سواليف:
2025-07-31@05:13:22 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أغصان مشتعلة

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

#أغصان_مشتعلة

من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ … 20 / 1 / 2018

ظلت حوادث اشتعال الغابات في أستراليا لغزا محيّرا لكثير من الباحثين، فهي أخطر الكوارث وأصعبها على القارة الصغيرة. مثلا في عام 2009 احترق أكثر من أربع مائة ألف هكتار من الغابات، وقتلت الحرائق 174 شخصا ودمّرت 5% من الغطاء النباتي للقارة، صحيح أن ثمة حرائق موسمية تشتعل في أوقات محددة من السنة إلا إن لغز انتقالها إلى أماكن جديدة وبعيدة كان يفاقم المشكلة ويضع إشارة استفهام كبيرة؛ ما الذي يشعل الحرائق؟

مقالات ذات صلة دعوة لإغلاق الهواتف يوميا من الثامنة حتى العاشرة مساء احتجاجا على رفع الاشتراكات 2024/12/18

أخيرا اكتشف الباحثون صانع الكوارث ومضرم النيران الخفي الذي أرعبهم وأرهقهم طوال هذه السنين، إنها الصقور المجنونة؛ فعندما تخفت النيران وتوشك على الاستسلام والانطفاء تحمل الصقور الغصون المشتعلة في مناقيرها وبين أظافرها إلى غابات خضراء ومسالمة لتشتعل النيران هناك فتهرب القوارض والزواحف من النيران وتصبح فريسة سهلة لها، لا تهتم الصقور إن دمّرت غابات بأكملها من أجل جرذ، ولا يؤنبها ضميرها الجارح على الأشجار التي تفرح بنموّ سيقانها مئات السنين لتهوي في لحظة اشتعال من أجل أرنب بري.

. المهم أن تصطاد الصقور وجبة اليوم حتى لو احترق العالم..
ما أصعب أن يحرق الشجرة الحكيمة العالية غصن صغير مشتعل.. يحمله طائر أحمق ويطير به متى شاء وأينما يشاء.. ما أصعب أن تهوي شجرة اعتادت عناق الريح وكتابة رسائل الغيم لتنام على فراش الرماد بعد أن تتسلقها ألسنة اللهب بعد أن كانت تنسج على جذعها الغضّ إكليلا من البراعم والورق.

ولتحترق الغابات الجميلة كلها، المهم أن تخرج القوارض فأصطادها، هذا ليس لسان صقور أستراليا وحسب، بل غربان روسيا التي تحلّق فوق إدلب وريفها، تحرق التاريخ العالي، ترمي حمم النار على البيوت الوارفة، تحرق السهول الخضراء لتخرج طرائد الطائرات والنظام من مخابئها.. الطائرات ضمائرها من حديد مصفّح لا تؤلمها صرخات الاستغاثة ولا أنين المحترقين في المستشفيات، زجاجها عازل للصوت؛ فهي لا تسمع نداءات “يا الله.. يا الله” عندما تلقي البراميل على الآمنين، أو ترمي صاروخا مشتعلا نزل متى شاء الطيار الغريب وأينما يشاء، صاروخ مشتعل مدفوع من دم الشعب ليسفك دم الشعب.

ما أصعب أن يحرق العائلة الآمنة المسالمة صاروخ مجنون، يرميه طيار أحمق قالت له الإحداثيات هنا يكون الموت أكثر وفرة، هنا تنضج أجساد الأطفال أسرع من غيرها، هنا تهوي الأمهات على أبنائهن الرضّع وتحترق الغابة ولا يخرج منها سوى رماد القلوب.

ما أصعب أن تهوي طفلة اعتادت جدائلها على عناق الريح وأرجوحة الغيم أن تنام على فراش الرماد بعد أن تسلّقت ألسنة اللهب رجليها والتهمت شفاهها ووجهها الحنطي المرتجف.

