عقبة ميليتوبول تزيد احتمالات فشل هجوم أوكرانيا المضاد
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
ترجح التقديرات الاستخبارية الأمريكية فشل الهجوم الأوكراني المضاد في تحقيق هدفه الأساسي، المتمثل في الوصول إلى مدينة ميليتوبول وبالتالي إلى جزيرة القرم، في ظل تعزيز روسيا دفاعاتها في جنوب وشرق أوكرانيا، عبر حقول الألغام والخنادق.
وفي حال فشل الهجوم المضاد، فإن كرة اللهب سترتد على أوكرانيا أولاً، ومن ثم الدول التي ساندتها بمليارات الدولارات لتحقيق غايتها.
تقف القوات الأوكرانية الآن على بعد 50 ميلاً من ميليتوبول، ومن المرجح أن تبقى عند هذه المسافة، أو أقرب قليلاً من حدود المدينة المحتلة من قبل روسيا، في تدليل على صعوبة التقدم، وتأكيد على متانة الدفاعات الروسية.
ولا شك أن نجاح الهجوم المضاد، متوقف على تحقيق اختراق كبير في ميليتوبول، فهي البوابة الرئيسية لشبه جزيرة القرم، بحكم وقوعها عند تقاطع طرق سريعة حيوية، وخط سكة حديد مهم، يسمح لروسيا بنقل العسكريين والمعدات الحربية من شبه الجزيرة، إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرتها في جنوب أوكرانيا.
وبدأ الهجوم الأوكراني المضاد في أوائل يونيو (حزيران) الماضي، وفي الأسبوع الأول من القتال، تكبدت الجيش الأوكراني خسائر فادحة، على يد الجيش الروسي، رغم امتلاكه ترسانة معززة بأحدث الأسلحة الغربية، بما فيها مدرعات برادلي الأمريكية، ودبابات ليوبارد الألمانية.
CIA knows Ukraine’s counteroffensive will fail – Seymour Hersh
President Zelensky’s optimism was all 'bulls**t' designed to fool the White House, an intelligence official told Hershhttps://t.co/EH0FRir30f pic.twitter.com/Y2rg3fuHvO
وبعد رصد أولى نتائج الهجوم المضاد، توقع مسؤولون أمريكيون وغربيون أن تقبل كييف هذه الخسائر باعتبارها تكلفة واقعية لاختراق الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا، لكن أوكرانيا اختارت وقف الخسائر في ساحة المعركة والتحول إلى تكتيك الاعتماد على وحدات أصغر للمضي قدماً عبر مناطق مختلفة على الجبهة، ما أدى ذلك إلى تحقيق مكاسب متزايدة في جيوب مختلفة خلال الصيف.
ومؤخراً خصصت أوكرانيا مزيداً من التعزيزات، بما في ذلك وحدات "سترايكر" و"تشالنجر"، لكنها لم تخترق بعد الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا.
المحلل العسكري في معهد أبحاث السياسة الخارجية روب لي، قال للصحيفة، إن الطريق إلى ميليتوبول يمثل تحدياً كبيراً، وحتى استعادة مدن أقرب من ميليتوبول، مثل توكماك ستكون صعبة.
وأكد، "لروسيا ثلاثة خطوط دفاعية رئيسية هناك ثم مدن محصنة بعد ذلك، إنه ليس مجرد سؤال حول ما إذا كان بإمكان أوكرانيا خرق واحد أو اثنين من هذه الخطوط، ولكن هل يمكنهم اختراق الثلاثة والاحتفاظ بعدد كاف من الجنود للوصول إلى ميليتوبول؟".
وبسبب التراجع المؤكد، تصاعدت الأصوات الجمهورية المعارضة لتزويد أوكرانيا بأسلحة أخرى، وتقديم دعم مادي أكبر، والآن يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن عقبة صعبة، في الحصول على 20 مليار دولار إضافية لصالح دعم أوكرانيا.
