مناقشة عاجلة مع القيادة الإيرانية ؟. .فكّروا قبل الندم !
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
ماذا جنيتم من مشروع تصدير الثورة ؟ ماذا جنيتم من مشروعكم القومي الذي غلفتموه بالقضية الفلسطينية والمقاومة والتشيع ؟ أين اصبح هلالكم الشيعي الذي أقحمتم فيه ٤ دول عربية عنوة،وكانت النتيجة نبذ الشيعة في تلك الدول وانتم المسؤولين عن ذلك ؟ .. فهل هناك دولة في المنطقة والاقليم خدمت المشروع الإسرائيلي أكثر من إيران وآخرها في غزة ولبنان وسوريا والدور على العراق واليمن ؟ الجواب كلا .
قررت إيران استراتيجية أينما تمددت إسرائيل في المنطقة وشمال أفريقيا وضفتي البحر الأحمر وحتى أفريقيا تكون إيران بجوارها وبهذا ( وفرت ايران لنفسها حماية مجانية من الولايات المتحدة ومن إسرائيل نفسها ، وفي نفس الوقت بقيت إيران تفهم ماتخطط له إسرائيل وأمريكا فنجحت إيران في مراحل كثيرة على إسرائيل وأمريكا) نفسها ولكن مثلما يقال الكثرة تغلب وإسرائيل الآن معها كل العالم .ولهذا شكك الكثيرون بان إيران على علاقة سرية مع تل أبيب وواشنطن !
ثانيا :-
بالطبع أنتم وجميع حلفائكم في الاربع دول لا يعجبهم كلامنا الذي ورد أعلاه. والسبب لأنكم وصلتم إلى اعلى درجات الغرور والكولونيالية بالتعامل مع دول المنطقة وشعوبها، وخصوصا الدول الاربع وشعوبها. وظننتم أنكم وضعتم الدول العربية في جيوبكم و ذاهبون للمرحلة الثانية وهي ( الكويت ، والأردن ، ومصر ، والسودان صعودا لدول شمال أفريقيا ). مع العلم أني وبقلمي كتبت عدة مقالات تحذيرية ، ورسالتين إلى المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي الذي أحترمه كقائد مهم في الاقليم وتحديدا عندما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوربي وبعدها بسنوات كررت رسائلي التي ( حذرتُ من خلالها القيادة الإيرانية والسيد المرشد وقلت لهم ان بريطانيا قادمة اليكم لانها قادمة لإستعادة تركتها القديمة التي عاصمتها العراق ،ولن تبقيكم ولا تبقي تركيا أبدا .. وقلت لهم أن بحوزة بريطانيا مخطط الاستيلاء على مثلث الذهب الأسود” الكويت العراق عربستان ” لتهيمن على سوق الطاقة العالمي ، ولديها مخطط لضربكم من خلال تفكيك القوميات الخمسة الكبرى التي هي اعمدة نظامكم السياسي في حالة إصراركم على التواجد في افتراق وتركتها القديمة فسارعوا لاعطاء الملف العراقي إلى وزارة الخارجية الإيرانية بدلا من الحرس الثوري ومن المخابرات ” اطلاعات ” وحسنوا من تعاملكم مع الشعب العراقي واوقفوا تدخلاتكم في الشأن العراقي ….وحذرت ايران عبر شخصيات إيرانية رفيعة وقلت لهم ( سارعوا باعادة النظر في سياساتكم الخاطئة في العراق واعتمادكم على مجموعات وناس منبوذة عراقيا .. واذا لم تغيروا من سياساتكم فسوف تكون المعارضة لكم من قلب النجف وكربلاء والشيعة لان حلفائكم جعلوا شيعة العراق يترحمون على نظام صدام حسين ،ومنهم من ناشد ويناشد إسرائيل سرا ان تنقذهم منكم ومن حلفائكم!.. وكانوا يظنون أننا ساذجين او هواة او مجندين وللأسف الشديد .. وها هم يتعرضون إلى الضربات الاستراتيجية الموجعة والتي لن تتوقف إلا على تخوم طهران والسبب سياسات النظام الإيراني نفسه !
ثالثا:-
ان مشروعكم الذي تراهنون عليه وهو( مثلما اصبحت سوريا من حصة تركيا سيكون العراق من حصة ايران ) ف هذا حلم أبليس بالجنة. فتركيا ستغوص في المستنقع السوري الذي اعدوه لتركيا ،وحسب ما خططوا لتركيا وسوف ترون .اما مراهنتكم على ( ماهر الاسد وبعض القوات التي خرجت معه لتعيدوا تشكيلاتها ليكون معارضة ضد النظام السوري الجديد وانطلاقا من العراق وبدعم من حلفائكم العراقيين ) أقولها لكم انها مراهنة خاسرة لأنه في آخر المطاف سوريا أميركية، والعراق أميركي ولكن باشراف دولي هذه المرة لحين تقوية النظام الوطني القادم بعد التغيير المرتقب في العراق .وحتى مشروع تقسيم العراق لن ينجح اطلاقاً. لان القادم في العراق نظام وطني قوي وشرس .
