مهمة صعبة أمام في السوريين في استعادة المليارات من عائلة الأسد
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
بدأ نشطاء ومحامون تحركات للبحث عن الثروات الكبيرة التي يعتقد أن عائلة الرئيس المخلوع بشار الأسد، جمعتها على مدى أكثر من نصف قرن من السيطرة على سوريا.
وبينما يعاني ملايين السوريين من الفقر والتشرد، يعتقد محامون ومعارضون أن الأسرة تمكنت من بناء إمبراطورية اقتصادية في حسابات سرية وشركات وهمية، مستفيدة من الاتجار غير المشروع في المخدرات وغيرها، مما مكنها من جمع الأموال للعيش في ثراء فاحش.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الأسرة وداعميها اشتروا عقارات في روسيا وفنادق في فيينا وطائرة خاصة في دبي، من بين أصول أخرى، وذلك نقلا عن مسؤولين أمريكيين سابقين ومحامين ومنظمات بحثية.
وبدأت أسرة الأسد في جمع الثروة بعد فترة وجيزة من تولي حافظ السلطة، وخلال العقود الماضية، استخدم الأسد الأب والابن الأقارب لإخفاء هذه الثروة في الخارج.
وقال توبي كادمان، محامي حقوق الإنسان، الذي حقق في أصول الأسد: "كانت الأسرة الحاكمة خبيرة في العنف الإجرامي مثلما كانت خبيرة في الجرائم المالية".
في خضم السقوط المفاجئ للنظام الحاكم في سوريا وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا، اختفت معظم رؤوس أجهزة المخابرات وتركت خلفها وثائق استخباراتية كثيرة كشفت معلومات حول سياسة النظام الخارجية والداخلية، وبالتحديد فيما يخص وقوف الأسد خلف تفجيرات واغتيالات اتهم بها الجماعات المرتبطة بالمعارضة السورية وقتها.
ولا يعرف على وجه التحديد حجم ثروة عائلة الأسد، وكذلك الأشخاص الذين يتحكمون فيها، وكان تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2022 ذكر أنه من الصعب تحديد رقم محدد، مشيرا إل أن بعض التقديرات "مفتوحة المصدر" ترجح أن تكون بين مليار إلى ملياري دولار، "ولكنه تقدير غير دقيق لا تستطيع وزارة الخزانة الأميركية التحقق منه بشكل مستقل".
وأشارت الوزارة إلى أن الأموال "تم الحصول عليها غالبا من خلال احتكارات الدولة والاتجار بالمخدرات، خاصة الأمفيتامين والكبتاغون، وإعادة استثمارها جزئيا في ولايات قضائية خارج نطاق القانون الدولي".
وتنشأ الصعوبة في تقدير صافي ثروة الأسد وأفراد عائلته الممتدة من أنها "منتشرة ومخفية في العديد من الحسابات ومحافظ العقارات والشركات والملاذات الضريبية الخارجية"، وبعض الأصول في خارج سوريا تعود إلى أسماء مستعارة لإخفاء الملكية والتهرب من العقوبات.
ووفقا لتقارير منظمات غير حكومية، ووسائل الإعلام، "تدير عائلة الأسد شركات وهمية وشركات واجهة تعمل كأداة للنظام للوصول إلى الموارد المالية عبر هياكل شركات شرعية وكيانات غير ربحية، وغسل الأموال المكتسبة من الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة، بما في ذلك التهريب وتجارة الأسلحة والاتجار بالمخدرات وعمليات الحماية والابتزاز".
وحافظ آل الأسد على علاقات وثيقة مع أكبر اللاعبين الاقتصاديين في سوريا، باستخدام شركاتهم لغسل الأموال من الأنشطة غير المشروعة، وتحويل الأموال إلى النظام.
وتشير الوزارة إلى سيطرة زوجة بشار، أسماء الأسد، في 2019 على جمعية البستان الخيرية التي تعود ملكيتها لرامي مخلوف، ابن خال بشار. وتقدر الوزارة ثروة الأخير بما يتراوح بين 5 إلى 10 مليارات دولار.
وفي عام 2021، ورد أن مسؤولين في القصر الرئاسي، مقربين من أسماء، تم تعيينهم في مجلس إدارة شركة "سيريتل"، أكبر شركة اتصالات في سوريا، التي كان مخلوف يمتلكها حتى استولت عليها الحكومة في عام 2020.
وأشارت الوزارة إلى ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، الذي شارك في عمليات تهريب للمخدرات، بما في ذلك تهريب الأمفيتامين والكبتاغون، وجمع رسوما جمركية بطريقة غير مشروعة.
أما رفعت الأسد، عم بشار، فقد ارتبط اسمه بغسل الأموال والاحتيال الضريبي واختلاس الأموال العامة، ويعتقد أنه يمتلك ثروة تقدر بـ850 مليون دولار.
وأوردت الصحيفة أسماء بعض هؤلاء، مثل بشار وأسماء ورامي مخلوف ورفعت الأسد وغيرهم.
وتوضح أن عائلة مخلوف اشترت عقارات في دبي بقيمة 3.9 مليون دولار، وفقا لدراسة أجريت لمركز الدراسات الدفاعية المتقدمة، مركز الأبحاث في واشنطن، الذي فحص بيانات للعقارات مقدمة من مصادر سرية.
