رئيس الإمارات يبحث مع ماكرون وميلوني تداعيات هجوم إسرائيل على إيران
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
الإمارات العربية – بحث رئيس الإمارات محمد بن زايد، امس السبت، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، تداعيات “العمليات العسكرية” الإسرائيلية ضد إيران.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين مع الرئيس الفرنسي ورئيسة وزراء إيطاليا، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”.
وذكرت أنه جرى خلال الاتصالين “بحث العلاقات الإستراتيجية وسبل تعزيزها في مختلف جوانبها بما يحقق المصالح المشتركة للجميع”.
كما جرى “بحث التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الأمن والاستقرار الإقليميين”، وفق الوكالة الإماراتية.
وأضافت أنه جرى خلال الاتصالين “التشديد على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف الجهود لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية بما يحفظ أمن المنطقة واستقرارها”.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم “استباقي” وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية “غير المسبوقة” تهدف إلى “ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى”.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية أسمتها “الوعد الصادق 3″، للرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى عصر السبت 6، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “حدث خطير جدا” في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعا استراتيجيا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
توماس فريدمان: هجوم إسرائيل على إيران يعيد تشكيل المنطقة وهذه تداعياته
يرى الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن الهجوم الإسرائيلي الشامل على البنى التحتية النووية الإيرانية ينضاف لقائمة الحروب الحاسمة التي غيرت قواعد اللعبة وأعادت تشكيل منطقة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح فريدمان -في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز- أن الحروب التي يعنيها هي أحداث باتت معروفة فقط بتواريخها: 1956، 1967، 1973، 1982، 2023، والآن 2025.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة بلجيكية: مديرة الاستخبارات الأميركية تخشى هيروشيما أخرىlist 2 of 2باحثون أميركيون: التكنولوجيا تقرب العالم من الحرب النوويةend of listوقال إنه من السابق لأوانه معرفة التداعيات المحتملة للهجوم الحالي على مسار الأحداث في الشرق الأوسط، لكنه رجح أن تمضي الأمور في اتجاهين متناقضين تماما، أحدهما اعتبره إيجابيا للغاية وهو "إسقاط النظام الإيراني واستبداله بنظام أكثر لياقة وعلمانية وتوافقية"، والآخر سلبي للغاية يتمثل في اشتعال المنطقة بأكملها ودخول الولايات المتحدة على خط الأزمة.
حل وسط
وبين هذين النقيضين، لا يستبعد الكاتب الأميركي -ذو الميول الليبرالية- حلا وسطا تفاوضيا مؤقتا، مبنيا على كون الهجوم رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإيرانيين مفادها: "ما زلت مستعدا للتفاوض على إنهاء سلمي لبرنامجكم النووي، وقد ترغبون في ذلك على وجه السرعة.. أنا في انتظار مكالمتكم".
إعلانوفي تفاصيل تداعيات ودلالات الهجوم الإسرائيلي على إيران، يرى فريدمان أن ما يجعل الصراع بين إيران وإسرائيل عميقا إلى هذا الحد هو سعي إسرائيل لمواصلة القتال هذه المرة حتى تتمكن من القضاء نهائيا على البرنامج النووي الإيراني
وذكر الكاتب في هذا الصدد أن إسرائيل كانت تصوب سلاحها نحو البرنامج النووي الإيراني عدة مرات خلال الـ15 سنة الماضية، ولكن في كل مرة كانت تتراجع في اللحظة الأخيرة إما تحت الضغوط الأميركية وبسبب عدم ثقتها بقدراتها العسكرية، ومن ثم فإن ما يحدث حاليا قد يعتبر نتيجة طبيعية لذلك المسعى الإسرائيلي.