رابعا:-
فمن مصلحتكم ونصيحة لكم ان ترموا المخططات القديمة وتسارعوا إلى الخروج من العراق لكي تحفظوا نظامكم السياسي ومن ثم تبقون على العلاقة ” شعرة معاوية” مع العراق . ( علما كان يفترض ان مشروعكم يذهب لدول آسيا الوسطى واولها أذربيجان ومن هناك ينطلق لدول آسيا الوسطى . إذا كان مشروعكم مشروعا شيعيا اليس كذلك؟ خصوصا أن لديكم 20 مليون مواطن إيراني من اصل اذري ،وان المرشد نفسه من اصل آذري ؟ ولم يذهب مشروعكم لأربع دول عربية مسلمة ومن قومية عربية وهي قومية الرسول محمد ص وقومية الامام علي ع و اهل البيت ع ) اليس كذلك ؟ ….بحيث وبعلمكم وبتخطيط منكم مارسوا حلفائكم في العراق ترسيخ الطائفية بهدف قتل وكراهية ومحاربة القومية العربية( قومية الرسول واهل البيت ) وطمس هوية العراق العربية.
والسؤال لكم!
فهل تقبلون بمشروع طمس القومية الفارسية في ايران ؟ وهل تقبلون بطمس هوية الشعب الإيراني ؟ وهل تقبلون أن يتدخل قادة العراق بتعيين محافظيكم ووزرائكم ورسم سياساتكم …. الخ و مثلما فعلتم في العراق ؟
فننصحكم بالصحوة والخروج من العراق بسلام لكي تبقى إيران جارة عزيزة، وعمق استراتيجي للعراق اقتصاديا واجتماعيا وامنياً وسياحيا( وياليت تأخذون معكم جميع حلفائكم العراقيين . فالعراق ليس بحاجة لهم ) !!
سمير عبيد
١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی العراق
إقرأ أيضاً:
العلاقات المصرية الإيرانية.. إلى أين؟
مسعود أحمد بيت سعيد
masoudahmed58@gmail.com
مُنذ زمن ليس بالقصير، وكل الحريصين على تطوير العلاقات العربية- الإيرانية يعتقدون أن المدخل الأساس لذلك يتطلب نمطًا من العلاقات المُتقدِّمة بين مصر وإيران.
غير أن تلك الرغبة تصطدم دائمًا بجُملة من التعقيدات والتناقضات وأحيانًا بالخيارات الاستراتيجية التي قد لا تكون مفهومة لدى البعض. وبطبيعة الحال، ترى بعض القوى الإقليمية والدولية أن مصلحتها تكمُن في التعامل مع المحيط العربي بالمفرَّق، وتعتبر إضعاف مصر مهمةً مباشرة؛ سواء صرّحت بذلك علنًا أو تجلّى ذلك في ممارساتها العملية.
أما مصر، بصرف النظر عن طبيعة نظامها السياسي، فترى أن مهامها القومية جزء لا يتجزأ من مهامها الوطنية. ومرة أخرى، وبصرف النظر عن طبيعة المقاربات السياسية التي قد يُتفق معها أو يُختلف، فإنها في نهاية المطاف تُدرك أن التاريخ قد حمّلها أعباء الآمال العربية، وإن شذّت في مرحلة معينة عن هذا التوجّه، وقد تلَّقت بسبب ذلك كثيرًا من الانتقادات. ومع ذلك، فإنَّ الجميع- حتى من اختلف معها سياسيًا- يُجمعون على ضرورة الحفاظ على مكانتها التاريخية. وفي ظل تسارع الأحداث وتبدّل المواقف، يبدو أن الطرفين المصري والإيراني، باتا يُدركان أهمية استعادة علاقاتهما الطبيعية.
ورغم أن الفجوة لا تزال واسعة، فإن مشتركًا جديدًا قد يكون دافعًا حقيقيًا لهذه الرغبة المستجدة، وقد يفتح أمامها آفاقًا واسعة. وتحديدًا ما يُحدث في سوريا يدفع باتجاه هذا التقارب؛ فالنظام السوري الجديد، المُعادي لإيران، لا يُبدي وُدًّا تجاه مصر أيضًا، ما يجعل القاهرة وطهران تلتقيان ضمنيًا على أرضية الشعور بالقلق ذاته. هذا الإحساس المشترك تُعزّزه ممارسات بعض الحلفاء الإقليميين لمصر، الذين بدأوا في الانفتاح على النظام السوري الجديد دون اعتبار للتحفُّظات المصرية؛ مما يبعث برسائل مُقلقة للقاهرة، ولا يدور الحديث هنا عن مُعطيات آنية لا تزال بحاجة إلى وقت طويل لإعادة صياغتها بشكل نهائي؛ بل عن استشراف أبعادها على المدى البعيد.
