اضطراب نفسي نادر يجعل المُصاب يدّعي المرض؛ للحصول على الاهتمام ممن حوله، يُعرف باسم متلازمة «مانشهاوزن» أو الاضطراب المُفتعل، ويتميز المريض بالقدرة الفائقة على إقناع الطبيب بالمرض من خلال التمثيل والتلاعب، ما يجعله يطلب منه العديد من الفحوصات والآشعة، وفق ما ذكره موقع health line الطبي.

أسباب متلازمة «مانشهاوزن»

 تُقدر نسبة المرضى المصابين بمتلازمة «مانشهاوزن» بقرابة 1% من نزلاء المستشفيات حسب ما أشار إليه الموقع الطبي هيلث لاين، ويُلاحظ انتشار الإصابة بها بين النساء من سن 20 - 40 عامًا، والرجال غير المتزوجين في سن 30- 50 عامًا.

لم يتوصل الخبراء إلى أسباب واضحة وراء الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن، ولكن هناك عدد من العوامل يُمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بها، منها التعرض لصدمات عاطفية في أثناء الطفولة افتقد فيها الشخص الأمان والرعاية، أو نتيجة ضعف الثقة في النفس، وقد تحدث الإصابة بالمتلازمة نتيجة التعرّض للإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة.

علاج متلازمة مانشهاوزن

وتتمثل الأعراض والسلوكيات المرافقة للإصابة بمتلازمة مانشهاوزن في ادعاء الإصابة بأعراض جسدية مختلفة، مثل آلام المعدة أو الصدر، والتظاهر بالإصابة بأمراض نفسية من خلال إيهام الأشخاص من حوله أنه يرى هلاوس أشياء وأشخاص غير موجودة، كما تكون لديه رغبة ملحة في إجراء الفحوصات الطبية وتزوير نتائجها، والعزوف عن تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، وتعمد إيذاء النفس.

تُعرض متلازمة مانشهاوزن المصابين بها بمضاعفات خطيرة، أشار إليها الموقع الطبي، أبرزها المعاناة من الآثار الجانبية للأدوية الموصوفة للعلاج، أوالموت نتيجة إيذاء النفس، لذا ينبغي على أهل المصاب مساعدته على الخضوع للعلاج الذي يتمثل في جانبين، الأول في حضور جلسات العلاج المعرفي السلوكي، بينما يتمثل الجانب الثاني في وصف  بعض أنواع الأدوية التي تستخدم في علاج الأمراض النفسية المرافقة لهذه المتلازمة مثل الاكتئاب والقلق.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اكتئاب متلازمة نادرة الفحوصات

إقرأ أيضاً:

المنطوق واللامنطوق في البناء الاجتماعي

«ماذا نستطيع أن نعمل، بينما نحن على قيد الحياة، من أجل العالم؟ يتمنى كثير من الناس أن يقدموا خدمة للبشرية ولكنهم يجدون أنهم فـي حيرة إذ تبدو قوتهم بلا أثر. يدركهم اليأس ويصيب العجزُ من تكونُ أمنيتهم أشدّ ويمكن لانعدام الأمل أن يحطمهم اليأس روحيا. ولطالما نفكر بالمستقبل المباشر فقط، فإن ما نستطيع القيام به يبدو قليلا جدا... لا نستطيع، هنا والآن، خلق حياة جيدة فـي التربية، لا نقدر فـي كل هذه الأمور، مع أن بإمكاننا أن نرى الشر، أن نجد علاجا سريعا له بأي من الطرق العادية فـي السياسية. يجب أن نعترف بأن العالم تسوسه روح غير صحيحة، وأن نحولا فـي الروح لَنْ يأتي بلمحة بصر. يجب أن لا تكون توقعاتنا من أجل القريب بل من أجل الزمن الذي يصبح فـيه فكرُ القِلّة، فِكرَ الكثيرين العاديّ. إذا كان عندنا الشجاعة والصبر، كان بإمكاننا أن نفكر بهذه الأفكار ونعيش الآمال التي ستشع عاجلا أم آجلا بين الناس وسنحول التعب ووهن العزيمة إلى طاقة وحماسة. لهذا السبب، يجب أولا أن يتضح فـي عقولنا نوع الحياة التي نعتقد بأنها صالحة ونوع التغيير الذي نرغبه فـي العالم». برتراند راسل، أسس لإعادة البناء الاجتماعي بتصرف.

تبدو الحياة المتسارعة فـي شتى مجالاتها أنها تنطلق نحو الأتمتة الشاملة لكل شيء، وكلما تقدم بنا الزمن ذاب الآليُّ فـي الإنسان. حتى يصل المرء إلى أن بعض قدراته التي كانت فـي الأمس القريب شيئا بديهيا لا يُساءَل ولا يفكر فـيه أحد؛ شيئا بالغ الصعوبة ويحتاج إلى التدريب والمران لاستعادتها بشكلها الطبيعي فحسب، لا لتطويرها أو ابتغاء المزيد منها. فـي عالم كهذا، لا بد أن تتقافز فـي الذهن أسئلة من قبيل «ماذا بعد؟»، «ما فائدة العلم؟»، إلى نصل إلى مساءلة أنفسنا عن ماهيتنا وذواتنا. فالإنسان الخامل يفقد القدرة على معرفة نفسه، يفقد قيمته لذاته وحياته وما يرتبط بها. وهذا الخمول المذكور هنا، ليس الخمول الجسدي، بل خمول المعنى وغيابه من حياة الإنسان.