#BREAKING ‼️ Several US Congressman want to STOP Biden’s new $24 billion aid package for Ukraine due to negative US Intelligence forecasts about the Ukrainian counteroffensive pic.twitter.com/5kCT0IbeLm
— What the media hides. (@narrative_hole) August 18, 2023 جدوى "إف-16"بدورها، لا تزال أوكرانيا ملحة في مسألة الحصول على طائرات "إف -16"، على أمل تحقيق نجاحات أكبر في الهجوم المضاد، لكن المسعى قوبل برد أمريكي بارد.
ويرفض المسؤولون الأمريكيون الانتقادات التي مفادها أن الطائرات المقاتلة، أو أنظمة الصواريخ بعيدة المدى مثل "أتاكامز" كانت ستؤدي إلى نتيجة مختلفة، لأن المشكلة الأساسية متمثلة في اختراق الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا، ولا يوجد دليل على أن هذه الأنظمة ستكون هي القادرة على تحقيق الهدف، بحسب تأكيدات مسؤولين أمريكين للصحيفة.
وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أقر بنفسه أمس الخميس، بالوتيرة البطيئة للهجوم المضاد الأوكراني، مؤكداً استمراره حتى تتم استعادة كل أراضي أوكرانيا.
ألغام وخنادقوأصعب عقبة في طريق الجيش الأوكراني إلى ميليتوبول، حقول الألغام، فهي تبطئ تقدم القوات وتستنزف مواردها. ويقول المحللون، إن التحديات التي واجهتها أوكرانيا كثيرة، لكن الجميع متفقون تقريباً على أن الاستعدادات الروسية لصد الهجوم المضاد، تجاوزت التوقعات.
وقال لي، إن استخدام روسيا للخنادق والألغام والطيران، جعل من الصعب جداً على أوكرانيا التقدم نحو الجنوب والشرق.
وبحسب التقارير الاستخبارية الأمريكية، فإن نقص العتاد في أيدي الجيش الأوكراني، سيعيق حلمه بقطع الجسر البري في ماربوبول أو ميليتوبول إلى شبه جزيرة القرم بحلول نهاية أغسطس (آب) الجاري. ورغم التقديرات، لا تزال واشنطن تنتظر مفاجئة غير متوقعة للهجوم المضاد، الذي بات مرجحاً أن يستمر في فصل الشتاء، لكن ذلك يعتمد بحسب الخبراء، على عوامل مهمة، مثل توفر المعدات المتخصصة، والملابس الخاصة بالطقس البارد، والإمدادات الغذائية، ومع ذلك، فإن الهدف الأساسي ربما يبقى حلماً، في ظل استعداد الجيش الروسي القوي، وقدرته على مواصلة القتال شتاء، بدون توقف، في ظل ضمان وصول الإمدادات اللازمة إليه بسهولة ويسر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الهجوم المضاد
إقرأ أيضاً:
هجوم سوريا.. 6 أسئلة لفهم ما حدث
ماذا الذي حدث؟
قتل جنديان ومدني أميركي وأصيب 3 جنود آخرين، اليوم السبت، إثر كمين نفّذه مسلح من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تدمر، وسط سوريا، أثناء جولة ميدانية مشتركة لقوات أميركية وأخرى من الأمن السوري.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في منشور على منصة إكس أن المسلح قتل خلال الاشتباك.
في حين قال مصدر أمني سوري إن مروحيات أميركية نقلت المصابين إلى قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية، في حين توقف السير على الطريق الدولي دير الزور/دمشق مؤقتا على خلفية الحادث، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران في أجواء المنطقة.
أين وقع الهجوم، وما أهمية المنطقة التي استُهدفت؟وقع الهجوم في مدينة تدمر إلى الشرق من حمص بنحو 150 كيلومترا في عمق البادية السورية، وهي تقع في منتصف المسافة تقريبا بين البحر المتوسط ونهر الفرات.
