في مصر القديمة.. طقوس اجتماعية عريقة لعروس الفراعنة
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
أكد عالم المصريات والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار المصرية، الدكتور مصطفى وزيري، إن مصر القديمة عرفت الكثير من الطقوس التي ارتبطت بالزفاف، والتي أبرزت مدى اهتمام المصري القديم بأهمية الزواج وحرصه على الحفاظ على التقاليد الإجتماعية التي توارثها الأبناء عن الأجداد والآباء.
وأضاف، أن طقوس تجهيز العروس التي عرفها ومارسها قددماء المصريين، "عكست القيم والتقاليد الإجتماعية العريقة التي اتسمت بها الحضارة المصرية على مدار آلاف السنين، وأظهرت مدى الاهتمام بتألق العروس وجمالها في يوم زفافها".
ولفت إلى أن العروس في مصر القديمة، كانت تمثل جزءا مهما من الثقافة والتقاليد الاجتماعية، وكانت هذه العمليات تتضمن العديد من الطقوس والمراسم التي كانت تهدف إلى توثيق العلاقة بين العروسين وضمان نجاح الزواج واستمراره.وعن تلك الطقوس والمراسم التي كانت تجري لتجهيز العروس قبل زفافها، حيث كانت العروس تخضع لعدة تحضيرات جسدية، مثل تنظيف بشرتها وتجميلها باستخدام الزيوت العطرية والأعشاب الطبيعية.
وأضاف كان قدماء المصريين يحرصون على إعداد لباس العروس الذي كان يتميز بالألوان الزاهية والتطريزات الفاخرة، وكانت العروس ترتدي فساتين طويلة ومزينة بالذهب والأحجار الكريمة، مما يعكس ثراء وجمال الحضارة المصرية.
وأوضح عالم المصريات أن العروس كانت تتزين بالمجوهرات الثمينة من الذهب والأحجار الكريمة، وكانت تضع أساور وخواتم وقلائد تعكس أناقتها وثراء عائلتها.
وبيَن أن العروس كانت تهتم بجمالها ونضارة بشرتها، ولذلك كانت تستخدم مستحضرات تجميلية طبيعية مثل الكحل والحناء لتحسين مظهرها وجاذبيتها.
وختم وزيري أن طقوس ومراسم الزفاف كانت تجرى قبل وأثناء حفل العرس، وكانت تتضمن الرقص والغناء وتجهيز الأطعمة الشهية، وغير ذلك من الطقوس التي كانت تعكس مشاعر الفرح، وكان من المعتاد تبادل الهدايا بين عائلة العروسين كرمز للمودة والتعاون والتضامن بينهما.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر
إقرأ أيضاً:
عيد الولاية.. طقوس حوثية لشرعنة سلطة مغتصبة
تواصل جماعة الحوثي في اليمن توسيع نطاق احتفالاتها السنوية بما يُعرف بـ"عيد الغدير" أو "يوم الولاية"، في مشهد يتجاوز الطابع الديني، ليحمل أبعادًا سياسية واضحة تهدف إلى ترسيخ فكرة "الحق الإلهي في الحكم"، وتكريس شرعية دينية بديلة لسلطة فُرضت بالقوة.
تحويل هذه المناسبة إلى أداة أيديولوجية، يتجلى في استخدام المساجد والمدارس والساحات العامة، كساحات تعبئة مذهبية تستهدف النشء وتعمّق الانقسام المجتمعي.
وتُثير هذه الممارسات تساؤلات حادة حول مستقبل التعايش الوطني، في ظل سعي الجماعة إلى فرض تصورها الأحادي للحكم واستبدال مفهوم الدولة الحديثة بعقيدة تستند إلى التفوق السلالي.
يرى مراقبون أن الجماعة لا تسعى فقط إلى تمجيد لحظة التمكين العسكري التي أوصلتها إلى الحكم، بل إلى شرعنتها دينيًا، من خلال ربطها بفكرة "الوعد الإلهي"، ما يحول المناسبة إلى أداة دعائية تؤسس لفكرة الحكم الوراثي تحت غطاء ديني، في استعادة لخطاب كهنوتي يتعارض كليًا مع مبادئ الشورى والدستور والنظام الجمهوري.
ويحذر خبراء من أن الأمر لا يتوقف عند حدود الطقوس، بل يتعداه إلى محاولات منهجية لإعادة تشكيل وعي المجتمع اليمني، واستبدال المفاهيم السياسية الحديثة بمنظومة مغلقة تستند إلى التفوق السلالي والولاء المطلق، مستفيدة من الجهل والحرمان والبنية التعليمية والدينية التي تسيطر عليها الجماعة.
ويؤكد محللون أن ما يسمى "عيد الولاية" ليس مجرد مناسبة دينية، بل جزء من مشروع سلطوي شمولي يسعى لتقويض التعاقد السياسي في اليمن، عبر فرض سلطة لا تستند إلى الإرادة الشعبية، بل إلى تبريرات دينية زائفة تُقدَّم كحتميات إيمانية.
في السياق ذاته، يعتبر متخصصون في الفكر الإسلامي أن ما تُروّج له الجماعة تحت اسم "الولاية" لا يمت إلى جوهر العقيدة الإسلامية، بل هو انحراف سياسي خطير استُخدم تاريخيًا لتمزيق المجتمعات، واستباحة الحقوق والحريات، وفرض الحكم بالقوة لا بالشورى أو الاختيار الحر.
ويُجمع متابعون للشأن اليمني أن جماعة الحوثي توظف المناسبات الدينية، ومنها عيد الغدير، ليس من منطلق روحي، بل كوسيلة لبناء شرعية بديلة، تبرر بها استمرارها في الحكم، وتقمع بها أي تطلع شعبي نحو دولة مدنية قائمة على المواطنة والعدالة.
وسط هذا المشهد، تزداد المخاوف من أن تُستخدم هذه الطقوس في تعميق الطائفية، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وطمس الهوية الجمهورية التي عرفها اليمنيون منذ أكثر من نصف قرن، في وقت يواجه فيه البلد تحديات وجودية تتطلب وحدة الصف لا تقسيمه على أساس مذهبي وسلالي.