غسل الأموال من خلال تطبيقات الألعاب

بقلم المحامية هيا العصيمي

إن غسيل الأموال من خلال تطبيقات الألعاب البسيطة هو أسلوب جديد ومبتكر يستخدمه المجرمون لإخفاء أصول الأموال غير المشروعة. وتستغل هذه التقنية الشعبية المتزايدة لمنصات الألعاب عبر الإنترنت وعمليات الشراء داخل اللعبة لغسيل الأموال تحت ستار المعاملات المشروعة.

وإليك كيف تعمل عادةً بعبارات مبسطة:
1. إدخال الأموال غير المشروعة
يشتري المجرمون العملات أو العناصر أو الأصول الافتراضية داخل اللعبة باستخدام أموال تم الحصول عليها بشكل غير قانوني. تقدم العديد من الألعاب معاملات صغيرة، مما يسمح للاعبين بشراء سلع رقمية مثل العملات المعدنية أو الأحجار الكريمة أو الجلود، غالبًا دون تدقيق صارم. وهذا يوفر طريقة سهلة لإدخال الأموال غير المشروعة إلى النظام البيئي الرقمي.
مثال:
* يشتري مجرم ما قيمته 10000 دولار من العملات داخل اللعبة بمبالغ صغيرة لتجنب الشكوك.
* تبدو المعاملات مشروعة، حيث تمتزج بملايين المشتريات الروتينية التي يقوم بها اللاعبون العاديون.
2. تحويل القيمة
لتنظيف الأموال، يستخدم المجرمون منصة اللعبة لتحويل الأصول المشتراة إلى حسابات أو لاعبين آخرين، غالبًا من خلال ميزات التداول أو التفاعلات متعددة اللاعبين. تحاكي هذه الخطوة مرحلة التدرج في غسيل الأموال التقليدي من خلال إنشاء مسار للمعاملات يحجب مصدر الأموال.
مثال:
* يبيع المجرم عناصر أو عملات نادرة داخل اللعبة للاعبين آخرين مقابل أموال حقيقية، عادةً من خلال مواقع السوق السوداء أو المنتديات عبر الإنترنت.
* بدلاً من ذلك، يتم نقل الأصول بين الحسابات المملوكة للمجرم لخلق مظهر النشاط المشروع.

3. صرف الأموال
في المرحلة النهائية، يحول المجرم الأصول الرقمية مرة أخرى إلى أموال حقيقية. قد يتضمن هذا بيع حسابات عالية القيمة أو سلع افتراضية أو عملة داخل اللعبة في أسواق الطرف الثالث. في هذه المرحلة، يبدو أن الأموال تأتي من أنشطة مشروعة متعلقة بالألعاب.
مثال:
* يتم بيع عنصر نادر تم شراؤه بأموال مغسولة مقابل آلاف الدولارات لمشتري حقيقي.
* يتم إيداع العائدات في الحساب المصرفي للمجرم، ويبدو أنها نشأت من معاملة قانونية.
لماذا تعتبر تطبيقات الألعاب البسيطة جذابة لغسيل الأموال
* حجم كبير من المعاملات: تحدث ملايين المعاملات الصغيرة يوميًا في تطبيقات الألعاب، مما يجعل من الصعب اكتشاف الشذوذ.
* عدم الكشف عن الهوية: لا تتطلب العديد من منصات الألعاب من اللاعبين التحقق من هويتهم، مما يسمح للمجرمين بالعمل تحت أسماء مستعارة.
* الوصول العالمي: تربط الألعاب عبر الإنترنت اللاعبين في جميع أنحاء العالم، مما يجعل حركة الأموال عبر الحدود أسهل.
* الاقتصاد الافتراضي: يسمح الاقتصاد داخل اللعبة للمجرمين بتبادل القيمة دون أنظمة مصرفية تقليدية، مما يقلل من خطر الكشف.
التحديات في الكشف والوقاية
* الافتقار إلى التنظيم: لا يخضع مطورو الألعاب والمنصات دائمًا لنفس لوائح مكافحة غسيل الأموال (AML) مثل المؤسسات المالية.
* المعاملات المشفرة: تضيف المدفوعات التي تتم من خلال العملات المشفرة أو بطاقات الهدايا طبقة أخرى من التعقيد.
* قابلية التوسع: إن مراقبة كل معاملة في الألعاب الجماعية الضخمة تتطلب موارد كثيرة وتشكل تحديًا تقنيًا.

الجهود المبذولة لمكافحة غسيل الأموال في الألعاب
* مراقبة المعاملات: يمكن للمطورين تنفيذ خوارزميات لتحديد أنماط الشراء أو التداول غير المعتادة.
* التحقق من الهوية: إن طلب تحديد الهوية في العالم الحقيقي للمعاملات الكبيرة يمكن أن يردع النشاط الإجرامي.
* التعاون مع السلطات: يمكن لمنصات الألعاب العمل مع جهات إنفاذ القانون لمشاركة البيانات وتحديد الحسابات المشبوهة.
* ⁠
وفي الختام، توفر تطبيقات الألعاب البسيطة بيئة ملائمة ومنخفضة المخاطر لغسيل الأموال. ومع ذلك، مع تزايد وعي صناعة الألعاب بهذا التهديد، فإن تنفيذ ضمانات أكثر صرامة والتعاون مع الجهات التنظيمية سيكون أمرًا ضروريًا للحد من هذا الاستغلال.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: تطبیقات الألعاب غسیل الأموال داخل اللعبة من خلال

إقرأ أيضاً:

مدبولي أمام مجموعة بريكس: يجب تسوية المعاملات المالية بالعملات المحلية

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال جلسة "تعزيز التعددية والشئون الاقتصادية والمالية، والذكاء الاصطناعي" ضمن مشاركته، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في أعمال النسخة السابعة عشرة لقمة مجموعة "بريكس" التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، على مدار يومي ٦ و٧ يوليو الجاري.  