وتشكل المدينة مركزا متقدما للجيش السوري وتضم مطارات عسكرية، بينها مطارا تي فور وتدمر العسكري، ومقر أمن البادية، مما يجعلها مواقع متقدمة في تأمين البادية، وحقول الفوسفات والغاز، فضلا عن دورها في حماية الطريق الصحراوي الذي يربط دير الزور بحمص ودمشق.
وسيطر تنظيم الدولة على تدمر عام 2015 خلال توسعه في البادية السورية، ودمّر خلال تلك الفترة معالم أثرية بارزة في المدينة الأثرية، كما نفذ عمليات إعدام لمدنيين من المنطقة.
ما الهدف الذي طاله الهجوم؟استهدف الهجوم فريقا من قوات التحالف الدولي في سوريا مع قيادة من الأمن الداخلي السوري كانوا في جولة في البادية.
ونفذ الهجوم عنصر مسلح على باب مقر أمني محصن في مدينة تدمر، وأفاد نور الدين البابا- المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية- في تصريح للإخبارية السورية أن المنفذ اشتبك مع الحراسات السورية وجنود من التحالف مما أدى إلى مقتل جنديين ومدني أميركيين وإصابة عنصري أمن سوريين.
من يقف خلف الهجوم وما الروايات أو الاتهامات المتداولة حتى الآن؟أفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أن المهاجم ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وكان بمفرده وقد قتل.
إعلانفي حين لم يؤكد ولم ينف المتحدث باسم الداخلية السورية انتماء المهاجم لتنظيم الدولة.
وقال المتحدث في تصريح لـ"الإخبارية السورية" إن منفذ الهجوم لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقا لقائد الأمن الداخلي في البادية، مبينا أن التحقيقات جارية للتأكد من صلته بتنظيم الدولة أو حمله لفكر التنظيم.
وكشف عن وجود نحو 5 آلاف عنصر أمن في البادية يخضعون لتقييمات أسبوعية وتتخذ إجراءات دائمة وفقا لتلك التقييمات.
ولفت إلى أن منفذ الهجوم صدر تقييم له في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري بأنه قد يكون لديه أفكار تكفيرية أو متطرفة، وأوضح أنه كان هناك قرار سيصدر بحقه غدا الأحد كونه أول يوم دوام في الأسبوع، لكن الهجوم وقع اليوم السبت الذي يعتبر يوم عطلة إدارية.
في أي سياق ميداني وسياسي يأتي الهجوم؟يأتي هجوم تدمر بعد نحو شهر من إعلان انضمام سوريا رسميا إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة خلال زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض لتصبح العضو الـ90 فيه.
كما جاء الهجوم بعد تنفيذ جهاز الاستخبارات ووزارة الداخلية السورية عمليات أمنية واسعة الشهر الماضي ضد خلايا التنظيم في عدد من المناطق بينها البادية ومحافظات دير الزور وحمص وريف دمشق.
وأعلنت الداخلية السورية أن تلك الحملة الأمنية تضمنت 61 عملية دهم و71 عملية اعتقال بينها شخصيات على مستويات قيادات عالية المستوى في التنظيم ومداهمة مخازن أسلحة وذخيرة ومتفجرات.
ما السيناريوهات أو التداعيات المحتملة بعد الهجوم؟يرى المحللون أن هجوم تنظيم الدولة الدامي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من ملاحقة خلايا التنظيم داخل الأراضي السورية بغطاء جوي أميركي يغطي عشرات آلاف الكيلومترات المربعة في البادية، ويؤمن دعما لوجستيا وتقنيا في مجال الاتصالات، خصوصا، لقوى الأمن السورية التي هي بأمس الحاجة لها في عمليات الملاحقة المعقدة.
وقد بدت ملامح التحرك واضحة مع إعلان الرئيس دونالد ترامب مبكرا أن هجوم تنظيم الدولة هو ضد الولايات المتحدة وسوريا، وتعهده بالرد، تبعه إعلان مسؤول أميركي إرسال مقاتلتي إف 16 للتحليق فوق تدمر في استعراض للقوة.