وقد بدأت إرهاصات أولية تتشكّل، قد تُنبئ بالكثير من المفاجآت إذا سارت الأمور في مسارها الطبيعي دون عوائق؛ إذ لا يُمكن تصور توقف نتائجها عند هذا الحد، وفي حين أن إيران فقدت في المشرق العربي حليفًا استراتيجيًا ذا تأثير كبير، ولم تعد تعوِّل كثيرًا على معظم الأنظمة العربية المشرقية، فإن هذه الحيثيات تفرض نفسها على الطرفين، وتجعل من تطوير العلاقة بينهما- أي طهران والقاهرة- أمرًا حتميًا.
لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه: ما شكل العلاقات المقبلة؟ وما مضمونها وحدودها؟
لا شك أن إيران تستطيع أن تتفهم علاقات متوازنة خارج الفضاء العربي، أمَّا علاقة مُشابِهة داخل هذا الفضاء، فغالبًا ما تكون على حساب قُطر عربي آخر، خصوصًا أن الأمة العربية، حتى هذه اللحظة، لا تمتلك مشروعًا أو حتى رؤية مشتركة لمواجهة معضلات واقعها، وتواصل البحث عن حلول خارج سيادتها وتطلعات شعوبها؛ الأمر الذي يجعلها عرضة للتجاذبات. وهذا في العمق، سيتطلب من مصر ذات الالتزامات القومية، جهدًا أكبر مما يتطلب من إيران، التي تعرِف مصالحها بدقة، وتتمكن من توظيف علاقاتها الإقليمية والدولية بشكل إيجابي في خدمة أهدافها.
وهذه ليست نقيصة؛ بل ميزة تُحسب لها؛ كون سياساتها تنبُع من إرادة مُستقلة وتسير وفق رؤية تخدم مصالحها. وبالطبع، هناك من يصرخون من التدخل الإيراني في الشؤون العربية، إلّا أن هذا العويل لا يبدو مُبرَّرًا ومُقنعًا. ولو سلّمنا بهذا المنطق، فما الذي يجعل إيران أو غيرها من القوى الإقليمية قادرة على التدخل في شؤون أمة تعدادها 10 أضعاف إيران، وتمتلك كل تلك الطاقات الاقتصادية، لولا وجود خلل بنيوي في طبيعة النظام العربي الذي يستدعي التدخل الأجنبي لتدمير أقطاره واحدة تلو الأخرى؟!
علاوة على ذلك، فإن مصر لا تمتلك، حتى اليوم، استراتيجية واضحة؛ الأمر الذي أظهرها بصورة مُخالِفة لما هو مُختزَن عنها في الوجدان العربي، وبيدها أوراق سياسية عديدة يُمكن تفعيلها بعيدًا عن خيار السلاح. هذه الواقعية الشديدة مُرتبطة بوعيٍ دقيقٍ لطبيعة الاستهداف الذي تتعرض له الأمة العربية في هذه المرحلة المُعقَّدة.
والمباحثات الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الإيراني في القاهرة مع القيادة المصرية وُصفت بـ"الإيجابية"، وقد تناولت- كما هو معلن في الإعلام- جملةً من القضايا التي لدى الطرفين، تتضمن مواقف ورؤى.
ورغم تنوُّعها يُمكن حصر أهمها في ملفين اثنين؛ الأول: الملف النووي الإيراني؛ حيث إن الموقف المصري من هذا الملف هو موقف مبدئي، ينطلق من ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط بأكملها من الأسلحة النووية، ولا يرى في السلاح النووي الإسرائيلي مُبرِّرًا لامتلاك غيره هذا السلاح، مهما كانت الأسباب.وفي هذا الإطار، فإن دعم الحوار والحلول السلمية، يُمثل جوهر ما تطلبه إيران من مصر.
أما الملف الثاني، فهو فيما يتعلق بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وفك الحصار؛ فهو موقف يتطابق جوهريًا مع الموقف الإيراني. وفي هذه النقطة تحديدًا، فإن الموقفين متقاربان إلى درجة التماثل، على الرغم من أن طهران أقرب إلى التيار الإسلامي، بينما تتمسك القاهرة بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية، إلّا أن البراغماتية الإيرانية المعروفة بمرونتها، قادرة على التقاط مواقف مشتركة، خاصةً إذا كانت ضمن توجه دولي عام.
لقد حاولنا أن نُضيء، ولو بشكل عام، على بعض المُعوِّقات والصعوبات التي تواجه تطوُّر العلاقات الثنائية، في ضوء الواقع الراهن والمُتغيِّرات الجارية، ورؤية كل طرف لدوره وحدود فعله. أما الآفاق المستقبلية، فستُحدِّدها طبيعة التحديات المُقبلة التي يُواجِهها الطرفان.
رابط مختصر