صحف عالمية: تتبع ثروة آل الأسد دوليا عملية معقدة وقد تستغرق وقتا
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
ركزت صحف عالمية اهتمامها على تداعيات سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد والتطورات المتسارعة في "سوريا الجديدة" والمساعي الجارية لملاحقة كل من تورط في الانتهاكات المروعة ضد السوريين.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن عملية رصد وتتبع الثروة التي بناها آل الأسد عبر العالم بدأت حتى مع ظهور مؤشرات على أن المهمة صعبة، وقد تستغرق وقتا طويلا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي عمل على تحديد أصول أفراد عائلة الأسد قوله إن "الوقت كان لصالحهم، إذ عملوا قبل الثورة على غسل أموالهم، ودائما ما كانت لهم خطط بديلة وهُم الآن جاهزون للمنفى".
وأبرزت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تحذيرات موجهة للسوريين من العديد ممن مروا بتجربة الثورة في دول عربية مختلفة.
ودعا العديد من الناشطين العرب على مواقع التواصل -وفق الصحيفة- السوريين إلى الاستفادة من التجارب السابقة لحماية ثورتهم ومنع الانجراف نحو نظام استبدادي جديد.
من جانبها، قالت صحيفة الغارديان البريطانية في أحد مقالاتها إن العالم فشل خلال السنوات الماضية في حماية سوريا "لذا يتعين على القوى الخارجية أن تتنحى جانبا وتترك للسوريين حرية التخطيط لمستقبلهم".
إعلانووفق المقال، فإن الدول الفاعلة في المشهد السوري مطالبة بالابتعاد عما اعتبره ازدواجية، خصوصا أن تصريحات مسؤوليها أجمعت على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
بدورها، ذكرت صحيفة لوتان السويسرية أن جمع أكبر قدر من الأدلة التي تدين نظام الأسد يتطلب التحرك بسرعة.
ورأت الصحيفة أن التقارير بشأن السجلات التي وجدت في فرع أمن الدولة في حلب ثانية كبرى مدن سوريا "ليست إلا عينة على ما يمكن الاحتفاظ به من أجل دعم القضايا المرتبطة بالانتهاكات المرتكبة خلال سنوات حكم الأسد".
وأشارت إلى أنه يتعين على السلطة المؤقتة في سوريا إنشاء لجنة مهمتها جمع الأدلة والحرص على عدم وصولها لعامة الناس.
من جانبها، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينسب لنفسه أي حدث يرى أنه إنجاز لإسرائيل.
واستدلت الصحيفة بسقوط نظام الأسد رغم أن التطورات في سوريا جاءت مفاجئة للجميع، وقال الخبراء إنها من نتائج الهزات التي أعقبت هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو "لا يضيع فرصة للدفع بروايته متجاهلا الإخفاقات التي أدت إلى هجوم طوفان الأقصى".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سباق نحو ثروة السماء.. من يملك كنوز القمر في عصر التعدين الفضائي؟
لم يعد القمر مجرد قرص فضي يزين سماء الليل، بل تحول إلى هدف استراتيجي يحمل في باطنه ثروات قد تعيد رسم خريطة الطاقة والصناعة على كوكب الأرض.
ومع تسارع الخطط الدولية والخاصة لاستغلال موارده، يتصاعد سؤال محوري من سيحصل على نصيب الأسد من كنز القمر؟
كنوز مخفية على سطح القمريختزن القمر مجموعة نادرة من الموارد الطبيعية، أبرزها المعادن الثمينة، والهيليوم-3 الذي ينظر إليه بوصفه وقود المستقبل في مجال الاندماج النووي، فضلا عن الجليد المائي القادر على توفير الماء والأكسجين والوقود للبعثات الفضائية.
هذه الثروات تجعل القمر منصة محتملة لبناء اقتصاد فضائي قريب من الأرض، بقدرات هائلة على تغيير موازين الطاقة عالميًا.
التعدين القمري حمى الذهب الجديدةيشهد الفضاء سباق محمومًا بين شركات خاصة وبرامج حكومية لتطوير تقنيات التعدين القمري شركات مثل «إنترلون» و«أستروبوتيك» تعمل على ابتكار معدات قادرة على معالجة كميات ضخمة من تربة القمر، حيث صُممت حفارات كهربائية لمعالجة ما يصل إلى 100 طن في الساعة، مع خطط طموحة لاستخراج الهيليوم-3 خلال السنوات المقبلة.
الاهتمام بهذا العنصر تحديدا يعود إلى إمكاناته الهائلة في إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة عبر الاندماج النووي، ما يفتح الباب أمام استثمارات تكنولوجية واقتصادية غير مسبوقة.
سباق دولي على موطئ قدم قمريبالتوازي مع القطاع الخاص، تتحرك القوى الكبرى بخطوات مدروسة فالصين أعلنت هدفها إنزال رواد فضاء على سطح القمر بحلول عام 2030، وتعمل مع روسيا على إنشاء محطة أبحاث قمرية بحلول 2035 في المقابل، تواصل الولايات المتحدة تنفيذ برنامج «أرتميس» لإرساء وجود بشري دائم على القمر.
ولا يقتصر المشهد على هذه القوى، إذ تشارك اليابان وأستراليا في مهمات خاصة، بينما تطور وكالة الفضاء الأوروبية أول مركبة هبوط قمرية لها، ليصبح القمر ساحة سباق علمي محتدم.
ثروات واعدة وأسئلة الملكيةرغم الإغراء الاقتصادي الكبير، تطرح الموارد القمرية تساؤلات معقدة حول الملكية وحقوق الاستغلال فغياب إطار قانوني واضح يثير مخاوف من احتكار الدول والشركات الكبرى للثروات، ما قد يوسع فجوة عدم المساواة بين الدول في عصر الفضاء.
مخاوف بيئية وعلميةلم يسلم الحماس للتعدين القمري من الانتقادات علماء الفلك والناشطون البيئيون يحذرون من أن الاستغلال المفرط قد يلحق أضرارا دائمة بسطح القمر، ويؤثر في الأبحاث العلمية المستقبلية.
كما أن تراكم الحطام والتلوث المحتمل قد يعرقل عمليات الرصد والدراسة.
وتزداد المخاوف في المناطق الأكثر غنى بالموارد، خاصة قطبي القمر حيث يتركز الجليد المائي، وهي مناطق مرشحة للتحول إلى بؤر توتر وصراع محتمل.
الحاجة إلى تشريع فضائي عادلمع اقتراب البشر من استغلال فعلي لموارد القمر، تتعاظم الدعوات لوضع اتفاقيات دولية ملزمة تنظم التعدين الفضائي، وتضمن تقاسمًا عادلًا للموارد، وتحمي مصالح الأجيال القادمة.
القمر فرصة أم صراع قادم؟اليوم، لم يعد القمر مجرد جرم سماوي بعيد، بل أصبح ميدانيا اقتصاديا وعلميا وجيوسياسيًا مفتوحًا.
وبين وعود الثروة ومخاطر الصراع، يبقى التحدي الأكبر هو إدارة هذا السباق بعقلانية ومسؤولية، حتى لا تتحول فرصة الفضاء إلى أزمة عالمية جديدة.