بسبب المناخ والجفاف.. تونس تتجه لاستيراد 90% من الحبوب
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
تتجه تونس إلى استيراد أكثر من 90% من الحبوب، بسبب الظروف المناخية والجفاف الذي يضرب البلاد.
وقال عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالفلاحة السقوية والخضروات شكري الرزقي، إن تونس مرّت بظرف مناخي صعب أثر على الزراعات الكبرى وجميع القطاعات الفلاحيّة.
وأشار إلى أنّ محصول الحبوب من القمح الصلب متواضع جدا، حيث لم يتجاوز الإنتاج 5 ملايين قنطار، بينما بلغ التجميع في حدود 2.
وأشار الرزقي في تصريح لإذاعة "موزاييك"، إلى أن ضعف الإنتاج والأمطار التي تهاطلت في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، تسببت في إنبات السنابل، خلق نوعا من التخوف في صفوف الفلاحين حول جودة الحبوب، وعدم توفرها في الموسم المقبل.
اقرأ أيضاً
الجفاف يهدد تونس.. السدود تنضب والأمن الغذائي في خطر
وتعيش تونس في الفترة الأخيرة على وقع أزمة حبوب، جعلت نقابة الفلاحين في البلاد يطلقون صيحة فزع.
وسبق أن عبّرت النقابة التونسية للفلاحين، عن عميق قلقها لما آلت إليه مزارع الحبوب والأعلاف خاصة بالولايات المنتجة على غرار باجة والكاف وسليانة وجندوبة وزغوان نتيجة انحباس الأمطار وعوامل أخرى.
وتعيش تونس أزمة حبوب وزراعات كبرى منذ سنوات، خاصة أنها تستورد 65% من احتياجاتها من الحبوب.
ولا يوجد سياسة في تونس خلال السنوات الأخيرة لمراجعة الخارطة الفلاحية أو التساؤل حول الزراعات الاستراتيجية التي يجب الاستغناء عنها أو الزراعات التي يجب المحافظة عنها.
اقرأ أيضاً
الجفاف يضرب قوت فلاحي تونس.. وأحلام الهجرة تراود مزارعين
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تونس الحبوب المناخ الجفاف
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة: أوروبا تتجه نحو صيف أطول وجفاف أشد
ترفع دراسة علمية حديثة مستوى القلق الأوروبي بعدما أبرزت سيناريوهات مناخية شديدة الاضطراب في حال انهيار نظام دوران الانقلاب الزوالي الأطلسي آموك الذي يشكّل واحدًا من أهم محركات توزيع الحرارة على الكوكب.
وتكشف نتائج المحاكاة التي أجراها الباحثون أن أوروبا ستواجه موسماً أطول وأكثر قسوة من الجفاف، وأن شدته سترتفع بنسبة تصل إلى ٢٨٪ إذا انهار النظام المحيطي، بينما ترتفع النسبة إلى ٨٪ فقط في حال حفاظه على استقراره، وأن التأثير يبدو متفاوتاً بين شمال القارة وجنوبها، إذ ترتفع مستويات الجفاف في السويد بنسبة ٧٢٪ وفي إسبانيا بنسبة ٦٠٪.
ويشرح الخبير المناخي تحسين شعلة أن التيارات المحيطية المرتبطة بآموك تؤدي وظيفة مركزية في ضبط حرارة الأرض ونقل الطاقة بين نصفي الكرة، وأن دراسات حديثة اعتمدت على محاكاة امتدت لأكثر من ألف عام أبرزت تعرض هذا النظام لاضطراب عنيف بفعل ذوبان الجليد وتدفق المياه العذبة إلى الأطلسي، الأمر الذي يغيّر ملوحة المياه وكثافتها ويعطّل قدرتها على تحريك الطاقة الحرارية.
ويؤكد شعلة أن انهيار آموك سيُصعّد موجات الجفاف في أوروبا ويمدّ فصل الصيف لأكثر من مئة يوم مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، ويضيف أن النشاط البشري غير المنضبط خلال العقود الماضية أسهم في تسريع هذه التحولات المناخية، وأن القارة ستواجه شتاء أقسى وتطرفاً مناخياً لا يفرق بين دول غنية أو فقيرة، بينما تتحمل الحكومات مسؤولية منع الوصول إلى نقطة تحول مناخية تمتد آثارها لألف عام.
وعلى جانب آخر، يوضح الخبير البيئي مجدي علام أن التغيرات المناخية تنبع من تداخل عوامل متعددة تشمل الأنهار الكبرى والمحيطات والبحار التي تتأثر بذوبان الجليد وارتفاع درجات الحرارة، ويشير إلى أن مستوى سطح البحر ارتفع أربعة سنتيمترات بفعل ذوبان القطبين، وهو رقم صغير حسابياً لكنه شديد الخطورة لأنه يغيّر كيمياء المياه وحركة التيارات البحرية والرياح.
ويبرز علام أن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري يمثل العامل الأبرز في إفساد النظام البيئي العالمي، وأن الانبعاثات حولت الغلاف الجوي إلى خزان للحرارة والتلوث، ويضيف أن إزالة الغابات وعلى رأسها غابات الأمازون وجهت ضربة مباشرة لرئة الكوكب، ما انعكس على مناطق واسعة مثل أفريقيا والصومال التي تواجه موجات جفاف متفاقمة، ويحذّر من أن العبث المتواصل بالإيكوسيستم يهدد قدرة الإنسان على البقاء وسط تراجع غير مسبوق في جودة الهواء.