وقف التخصيبوعن النتائج العملية المباشرة للهجوم الإسرائيلي، يرى فريدمان أنه إذا نجحت إسرائيل في إلحاق الضرر بالمشروع النووي الإيراني بما يكفي لإجبارها على وقف عمليات التخصيب ولو مؤقتا على الأقل، فإن ذلك من شأنه أن يمثل مكسبا عسكريا كبيرا لإسرائيل.
لكن الأمر المهم -برأي الكاتب الأميركي- هو التأثير المحتمل للصراع على منطقة الشرق الأوسط، خاصة على ما يصفه بـ "النفوذ الإيراني الخبيث" في العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث قامت طهران برعاية وتسليح مليشيات محلية للسيطرة بشكل غير مباشر على تلك البلدان.
وذكر فريدمان أن تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة بدأ بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- بقطع رأس مليشيا حزب الله وشلها، وكان من نتائجه في لبنان وسوريا، تشكيل حكومات تعددية وانتعاش حالة الأمل رغم أن البلدين لا يزالان في حالة ضعف.
معلومات استخباراتية جيدةوعلق الكاتب أيضا على سلوك نتنياهو، وقال إنه على الصعيد الإقليمي يتصرف دون التزام بقيود أيديولوجية أو سياسية، أما في تعامله الداخلي مع الطرف الفلسطيني، فإن قراراته، خاصة منع إقامة دولة فلسطينية، تتأثر برغبته في البقاء في السلطة باعتماده على اليمين المتطرف، ولذلك، أغرق الجيش الإسرائيلي في رمال غزة المتحركة، ووصف الكاتب ذلك بأنه "كارثة أخلاقية واقتصادية وإستراتيجية".
إعلانوفي تفاصيل الهجوم الإسرائيلي، تساءل الكاتب: "كيف كانت المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية عن إيران جيدة لدرجة أنها حددت مواقع عدد من كبار القادة والضباط العسكريين الإيرانيين وقتلتهم؟".
ويرى الكاتب أن الإجابة عن هذا السؤال توجد في مسلسل "طهران" الذي تبثه "آبل تي في بلس" عن عميل إسرائيلي للموساد في طهران.
مستعدون للعمل مع إسرائيل
ويستخلص فريدمان من ذلك المسلسل مدى استعداد عديد من المسؤولين الإيرانيين للعمل لصالح إسرائيل، وذلك بسبب كرههم الشديد لحكومتهم، وهذا يسهّل على إسرائيل تجنيد عملاء في الحكومة والجيش الإيرانيين على أعلى المستويات.
أما إذا ما فشلت إسرائيل في هذه العملية العسكرية وخرج النظام الإيراني جريحا وتمكن لاحقا من استعادة قدرته على بناء سلاح نووي، فإن السيناريو المحتمل في نظر الكاتب هو حرب استنزاف طويلة الأمد بين أقوى جيشين في المنطقة، وبالتالي استمرار حالة الاضطراب وتفاقم أزمة النفط، وربما إقدام إيران على مهاجمة الأنظمة العربية الموالية لأميركا والقوات الأميركية في المنطقة.
وخلص الكاتب إلى أنه في هذه الحالة، فلن يبقى أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب سوى التدخل بشكل مباشر، ليس فقط لإنهاء تلك الحرب، ولكن من أجل القضاء على النظام الإيراني، وهذا سيناريو لا أحد يمكن أن يتكهن بتبعاته.
وعن مستقبل منطقة الشرق الأوسط، يوضح الكاتب أن أهم درسين يمكن استخلاصهما من التاريخ هما: أن أنظمة شبيهة بإيران تظل تبدو قوية إلى أن تفقد قوتها وتنهار بسرعة.
أما الدرس الثاني، وفقا لفريدمان، فهو أن نهاية الاستبداد في الشرق الأوسط لا تعني بالضرورة قيام الديمقراطية، بل إن البديل قد يكون حالة اضطراب طويل.
وأخيرا، فبقدر ما يجاهر الكاتب برغبته في سقوط النظام الإيراني، فإنه يحذر من تداعيات ذلك.