وفي مستهل كلمته، قال رئيس الوزراء: مرة أخرى، أود أن أتقدم بخالص الشكر للرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا"، على استضافته لنا اليوم، كما أرحب برؤساء دول وحكومات الدول الشريكة في مجموعة "بريكس"، المشاركين في القمة.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا الاجتماع يأتي في وقتٍ يُعاني فيه العالم من أزماتٍ وتحدياتٍ مُعقدة، كما يشهد العالم تراجعًا في العمل مُتعدد الأطراف وتراجعًا في فعالية النظام الدولي.

وتابع قائلاً: تعاني الدول النامية من تصاعد أعباء خدمة الدين والتضخم وصعوبة الوصول الكافي للتمويل الميسر لمشروعات البنية التحتية التنموية لمواطنيها بما يضمن توفير حياة أفضل لهم.

وقال: هذا الموقف ازداد تعقيدًا جراء التوترات والصراعات الجيوسياسية لاسيما في منطقة الشرق الأوسط وهو ما نتج عنه تحديات أخرى مثل الهجرة غير الشرعية وتهجير السكان من أوطانهم الأصلية في صورة لاجئين أو مهاجرين غير شرعيين.

وتابع رئيس الوزراء: تُؤمن مصر بضرورة تعزيز النظام متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة، لمواجهة التحديات المُتصاعدة والمتعددة الجوانب التي نواجهها.

وأكد أن مصر تؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية تعزيز التعاون والتغلب على التحديات المشتركة، مُسلطاً الضوء في هذا السياق على عدد من النقاط المهمة.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن بلداننا تواجه تحديات كبيرة في طريق تحقيق التنمية المستدامة، فقد تجاوزت فجوة تمويل التنمية 4 تريليونات دولار سنويًا في البلدان النامية، قائلًا: لذا يتعين علينا ضمان حصول البلدان النامية على التمويل الميسر.

وتابع: في هذا الصدد، أود أن أؤكد على دور بنك التنمية الجديد في توفير التمويل الميسر، وخاصة بالعملات المحلية، و"منصة الاستثمار الجديدة" التابعة له بهدف تنفيذ استثمارات مشتركة، وخاصة بين مؤسسات القطاع الخاص في بلداننا.

وأكد رئيس الوزراء أنه يتعين علينا تعزيز التعاون بين البنوك المركزية بدول مجموعة بريكس ودفع جهودنا في تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية بما يتماشى مع مبادرة بريكس للمدفوعات عبر الحدود.

وأضاف: أود التأكيد على الدور المهم للقطاع الخاص، وأهمية تعزيز الروابط والتواصل بين القطاع الخاص في دول تجمع بريكس والدول الشريكة، لتنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف المجالات، وأبرزها الطاقة والتصنيع والزراعة.

وأكد ترحيب مصر بجهود الرئاسة البرازيلية في صياغة "بيان قادة بريكس حول الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي"، والذي يمثل أساسًا متينًا لتعزيز تعاوننا، وضمان الوصول العادل والمنصف إلى التقنيات المتقدمة، ومعالجة الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي أن دولنا بحاجة إلى صياغة خارطة طريق فعالة لنقل المعرفة والتكنولوجيا، وكذلك بناء القدرات في التقنيات المتقدمة والناشئة، وخاصة الذكاء الاصطناعي.

وفي ختام كلمته جدد رئيس الوزراء التزام مصر الكامل بتعزيز التعاون المشترك مع الدول الأعضاء في تجمع بريكس بما يسهم في تحقيق أهدافنا المشتركة.

طباعة شارك رئيس الوزراء مدبولي بريكس مجموعة بريكس العملات المحلية الذكاء الاصطناعي ريو دي جانيرو

مقالات مشابهة

  • تطبيقات تجسسية نشتريها!
  • تراجع أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6 %
  • مدبولي أمام مجموعة بريكس: يجب تسوية المعاملات المالية بالعملات المحلية
  • تراجُع أسعار الذهب في المعاملات الفورية اليوم
  • انخفاض أسعار الذهب
  • نساء تحدين الهيمنة الذكورية في علوم المناخ| 6 رائدات غيرن قواعد اللعبة
  • حادث سير يتحول إلى لغز.. العثور على ثروة هائلة داخل سيارة مجهولة الهوية!
  • بعد حظرها فى هولندا.. في أي الدول تعتبر الألعاب النارية غير قانونية؟
  • إطلاق لعبة "Resident Evil" جديدة بنظام لعب استراتيجي للهواتف
  • آيفون يُوفر ميزة ذكية دون تطبيقات أو إنترنت !