الصقور الأسترالية ليست وحدها التي تمارس الجنون وشغف الاحتراق، غربان روسيا هي الأخرى تستهويها مشاهد النيران العربية، هي ترى ألسنة اللهب الحمراء ألسنة عطشى، فتصب فوق النار نارا فتستطيل ألسنة الاحتراق أكثر.. وكلما خمدت في منطقة أو انطفأت في غابة رؤوس بشرية، حملت أسبابا مفتعلة ورمتها لتحرق أرضا أخرى.. وسوريا الأم.. تتألم هنا وتتألم هناك، فأينما أطلق صاروخ انطفأ في الجسد.. الدول الكبرى تعامل الدول الضعيفة المستعمرة والمحتلّة كالجواري؛ تلبسها القيد في رجليها وتقنعها أنه خلخال، تغتصبها بحجة حمايتها وتحرقها على طريقة الغربان الأسترالية لتخرج صيدها البرّي منها.

في إدلب أضرمت النيران في الأشجار والأعمار وفي أحلام الأطفال وأسرّتهم.. ثم غاب نعيق السوخوي بعيدا بعيدا قرب عشّ الرئيس.

احمد حسن الزعبي

[email protected]

#170يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لاحمد حسن الزعبي حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

اتفاق هش تحت النيران… هدنة تايلاند وكمبوديا تصمد لساعات فقط!

اتهم الجيش التايلاندي، الثلاثاء، كمبوديا بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منتصف ليل الإثنين، بعد خمسة أيام من الاشتباكات الدامية بين البلدين على الحدود.

وأوضح ريتشا سوكسوانون، نائب المتحدث باسم الجيش التايلاندي، أن القوات الكمبودية أطلقت النار في منطقتي “فو ماكوا” و”سام تايت” الحدوديتين، مما أدى إلى استمرار الاشتباكات حتى صباح الثلاثاء، في خرق واضح للهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة ماليزية.

من جانبه، شدد المتحدث العسكري التايلاندي، وينتاي سواري، على أن هذه الأعمال تمثل “انتهاكاً متعمداً للاتفاق، وتقويضاً للثقة المتبادلة”، مؤكداً أن بلاده “سترد بالشكل المناسب في إطار الدفاع عن النفس”.

في المقابل، نفت وزارة الدفاع الكمبودية وقوع أي اشتباكات، بينما أكد رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، في منشور على فيسبوك، أن “الجبهة هدأت منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ”.

رغم التباين في الروايات، أعلن الجانبان انطلاق الاجتماعات الميدانية بين قادة عسكريين من الطرفين، ضمن خطوات تطبيق الهدنة.

يُذكر أن الاشتباكات التي اندلعت الخميس الماضي على خلفية نزاع حدودي بشأن مواقع أثرية، أسفرت حتى الآن عن مقتل 38 شخصاً، ونزوح نحو 300 ألف شخص من المناطق المتضررة.

مقالات مشابهة

  • مصرع فتاة في حريق شقة سكنية بأرض اللواء
  • إخماد النيران في سيارة عند مدخل شكا الشرقي
  • بالصور: ليلى أحمد، طفلة غزة التي تقاوم الجوع وتكتب حكاية صمود
  • حريق محول كهرباء بأبو النمرس.. والحماية المدنية تحاصر النيران
  • الدبيبة يلتقي الكاتب «محمود البوسيفي» ويبحث دعم الإعلام الوطني وترسيخ حرية التعبير
  • اتفاق هش تحت النيران… هدنة تايلاند وكمبوديا تصمد لساعات فقط!
  • إتفاق بري - برّاك في مرمى النيران الصديقة
  • لحظات من الذعر.. النيران تشتعل في طائرة أمريكية قبل الإقلاع (شاهد)
  • حريق يلتهم شقة سكنية في الهرم.. وسيارات الإطفاء تحاصر ألسنة اللهب
  • كرم: الجمود أصعب على اللبنانيين من الحرب