وقال رامي مخلوف في طلب للحصول على الجنسية النمساوية إن عائلة مخلوف اشترت أيضا فنادق بقيمة 20 مليون يورو في فيينا.
ووفقا لتحقيق أجرته مجموعة مكافحة الفساد "غلوبال ويتنس" عام 2019، فإن عائلة مخلوف تمتلك أيضا عقارات بقيمة 40 مليون دولار تقريبا بناطحات سحاب فاخرة في موسكو.
ويليام بوردون، المحامي الفرنسي الذي حقق في أصول الأسد، قال إن آل مخلوف كانوا يجنون المال نيابة عن بشار لتمكيل النظام وعائلته الحاكمة عند الحاجة. وأضاف: "آل مخلوف أمناء سر آل الأسد".
وعلى إثر اندلاع التظاهرات عام 2011 خلقت فرصا جديدة لعائلة الأسد، فقد تولى ماهر الأسد قيادة الفرقة المدرعة الرابعة التي شاركت في تهريب الكبتاغون إلى دول الشرق الأوسط، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية.
وساعدت عائدات المخدرات، التي جناها النظام على مدى سنوات، على تعويض الخسائر الناتجة عن العقوبات الاقتصادية الغربية، إذ جلبت حوالي 2.4 مليار دولار في المتوسط سنويا بين عامي 2020 و2022، وفقا لمرصد الشبكات السياسية والاقتصادية، وهي منظمة بحثية تتعقب تجارة الكبتاغون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الثروات الأسد سوريا المخدرات سوريا الأسد مخدرات ثروات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عائلة الأسد
إقرأ أيضاً:
سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟
أكد مسؤول قضائي لبناني رفيع أن سلطات بلاده لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن، مضيفا أن الأجهزة المعنية لم تتلق أي إشعار رسمي يؤكد دخوله أو إقامته داخل لبنان.
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن سوريا وفرنسا طلبتا من لبنان اعتقال مدير المخابرات السورية السابق جميل حسن، المتهم بارتكاب جرائم حرب، بعد الاشتباه بوجوده في بيروت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي تأكيده أن باريس ودمشق تقدمتا بطلب لبيروت باعتقال الحسن المدان غيابيا في فرنسا لدوره في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكم نظام بشار الأسد.
وجميل حسن مطلوب أيضًا بموجب مذكرة توقيف في ألمانيا، كما أنه مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي لدوره في اختطاف وتعذيب مواطنين أمريكيين.
في المقابل، أكد مسؤول قضائي لبناني رفيع أن سلطات بلاده لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن، مضيفا أن الأجهزة المعنية لم تتلق أي إشعار رسمي يؤكد دخوله أو إقامته داخل لبنان.
ومع فرار الحسن عقب انهيار نظام الأسد، تؤكد مصادر غربية وسورية أن المسؤول الأمني السوري السابق موجود حاليًا على الأراضي اللبنانية، بحسب الصحيفة التي قالت إن مسؤولي المخابرات السابقين في نظام بشار الأسد يحاولون إعادة بناء شبكة دعم.
مخابرات القوات الجويةوتحت إشراف حسن، أقام جهاز مخابرات القوات الجوية محكمة عسكرية ميدانية خاصة بها في المزة في دمشق، حيث كانت تُصدر أحكاما بالإعدام أو تُرسل المحكومين إلى سجن صيدنايا سيئ الذكر، وفق وسائل إعلام.
Related بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تطلب تأييد مذكرة التوقيف بحق بشار الأسدبتهم جرائم حرب.. بشار الأسد تحت الملاحقة القضائية في فرنسا للمرة الثالثةالقبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة بعد سقوط النظامكما احتوى موقع القوات الجوية على مقبرة جماعية خاصة به، وفقا لمركز العدالة والمساءلة السوري في واشنطن، والذي استند في نتائجه إلى صور الأقمار الصناعية وزيارة للموقع بعد سقوط النظام.
وتتهم وزارة العدل الأمريكية حسن بتدبير حملة تعذيب شملت جلد المعتقلين بالخراطيم، وخلع أظافر أقدام الضحايا، وضرب أيديهم وأقدامهم حتى عجزوا عن الوقوف، وسحق أسنانهم، وحرقهم بالسجائر والأحماض، بمن فيهم مواطنون أميركيون وحاملو جنسية مزدوجة.
من هو جميل حسن؟ولد حسن عام 1953 بالقرب من بلدة القصير الحدودية مع لبنان، وانظم إلى الجيش وتمت ترقيته في المناصب خلال فترة حكم حافظ الأسد، الي استولى على السلطة عبر انقلاب عام 1970.
وفي عام 1982، شارك حسن في العملية العسكرية الواسعة التي نفذتها قوات عسكرية من الجيش السوري مع ما كان يعرف وقتها بـ "سرايا الدفاع" التابعة لرفعت الأسد، ضد مجموعات مسلّحة من الإخوان المسلمين.
ومع صعود بشار الأسد إلى السلطة عام 2000، واصل جميل حسن التدرج في المناصب إلى حين توليه قيادة المخابرات الجوية، التي أُنشأت بهدف حماية النظام من الانقلاب، وأصبحت لاحقًا إحدى أكثر المؤسسات الأمنية نفوذا، وتولت قضايا حساسة، بما في ذلك دور في برنامج الأسلحة الكيميائية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة