرع الأمنية ومعتقلات النظام، بينما لا يزال أهاليهم يأملون في العثور عليهم أحياء في معتقلات سرية.
ويمثل هذا التقرير شهادة حية على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في فروع الأمن السورية، موثقا فصلا مظلما من فصول المعاناة الإنسانية في سوريا المعاصرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
شقيق ضحية مصحة الطالبية: أخويا مات من التعذيب.. 8 أشخاص كانوا بيضربوه
“أخويا مات من التعذيب و8 أشخاص كانوا بيضربوه”.. بتلك الكلمات بدأ شقيق ضحية مصحة الطالبية ، حديثه عن أخيه الذي لقي مصرعه داخل مصحة لعلاج الإدمان بالجيزة، وإلقاء جثته على الدائري.
وقال شقيق الضحية، في تصريحات لـ"صدى البلد": "أخويا كان بيعاني من إدمان خفيف، وبدأ يتعالج في مصحة في الطالبية من 23 يوم، وكنا بندفع 5 آلاف جنيه شهريًا، لكنه اتعرَّض لضرب وتعذيب من 8 مشرفين جوه المصحة".
وأضاف: "جالنا اتصال من المصحة بيقولوا إن ابنكم مات، ولقيناه مرمي على الرصيف عند الدائري، وكان فيه كدمات حول عينه، وخدوش وكدمات في دراعه، لما روحنا المصحة لقيناها مقفولة، واللي فيها هربوا".
وطالب شقيق الضحية، وزير الصحة، بالتدخل الفوري، قائلاً: "بنطالب بغلق المصحات اللي بتعذب الناس، لازم يكون في رقابة حقيقية على الأماكن دي".
ومن جهته، قال، باسم الخواجة دفاع أسرة الضحية، أن الشاب كان يعالج داخل المصحة منذ حوالي 23 يومًا.
وأضاف أن الشاب تعرض لتعذيب وضرب من قبل ما يقرب من 8 مشرفين داخل المصحة، مما أدى إلى إصابته بكدمات حول عينيه وخدوش في وجهه وكدمات في ذراعيه.
وأكد أن شاهد عيان يبلغ من العمر 18 عامًا أكد تعرض الفقيد للضرب على يد 8 أشخاص داخل المصحة، وأنه تعرض للضرب أيضًا عندما حاول التدخل.