ماذا نستطيع أن نغير إذن؟ نشأ الإنسان فـي جماعة، وسيظل فـي جماعة إلى أن تنتهي الحياة بالنسبة إليه أو بالنسبة إلى البشرية جمعاء؛ وفـي الحالين فإن الثابت هي طبيعته ولزوم حاجته إلى أخيه الإنسان. فكما يقول فـيلسوف الشعراء وحكيمهم، أبو العلاء المعري:

الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ

بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ

هذا يقودنا إلى الشيء الوحيد المتبقي أمامنا بثبات ورسوخ فـي ختام اليوم، وفـي ختام الحياة؛ إنه البناء الاجتماعي. فنحن وإن لم نستطع تغيير نمط الحياة والتخلي المطلق عن التطورات الحادثة فـيها، إلا أن بيدنا تغيير الإنسان بطريقين؛ تغييره فرديا، أو جمعيا. فالتغيير الفردي يتطلب وقتا لا نملكه والحال هذه من التسارع والتغيرات الهائلة فـي فترة قياسية لا يمكن اللحاق بها. لكن التغيير الجمعي ممكن ومتاح، وميزته أنه يمكن فـيه أن يستعمل المرء التطورات والأدوات التي تدمر الإنسان، فـي بناء الإنسان!، أو فـي ترميمه على الأقل. والعلم الذي يتيح لنا هذه التغييرات هو الإنسانيات. والعلوم الإنسانية حقل شائك متعدد المنطلقات والنتائج، ولكنه جذريّ الحلول والتطبيقات من لدن متخصصيه والبارعين فـيه.

يتربع علم النفس على الكرسي الأوسع فـي حقل العلوم الإنسانية المعاصرة، ففهم الإنسان ومراقبة تطوراته والتغيير الذي يلحق بمدركاته وبالتالي مخرجات تلك المدركات؛ مما يندرج تحت رعايته ونطاق تأثيره، ولكن علم النفس يعالج شيئا مختلفا، يعالج شيئا باطنا وظاهرا فـي آن، فكيف العمل والحال هذه؟ إن تغيير المدخلات ومراقبة الكلمات والأفعال والخيالات ومراجعة ما يبدو ثابتا راسخا، هو أول خطوة فـي سبيل الإصلاح وكشف الشقوق فـي النفس البشرية؛ فالإنسان كالبناء تماما، يهترئ ويصيبه الذبول إن لم يقف مع نفسه مراجعا ومصححا لما يتبناه ويعتمل فـي دواخله من أفكار ومعتقدات لا يمكن إلا أن تخرج فـي شكل كلمات عاجلا أو آجلا. هنا تتحقق أهمية معرفة المنطوق واللامنطوق فـي أفعال الناس، فإن لم نستطع تغيير مجرى الرياح، فإننا نملك القدرة على تغيير مسارنا! ومعنى هذا، أن الإنسان الذي يتأثر بأخيه الإنسان لا محالة، يمكن له أن يستبدل محيطه إن لم يستطع تغيير ذلك المحيط ومعالجته. ويتردد فـي ذهني قول الشاعر:

كادَت عيونهُمُ بالبُغضِ تنطق لي

حَتّى كأنَّ عُيونَ القَوم أفواهُ

وهو ما سنتعامل معه فـي المناسبة الآتية، العيد. لكن المسألة هنا ليست مسألة البغض أو الكراهية، بل هي مسألة المنطوق واللامنطوق. فالمنطوق من الكلمات والأفعال يتبدى بسرعة ويمكن رصده ومعالجته فـي حينه، لكن اللامنطوق مما يعتمل فـي النفس البشرية من مشاعر غير مرئية قد تتبدى فـي شكل حركات جسدية لاإرادية، وقد تظل خفـية غير مرئية؛ تلك هي أس المشكلة ومربط الفرس كما يقال. إننا بحاجة إلى علم النفس اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالإنسان الذي بنى حضارته ببنائه لمجتمعات تلك الحضارة أولا، يخاطر اليوم بتمزق ذلك المجتمع بترك الأمور على عواهنها وعدم معالجتها. ولا أستطيع انتظار اليوم الذي يتحد فـيه علما الاجتماع والنفس ليعالجا التسربات والتشققات فـي البناء الاجتماعي، ويسائلا المسلمات كي يغدو المجتمع قويا منتجا؛ وكما قلت من قبل، إن لم نستطع تغيير الأفراد فردا فردا، فإن تغيير العقل الجمعي وجعل المسألة مشاعة للنقاش والحوار والمساءلة، هي أول الخطوات لمجتمع قوي صلب يستعمل التطورات الحديثة فـي صالحه، لا أن يكونَ رهنا لتلك الرياح تأخذه حيث تشاء وتلقي به فـي مهاوي الردى لا محالة.

مقالات مشابهة

  • الداخلية تكشف حقيقة ادعاء فتاة بتعرضها لمحاولة اختطاف حال استقلالها “توك توك”
  • البيت الأبيض يعلق لـCNN على ادعاء إيلون ماسك بشأن وجود ترامب في ملفات إبستين
  • المعادن النادرة بين السياسة والصناعة.. كيف هزت الصين الأسواق العالمية؟
  • ترامب: سنتوصل لاتفاق مع الصين بشأن المعادن النادرة
  • متلازمة موروثة تهدد عشرات الأسر في إسرائيل.. وتحذير من طفرة مسرطنة
  • تكيس المبايض..ما أعراض هذا المرض وعلاجاته المتاحة؟
  • المنطوق واللامنطوق في البناء الاجتماعي
  • الداخلية تكشف حقيقة ادعاء شخص تعدي رجال الشرطة عليه
  • التبول المتكرر ليلاً قد يكون إنذاراً خطيراً.. تعرف على المرض الخفي وراء هذه العادة المزعجة
  • المتعسكرون ؟